المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط

, بقلم محمد بكري

إن التكنولوجيا الحديثة بصفة عامة، والرقمية منها بصفة خاصة، قد أضافت إلى مجال علم المكتبات والمعلومات أبعادًا جديدة ومتطلبات مهنية أكثر تطورًا لم تكن موجودة من قبل، يستفيد منها الباحثون ومحبو المعرفة. ووسط هذا الكم الهائل من صور وأشكال الثورة التكنولوجية كان طبيعيًّا أن تتبنى مكتبة الإسكندرية مفهوم النشر الرقمي لإتاحته لكل الباحثين المهتمين بالعلم والمعرفة، وهو ما دفع مركز الخطوط إلى القيام بدوره في إتاحة دراسة النقوش والخطوط والكتابات في العالم عبر العصور، منذ عصر ما قبل التاريخ حتى العصر الحالي في كافة أنحاء العالم بنهج ورؤية جديدة. فتولدت من هذا المنطلق فكرة “المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط”.

يأتي هذا المشروع على رأس أهداف مركز دراسات الكتابات والخطوط والذي أخذ على عاتقه نشر النقوش والكتابات المختلفة؛ وعلى وجه الخصوص النقوش التي خلفتها اللغات والكتابات المختلفة التي مرت بمصر وخارجها وإتاحتها للعلماء والباحثين والهواة في محتوى رقمي مبسط عبر الموقع الإلكتروني.

يعد مشروع المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط سجلاًّ رقميًّا للكتابات الواردة على العمائر والتحف الأثرية عبر العصور، وتُعرض هذه النقوش للمُستخدِم في صورة رقمية تتضمن موجزًا عن بيانات النقش، وعرض صور فوتوغرافية له، كما تسجل ما دُوِّن عليه من كتابات.

وقد تبنَّى المشروع في الوقت الحالي تسجيل مجموعة من اللغات بخطوطها المتعددة وهي اللغة المصرية القديمة، واللغة العربية، واللغة الفارسية، واللغة التركية، واللغة اليونانية، على أن تُجرَى تباعًا تنمية للنقوش التابعة لكل خط، وكذلك البدء في تسجيل مجموعة جديدة من خطوط اللغات الأخرى. وتُعرض البيانات الأساسية لتلك النقوش، وكذلك الوصف الخاص بها للمستخدم باللغتين العربية والإنجليزية.

وقد حرص القائمون على هذا المشروع على أن يخرج الموقع الإلكتروني للمكتبة الرقمية للنقوش والخطوط في شكل سلس وسهل الاستخدام؛ لتمكين أكبر عدد من الباحثين من الاستفادة بنفائس النقوش الكتابية الأثرية والاستزادة من الصور والمراجع الخاصة بكل نقش على حدة. حيث يمكن تصفُح النقوش على المكتبة الرقمية للنقوش بسهولة حسب اللغة التي كُتب بها النقش، أو حسب تصنيفه كالعمارة والفنون والنحت وغيرها، وكذلك بالبحث في نوع الأثر. كما يمكن التوصل إلي نقش محدد باستخدام البحث المتقدم الذي يتيح للمستخدم البحث برقم الأثر، أو مكان الحفظ، أو مكان العثور عليه، وأيضًا بواسطة البحث عن طريق الحقبة الزمنية التي يرجع إليها النقش الكتابي. وعندئذ سيجد الباحث كل ما له علاقة بالأثر من صور عالية الجودة، وتفريغ للنقش الكتابي، ومعلومات ووصف موجز للأثر فضلاً عن ترجمة النقش.

ويسعى مركز الخطوط لأن تكون المكتبة الرقمية للنقوش واحدة من أهم المكتبات الرقمية المتخصصة في مجال النقوش والكتابات على شبكة المعلومات الدولية.

المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)