Sirat al-Malik al-Zahir Baybars, tome 16 سيرة الملك الظاهر بيبرص حسب الرواية الشامية، الجزء السادس عشر

, par Mohammad Bakri


Institut Français du Proche-Orient (Ifop)


Institut français du Proche-Orient (Ifpo)

Sirat al-Malik al-Zahir Baybars, tome 15 (texte arabe)

Texte arabe de la recension damascène, t. 16

Texte anonyme, édité par Georges Bohas et Iyas Hassan

Beyrouth-Damas, Presses de l’Ifpo, 2018

ISBN 978-2-35159-735-4

Publications de l’Institut Français de Damas (PIFD) 294

15 x 21 cm. - 480 p.


Présentation

À partir des cahiers manuscrits de trois conteurs des cafés populaires de Damas, l’équipe dirigée par Georges Bohas édite Sīrat al-Malik al-Ẓāhir Baybarṣ, vie romancée du sultan mamelouk Baybars (m. 1277). Ce travail d’édition critique s’inscrit dans le cadre du Projet Baybars, fruit d’une collaboration entre l’Ifpo et l’équipe ICAR (UMR 5191 - CNRS, université Lumière Lyon 2 et ENS de Lyon).

Est ici restitué, dans son texte original doté d’un apparat critique, un récit central de la littérature patrimoniale et populaire des Arabes. La présentation de cette version damascène du récit met en lumière toute la richesse, littéraire et linguistique, d’un texte qui a traversé les siècles, et qui a longtemps été négligé autant par les orientalistes que par les chercheurs arabes.

Sur le site de l’Institut Français du Proche-Orient (Ifop)

تقديم الكتاب

سيرة الملك الظاهر بيبرص حسب الرواية الشامية - الجزء السادس عشر

صدر في بيروت الجزء السادس عشر من سيرة الملك الظاهر بيبرص حسب الرواية الشاميّة، حقّقه جورج بوهاس وإياس محسن حسن. يقع هذا الجزء في ٤٨٠ صفحة ويشتمل، عدا عن ملخص الأجزاء السابقة ومعجم الكلمات المتواترة وفهرس الشخصيات الثانوية، على أربعة عشر ديوانًا هي : تتمة ديوان علي بظدغان، ديوان سميّة الملك، ديوان قراجق الأسود، ديوان المقدم زنبيق اليشهبي، ديوان عصاوة وجاق الفداويّة، ديوان درّاج الأصمّ، ديوان شاهين الطويل، ديوان شؤم الزمان وأخيه تميم، ديوان فتوح مدينة بغداد، ديوان الحكيمين سمعان وسمعون، ديوان الملكة وردة المسيح، ديوان دمار ابن عرنوس، ديوان ظهور علي غاب، ديوان سيف الإخفا وخاتم الكشف.

تتوزع حكايات الجزء السادس عشر على موضوعات عدّة يواصل السحر الهيمنة عليها إلى جانب دسائس البلاط.

وإذ يُقدَّم السحر بصيغته التقليدية في أكثر من موضع فإنّه، في مواضع أخرى، يطبع الحكاية بطابع حلميّ/كابوسيّ كما في ديوان شؤم الزمان وأخيه تميم، حيث يقود السحر الأوفياءَ من حاشية الملك الظاهر إلى عدم التعرّف به وتنحيته عن العرش بقسوة، ليعيش بيبرص غريبًا مُهانًا بين أهله قبل أن يُسلّم إلى الإفرنج ليُقتل. أما في ديوان « سيف الإخفا وخاتم الكشف »، فيأتي السحر إطارًا لحملة صليبيّة من نوع خاص، يخترق فيها مرتين الأبرش صفوف المسلمين وحرّاس قصورهم متنقّلاً من مدينة لأخرى ناشرًا الرعب بينهم وهو يضرب بسيفٍ بتّار يُخفي حاملَه عن الأعين، حصل عليه من كنز دفين في قبو الكنيسة المريميّة في دمشق. وفيما يكرّس السحر ُالبعدَ العجائبي للسيرة، تأتي هذه الحملة الصليبيّة الشبحيّة كمجاز للموت النائم في سُرر الحكّام، المتربّص تحت أقدام السعداء الآمنين. فلمكائد البلاط المملوكي وكؤوسه المسمومة صداها السرديّ كذلك في هذا الجزء الذي يحفل بخونة ومخادعين سينزعون أقنعتهم واحدًا تلو الآخر.

لكنّ الدسائس والمعارك ورُقى السحرة لا تمنع السيرة من الحفاظ على بوصلتها، إذا تعود كاللازمة تيماتٌ أليفة كالتيه وسطوة الزمن الذي لا يُردّ في الحكايات المبنيّة على رجوع المفتّشين عن السلطان معروف. فبعد عقود وأربعة عشر جزءًا من التجوال في أصقاع الأرض، يتابع هؤلاء الظهور الواحد تلو الآخر بلحى بيضاء طويلة وتجاعيد حول العيون وفروسيّة لم يحنها التشرّد، ليكتشفوا أن المكان لم يعد هو هو، أنّ سلطان الحصون تغيّر، أن الأطفال صاروا أمراء عسكر، بل أنّ السلالة الأيوبيّة انتهت من أصلها وأنّ عليهم، في فسحة العمر الباقية، تعلّم بلادهم من جديد.

للعدل كذلك مكانه بين دسيستين، كما للشبق حصّته في استراحة بين حملتين. هكذا تحيي حكاية الطفل المدعو ضايع الإنصاف تيمة الملك العادل الذي يقيم المملكة ويقعدها بحثًا عن أصل اسم هذا اليتيم، وهكذا تستمرّ السيرة في سرد غراميّات سيف الدين عرنوس، سالب عقول الأميرات وفاتن الإفرنجيّات، الذي ملأ السيرة أولادًا زادهم الدم الهجين وسامةً وشجاعةً. يعيش عرنوس في ديوان الملكة وردة المسيح مرّة أخرى قصة غرام أبيه معروف وأمّه مريم الزنّاريّة التي قرأناها في الجزء الثاني، ويتحرّر الراوي هنا أكثر فأكثر من رصانته مطلقًا العنان لأيروسيّة طريفة بنكهة المقهى الدمشقيّ، في احتفاليّة أخيرة تليق ببطل الوغى والغرام الذي سيغادر السيرة شهيدًا في الدفاتر القادمة. هكذا يصبح الجزء السادس عشر تمرينًا آخر على النهايات الوشيكة. لا عجب إذن أن تُدفن فيه بعض الشخصيات التي رافقتنا مئات الصفحات، بينما يوهمنا الراوي بموت ثلّة من الشخصيّات المركزيّة الأخرى، قبل أن يردّها إلى الحياة، وكأنّه يتمرّن على إنهاء مهمّته – أو يتردّد فيها – جاعلاً من هذا الجزء، بمجمله، مجازًا للأفول.

Partager

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)