كلمن هي مجلة ثقافية فصلية مستقلة تصدر في بيروت عن جمعية “سين” التي تأسست عام 2009 بهدف إصدار المجلة.
لماذا كلمن
نكاد هنا في لبنان، كما في البلدان العربيّة الأخرى، نفتقد لمنابر حرّة. فسواء تعلّق الأمر بالصحف أو الإذاعات أو المحطّات التلفزيونيّة، بات يصعب الكلام عن وسيلة إعلاميّة واحدة متحرّرة ممّا يعتقده “داعموها” ومموّلوها. أما المجلّات الشهريّة أو الفصليّة التي سبق للمثقّفين العرب أن عرفوا تجارب رائدة منها، فانكمش حضورها وتراجع.
لتلك الحاجة إلى إعادة النقاش المفقود أو المعطّل بين التيّارات الفكريّة والثقافيّة، التقينا، مجموعة من الكتّاب والمثقّفين، لنتحاور حول تلك الحاجة الضرورة، ولنصل، في ما نراه بدء المطاف، إلى أن نضع إصدار “كلمن” الأوّل هذا، في أيدي قرّائها.
ونحن سنحرص، في ما سيتلو من أعداد المجلّة، على أن نوسع حلقة الملتقين حولها، كتّابا وقرّاء، ليقيننا أنّها لن تغتني إلا بتعدّد الآراء وتفاعل الأفكار على صفحاتها. كما سنحرص على أن تكون وثيقة الصلة بالراهن من المواقف والأحداث، ساعية إلى قراءته ومناقشته واستشراف مآلاته.
وفي سعينا للتقريب بين المثقّفين، نعرف أنّ ما نحتاج إليه الآن هو إيجاد مجال ثقافي يزداد اتساعا مع اتّساع دائرة المقبلين عليه. ذاك أنّ من أسباب تعطّل فاعليّة الثقافة والرأي عندنا، تشتّت الكتّاب على اختلاف وجهاتهم النصّـيّة والأكاديميّة، وعزلة الفنّانين في أصناف فنونهم وأنواعها، إلى حدّ الاكتفاء منها بكونها مهناً لأصحابها فحسب.
كما أننا نطمح إلى أن تكون “كلمن” جسراً يصل بين أجيال وسّعت الحروب والنزاعات مساحات التباعد بينها، واختلفت مصادر ثقافاتها بين أنماط تعبيريّة سبقت، وأخرى لا تفتأ تبحث عن وسائط جديدة تزداد تفرّعاً وتنوّعاً على الدوام.
طبعا، لن تكون مجلّتنا حاملة رسالة إيديولوجيّة ضيّقة تقع في أسرها. فهي، كما نرجو ونأمل، ستكون مفتوحة لكلّ من يساعد على تطويرها وتوسيع أفقها.
هيئة التحرير
