Mourir est un enchantement de Yasmine Chami Actes Sud - Mars 2016

, par Mohammad Bakri


Editeur


Auteur(s) : Yasmine Chami
Titre : Mourir est un enchantement)
Editeur : Actes Sud
Collection : Actes Sud Littérature, Domaine français
Parution : Mars, 2017 / 11,5 x 21,7 / 112 pages
ISBN 978-2-330-07558-3


Actes Sud


Sara, une femme marocaine de quarante ans fragilisée par un diagnostic médical inquiétant, s’installe sur un canapé, choisissant peut-être de prendre le temps de vivre. Là, tendrement entourée de ses deux fils, elle se livre au plaisir de redécouvrir le contenu d’un grand sac de toile dans lequel se trouvent pêle-mêle toutes ses photos de famille.

Dès lors s’imposent les visages de ses parents, de ses oncles et tantes, ces jeunes gens des années soixante-dix aussi beaux que déterminés au bonheur dans ce pays qui se trouvait pourtant à l’orée d’un basculement irréversible. Viendront ensuite ses cousins et son frère – ils ont huit ou dix ans – dans un jardin, posant avec elle sur un muret en plein soleil, ou au couchant en bord de mer.

Tant d’images, de lumières et d’impressions subtiles figées pour l’éternité. Tant de portraits riches de singularités conjuguées que Sara réanime en éclairant leur vulnérabilité et leur aveuglement face à ce pays tant aimé qui ne cessait pourtant de subir les violences des enjeux de pouvoir.

Un roman d’une rare élégance, sur une constellation familiale qui a rassemblé, au coeur des conflits de l’Histoire, des hommes et des femmes dont l’acceptation profonde de l’humanité des autres a contribué à la création d’un univers éminemment particulier. Un livre où le combat des femmes s’éploie de l’intime à l’universel.

En savoir plus

4ème de couverture



جريدة الحياة


الجمعة، ٧ يوليو/ تموز ٢٠١٧
جريدة الحياة
باريس - أنطوان جوكي


ياسمين شامي تروي تحوّلات المجتمع المغربي الحديث


بعد روايتها الأولى، « حفلٌ » (1999)، التي تناولت فيها عبء الذاكرة والثقافة الدينية على حياة المرأة الشرقية، تطّل علينا الكاتبة وعالمة الأنثروبولوجيا المغربية ياسمين شامي برواية جديدة صدرت حديثاً عن دار « أكت سود » الباريسية تحت عنوان « الموت فتنةٌ ». نص لا يتجاوز مئة صفحة، ومع ذلك يأسرنا بسرد شامي فيه ذكريات عائلية حميمة على خلفية تاريخ بلدها الحديث. بطلة الرواية امرأة في الخامسة والأربعين تدعى سارة وتعيش وحيدةً مع ابنيها بعد افتراقها عن زوجها. ولتعزيم قلقها من مرض السرطان الذي تعاني منه وتعرف نتيجته المحتمة، نراها منذ الصفحة الأولى مستسلمةً لطقس تذكّر ماضيها وماضي عائلتها اللذين ينكشفان تدريجياً لنا من خلال قراءتها المتأنّية للصور الفوتوغرافية التي تسحبها، الواحدة تلو الأخرى، من كيس قماش يركن قربها.

في الرواية لدينا إذاً ما تُظهِره هذه الصور، أي نساء ورجال حداثويون قبل « سنوات الرصاص » وبعدها. لدينا أيضاً ما لا تقوله هذه الصور، أي حيوات هذه الشخصيات وأحلامها ومعاناة بعضها، خصوصاً النسائية منها. وصورة بعد صورة، يحضر كل شيء إلى وعي سارة، فنتعرّف، من جهة، إلى قصص أفراد عائلتها، وما أكثرهم : أخوها غالي، ابن عمها جاد الذي بقي الأقرب إليها، أمّها نجمة التي ستسوَدّ نظرتها تدريجياً في الصور وتنغلق على نفسها، جدّها الجزائري المنوَّر فتحي الذي لم تمنعه مشاركته في تحرير وطنه من الاستعمار الفرنسي من الوقوع في حبّ جدّتها الفرنسية جولييت، جدّتها الأخرى كنزة التي تزوّجت من ابن عمّها الذي ترعرعت معه في المنزل ذاته وفقدته باكراً، من دون أن ننسى تلك الحديقة الجميلة التي تتراءى تفاصيلها لنا ليلاً ونهاراً وتشكّل إطار معظم الصور.

ومن جهة أخرى، نتآلف مع المناخ الذي كانت هذه الشخصيات تعيش فيه، مناخ متحرِّر واحتفالي ملوّن بالأمل، يطغى عليه النضال اليساري والتطلّعات التقدّمية والنقاشات السياسية الحامية، ولن يلبث أن يتوارى فجأة بعد محاولة اغتيال الملك الحسن الثاني في قصر « صخيرات » : « بعد ذلك، سارة تتذكّر، أصبحت الاجتماعات العائلية مختلفة، والنقاشات تحصل بصوتٍ خافت وبقلقٍ ظاهر في العيون. طبعاً، لم تتوقف الحفلات، لكن بعض الأسماء أضحت تُلفظ همساً، وتوجّب على كل شخص اختيار معسكره ».

باختصار، نساء ورجال كان يساهم انفتاحهم وتقبّلهم العميق للآخر في خلق عالمٍ شديد الخصوصية. شخصيات لم يعد يتبقى منها سوى صور وانطباعات جامدة، وتخطّ سارة لكلٍّ منها بورتيه دقيقاً من أجل إعادة إحيائها وإنارة فرادتها وهشاشتها وأيضاً محبتها العمياء لوطنها التي منعتها من رؤية ما كان يتربّص به من عنفٍ نتيجة الصراع على السلطة، وخصوصاً من أجل نقل لابنيها إرثها الذي، وحده، يجعل من « الموت فتنة ».

ولأن القصص العائلية تتقاطع دائماً مع تاريخ البلد الذي تقع فيه، وتساهم في تشييده، نعثر داخل الرواية على جدارية كاملة لتاريخ المغرب منذ استقلاله. فإلى جانب توقّفنا في جزائر الأربعينات مع جدّ سارة، أي في خضمّ نشأة حركات التحرّر من الاستعمار، نعبر مرحلة الستينات في المغرب التي تميّزت بحالة لا مبالاة سعيدة، على رغم « حرب الرمال » (1963) التي تواجه فيها هذا البلد مع الجزائر عسكرياً، فمرحلة السبعينات التي تقلّصت فيها الحريات إثر محاولتي الانقلاب على الملك حسن ثاني في مطلعها، قبل أن تُطوى صفحة الحرّيات كلياً في الثمانينات التي شهدت اغتيال الزعيم مهدي بن بركة في باريس واختفاء أو فرار مسؤولين يساريين، وعودة التقاليد بقوة. مرحلة تسمّيها سارة « زمن الولاء والتقيّد بالنظام »، متذكّرةً سخرية جدّها القاسي من « أبّهة الاحتفالات الرسمية التي تبعد كل البعد من أخلاقية الاحتشام والرزانة وتواضُع العائلات العريقة ». ولا نعجب بعد ذلك من القطائع التي ستختبرها سارة خلال حياتها وتجعل من الصعب عليها تشييد ذاكرة خطّية (linéaire) موحَّدة، فالمراحل الزمنية التي تتشابك لدى استحضارها حياتها العائلية تخضع إلى تقلّبات التاريخ الجماعي الذي شهد بدوره قطائع عدة. شاهدة وفاعلة في هذا العالم المتحوِّل والخاضع لتمثّلات مبسَّطة، تلقي هذه المرأة عليه نظرة بصيرة، معقّدة وصائبة. وعلى رغم موقعها الاجتماعي المميّز كطبيبة نفسانية للأطفال تنتمي إلى عائلة ميسورة من المثقّفين والتكنوقراط، تتجلى داخل الرواية في كل هشاشتها كأمٍّ مطلّقة في مجتمعٍ لم يتخلّص بعد من النموذج البطريركي. وليس صدفةً أن تكون مصابة بالسرطان الرحم تحديداً.

وهذا ما يقودنا إلى التأمّل الحاذق والمركزي في وضع المرأة داخل سردية شامي التي تصوّر حياة عدة أجيال من عائلة مغربية واحدة. تأمّلٌ يشمل الفضاءات التي تسجن المرأة وتلك التي تفتح جناحيها فيها. وفي هذا السياق نتعرّف إلى أولئك النسوة (سارة وأمّها وخالاتها وجدّتها) اللواتي يعشن لوحدهنّ في عالمٍ شيّده الرجال، وتتمكّن كل واحدة منهنّ تدريجياً من ابتكار مكانٍ لها فيه، قالبةً بذكاء جميع البداهات التي يقوم عليها نظامه الذكوري.

وفي حال أضفنا تشخيص الكاتبة في روايتها لأمراض عالمنا العربي، وفي مقدّمتها « ديمومة الدكتاتوريات العسكرية فيه منذ عقود والمطالبات الهوياتية المجرّدة من بحثٍ ضروري في تاريخه ومصادره، وفي الاعتداءات الأوروبية ثم الأميركية عليه »، وأيضاً « تلك المعتقدات الرائجة والمحسومة إلى حد لا تتطلّب فيه أي شيء من أولئك الذين يتبنّونها »؛ لتبيّن لنا مدى غنى هذه الرواية التي تكمن قيمتها خصوصاً في ذلك السرد المكثَّف الذي يسمح لشامي، في أقل من مئة صفحة، بسرد قصّتها وتسليط ضوءٍ كاشِفٍ من خلالها على وضع منطقتنا العربية ككل، وعلى المغرب منذ الستينات وحتى اليوم، بمشكلاته السياسية وتقاليده والحياة الاجتماعية فيه ومختلف طقوسها، كالزواج والدفن والختان. تكمن أيضاً قيمة هذه الرواية في استعانة شامي بخيطٍ من حرير لحبك جميع تفاصيلها الغزيرة، وبالتالي في تلك الرقّة المستشعَرة على طول النص في عملية السرد والتي تجعلنا نسير بتأثّرٍ وافتتانٍ كبيرين حتى صفحته الأخيرة.

عن موقع جريدة الحياة


"الحياة" صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.

منذ عهدها الأول كانت "الحياة" سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت "الحياة" لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت "الحياة" منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت "الحياة" وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل "الحياة" رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم "الحياة" نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.


Partager

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)