موقع الروائي الجزائري عبد الحميد بن هدوقة Abdelhamid Benhedouga - Algérie

, بقلم محمد بكري

وأخيرا ... وُلد موقع الروائي الخالد “عبد الحميد بن هدوقة” صاحب أول رواية جزائرية مكتوبة باللغة العربية، استبدّت بنا حالة من التردد الكبير قبل إقرار إطلاق الموقع حول والدي عبد الحميد بن هدوقة، رحمه الله الذي توفي ذات 21 أكتوبر من سنة 1996. والأسباب كانت عديدة. لكن اليوم ها هو أخيرا موقع يطلق على الشبكة العنكبوتية، ويرصّع صفحات تتألق على المنتديات الاجتماعية. في الفايسبوك والتويتر واليوتيوب وغيرها...

إن كنا وضعنا التعريف بصاحب ريح الجنوب والجازية والدراويش، سيرته وحياته، أدبه فكره، في صلب أهداف إطلاق الموقع، إلاّ أننا أردنا من خلال الموقع أيضا أن أكرم والدي الذي لا يزال حاضرا بنا رغم رحيله عنا منذ 17 سنة، ينبض في قلوبنا، ومازال قدوتنا ومرجعيتنا في أفكارنا ومواقفنا.

لم يكن عبد الحميد بن هدوقة ذاك الأديب الذي أحبه الآلاف من الناس وعشق أدبه الملايين، فحسب، إنما كان أيضا الوالد الذي مهما كبرت ومهما عشت تجارب الحياة لن ترقى إلى تجربته ومعرفته، ومهما اجتهدت وتعلمت وقرأت، فلن تصل إلى علمه ومعرفته وحنكته.

إن الوالد عبد الحميد بن هدوقة إن كان ذو حظ عظيم أن يكون متعلما في زمان كان العلم بالنسبة إلى الجزائريين حلة يلبسها المستعمر فقط، فأعتقد أنّ تجربته ونضالاته وكفاحه الطويل هو من صنع الفارق وجعله كاتبا كبيرا.

إنّ الوالد ينتمي إلى جيل لا نعتقد أنه سيتكرر في التاريخ المستقبلي لوطننا. جيل أسس كل شيء، أسس دولة وسياسة وثقافة وأدب وكل شيء في جزائرنا اليوم. كيف لنا إذن نحن الأبناء ونحن الشباب أن نطمع أو نطمح للوصول إلى ما وصلوا إليه، كيف لنا أن نقارن نفسنا معهم. نحن علينا فقط أن نسعى إلى التعلم من حياتهم وتجاربهم وما صنعوه من عدم.

أردنا أن يكون الموقع حول الوالد إذن تكريما متواضعا لشخصه وأيضا مساهمة في الأدب والفكر والتاريخ للوطن، لأن هؤلاء الرجال يمتزج أحيانا تاريخهم الشخصي مع تاريخ وطنهم وأمتهم، حقا إنّ الوالد عندما كتب ريح الجنوب، كانت فعلا أول رواية له، لكنها كانت كما يعلم الجميع أول رواية جزائرية باللغة العربية وهي بحد ذاتها لحظة تاريخية هامة في الثقافة الجزائرية بل منعرجا حاسما أسس لثقافة جديدة في ذاكرة أمتنا الجزائرية.

ننتظر أن يكون الموقع حول شخصية الوالد، قبلة الباحثين والطلاب والتلاميذ، بحيث يعثرون على كل حيثيات الراحل في هذا الموقع، إنشاء الله، بما فيها جوانب عن حياته.

الوالد لم يكن أديبا فقط وإنما كان مناضلا في صفوف الحركة الوطنية قبل أن يكون مجاهدا إبان الثورة التحريرية عندما كلف من قبل جبهة التحرير الوطني بالانتقال من فرنسا إلى تونس للعمل في إذاعة تونس والمساهمة في صوت الجزائر، ولقد كانت له العشرات من التمثيليات المسرحية وسائر الكتابات خلال إقامته بتونس، قبل أن يعود إلى أرض الوطن غداة الاستقلال ليلتحق بالإذاعة و التلفزيون الجزائري في سنة 1962.

سنحاول إذن من خلال الموقع توفير أكبر مادة ممكنة حول أدب وكتابات عبد الحميد بن هدوقة، كما مواقفه وأفكاره ومساره الحافل.

نعدكم من جهتنا أننا سنعمل إذن على تحيينه باستمرار، وننتظر من كل من يمتلك شهادة أو عمل يتعلق بالوالد، أن يمدّ به إدارة الموقع.

أردنا أن يكون موقع عبد الحميد بن هدوقة أيضا، مساحة إعلامية تعنى بالثقافة الجزائرية خصوصا، حيث سيتم التطرق إلى قضايا تتعلق بالتاريخ والأدب والفكر، وكذلك تقديم الأخبار الثقافية المهمة.

نطمح أن يرقى الموقع الذي صممناه وأسسناه، إلى مستوى تطلعات محبي عبد الحميد بن هدوقة، ويحوز إعجاب كل متصفحيه.
على كل نحن بحاجة إلى ملاحظاتكم التي سنأخذها بعين الاعتبار، وسنعمل جاهدين على تطوير الموقع وتحيينه بشكل متواصل وحيوي.

أخيرا وليس آخرا، نتمنى لكم إبحارا ممتعا على صفحات موقع عبد الحميد بن هدوقة.

أنيس بن هدوقة
نجل الكاتب عبد الحميد بن هدوقة

موقع الروائي الجزائري عبد الحميد بن هدوقة

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)