فى ذكرى «الأسبنة» أو اكتشاف العالم الجديد: « الموريسكيون» وحقيقة الزخم العربي والإسلامي في الثقافة الاسبانية

, بقلم محمد بكري


جريدة القدس العربي


جريدة القدس العربي
السنة السادسة والعشرون ـ العدد 7909 الاثنين 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2014 ـ 4 محرم 1436هـ
محمد محمد خطابي، كاتب مغربي


الثاني عشر من شهر تشرين الاول/اكتوبر هو يوم العيد الوطني لاسبانيا التي احتفلت به هذا العام في ظل عاهلها الجديد فليبي السادس دي بوربون احتفالا كبيرا ومُثيرا، ويُسمى هذا اليوم (يوم الاسبنة) وهو اليوم الذي وصل فيه كريستوفركولومبوس الى العالم الجديد عام 1492، وطفقت فيه اسبانيا نشر وذيوع وتأصيل ثقافتها ولغتها في الشق الاخر من العالم وراء بحر الظلمات، اقترنت ذكرى هذا الاكتشاف، الذي غير خريطة العالم، باسم هذا البحار المغامر، مثلما اقترن فتح الاندلس بالبطل طارق بن زياد، وفي الوقت الذي يحتفي فيه الاسبان بهذا اليوم باعلى مظاهر الزينة والبذخ، والبهرجة يعبر فيه العديد من السكان الاصليين في امريكا اللاتينية والمهتمين بتاريخ القارة الامريكية من مختلف انحاء المعمور من مؤرخين وباحثين وكتاب وشعراء، وسياسيين وعلماء البيئة الخ.. عن مشاعر استيائهم من تكريس ايام شهر اكتوبر من كل عام كعلامات بارزة وفارقة في تاريخ البشرية، بقدرما ينبغي اعتبارها – في نظرهم- نقاط تحول في صفحات تاريخ المهانة والتشتت اللذين لحقا باجناس شعوب هذه القارة من السكان الاصليين في الاراضي التي اكتشفها كولومبوس وبحارتُه منذ خمسة قرون ونيف، وهو يحسب انه متجه الى اسيا الشرقية. على شطلآن هذه الاراضي التي لم تكن قد وطئتها قدم اوروبية قط، رست مراكبُه الشراعية الثلاثة «سانتا ماريا» (اكبرها) و»لانينيا « (اوسطها) و»لابينتا «(اصغرها) في جزيرة غواناهاني (الباهاماس)، حصل ذلك عندما صاح احد البحارة رُودريغُو دي تريانا باعلى صوته من على حيزوم سفينة «لا بينتا» : (الارض..الارض تبدو في الافق…)!

كولومبوس والارضُ البكر

تُشير معظمُ المصادر ان كولومبوس كان رجلا يميل الى العزلة، ويتحاشى الاختلاط . وفى التاريخ المتراوح بين 1459-1481 بدا كولومبوس سفرياته نحو السواحل الاوروبية لتمويل مغامراته. كان مغامرا كبيرا، بل من اكبر مغامري التاريخ في عصره. ففي سن 19 ربيعا انضم الى اول بعثة مسلحة في محاولة من ملك جنوة دانييرو دي انجوعام 1459 للسيطرة على نابولي لصالح ابنه، حيث لم يفتأ يطالب بهذا العرش من الاراغونيين. تصف بعضُ كتب التاريخ كذلك ان كولومبوس كان من القراصنة الكبار، شارك في عدة مناسبات بغارات على جنوة والبندقية، هذه الحروب كان من ابرز شخصياتها وضحيتها ايضا الرحالة الايطالي الشهير ماركو بولو.

اشتغل كولومبوس في صفوف فرسان البحر في خدمة بلاده ما بين 1461-1465 حيث حصل على العديد من الغنائم منها، عشرات السفن التي تنتمي الى البندقية، كما قام بالمشاركة في هجمات على المرافئ المغاربية في شمال افريقيا التي كان يعتبرها بعض الاوروبيين اوكارا للقراصنة، ففي 1461 قاد كولومبوس سفينةً مسلحةً الى ميناء تونس، بهدف اطلاق سفينة اسبانية اخرى كانت مُحتجزة هناك من طرف مسلحين، وخلال هذه الغارة البحرية نجا كولومبوس في عرض البحر على اثر تمرد قام به البحارة الذين رافقوه، واعلنوا العصيان عليه، حيث فر الى مدينة جنوة. عمل كذلك بحارا محاربا لدى ملك فرنسا، وحاول الحصول على ثروة هائلة في تعاطي التجارة الا انه فشل.

وفى 1479 انتقل للإقامة في البرتغال حيث شارك في عدة بعثات الى السواحل الافريقية، خاصة الى سواحل غينيا غرب افريقيا، وهناك اتضحت له عبثية فكرة الوصول إلى الهند بالدوران حول افريقيا، اذ لولا وصول كولومبوس في خط متوازٍ الى الاراضي الامريكية في ما بعد لكان السفرُ طويلا، بل ومُستحيلا بالنسبة لمراكبه الشراعية.

كان كولومبوس محاربا شجاعا شديد المراس، كان مُثقلا بالفضول والتطلع نحو اكتشاف افاق بعيدة وعوالم جديدة، ومجاهل نائية، لقد حاول الكثيرون حبك العديد من القصص والحكايات التي حيكت حوله وتحولت في ما بعد الى اساطير، الا ان شخصيته الحقيقية تبقى محصورةً في بحار طموح، ومغامر كبير، وهناك من المؤرخين من يؤكد انه لم يصطحب معه خلال رحلته الاستكشافية الى امريكا الوسائل والادوات العربية (البوصلة، الاسطُرلاب، الخرائط الخ) وحسب، بل كان معه كذلك اناس من اصل عربي يُجيدون اللغة العربية لظنه انه كان متجها نحو الهند وليس الى قارة بكر جديدة.

الاكتشاف والإشعاع الحضاري الإسلامي

يرى بعضُ المؤرخين المُنصفين المتخصصين في تاريخ امريكا اللاتينية انه من الاخطاء التي يقع فيها بعضُ الكتاب والباحثين في مجال ما يُسمى باكتشاف العالم الجديد قولُهُم بعد ان اجازوا مصطلح «لقاء» بدل «اكتشاف»، بان هذا اللقاء كان بين عالمين او ثقافتين، وهذا حيفٌ بين، وتحريف صارخ، وخطأ واضح، وانه من الانصاف القول ان هذا اللقاء كان بين ثقافات ثلاث وهي الاوروبية، والامريكية الاصلية الى جانب الارث الزاخر والتأثير العميق للثقافة الاسلامية التي جاءت مع الاسبان الذين وفدوا على هذه الديار زرافات ووحدانا بُعيد الاكتشاف، والهجرات المتوالية والمتعاقبة التي حدثت في ما بعد بشكل متواتر غير منقطع، حيث اطلق على هذه الاراضي المكتشفة «اسبانيا الجديدة» أو «العالم الجديد».

واسبانيا الجديدة هذه لم تقم سوى على اشعاع وآثار وأرضية الحضارة الاسلامية المشعة، حتى ان صادفت نهايتها (سياسيا) مع بداية الاكتشاف، الا انها كانت لما تزل قائمةً، متأصلةً ومتجذرةً في مختلف مظاهر الحياة وداخل الانفس والعقول ذاتها.
ففي ذلك الابان اي بعد تاريخ 12 اكتوبر 1492 لم تكن الرقعة الجغرافية الاسبانية خاليةً من العرب، والبربر المسلمين فمنهم من هاجر وفر بجلده، وهناك من آثر البقاء متظاهرا باعتناق الكاثوليكية، والذين نجوا وبقوا سُموا بالموريسكيين، فقد كان منهم امهر الصناع والمزارعين، والمهندسين والعلماء والمعلمين وخبراء الري والفلاحة، والبستنة، بل لقد ظلت مسألة تسيير العديد من المرافق الحيوية والقطاعات الاساسية، في البلاد ليس في الاندلس وحسب (جنوب اسبانيا) بل وفي مناطق اخرى من شبه الجزيرة الايبيرية، خاصة في شمالها الشرقي بيد المسلمين.

وهناك وثائق تؤكد هذه الحقائق التاريخية، فكيف والحالة هذه الا يحمل الاسبانُ الذين هاجروا الى العالم الجديد معهم هذا «التاثير»..؟ بل قد يصل بنا التساؤل والقول بان هناك من المسلمين المغلوبين على امرهم من هاجر خفيةً مع افواج المهاجرين الاسبان، والا من أين جاءت هذه الدور والقصور ذات الباحات والساحات والنافورات العربية التي بنيت في العديد من بلدان امريكا اللاتينية؟ بل ومن اين هذه الاقبية والاقواس والمُقرنصات والعقود والشبابيك ذات الطابع الاسلامي البحت؟ والابعد من ذلك هذه الكنائس التي كانوا يبنونها غداة وصولهم ويظهر فيها الاثر العربي والاسلامي بوضوح، ولقد استعمل بعضُهم الخط العربي المحتوى على اشعار واقوال وحكم وآيات قرآنية اعتقادا منهم انه من علامات الزينة والزخرفة في البيوتات الكبرى والقصور في اسبانيا، وتعلو وجه المرء (المسلم) ابتسامةٌ ممزوجةٌ بالرضى والمرارة معا عندما يجد بعض تلك الاشعار والآيات القرآنية وقد وُضعت مقلوبةً على تلك البلاطات، او الرخامات، او الخشب، او الزليج.

أدب المنفى داخل الوطن

كان عند هؤلاء الموريسكيين المغلوبين على امرهم ادب سري او ما كان يُطلق عليه بـ»ادب المنفى داخل الوطن» وهو أدب مؤثر وبليغ يسمى باللغة الاسبانية الخاميادة او الخامية بمعنى (العجمية)، وقد اطلق عليه هذا النعت لأنه ادب مكتوب انطلاقا من اللغة الاسبانية، ولكنه يستعمل حروفا عربيةً، وكان الاسبان من ناحيتهم يُطلقون هذا اللفظ على اللغة القشتالية المُحرفة بمزجها بكلمات عربية، وكان يتكلم بها المسلمون في اسبانيا في اخر عهدهم بالأندلس، ولما خشي الحكام الكاثوليك على هؤلاء من التكاثر أو استعادة النفوذ قرر الملك فيليبي الثاني اصدار ظهير او مرسوم بين 1609-1614 بطرد اخر الموريسكيين، او بمعنى اصح وادق طرد ما تبقى من المسلمين المُنصرين والمُهجرين عنوةً وقهرا وقسرا من ديارهم، ومن وطنهم في الاندلس وفي سائر المناطق الاسبانية الاخرى. يشير الباحث لوبث بارالت: «ان هذا القرار الدرامي المُجحف الذي اتخذه فليبي الثاني كان سببا في اثارة احتجاج ٍصارخ، وجدلٍ هائج ما زال يُسمعُ صداهما حتى اليوم».

واذا كان هذا يحدث في القرن السابع عشر (1614) اي 122 سنة من وصول الاسبان الى «العالم الجديد»، فان ذلك يدل دلالة قاطعة على ان اسبانيا عندما «اكتشفت» امريكا كانت لما تزل واقعةً تحت التأثيرالعربي الاسلامي، وان العادات والتقاليد وفنون المعمار واسماء الحرف والمهن والصناعات والابتكارات والالات البحرية والعسكرية، والملاحة والفلاحية وعشرات الالاف من المسميات كانت عربيةً او على الاقل من جذر او اصل عربي، وهي التي استُعملت في مختلف بلدان امريكا اللاتينية، وظلت مُستعملة بها ولا تزال الى يومنا هذا.

ويتحدث الباحث المكسيكي مانويل لوبث دي لا بارا في بحث له تحت عنوان «عام 1492» عن التأثير الإسلامي في الحياة الاسبانية بشكل عام خلال هذا التاريخ فيشير الى: «ان حرب استرجاع غرناطة دامت 11 سنة، وانتهت بانتصار الملكين الكاثوليكيين في قصرالحمراء في 2 يناير/كانون الثاني 1492 وشكل ذلك حدا للوجود السياسي الاسلامي الطويل في اسبانيا الذي يرجع الى 711، الا ان الوجود الفعلي للمسلمين في شبه الجزيرة الايبيرية لم ينته عام 1492، ففي غرناطة وحدها كان يعيش حوالي 4 ملايين من السكان، في حين كان هناك 6 ملايين يتوزعون على باقي اسبانيا، والقسط الاكبر من هؤلاء السكان كانوا من العرب والبربر، وكان معظمهم يعمل في الفلاحة، والصناعة، وتربية المواشي. وكانت لديهم ثروات هائلة من اراض خصبة بفضل علومهم الفلاحية الواسعة ومجهوداتهم، وشاءت الاقدار او الصدف انه في ذلك التاريخ نفسه من القرن الخامس عشر بدأعصر الاكتشافات الجغرافية الكبرى، واضيفت قارة جديدة الى خريطة العالم بعد رحلة كولومبوس التاريخية، حيث انهارت مفاهيم الفلسفة الجغرافية القديمة، ونظرا لقرب، بل ولتلاقي المسافة الزمنية بين سقوط غرناطة وهذا الاكتشاف (السنة نفسها) فانه لا يمكن بحال من الاحوال النظر الى اكتشاف امريكا بمعزل او بمنأى عن التأثيرات العربية الاسلامية التي كانت حديثة العهد، والتي كانت لما تزل تفعل فعلها واضحا في المجتمع الاسباني، على الرغم من انهيار الحكم السياسي الاسلامي في الاندلس».

الثقافة الثالثة

يؤكد الباحثون في تاريخ القارة الامريكية ان المكتشفين وصلوا إلى بلدان هذه القارة مستحضرين معهم ثمانية قرون من الوجود العربي والتأثير الاسلامي في اسبانيا، ومختلف مظاهر الرقي والرفاهية والتقدم، التي برع فيها المسلمون في الاندلس في مختلف المرافق الثقافية والادبية والشعرية والعلمية والفلاحية والعُمرانية والمعمارية وسواها، فضلا عن التأثير اللغوي، ففي كل لحظة كانوا يستعملون الكلمات العربية او التي هي من اصل عربي في مختلف المجالات، وهي ما زالت موجودة ومنتشرة في هذه الربوع الى اليوم .

ويقدم كتابُ «الثقافة الثالثة» للباحثة المكسيكية اكرام انطاكي (من اصل سوري) فكرةً واضحةً عن هذا الزخم الحضاري الاسلامي الهائل الذي استقدمه المكتشفون، وهو كتاب ثقافة وفن يضم العديد من الصور التي تقدم الدليل على الغاية من وضعه، من غير استعمال خطاب مضخم، انه كتاب يعالج تأثيرالمسلمين في المكسيك، وبالتالي في باقي بلدان امريكا اللاتينية، بالخصوص في ميدان المعمار ومختلف مظاهر الحياة الاخرى. تقول المؤلفة في ذلك: «الحديث لا ينقطع عن التأثير الاسباني المكسيكي، ويكاد لا يُذكر شيء عن الجذور الاسلامية العربية التي هي في الواقع اصل هذا التأثير». وتضيف: «ان اللقاء الذي تم لم يكن بين ثقافتين اثنتين وهي الاسبانية والهندية الاصلية وحسب، كما يقال من باب الحيف والشطط، بل كان لقاءً بين ثقافات ثلاث ً مُضافا اليها الثقافة العربية الاسلامية، التي تُعتبر عُنصرا مُكونا مهما في العالم الجديد».

وتؤكد اكرام انطاكي ان الذين قدمُوا من اسبانيا ليستوطنوا المكسيك، او مناطق اخرى من هذه القارة، بعد وصول كولومبوس اليها كانوا بعيدين عن الحضارة، وكانوا اقرب الى الوحشية والهمجية، وان الجانب المشرق الوحيد الذي جاءوا به معهم هو الارث العربي الاسلامي، وقد طعم التأثير الاسلامي في المكسيك بالهجرات العربية المتوالية التي حدثت في ما بعد، حيث استقر العديد من الاسر العربية والبربرية المترحلة في هذا البلد، وما فتئ اولاد واحفاد هؤلاء يرجعون بابصارهم وافئدتهم وضمائرهم الى ماضيهم واجدادهم وكلهم فخر وزهو واعجاب بهذا الماضي العريق.

ويشير الباحث المكسيكي اد البيرتو ريوس في السياق نفسه: «انه من العبث التأكيد على مصطلح «لقاء عالمين» او ثقافتين، اذ تبقى افريقيا واسيا بذلك خارج هذا المفهوم، وهما شريكتان في هذا الموضوع تاريخيا». ويضيف الباحث: «من الصعوبة ان يفهم الاسبان لماذا لا تزال تلهمنا مواضيع الغزو، وهم يزعمون انه ليس لهم امثال شبيهة بما حدث مع الرومان والعرب بالنسبة لاسبانيا نفسها، ويجهلون او يتجاهلون ان التاريخ الذي بدا منذ خمسمئة سنة له معنى تراجيدي في حياتنا».

ويؤكد الروائي المكسيكي الراحل كارلوس فوينتيس في كتابه «سيرفانتيس او نقد القراءة» في مجال التأثير العربي والاسلامي في اسبانيا، الذي انتقل بشكل او بآخر الى القارة الجديدة :»انه من العجب ان نتذكر ان الثقافة الهيلينية وكبار المفكرين الرومان الضالعين عمليا في المناطق الاوروبية استعادوا مواقعهم، وحفظت اعمالهم بفضل ترجمتها الى اللغة العربية، فضلا عن العديد من الابتكارات العلمية والطبية، في الوقت الذي كانت فيه اوروبا مريضةً ويتم علاجُها بواسطة التعزيم والرقية والتعويذ والتمائم». ويضيف: «فعن طريق اسبانيا المسلمة ادخل الى اوروبا العديد من أوجه التأثيرات الهندسية المعمارية الموريسكية، حيث اصبحت في ما بعد من العناصر المميزة لخصائص الهندسة القوطية». (انظر مقالي في «القدس العربي» حول هذا الكاتب العدد 7129 بتاريخ 17 ايار/ مايو 2012).

ويرى المُستشرق امريكُو كاسترُو ان معظم الكلمات الاسبانية التي لها علاقة بالعد والقياس والاكل والسقي او الري والبناء، كلها من اصل عربي، فمن يبني البناء؟ البانييل Albañil (بالاسبانية) وهو البناء، او الباني، وماذا يبني؟ القصر Alcázar، القبة Alcoba، السطح Azotea او السقف (وهي بالتوالي تُنطقُ في الاسبانية: الكاسر، الكُوبا، اسُوطييا). وكيف وبماذا تُسقى او تروى الارض؟ بالساقية Acequia، والجب Aljibe، والبركة Alberca(وتثنطق في الاسبانية): اسيكيا، الخيبي، البيركا. وماذا ناكل بعد ذلك؟ السكر Azúcar، الارزArroz ، النارنج Naranja ، الليمون Limón، الخُرشُف Alcachofa، الترمُس Altramuces، السلق Acelgas، السبانخ Espinacas (وتُنطق في الاسبانية بالتوالي: اسوُكار، اروث، نارانخا، الليمون ،الكاشُوفا، الترامويسيس، اسيلغا، ايسبيناكاس). وبماذا تزدان بساتيننا، او تُزينُ حدائقنا..؟ بالياسمين، Jazmínوالزهر Azahar، والحبق Albahaca، وتُنطق بالاسبانية: اثهار، خاثمين، والبهاكا، (وهكذا الامر مع العديد من الاسماء المتعلقة بالمنتوجات التي ادخلها المسلمون الى اوروبا في مختلف الحقول والمجالات». ويصل كاسترو الى نتيجة مثيرة وهي، ان فضائل الاثر والعمل عند العرب والمسلمين، والثراء الاقتصادي الذي كان يعنيه هذا العمل وهذا الاثر كل ذلك قُدم قُربانا وضحيةً من طرف الحكام الكاثوليك والاسبان». ويختم «كاسترو» ساخرا: «فذلك الثراء، وذلك الرخاء، لم يكونا يساويان شيئا ازاء الشرف الوطني».

عن موقع جريدة القدس العربي

 المقال في جريدة القدس العربي بالـ pdf


صحيفة القدس العربي هي صحيفة لندنية تأسست عام 1989.

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)