العرب أصدروا 200 مطبوعة من أميركا الجنوبية

, بقلم محمد بكري


جريدة الحياة


الثلاثاء، ١٠ نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠١٥
جريدة الحياة
الرياض - «الحياة»


العرب أصدروا 200 مطبوعة من أميركا الجنوبية


كشفت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عن صدور 200 صحيفة ومجلة عربية في دول قارة أميركا الجنوبية من منتصف القرن الـ19 حتى منتصف القرن الـ20، سعت خلال مسيرتها إلى خدمة اللغة العربية والأدب العربي، والانفتاح على الثقافات الأخرى، وخدمة أبناء العرب في القارة الأميركية. ولأهمية رصد التاريخ العربي في دول المهجر، اقتنت المكتبة نسخاً من المجلات والصحف مع مجموعة من صحف المهجر العربية التي أسهمت في خدمة الثقافة والأدب العربي، وتُمد الباحثين بمصادر أولية لدارسة تطور الصحافة العربية في بلاد المهجر والتعرف على واقع المهاجرين العرب هناك.

وشكلت المطبوعات بعداً ومنحنى آخر في مرحلة من مراحل تطور الصحافة العربية والأدب العربي بشكل عام، وذلك من بين 800 مجلة وصحيفة صدرت في بلاد المهجر موزعة على أكثر من 80 دولة. ومن جملة الأعداد المودعة في خزائن المكتبة مجموعة صدرت في مدينة ساو باولو البرازيلية، وهي صحيفة «الاتحاد العربي»: سياسية أسبوعية صدرت عام 1919، ومجلة «الفرائد»: أدبية أسبوعية صدرت عام 1910، وتوقفت عام 1918، وحلت محلها «الوطن» التي تحولت إلى «باتريا» عام 1940، ومجلة «الكرمة»: شهرية عامة صدرت عام 1914، ومجلة «الأنيس»: سياسية أدبية نصف شهرية صدرت عام 1916، ومجلة «الأندلس الجديدة»: شهرية صدرت عام 1932، ومجلة «الجالية»: أدبية ثلث شهرية صدرت عام 1922، ومجلة «الأمازون»: أدبية تاريخية شهرية صدرت عام 1917 في مناوس في البرازيل.

كما برزت مجلة «الأصمعي»: سياسية يومية صدرت عام 1897، وهي أول مجلة عربية تصدر في مدينة ساو باولو البرازيلية، وعُدت مع مجلة «صدى الجنوب» الأرجنتينية ومجلتين تصدر في أميركا الجنوبية، ومجلة «الأستاذ»: أدبية شهرية صدرت عام 1910 في بونيس آيريس في الأرجنتين، ومجلة «اليقظة»: نصف شهرية أدبية نقدية صدرت عام 1928 في الأرجنتين، وصحيفة «التفاهم»: سياسية نصف شهرية صدرت عام 1923 في سنتياغو بتشيلي، ومجلة «الحديقة»: أدبية أسبوعية صدرت عام 1922 في توكومان بالأرجنتين.ووثقت المكتبة في أميركا الجنوبية وجود صحيفة «الإصلاح»: وهي أدبية يومية ثم أسبوعية صدرت عام 1928 في بونيس آيريس بالأرجنتين، وتوقفت عام 1936، ومجلة «العواطف»: سياسية أدبية نصف شهرية صدرت عام 1916 في سنتياغو بتشيلي، وهي أول مجلة عربية تصدر في تشيلي، وصحيفة «الجديدة»: أدبية نصف شهرية صدرت عام 1906، في بوينس آيريس بالأرجنتين.

وتفتخر مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بأنها تقتني نوادر الصحافة العربية مثل: جريدة «المؤيد» التي أصدرها عبدالرحمن الكواكبي، ومجلة «لغة الويب» التي أصدرها الكرملي، ومجلة «الهلال» التي أصدرها جورج زيدان، وجريدة «الأهرام» ومجلة «المصور» وجريدة «المقطم»، كما تقتني المكتبة مجموعة من أعداد صحافة المهجر مثل: مجلة «السائح» التي صدرت في نيويورك عام 1913، وتضمنت مقالات جبران خليل جبران.

وتعود نشأة الصحافة المكتوبة على المستوي العالمي بعد اختراع الطباعة في القرن الـ15، وفي الوطن العربي بدأت الصحافة في القرن الـ19 متأخرة أربعة قرون. في حين كانت البداية في مصر عندما أصدر محمد علي الخديوي عام 1813 «جورنال الوقائع» المصرية، التي تولى تحريرها رفاعة الطهطاوي.

وواجهت الصحافة العربية بعد ذلك مصاعب كبيرة بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي مرت بها المنطقة العربية، ومع معاناة الجيل الأول من أقطاب الصحافة العربية، من أمثال: أحمد فارس الشدياق، وشاهين مكاريوس، وأحمد عرابي، ومحمد عبده، وسليم بشارة تقلا، وجورج زيدان، وعبدالرحمن الكواكبي، وجمال الدين الأفغاني، ولويس صابوني، وغيرهم، ما تسبب في هجرة الصحافة العربية خارج الوطن العربي. إلا أن الجيل الثاني في عقد الصحافة المهجرية واصل مسيرة تطوير الصحافة العربية مع رواد صحافة المهجر من أمثال: جبران خليل جبران، وإيليا أبو ماضي، وشكري الخوري، وأمين الريحاني، وأمين أرسلان، وسلوي سلامة، ونعوم مكرزل، ونسيب عريضة، وميخائيل نعمة، وغيرهم.

وتأتي عناية مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بهذه الإصدارات من الصحف والمجلات النادرة في إطار جهودها في خدمة الثقافة العربية، واهتمامها بالتراث العربي، ومد جسور التواصل مع مختلف الثقافات.

عن موقع جريدة الحياة


“الحياة” صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.

منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)