L’insoumise de la porte Flandre de Fouad Laroui Editions Julliard - 17 Août 2017

, par Mohammad Bakri


Editeur


Auteur : Fouad Laroui
Titre : L’insoumise de la porte Flandre
Parution : 17 Août 2017
Format : 130 x 205 mm
Nombre de pages : 144
ISBN : 2-260-03041-6


Edition Julliard


Chaque après-midi, Fatima quitte Molenbeek vêtue de noir et d’un hijab, se dirige à pied vers la Porte de Flandre, franchit le canal, se faufile discrètement dans un immeuble et en ressort habillée à l’occidentale, robe légère et cheveux au vent. Puis, toujours en flânant, elle rejoint le quartier malfamé de l’Alhambra ou Dieu sait quel démon l’attire... Depuis plusieurs semaines, cet étrange rituel se répète inlassablement. Jusqu’au jour ou Fawzi, un voisin inquisiteur et secrètement amoureux, décide de suivre Fatima...

Teinté d’un humour féroce, ce nouveau roman de Fouad Laroui décrit les métamorphoses d’une femme bien décidée à se jouer des préceptes comme des étiquettes. Tandis que tous les stigmates et les fantasmes glissent sur son corps, Fatima, elle, n’aspire qu’à une seule chose : la liberté.

Editions Julliard




جريدة الحياة


الجمعة، ١٣ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٧
جريدة الحياة
باريس - أنطوان جوكي


فؤاد العروي يكشف أسرار الضواحي المغربية


مَن يتابع مسيرة الكاتب المغربي فؤاد العروي يعرف أنه لا يتردد في مقاربة مواضيع راهنة مثيرة للجدل في رواياته وقصصه، وتسجيل مواقف راديكالية فيها بطابعها الحداثوي المنوّر، مستعيناً ببصيرة تتعذّر مناقشتها وبحسٍّ دعابي عالٍ وقارص. وهو ما يمنح نصوصه خفّتها وعمقها في آن.

روايته الجديدة، « متمرِّدة مدخل فلاندر »، التي صدرت حديثاً عن دار « جوليار » الباريسية، لا تشذّ عن هذه القاعدة، علماً أن الدم الذي يسيل في نهايتها يضفي جانباً مقلقاً على العالم العبثي الذي اعتاد الكاتب تصويره لنا. جانب يبرّره العروي بقوله : « أحداث السنوات الأخيرة، وخصوصاً الجرائم التي وقعت في الحيّ الذي أقطنه في باريس، وفي مدينة نيس، صدمتني. من الصعب البقاء في الدعابة أو السخرية حين نتواجه مع هذه الفظاعات ».

بطلة الرواية شابة جميلة تدعى فاطمة وُلِدت في بلجيكا من والدين مغربيين. منذ الصفحات الأولى، نتساءل حول السبب الذي حثّها على ارتداء الحجاب فجأةً، خصوصاً أن أيّاً من أفراد عائلتها لم يمارس ضغوطاً عليها لارتدائه. ومع ذلك، لن تلبث هذه الطالبة اللامعة في « جامعة بروكسِل الحرّة »، الشغوفة بالقراءة والقادرة على الاستشهاد بأعمال أدبية وفكرية جمّة تعكس ثقافتها الكبيرة، أن تشتري يوماً حجاباً أسوَد كبيراً وتضعه على رأسها ما أن تخرج في حيّ « مولانبيك » الشعبي الذي تقطنه وتعيش فيه جالية مغربية كبيرة.

كل يوم، تغادر فاطمة منزلها وتعبر « قناة بروكسِل » مجلببة بالسواد بطريقة يتعذّر فيها رؤية شيءْ آخر منها سوى وجهها. وبهذا الزيّ تسير إلى حيّ البورصة حيث تتوارى بسرّية داخل مبنى لتخرج بعد دقائق قليلة منه بشعرٍ محلول ونظّارات سوداء على عينيها وفستانٍ شفّاف يكشف مفاتن جسدها، وتتوجّه إلى حيّ « ألامبرا » (الحمراء) حيث تدفع باب محلٍّ يباع فيه « أكسسوار » الجنس، وتدخل واحدة من الغرف الصغيرة المغلقة فيه للرقص أمام جمهورها، قبل أن تقفل عائدةً إلى منزلها.

يتكرر هذا الطقس الغريب منذ عدة أسابيع، وكان يمكن لفاطمة الاستمرار طويلاً فيه لولا أن فوزي، جارها المتزمِّت والمغرم سرّاً بها، لم يقرر يوماً اللحاق بها من دون علمها للتأكّد من أنها فعلاً الزوجة المثالية. وطبعاً ما ينكشف له خلال نزهة هذه الشابة اليومية يتجاوز أسوأ كوابيسه. ولكن أيّ واحدة من النساء الثلاث اللواتي يتجلّين خلال هذه النزهة هي فاطمة؟ تلك العفيفة التي تتجنّب نظرات الرجال تحت حجابها؟ الشابة المتحرّرة التي تبتسم لهم وهي تداعب شعرها؟ أم تلك التي تثيرهم بمفاتن جسدها العاري أثناء رقصها؟ عن هذا السؤال لا يتمكّن فوزي، المصعوق بما شاهده، من الإجابة. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الصحافي الذي تشاء الصُدَف أن يرى فاطمة وفوزي خلفها في ذلك اليوم، فيتبعهما داخل المدينة، مُسقِطاً عليهما سيناريوات إرهابية لا تدور إلا في رأسه. وحدها فاطمة قادرة على فكّ هذا اللغز، وهو ما تفعله بعد جريمة قتل فظيعة وغير متوقّعة نترك للقارئ مهمة اكتشاف ظروفها وضحيّتها ونتائجها.

تحت ظاهر حكاية طريفة ومسلّية، يجعلنا العروي نتابع تحوّلات امرأة تسعى إلى تحديد نفسها بنفسها وليس وفقاً لتعاليم معينة أو قواعد اجتماعية محدَّدة سلفاً أو لرغبات. فبين حيّ « مولانبيك » حيث تتحّكم نظرة الرجال بحياة المرأة، وأحياء بروكسيل الأخرى المتحرِّرة حيث تلتصق نظرة الناس بالمظاهر وتفرض أحكامها المسبقة، تتمكّن فاطمة من إطلاق صرخة « كفى ! » على طريقتها، وتنجح في جعل جميع الاستيهامات والندبات تنزلق على جسدها الثلاثي، مشكِّلةً في ذلك رمزاً لحرّية مهدَّدة باستمرار، ولا بد من كفاحٍ يومي لنيلها والمحافظة عليها.

مدافعة نسوية شرسة ضد النموذج البطريركي وكل أنواع الذكورية، ستزعج هذه الرواية من دون شك الكثيرين في شرقنا سواء بحساسية موضوعها الراهن أو بنقدها اللاذع كل الظلاميات أو بإلحاح الكاتب فيها على أنّ لا أحد يملك الحق في تحديد مكان المرأة إلا نفسها. ولا عجب في ذلك، فالعروي لا يتصوّر الأدب إلا ملتزماً، كما صرّح بذلك مراراً وأثبته في كتبه. ومن هذا المنطلق ينقضّ في روايته على الظلامية الدينية فاضحاً بأمثلة كثيرة تناقضات أولئك الذين يفسّرون الكتب على هواهم ويفرضون على الرجال والنساء معاً سلوكاً يرجع بهم، في تحجّره، إلى ما قبل العصر الحجري. ومن هذه الأمثلة، واحد بديهي نصوغه على شكل سؤال : « كيف نفسّر منع الفتيات الصغيرات، باسم الحشمة والعفّة، من معانقة والدهم واللعب معه وتقبيله ما أن يبلغن سن العاشرة، وفي الوقت نفسه، الموافقة على تزويجهنّ في هذه السنّ؟ ». وضد هذا التناقض تثور فاطمة فتلجأ إلى سلوك راديكالي من أجل تأكيد حاجتها إلى الحرّية وأيضاً الانتقام من الرجال وخبثهم.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الذهنية الشرقية المتخلّفة ليست الوحيدة التي يصبّ الكاتب عليها جام سخريته في عمله الأخير، إذ نراه يشمل أيضاً في نقده آفات المجتمعات الغربية، مبيّناً في طريقه أن العنصرية ليست حكراً على مجموعة دينية أو قومية محدَّدة، مثلها مثل البلاهة. هكذا نفهم الجزء الأخير من الرواية الذي يأخذ شكل نقاش حول جريمة القتل المذكورة، أو ما سمّي « اعتداء بروكسيل ». نقاش يجمع أربعة خبراء حقيقيين في الأصوليات الدينية، ويلجأ العروي إليه للتذكير بالنقاط التي قاربها بعمق في روايته السابقة (وعود فرنسوا ميتران التي لم يفِ بها تجاه الجالية العربية في فرنسا، حرب الجزائر، اليقظة المريرة للشباب المنحدر من الهجرة المغاربية، السياسة الأميركية في العراق ومنطقتنا ككلٍّ، اتفاقية سايكس- بيكو ونتائجها...)، وأيضاً لإظهار أن حتى خطاب الخبراء يبقى بعيداً عن الدوافع الحقيقية للجريمة، وبالتالي عن أسباب المأزق الذي يتخبّط فيه عالمنا اليوم.

باختصار، « متمرِّدة مدخل فلاندر » رواية كوميدية- تراجيدية تحثّنا على التفكير بحججٍ بسيطة وناجعة في وضع المرأة العربية الراهن وأيضاً في العلاقات المتأزّمة بين الشرق والغرب وأسباب هذا التأزّم. ولتشييدها، صقل العروي أسلوباً رائعاً في وضوحه وجمالياته يعكس تمكّن هذا الكاتب المدهش من اللغة الفرنسية وفنّه في إيصال تأمّلاته الثاقبة لقارئه ببداهة كبيرة، مستعيناً فقط بهاجس الكلمة الصائبة لديه، وخصوصاً بسلاح الدعابة الذي يذهب في استخدامه إلى أبعد حدود في هذا النص القصير نسبياً (نحو 130 صفحة)، ما يجعل من قراءته متعةً حقيقية.

عن موقع جريدة الحياة

جريدة الحياة

"الحياة" صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.

منذ عهدها الأول كانت "الحياة" سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت "الحياة" لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت "الحياة" منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت "الحياة" وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل "الحياة" رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم "الحياة" نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.

Partager

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)