تغوص في عالم جديد على اجواء الرواية حيث تختلط عوالم المجاذيب وحكاياتهم ولحظات انفلاتهم مع العالم الواقعي، فلا نعرف في لحظة محددة من العاقل ومن المجذوب عبر لحظات شجن انساني عذب. فكل شخصية في الرواية لها عالم مستقل وهو ملئ بالمفارقات والاحداث وحتى على مستوى العالم الواقعي تقوم الرواية بعمل ضفيرة بين ما يجري من احداث تجري الآن على هيئة مشاهد سينمائية وشخصيات آتية من افلام الابيض والاسود.. وكأنها تشكل المعادل الموضوعي، او الهروبي للعمل ككل. في لغة راقية وشفافة ومقتصدة. وتصادفنا في الرواية شخصيات ميتة وكأنها شخصيات حية تعيش بيننا...
حكايات أصحاب الرسائل، التي كتبوها وضاعت مثلهم في البحر. لكنّها تستدعي رسائلَ أخرى، تتقاطع مثل مصائر هؤلاء الغرباء. هم المهاجرون، أو المهجّرون، أو المنفيُّون المشرَّدون، يتامى بلدانهم التي كسرتها الأيَّامُ فأحالت حيواتِهم إلى لعبة “بازل”. ليس في هذه الرواية من يقين. ليس مَن قَتَلَ مجرمًا، ولا المومسُ عاهرةً. إنّها، كما زمننا، منطقة الشكّ الكبير، والالتباس، وامِّحاء الحدود... وضياع الأمكنة والبيوت الأولى. هدى بركات: روائيَّة لبنانيَّة، تُرجمتْ رواياتُها إلى لغاتٍ عديدة، ووصلتْ إلى اللائحة القصيرة لجائزة “مان بوكر إنترناشونال برايز 2015” التي تُمنح عن مجمل أعمال الكاتب أو الكاتبة مرَّةً كلّ سنتين.