كاظم جهاد يؤصل الأدب الفرنسي عربياً في مشروع «كلمة»

, بقلم محمد بكري


جريدة الحياة


الأحد، ١٧ مايو/ أيار ٢٠١٥
جريدة الحياة
عبده وازن


يواصل الشاعر والناقد الأكاديمي العراقي، المقيم في باريس كاظم جهاد، مبادرته في تأصيل الأدب الفرنسي عربياً، من خلال مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبو ظبي للثقافة، منتقياً عيون الأدب الفرنسي على مر عصوره وانتهاء بعصر الحداثة وما بعدها. وبدا واضحاً أن سلسلة الأدب الفرنسيّ المترجم في مشروع «كلمة» اتسعت، وتعددت عناوين الكتب المنقولة الى العربية، وقد شاركت في ترجمتها نخبة من المترجمين والأدباء العرب. وباتت السلسلة تشمل، إلى جانب كلاسيكيات الأدب الفرنسيّ، أعمالاً معاصرة من روايات وقصص ودراسات نقدية. وباشر جهاد الإعداد لترجمة منتخبات واسعة من أعمال أهمّ شعراء اللّغة الفرنسيّة، وستتوزّع على مائة كتاب. ولعلّ ما يميز مبادرة جهاد، خضوعها لنظام ومنهج علميين سواء في الاختيار الدقيق الذي يمثّل واقع الأدب الفرنسي وتاريخه، أم في طبيعة الترجمة التي يشرف عليها ساعياً الى جعلها أمينة وصحيحة وخالية من الهنات والمشكلات. في معرض أبو ظبي للكتاب، التقيت جهاد وكانت هذه المقاربة لمبادرته والسلسلة التي يعمل عليها.

يقول جهاد عن أبعاد مشروع السلسلة: «بعد صدور ترجمات متوالية لعدد من أهمّ كلاسيكيّات الأدب الفرنسيّ، ضمّت أعمالاً قصصيّة وروائيّة لألكساندر دوما وتيوفيل غوتييه وغوستاف فلوبير وإميل زولا ومارسيل بروست، تتهيّأ سلسلة ترجمة الأدب الفرنسيّ في مشروع «كلمة» لإصدار ترجمات أعمال كلاسيكيّة أخرى لفرانسوا لاروشفوكو، سيرانو دو برجيراك، دُني ديدرو، مونتسكيو، بلزاك، جيرار دو نرفال، الأخوين غونكور، وجوريس كارل ويسمانس وجول لافورغ. وكما يظن القارئ، فالهدف من هذه الترجمات سدّ الثغرات القائمة في الثقافة العربية بخصوص معرفة روائع الأدب الفرنسيّ الصادرة قبل القرن العشرين، وإنعاش المعرفة بأهمّ كلاسيكيّاته.

وإلى جانب هذه الأعمال، تمّ اختيار بعض الروائع السرديّة المعاصرة، في مقدمها ستّ روايات للكاتب باتريك موديانو، الفائز بجائزة نوبل للآداب لهذا العام، وثلاث روايات للكاتبة الفرنسيّة من أب سنغاليّ ماري ندياي، الفائزة بجائزة غونكور للرواية عام 2009، وثلاث روايات لجان إشنوز، ورواية للورون موريفييه. وستزداد مساحة الأدب الفرنسيّ المعاصر في هذه السلسلة في الأعوام المقبلة. وتغتني السلسلة بترجمة أعمال فكريّة ونقديّة، يحضر فيها شارل بودلير ناقداً للفنّ، وغاستون باشلار عبر كتابيه المرجعيّين «الأرض وأحلام الإرادة» و «الأرض وأحلام الرّاحة»، والمستعرب أندريه ميكيل عبر مجموعة دراسات عن الجغرافية البشريّة عند العرب ورؤية الجغرافيّين والرحّالة العرب للعالَم والبلدان. وتضمّ هذه اللائحة ترجمة لكتاب مارسيل ريمون، المرجعيّ في نقد الشعر، «من بودلير إلى السوريالية»، ولكتاب الباحث الأكاديميّ دومينيك كومب «الشّعر والسّرد»، وأخيراً لكتاب الشاعر والباحث ميشيل كولّو «المَناظر في الشِّعر - من الرومنطيقيّة حتّى أيّامنا» وسواها».

شعراء اللّغة الفرنسيّة عبر العصور

أما في ما يخص المختارات الشعرية الفرنسية التي يزمع جهاد على ترجمتها، فيقول: «إنّ جانباً أساسيّاً من جديد سلسلة ترجمات الأدب الفرنسيّ هذه، سيتمثّل في تقديم رؤية واسعة للشعر المكتوب في اللّغة الفرنسيّة عبر العصور، تغطّي هذا الشعرَ من نصوصه الأولى المكتوبة بالفرنسيّة في صيغتها الرّاهنة، أي منذ أواسط القرن الخامس عشر، حتّى بدايات القرن الحادي والعشرين. ولئن دعونا هذه السلسلة الفرعيّة «شعراء اللغة الفرنسية في مائة كتاب» وليس «الشعر الفرنسيّ في مائة كتاب»، فلأنّ محتويات مجلّداتها لن تقتصر على منتخبات واسعة من أعمال الشعراء الفرنسيّين بل ستضمّ أيضاً ، وهذه واحدة من نقاط قوّة هذا المشروع وأحد مصادر شموليّته، منتخبات من أعمال أكبر الشعراء غير الفرنسيّين الذين يُدعَون أحياناً فرانكوفونيّين، وشخصياً لا أحبّذ هذه التسمية، الذين كتبوا أشعارهم بالفرنسيّة سواء كانوا من أبناء الأقطار الغربية الأخرى الناطقة بالفرنسية مثل كيبيك وبلجيكا وسويسرا، أو من أبناء المستعمرات الفرنسية السابقة كأقطار أفريقيا السوداء والمغرب العربيّ ولبنان، أو من أبناء مقاطعات فرنسا لما وراء البحار، جزر الأنتيل بخاصّة.

ستكون نقطة البداية هي هذه التي يضعها لهذا الشّعر مؤرّخو الأدب الفرنسيّ. فقبل أواسط القرن الخامس عشر، كان مجمل الأدب الفرنسيّ يُكتب في ما يُدعى بالفرنسيّة القديمة والفرنسية الوسيطة، وهما أداءان لغويّان شديدا القرب من اللاتينية، وليس في مقدور القرّاء الفرنسيّين المعاصرين أنفسهم، ما لم يكونوا من المختصّين بهما، قراءة الأشعار المكتوبة فيهما إلا في ترجمات تنقلها إلى الفرنسية الحديثة. هذا الفارق بين أطوار متباينة للفرنسيّة، يتجاوز الفارق المعروف بين عربية الجاهلية ومختلف العصور الإسلاميّة من جهة، والعربية المعاصرة من جهة أخرى. فهو لا ينحصر، كما في حالة العربيّة، في مفردات لم تعد متداولة ولا مفهومة وتكفي الاستعانة بحواشي الشرّاح أو بالمعاجم لتطويعها واكتناه معنى البيت الشعريّ، وإنّما يشمل البنيات الصرفية والاشتقاقيّة والنحوية للّغة بكاملها. وهذا كلّه يحتّم، لدى نقل أشعار كهذه إلى لغة الناطقين بالضّادّ، القيام بترجمة عن ترجمة، وهو إجراء يفرض المنطق التاريخيّ واللغويّ والشعريّ تفاديه. ثمّ إنّ متون هذا الشعر الفرنسيّ القديم لا تتضمّن قصائد بالمعنى المتعارف عليه في الثقافات الأخرى، بما فيها العربية، بل أغاني دينيّة ودنيويّة وملاحم حربيّة، وأشعار التروبادور المكتوبة باللّغة البروفنساليّة والتي ينبغي التعامل معها في إطارٍ آخر».

المختارات الشعرية

مَن هم الشعراء الفرنسيون الذين ضمّهم الى السلسلة؟ يقول جهاد: «تبدأ سلسلة المختارات هذه بفرانسوا فيّون، كبير الشعراء الفرنسيّين في القرن الخامس عشر، الذي تشكّل أشعاره ما يشبه توديعاً للعصر الوسيط، ولا نرى في لغته إلا فوارق بسيطة مع الفرنسيّة الحديثة. وإلى جانب فيّون، يبرز شارل دورليان وآلان شارتييه ومجموعة شعراء يُعرَفون بـ «البلاغيّين العظام». مع الدخول في القرن السادس عشر، أصبح الشعر الفرنسيّ أكثر ميلاً إلى الغنائية، وبالتالي أكثر احتفالاً بالمشاعر والانفعالات. وهنا برزت مجموعة «لا بليياد» أو «الكوكبة»، التي ضمّت سبعة شعراء يتزعّمهم بيار دو رونسار وجواكيم دو بيليه. ولا بدّ هنا من ذكر كليمون مارو، الذي بدأ شاعرَ بلاط ثمّ عاش منفيّاً، والذي أدخل الى الشعر الفرنسيّ تجديدات إيقاعيّة وطبع لغته بالكثير من الرقّة، وأغريبا دوبينييه، الذي أضاف مسحة احتجاجيّة أشاعت نبرة نقديّة تتواءم ونزوعَ رونسار إلى نقد أحوال زمنه. كما برز في هذا القرن شعراء مدينة ليون، وعلى رأسهم موريس سيف والشاعرة لويز لابيه.

أمّا شعر القرن السابع عشر، فتميّز باتّجاهين. عمل الأوّل على تكريس الشعر الباروكيّ، الذي كان قد بزغ في القرن السّابق، والذي يُعنى بزخرفة الشعر وتدعيمه بوسائل التكرار والمجانسة والأسلبة المتطرّفة والموازنة والتكرار الفنّي، ومن أهمّ أعمدته ماربوف وجان دو بوسيير وآخرون. أمّا التيّار الثاني، تيّار الشعر الكلاسيكيّ، فقد جاء ليحدّ من الفوضى التي أحدثها شعراء الباروكيّة، ومن أهمّ أعلامه ماليرب وبوالو، صاحب منظومة «فنّ الشعر» الشهيرة، والذي كان ينصح بالوضوح والتقشّف في الأسلوب. وهنا يتمتّع لافونتين بمكانة خاصّة عبر خرافاته المكتوبة شعراً، والتي تتقاطع مضامين بعضها مع مضامين أمثال «كليلة ودمنة» لابن المقفّع. ولا يمكن نكران أهميّة تراجيديّات جان راسين وبيار كورناي للشّعر إلى جانب أهميّتها للمسرح. القرن الثامن عشر هو قرن الفلاسفة، فلاسفة التنوير بخاصّة، كتب بعضهم الشعر، كما فعل فولتير وديدرو وآخرون. وفي هذا القرن الذي كان ضنيناً بالشعراء الكبار، برزت خصوصاً موهبة أندريه شينييه، الذي أُعدم في ظلّ ملابسات الثورة الفرنسية في1794».

تحوّلات الشّعر في القرنين التاسع عشر والعشرين

هل ستختار شعراء الحداثة بدءاً من شعراء القرن التاسع عشر ثم العشرين، وهما القرنان اللذان شهدا أبرز التحولات؟ يقول جهاد: «شهد الشعر الفرنسيّ في القرن التاسع عشر، شأنه شأن الرواية الفرنسية، انفجاراً عاتياً جاء بوفرة من الأشكال والمضامين المستحدثة، وبسلسلة من الثورات الفنّية. ففي النصف الأوّل من القرن المذكور، جاءت الرومنطيقيّة الفرنسية لتفرض دمغتها العميقة على مجمل الشعر العالميّ. وبرزت داخل الرومنطيقيّة ثلاثة تيّارات أو تعبيرات شعريّة، عمل أوّلها على إنعاش الغنائيّة وكرّس تأمّل النفس والطبيعة وهروب الزمن وأثر العشق، كما لدى لامارتين ودوموسيه وفينيي ونرفال. والثاني، كان أميل إلى الالتزام بقضايا الإنسان والمجتمع، كما في مجموعة فيكتور هوغو الضخمة المعنونة «العقوبات». وعملَ تيّار ثالث على الإعلاء من قدرات المخيّلة الفنتازية ولعب الحواس، كما في عمل ألوزيوس برتران، الذي تدين له الفرنسية بابتكار النثر الشعريّ الذي سرعان ما تمخّض عن قصيدة النثر.

ومع سبعينات القرن ذاته، وجدت الرومنطيقية شكلاً أكثر جذريّة لها في الحركة «البرناسيّة»، التي نهضت بوجه غنائية الرومنطيقيّين الأوائل، وعارضت عمل العاطفة المحض و «عبادة» الأنا، وجابهت هذا كلّه بشعر يتوخّى التجرّد أو المسافة، ويُعلي من الفنّ قيمة بحدّ ذاته (ما يلخّصه شعار «الفنّ للفنّ»). جعل شعراء الحركة من الاشتغال الأسلوبيّ والتبحّر اللغويّ والميل إلى الغرائبيّة، عناصر أساسيّة في شعريّتهم، واعتبروا تيوفيل غوتييه رائداً لهم، وتحلّقوا حول تيودور بانفيل ولو كونت دوليل وكاتول منديس وآخرين.

وعلى أنقاض البرناسية، قامت بعد سنوات قليلة مدرسة الشعر الرمزيّ، وجمعت أسماء كبرى من أمثال بول فرلين وستيفان مالارمه وآرتور رامبو. وهنا تمّ إعطاء الأولويّة لعمل الأحاسيس والرّصد الموضوعيّ للتجربة، وصار الشاعر يُعنى بتمثّل العالَم والإيحاء به بدل وصفه. بيد أنّ شاعراً واحداً يقف بحدّ ذاته علماً فريداً لا يمكن اختزاله إلى أيٍّ من هذه المدارس أو التيّارات، وإن كانت جميعاً تجهر بعائديّته إليها أو بقربه منها، هو شارل بودلير، الذي دفع الشعر إلى الغوص في داخل الذات الإنسانيّة، كاشفاً فيها عن أغوار مائجة وقارّات عجيبة».

القرن العشرون

ماذا عن ثورات القرن العشرين مثل الدادائية والسوريالية وسواهما؟ يجيب جهاد: «على امتداد القرن العشرين، كان الشعر الفرنسيّ مسرح تسارعات وانفجارات شتّى يصعب الإحاطـــة بها من خلال تقسيمات المدارس أو التيّارات. صحيح أنّ القــرن بدأ بولادة الحركة الدادائيّة، التي عكست مخاوف ما بعد الحــرب العالميّة الأولى، عبر رفضٍ مدوّ وساخر للأشكال والمعـتقدات القديمة، وصحيحٌ أيضاً أنّه شهـــد من بَعد قيام الحركة السوريالية، الداعية إلى سبر أغوار اللا شعور (ومن هنا مناداتها ببودلير أحد روّادها) وإلى استثمار قدرات الكتابة العفوية وعناصر الاستيهام والحلم بصورة وجـــدت في أعمال أندريه بريتون وفيليب سوبو، وفي أعمال بــول إيلوار ولويس أراغون الأولى، أفضل تجلّياتها، وصحيح أخيراً أنّ هذا الشعر شهد في ما بعد نشأة حركات أخرى أقلّ أهميّة من تلك السابقة، كالشعر الحرْفيّ والشّعر التجريبيّ والشعر الصوتيّ، وسواها، بيد أنّه سيكون أكثر دقّة الكلام هنا عن شعراء يفرض عمل كلّ منهم نفسه اتّجاهاً بحدّ ذاته، من دون أن يمنع هذا من معاينة تلاقيات وتقاربات. فهناك في بداية القرن، شعراء «العالم الجديد» أو «الواقع الجديد»، وعلى رأسهم غيوم أبولينير وبليز سندرار.

وهناك في طرف آخر قد يكون نقيضاً له، شعراء الأناشيد الاحتفالية والكونية شبه الملحمية والبيت الشعريّ الطويل، يتسيّدهم بول كلوديل وسان جون بيرس. وهناك شعر القبول بالعالَم والحياة، كما لدى بيرس أيضاً، أو فكتور سيغالين وفاليري لاربو، أو جول سوبرفييل وبيار ريفردي، وشعراء «لا»، ممّن يغوصون في ظلام العالَم ويغلّبون النزعة النقدية أو نزعة التعرية، كما لدى أنطونان آرتو أو هنري ميشو في ما بَعد. هناك شعراء التأمّلات الفلسفية على خلفية غنائيّة محدثة كما لدى رنيه شار وجاك دوبان، وشعراء اللّغة اليومية غير الخالية من السخرية وطرافة اللّغة كما لدى جاك بريفير وماكس جاكوب. هناك شعراء النزعة الروحانية، لا بل حتّى الدينية، من أمثال جان غروجان وجان كلود رونار وبيار إيمانويل وباتريس دولاتور دوبان، وشعراء الماديّة الموضوعيّة كما في كتابات فرانسيس بونج وأوجين غيلفيك. هناك شعراء التلاعبات اللغوية والشكليّة من أمثال ألفريد جاري وجان تارديو وريمون كونو، وشعراء الشكل الصافي، سواء كانوا ممّن يحترسون من إمكانات اللّغة وشطط الغنائيّة «غير المشذّبة»، كما لدى إيف بونفوا والسويسريّ الأصل فيليب جاكوتيه، أو ممّن ينزعون إلى الوثوق بإمكانات اللّغة ويلتمسون منها أن تقول كلّ شيء كما في عمل ميشال دُغي وأندريه دو بوشيه».

عن موقع جريدة الحياة


“الحياة” صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.

منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.


موقع مشروع كلمة الصفحة الرئيسية

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)