يُعد معهد المخطوطات العربية واحدًا من أهمِّ المراكز المعنيَّة بالمخطوطات في الوطن العربي والعالم وأقدمها، فقد أنشئ عام (1946)، ومنذ ذلك العام يبذل جهودًا كبيرة في خدمة التراث العربي المخطوط جمعًا، وإتاحة، وصيانة، وترميمًا، وفهرسة. وقد أنشئ المعهد ليكون جهاز خدمات علمية متخصص من أجهزة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (إحدى منظمات جامعة الدول العربية)، يُعنى بالتراث العربي المخطوط بمختلف أصعدته؛ جمعًا وإتاحةً، صيانةً وترميمًا، فهرسةً وتعريفًا، دراسةً وتوظيفًا. تأسس المعهد سنة 1946 ملحقًا بالدائرة الثقافية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية (التي تأسست نفسها سنة 1945)، باسم معهد إحياء المخطوطات. ثم حصل المعهد على استقلاله عن الدائرة الثقافية سنة 1955، حتى أُلحق سنة 1969 بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. واستمر عمل المعهد بالقاهرة حتى سنة 1979، ثم انتقل بعدها إلى تونس وظل بها حتى أوائل سنة 1981، ثم إلى الكويت حتى سنة 1990، وأخيرًا أستقر في القاهرة بداية من سنة1991 حتى الآن. يقوم المعهد على تجميع نصوص التراث وييسر تداولها، ويساعد على صيانة المخطوط العربي وحفظه. ويكشف عن المخبوء من التراث بالفهرسة والتعريف، ويشارك وينسق عملية الدَّرس العلمي للكتاب المخطوط؛ تحقيقًا ونشرًا، وتوظيفًا للمعرفة الإنسانية المعاصرة، معتنيًا بجانبيه المادي (علم المخطوطات) والمعنوي (التحقيق والدَّرس).
أُلحق سنة 1969 بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. واستمر عمل المعهد بالقاهرة حتى سنة 1979، ثم انتقل بعدها إلى تونس وظل بها حتى أوائل سنة 1981، ثم إلى الكويت حتى سنة 1990، وأخيرًا أستقر في القاهرة بداية من سنة1991 حتى الآن.
يقوم المعهد على تجميع نصوص التراث وييسر تداولها، ويساعد على صيانة المخطوط العربي وحفظه. ويكشف عن المخبوء من التراث بالفهرسة والتعريف، ويشارك وينسق عملية الدَّرس العلمي للكتاب المخطوط؛ تحقيقًا ونشرًا، وتوظيفًا للمعرفة الإنسانية المعاصرة، معتنيًا بجانبيه المادي (علم المخطوطات) والمعنوي (التحقيق والدَّرس).
المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
السبت، ١٧ مارس/ آذار ٢٠١٨
جريدة الحياة
محمد عبدالرحمن عريف
العطاء الممتد لمعهد المخطوطات العربية
«معهد إحياء المخطوطات»، التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، أنشئ سنة 1946م، بهدف جمع وفهرسة المخطوطات العربية. مقره الأول كان في مصر وظل هناك إلى سنة 1979م، ثم انتقل إلى تونس حتى مطلع الثمانينات، ثم إلى الكويت حتى سنة 1990، وأخيراً استقر في القاهرة بداية من العام 1991م.
جاء ليُعنى بالتراث العربي المخطوط بمختلف أصعدته؛ جمعاً وإتاحةً، صيانةً وترميماً، فهرسةً وتعريفاً، دراسةً وتوظيفاً. ويقوم المعهد على تجميع نصوص التراث وييسر تداولها، ويساعد على صيانة المخطوط العربي وحفظه. لذلك كان إنشاء هذا المعهد العلمي، من أولى المهام التي وضعتها الجامعة العربية موضع التنفيذ، منذ اليوم الأول لإنشائها. ومن هنا، صار عمر المعهد هو عمر الجامعة العربية ذاتها، فقد صدر القرار بإنشائه سنة إنشائها (1945) ولما تكوَّنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (سنة 1971) كإحدى المنظمات الرئيسة لجامعة الدول العربية، أُلحق بها معهد المخطوطات.
الواقع أن الجهد الذي بُذل في القاهرة، أدَّى إلى تطويرٍ كبيرٍ في عمله، فعادت الحياة إلى أرجائه، ورجع كما كان مقصداً للعلماء والباحثين وطلبة الدراسات العليا، سواء منهم المصريون، أو القادمون من البلاد العربية وغيرها، كما التحمت العُرى من جديد مع الجامعات ومراكز البحث التراثي العربية. من ناحية أخرى وُضِعتْ خُطة محكمة لإنقاذ ما هو معرَّض للتلَف من ذخيرة المعهد من المخطوطات من ناحية، وتجديد ما أصبحت الحاجة مُلحة لتجديده، قبل أن يصل إلى مرحلةٍ يحتاج فيها إلى إنقاذ من ناحية أخرى. وقد استمرتْ في هذه المرحلة نشاطات المعهد، وحظيتْ بدفعات قوية، تمثَّلتْ في تحقيق الكثير في ميدان الفهرسة، ونشْر كُتُب التراث، وانتظام صدور الدوريات (المجلة، النشرة)، شهدت المجلة تطويراً ملموساً، تجلَّى في طريقة إخْراجها، وإضافة أبواب جديدة إليها، حتى أصبح عدد الأبواب سبعة بعد أن كان ثلاثة، وركزت المجلة في هذه المرحلة على بابٍ عظيم النفْع، هو نشْر فهارس لكُتُب التُّراث المطبوعة من دون فهارس، ولقي ذلك قبولاً كبيراً من الجِهات المعنيَّة ومن العلماء والباحثين، على حدٍّ سواء. جابت البعثات التي أوفدها المعهد منذ أُنشئ الأرضَ، حاملة مُعداتها، وكانت الحركة من البداية داخل دائرتين واسعتين: دائرة العالم العربي، دائرة العالم الخارجي، وداخل الدائرتين لم تقتصر الحركة على المكتبات الرسمية، بل تعدتْها إلى المكتبات الخاصة التي يملكها أسر أو أفراد. داخل الدائرة الأولى - الدائرة العربية - شهد عام 1947 البدْء في تصوير مخطوطات العاصمة المصرية، فقد صورتْ مخطوطات من دار الكتب المصرية، والمكتبة التيمورية، ومكتبة طلعت، وحليم، والجامع الأزهر، وفي العام التالي 1948 وجه المعهد نظره إلى البلدان المصرية الأخرى، فأرسل بعثتين الأولى إلى الإسكندرية، وتلَتْ هذه بعثات أخرى، صورتْ من مكتبات الجامع الأحمدي في طنطا، والبلدية في المنصورة، والمعهد الديني في دمياط، وكلُّها غير مُفَهْرَسة.
وفي الكويت صور المعهدُ أكثر من ثلاثة آلاف مخطوطة تحتفظ بها جامعة الكويت، وهي من مصوراتها من مكتبة جامعة تشستربتي بدبلن (إيرلندة)، وامتداداً للدائرة الأولى شهد عام 1947 أيضاً أول بعثة تحط رحالها في سورية، وقد صورت البعثة من المكتبة الظاهرية (دمشق)، ومن كل من المكتبة الأحمدية، ومكتبة الشيخ ناجي الكردي قيم الجامع الأموي، ومكتبة الأستاذ زين العابدين، والمكتبات الثلاث في مدينة حلب، والأخيرتان خاصتان غير مفهرستين. وفي عام 1953 قامتْ بعثة لتصوير مخطوطات القدس الشريف، فصورت مخطوطات كثيرة من مكتبات رسمية وخاصة، بلغ عددها عشر مكتبات، وكلها غير مفهرسة، وانتقلت البعثة نفسها إلى بيروت، فصورتْ من مكتبة الجامعة الأميركية، ومكتبة نور الدين بيهم. وفي أواخر العام 1954 قصدتْ بعثة أخرى السعودية، وصورت من مكتبة محمد نصيف في جدة، ومكتبة الحرم المكي الشريف، ومكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت في المدينة المنورة. وفي العام 1956 أرسل المعهد بعثة إلى تونس، صوّرت من خمس مكتبات هناك، ثم قامتْ بعثة إلى المغرب، وليبيا (1972)، والسعودية (1973)، وشمال اليمن في ذلك الوقت (1974)، والمغرب (1975)، وجنوب اليمن (1976).
في الكويت انطلقت البعثات تترى، فعلى الصعيد العربي قصدت بعثة في عام 1983 اليمن الجنوبي، وفي عام 1984 اليمن الشمالي، وفي عام 1986 سورية. على الصعيد الخارجي -غير العربي- قامتْ بعثات توجهتْ إحداها إلى تُركيا، وصورتْ من مكتبات كثيرة حوالى ثلاثة آلاف مخطوطة، وتوجهت الثانية إلى الهند، ومكثتْ هناك ستة شهور، انتقتْ خلالها وصورتْ عدداً كبيراً منَ المخطوطات المحفوظة في 32 مكتبة بمدن بتنه وحيدر آباد وكلكتا ومدراس ولكهنو ورامبور وعليكره... وغيرها. وفي عام 1960 قامتْ بعثة إلى إيران، وأخرى إلى تركيا (1970)، وإسبانيا (1971)، وإيران (1973)، وروسيا (1977). وفي الكويت قصدت بعثة في عام 1988 إيطاليا، لتصور من مكتبة الأمبروزيانا بميلانو، وأعقبها في عام 1989 بعثة إلى يوغسلافيا، لتصور من مكتبة غازي خسرو بك بسراييفو. كانت حصيلة هذه البعثات الكثير، فقد تجاوزتْ ثروة المعهد في القاهرة من المخطوطات ثلاثين ألفًا، وقاربت ثروة المعهد في الكويت عشرة آلاف مخطوطة. خلال خمسين عاماً من العمل التراثى الدؤوب، كان من حصاد معهد المخطوطات تصوير ما يقرب من 35 ألف مخطوطة من المكتبات العامة والخاصة في العالم (على نسخ ميكروفيملية) لتكون فى خدمة الباحثين في شتى أنحاء الأرض.
آخر إصدارات المعهد، هو الكتابُ الفائز بالجائزة العربية في تحقيق التراث، وعنوانه «مادة البقاء في إصلاح فساد الهواء والتحرُّز من ضرر الأوباء»، والجزء الأول من فهرس مخطوطات الطب والصيدلة والبيطرة في دار الكتب الوطنية في تونس، إعداد عبدالحفيظ منصور، وهو يبدأ -بالمصادفة- بفهرسة مخطوطة ترتبط في موضوعها بالكتاب الفائز بجائزة تحقيق التراث! وهي مخطوطة «الإباء عن مواقع الوباء» لإدريس بن حسام الدين علي البدليسي (المتوفى 926ه) المحفوظة تحت رقم 2849/ 9385. ويقوم المعهد حالياً بإدخال فهارس مقتنياته من المصورات الميكروفيلمية، على قاعدة بيانات إلكترونية، تسهيلاً على الباحثين وتوفيراً لجهدهم في العثور على هذه المخطوطة أو تلك. وقد أوشكت قاعدة البيانات على الانتهاء. هذا العطاء الممتد، يجعل من معهد المخطوطات العربية، أحد أهم المراكز العلمية العاملة فى ميدان الثقافة العربية والتراث العربي، ليس في البلاد العربية فحسب، وإنما على مستوى العالم أجمع.
جريدة الحياة
“الحياة” صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.
منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.
اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.
تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.
باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.