إيريك فرداي، غالب فاعور وسيباستيان فيلو
تقديم معين حمزة واليزابيت لونغنيس
يقدم مشروع هذا الأطلس رؤية جديدة للأراضي اللبنانية ويسلط الضوء على التحولات التي عرفتها على مدى السنوات الثلاثين الماضية. وهو ثمرة تعاون فرنسي- لبناني. ويستند هذا الكتاب على جمع واسع وكبير للمعلومات المكانية على مستوى دقيق. وتسمح خرائطه الغنية والفريدة من نوعها بإدراك الديناميات المعقدة في العمل في بلد يبدو في كثير من الأحيان عصياً على الفهم.
إنها قراءة جديدة للأراضي اللبنانية نقترحها هنا، وهي لا تنفصل عن قراءة اندماج لبنان في العولمة وتطور دوره في الشرق الأوسط عموماً.
إن الانفتاح على العالم، الذي هو ملاذ ومكسب اقتصادي للبلد في الوقت نفسه، لاسيما بفضل شبكات الاغتراب اللبناني، يمثل أيضاً مجازفة مالية، مع عبء الدين العام. والاضطرابات التي تهز لبنان منذ عام 2005 هي تعبير جديد عن وضعه في قلب التوترات الإقليمية، وعن التحديات التي تواجه بناء الوطن والدولة في لبنان.
لقد أدت فترة الحرب الأهلية وإعادة الإعمار إلى تغيرات مناطقية كبيرة: تنقل السكان والعمران والتدهور البيئي، وإعادة تنظيم الاقتصاد. لقد أعيد بناء بيروت التي تقسمت وتضررت كثيراً بسبب الحرب الأهلية، بشكل كبير، وتعززت سيطرتها على الاقتصاد. وكواجهة للحداثة، تضم منطقة بيروت الكبرى نسبة كبيرة جداً من السكان، لكن الانقسامات المناطقية - وهي علامة التمايز الاجتماعي-الاقتصادي والانقسامات الطائفية - لا زالت تحدد آلية تنظيم البلاد، وتشكل عاملاً مستمراً للانقسام السياسي، والذي لم يستطع الظهور الجديد للإدارات المحلية أن يجابهه.
وتبين حرب صيف 2006، التي يقدم هذا الأطلس عرضاً كارتوغرافياً لها، أن هشاشة هذا البلد تتجاوز حكامه مثلما تجبر شعبه على إعادة بناء بلا توقف.
إيريك فرداي (Eric Verdeil) هو جغرافي، وباحث في المركز الوطني للبحوث العلمية في فرنسا (عضو في الوحدة المشتركة للبحث في مجال المدينة والمجتمع في ليون) ولقد عمل عدة سنوات في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في بيروت (Ifpo).
غالب فاعور متخصّص في تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في المركز الوطني للاستشعار عن بعد، التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان.
سيباستيان فيلو (Sébastien Velut) هو جغرافي وباحث في المعهد العالي للبحوث للتنمية الفرنسي (IRD) ومتخصص في دراسة التنمية في دول الجنوب.