في كتابه الأشهر “تخليص الإبريز في تلخيص باریز” : يصف رفاعة الطهطاوي حالة الحرج الحضارية لدى أول صدمة تلقاها فى ميناء مارسيليا عند وضعه في في الحجر الصحي
في كتابه “تخليص الإبريز في تلخيص باریز”، يصف “الطهطاوي” حالة الحرج الحضارية لدى أول صدمة تلقاها فى ميناء “مارسيليا” عند وضعه ورفاقه في “الحجر الصحي” أو الكورينتينة.
ويحکي الطهطاوي أنه ورفاقه احتجزوا في بيت خارج “مرسيليا” معد للكرنتينة “على عادتهم من أن من أتی من البلاد الغريبة لا بد أن يكرتن قبل أن يدخل المدينة”، ويتساءل: هل الكرنتينة حلال أم حرام؟ هذه هي الروح التي وقف بها في وجه كل محدث غربي أن يعرف موقعه من الحل أو التحريم حفاظًا على عقيدته. ولا يجد الجواب سريعا فيستدل بحوار فقيهين مغربيين حول الموضوع نفسه هما الشيخ محمد المناعي التونسي المالكي المدرس بجامع الزيتونة، وقد حرَّم الكرنتينة بحجة أنها فرار من قضاء الله، والشيخ: محمد بيرم مفتی الحنفية صاحب كتاب “المنقول والمعقول” الذي أباح الكرنتينة، بل قال بوجوبها. هذا ما كان يجول في العقل الشرقي في تلك الفترة من إحدى مستجدات العصر الطبية الوقائية، ويختار الطهطاوی أيسرها وأكثرها تمشيًا مع روح العقيدة...