الإثنين، ١٢ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٦
جريدة الحياة
أبو ظبي - «الحياة»
كتاب لأندريه ميكيل بالعربية
ترجمة عربيّة لكتاب «العالَم والبُلدان – دراسات في الجغرافية البشريّة عند العرب» للمستعرب الفرنسيّ أندريه ميكيل أنجزها الباحث والمترجم المغربيّ محمّد آيت حنّا وصدرت عن مشروع «كلمة»- أبو ظبي، في سلسلة كلاسيكيّات الأدب الفرنسيّ التي يشرف عليها ويراجع ترجماتها الشاعر والأكاديميّ العراقي المقيم في باريس كاظم جهاد.
عُرف ميكيل بتعدّد مجالات اهتماماته، التي يدور غالبها حول الثقافة العربية. ترجم إلى الفرنسية أشعار العديد من قدامى الشعراء العرب ودرسَ أعمالهم، كما عُني بالحكايات العربيّة، فترجم إلى لغته وحلّل كتاب «كليلة ودمنة» المنسوب لابن المقّفع، وأعاد، بالتعاون مع جمال الدين بن شيخ، ترجمة «ألف ليلة وليلة» في صيغتها الكاملة، ووضع سيرة روائيّة لمجنون ليلى، وألّف عشرات الدراسات في التاريخ العربيّ-الإسلاميّ وفي حضارة الإسلام، انصّب جزء كبير منها على الجغرافية البشريّة عند العرب. وضع في هذا الميدان أطروحة لدكتوراه الدولة صارت جزءاً أوّل من سفْر بأربعة أجزاء ضخمة تشكّل بمجموعها أحد أكثر الأعمال الغربيّة امتداداً عن العرب، حملت العنوان الجامع «الجغرافية البشريّة في العالَم الإسلاميّ حتّى منتصف القرن الحادي عشر الميلاديّ»، وتوالى صدورها من 1973 إلى 1988. وعلى رّغم كون هذا الكتاب ما برح موضع تداول وانتشار، وقد أعيد طبعه في عهد قريب، قرّر ميكيل أن يعيد سكبه في صيغة مكثّفة، موجّهة للأدباء وعموم القرّاء، صدرت في 2001. ليس من الهيّن اختزال مادّة كتاب يغطّي ألفَي صفحة إلى صيغة جديدة لا تتجاوز مئة صفحة ونيّفاً. بيد أنّ ميكيل، بحسّ التكثيف المعهود عنده، نجح في الرّهان.
ركّز اختيار موضوعاته، من حيث مقاربة العرب للعالَم، على تصوّرهم للحدود والبحار والجبال والمدن، ومن حيث مقاربتهم للبلدان الغريبة أو الأجنبيّة ركّز على ما كتبوه عن الهند والصّين والقسطنطينيّة وروما وبقيّة أوروبّا. هذا الكتاب هو الذي يقدّمه هنا مشروع «كلمة» للترجمة.
ولمزيد من الفائدة، أضيفت في أوّل الكتاب ترجمة لنصّ درس ميكيل الافتتاحيّ في كوليج دو فرانس، الذي يلخّص فيه اختياراته ورؤيته للّغة العربية وأدبها وتاريخهما وآفاق دراستهما الممكنة، وفي نهاية الكتاب أضيفت ترجمة ثلاث دراسات أخرى له، تكمّل فصول «العالَم والبلدان»، وتذهب في البحث إلى ما بعد منتصف القرن الحادي عشر الميلاديّ.
الحياة صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.
منذ عهدها الأول كانت الحياة سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.
اختارت الحياة لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.
تميزت الحياة منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.
باختصار، تقدم الحياة نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.