بقلم أحمد حسين حمدان
الأسبوع الأدبي - العدد 1264 الصادر في 24 سبتمبر/أيلول 2011
بعد ركام من السرد قدمه الفن الروائي والقصصي ليصوغ من خلاله سياقه الحكائي، ويقدم لمعماريته الفنية أشكالا متعددة، يبسط عبر جمالياتها قوام بنية خطابه التي انشغلت بتجسيد جملة من الأحداث والأفكار والقضايا، بدت في مجملها أكثر قرباً مما راكمته حكائيات ألف ليلة وليلة ؛ كما بدت أكثر انغماساً بشخصياتها وموضوعاتها المطروحة نظراً لحيوية ماحملته من مفردات حياتية مفصلية ذات تماس مباشر مع مكنون العيش الإنساني ومستلزماته، ومع همومه ومعوقاته، وما يصيب نشاطه من مد وكف وكبت واشتهاء.. فشهريار كرجل « ليبدو » وكرمز للسلطة الحاكمة القمعية المستبدة، بقي السرد العربي بمجمل فنونه منشغلا بسجنه وبمغامراته وبضحاياه.. وحافظت القصة والرواية العربية، على الصورة النمطية لقمعه واستبداده.. ويتبدى ذلك جلياً في العديد من الروايات المحلية والعربية، كرواية السجن لنبيل سليمان، وشرق المتوسط لعبد الرحمن منيف، والقلعة الخامسة لفاضل العزاوي.. إضافة إلى العديد من القصص القصيرة التي قدمها زكريا تامر وعادل أبوشنب وفاضل السباعي…
أما شهرزاد الحاضرة في زمن مقداره ألف ليلة وليلة بصورة امرأة محكومةمعذبة وراوية آسرة ومأسورة هاربة من الموت الذي تحايلت في أتونه على سلطة الذكورة العليا، تحمي حياتها منها بمتعة الحكاية وكيد مخبوئها الداخلي؛ فقد ظلت أسيرة هذه الملامح الشهرزادية وتحررت منها لاحقاً وظهرت بهيئة أخرى في آن.. وكان من مؤدى ذلك تعدد صورتها على الصعيد الحكائي والإنساني.. ففي الوقت الذي بقيت فيه الصورة الشهريارية ثابتة في إطار صورتها الأحادية التقليدية، ومنغلقة على صفاتها القمعية والتسلطية ممثلة بذكوريتها العليا، التي لم تنل من شهرزاد وحدها كما هو ماثل في سيرة الليالي الألفية، بل نالت من الذكورة الدنيا الثقافية وغير الثقافية على حد سواء.. فكان نصيب شهرزاد من جراء ذلك معاناة مركبة من ممارسات الذكورة العليا- ونظامها السياسي المتمثل بشهريار… وممارسات الذكورة الدنيا- ونظامها الاجتماعي المتمثل بالمجتمع وأعرافه وتقاليده.. وتمخض عن المعاناة الأولى في شقها السياسي إلى مشاركتها ندها في مجابهة شهريار ودخولها باسم (سربوهي) المعتقل إلى جانب (هادي) في رواية السجن لنبيل سليمان، ومشاركتها أخاها “رجب” في وصف ما يجري داخل المعتقل وخارجه في رواية شرق المتوسط لعبد الرحمن منيف…
إلى جانب جريدة الأسبوع الأدبي التى تعنى بشؤون الأدب والفكر والفن، يقدم موقع اتحاد الكتاب العرب بدمشق العديد من المجلات الأدبية وهي: الموقف الأدبي - التراث العربي - الفكر السياسي - الآداب العالمية - الآداب الأجنبية.
كما يقدم هذا الموقع الغني بمواده الأدبية العديد من الزوايا والأبواب الأخرى التي تشمل : الدراسات - أدب الطفل - القصص - الروايات - الشعر - المسرح.
وتجدر الإشارة إالى أن موقع اتحاد الكتاب العرب يضع بتصرف الزائر رابطاً نحو العديد من المواقع الثقافية في العالم العربي كما يضع رابطاً نحو أرشيف الموقع.
عنوان الموقع القديم في حال تعذر الوصول الى الموقع الجديد.
