المرأة في الرواية الخليجية النسوية الجديدة: دراسة سردية لنماذج مختارة، فهد حسين (البحرين)، دراسة

, بقلم محمد بكري


جريدة الشرق الأوسط


جريدة الشرق الأوسط
الثلاثاء - 6 شهر رمضان 1436 هـ - 23 يونيو 2015 مـ
الصفحة : فضاءات
الدمام : ميرزا الخويلدي


صورة الرجل لدى الروائيات الخليجيات.. أنموذج للتسلط والهيمنة

بحث اعتمد عددًا من الروايات النسوية في دول مجلس التعاون الخليجي


صورة الرجل لدى الروائيات الخليجيات


ترى دراسة سردية قام بها الباحث البحريني فهد حسين، أن صورة الرجل باعتباره رمزًا للتسلط هيمنت على أغلب الأعمال الروائية الحديثة للروائيات الخليجيات، كما أظهرت الدراسة أن المرأة الخليجية اتجهت لكتابة الرواية بهدف إثبات قدرتها «لتكون فاعلة بذاتها الأنثوية»، ومن أجل تحسين صورة المرأة التي راجت في الأوساط المجتمعية بمختلف مجالاتها واتجاهاتها.

حملت الدراسة عنوان «المرأة في الرواية الخليجية النسوية الجديدة: دراسة سردية لنماذج مختارة»، وحصل بموجبها الباحث البحريني فهد حسين، على درجة الدكتوراه في الأدب العربي الحديث، من معهد البحوث والدراسات العربية، وأشرف على الدراسة الناقد المصري الدكتور صلاح فضل، أستاذ النقد الأدبي الحديث.

ويرى فهد حسين أن الاهتمام بالمنجز السردي أعطى أهمية للبحث في الكتابة الروائية للمرأة الخليجية وعلاقة هذه الكتابة بالمرأة نفسها، وكذلك التأمل في القضايا التي تناقشها الرواية الخليجية النسوية، وكيف تنظر الروائية بوصفها امرأة إلى بني جنسها في السرد الروائي، وانعكاس ذلك على الواقع المعيش، ومعرفة إن كان حضور المرأة حضورًا شكليًا يقتضيه العمل الروائي، أم هو حضور تفرضه حتمية القضايا المتناولة في العمل نفسه.

وأضاف أن ذلك هو ما يجعلنا ننظر إلى مستوى هذا العمل الروائي الخليجي النسوي وطبيعته في ظل الفكرة السائدة تجاه المرأة. والسعي إلى نقل المنجز الروائي الخليجي النسوي من الهامش إلى مركز التحليل والنقد.

وهو يقول إن البحث اعتمد في اختياره على عدد من الروايات النسوية في الدول الست المنتمية لدول مجلس التعاون الخليجي، صدرت بين النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي والألفية الأولى من القرن الحالي.

وتم تقسيم الدراسة إلى مدخل تناولت فيه إشكالية البحث وأهميته، والأسباب التي قيّدت المرأة لتكون خاضعة لسلطة الرجل في مجتمع يتصف في كثير من جوانبه بالمحافظ، والظروف التي ساعدتها لكي تتمرد على وضعها الاجتماعي. كما تم تناول مصطلح الأدب النسوي وتوظيف المصطلح ودلالته، وتعاطي الكاتبة العربية معه، الأمر الذي جعلنا نقف على مجموعة دراسات سابقة ناقشت المنجز الأدبي للمرأة العربية عامة، والخليجية على وجه الخصوص، لنصل إلى الكتابة الروائية الخليجية النسوية.

توزع البحث على سبعة فصول، تناول الباحث في الفصل الأول «تشكل صورة المرأة» في الرواية الخليجية النسوية. أما الفصل الثاني فتناول «تشكل صورة الرجل». وفي الفصل الثالث تناول «قضايا المرأة الاجتماعية والظروف المعيقة لتحقيق طموحاتها»، بحسب ما تناولته الروايات. وفي الفصل الرابع تناول «التعليم والوعي الثقافي والعمل السياسي والحقوقي تحت عنوان قضايا المرأة الثقافية». أما في الفصل الخامس فقد تناول «المكان مفهومًا وحضورًا للمدينة العربية والأجنبية» ورؤية الروائية للمكان. وفي الفصل السادس تناول «مفهوم الزمن»، ومدى اهتمام الروائية الخليجية به في حالتي الزمن الاسترجاعي والزمن الاستشرافي. وفي الفصل السابع تناول «اللغة في الرواية الخليجية النسوية» ليقف عند توظيف اللغة الفصحى واللغة المحكية.

وخلصت دراسة حسين إلى أن كتابة المرأة أظهرت توجها لإثبات قدرتها «لتكون فاعلة بذاتها الأنثوية من أجل تحسين صورة المرأة التي راجت في الأوساط المجتمعية بمختلف مجالاتها واتجاهاتها»، حيث وسمت بأنها أقل من الرجل، وليس لديها القدرة على مواجهة الحياة منفردة. وهو يرى أن هذا الاتجاه «بمثابة البحث عن الذات، والاشتباك الحقيقي مع الثقافة السائدة، والثقافة الموروثة التي دأب المجتمع على تأصيلها».

كذلك، أظهرت الدراسة وجود رغبة جانحة لدى المرأة للكتابة الإبداعية، وهيمنة فكرة المكان والاهتمام به محليًا وخارجيًا، عربيًا وأجنبيًا، لدى الروائية الخليجية.

كما لاحظ الباحث وجود اتجاه لدى الروائيات الخليجيات للعمل على رسم أكثر من شخصية نسوية متضاربة الرؤى والتوجه والتطلعات. ووجود اختلاف في طريقة طرح حالة التمرد الأنثوي وحرية الجسد، وفقًا لوعي الروائية ومفهومها للحرية.

أما أكثر ما يلفت الانتباه في النتائج التي خلص إليها أن الروائيات الخليجيات يغلب عليهن رسم صورة الرجل بوصفه أنموذجًا للتسلط والهيمنة. على الرغم من أنه لاحظ أن الرواية الخليجية النسوية لم تشر إلى البنية الثقافية التي أنتجت هذا التسلط الذكوري، إلا من خلال الموروث والعادات.

ولاحظ الباحث البحريني أيضًا، ومن خلال روايات المؤلفات الخليجيات، وجود نمطية للشخصيات النسوية المتكررة في كل الروايات، والتي تمثلت في صورة المرأة التقليدية كصورة الزوجة والأم وربة البيت، وصورة المرأة السلبية التي لا تملك سلطة القرار، وهي التابعة لسلطة الرجل، والخاضعة لإرادته، وصورة المرأة الجسد التي تبحث عن تمردها عبر حريته، وصورة المرأة ذات الأفق الضيق والعقلية المسطحة. كما لاحظ غياب اشتغال الشخصيات النسوية بالوعي والهموم الثقافية أو بالمناسبات العالمية.

عن موقع جريدة الشرق الأوسط


جريدة الشرق الأوسط، صحيفة عربية دولية رائدة. ورقية وإلكترونية، ويتنوع محتوى الصحيفة، حيث يغطي الأخبار السياسية الإقليمية، والقضايا الاجتماعية، والأخبار الاقتصادية، والتجارية، إضافة إلى الأخبار الرياضية والترفيهية إضافة إلى الملاحق المتخصصة العديدة. أسسها الأخوان هشام ومحمد علي حافظ، وصدر العدد الأول منها في 4 يوليو 1978م.
تصدر جريدة الشرق الأوسط في لندن باللغة العربية، عن الشركة السعودية البريطانية للأبحاث والتسويق، وهي صحيفة يومية شاملة، ذات طابع إخباري عام، موجه إلى القراء العرب في كل مكان.
لقراءة المزيد

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)