تجري غالبية أحداثها في الأراضي الفلسطينية المستعادة من الاحتلال الإسرائيلي بعد اتفاقية أوسلو، حيث تعود الشخصية الراوية إلى الوطن عبر جسر حدودي محملة بستة وثلاثين صندوقاً، ومخزون من الذكريات عن الأرض التي غادرتها في 1967 في زيارة لعائلة صديقة في عمّان مع عائلتها، ومنعتها الحرب في صيف ذلك العام من العودة. ويتداخل صوت الشخصية الراوية مع صوت الكاتبة وهو يكتشف الأرض الجديدة، ببعدها الزمني الجديد، فيجوس بين الماضي والحاضر، حيث تفاصيل بقيت على حالها، مثل أحياء القدس القديمة مقابل تفاصيل بقيت في الذاكرة فقط وشوشت عليها متغيرات في أرواح الفلسطينيين...
حكايات أصحاب الرسائل، التي كتبوها وضاعت مثلهم في البحر. لكنّها تستدعي رسائلَ أخرى، تتقاطع مثل مصائر هؤلاء الغرباء. هم المهاجرون، أو المهجّرون، أو المنفيُّون المشرَّدون، يتامى بلدانهم التي كسرتها الأيَّامُ فأحالت حيواتِهم إلى لعبة “بازل”. ليس في هذه الرواية من يقين. ليس مَن قَتَلَ مجرمًا، ولا المومسُ عاهرةً. إنّها، كما زمننا، منطقة الشكّ الكبير، والالتباس، وامِّحاء الحدود... وضياع الأمكنة والبيوت الأولى. هدى بركات: روائيَّة لبنانيَّة، تُرجمتْ رواياتُها إلى لغاتٍ عديدة، ووصلتْ إلى اللائحة القصيرة لجائزة “مان بوكر إنترناشونال برايز 2015” التي تُمنح عن مجمل أعمال الكاتب أو الكاتبة مرَّةً كلّ سنتين.