يأتي هذا الملفّ ليعرّفنا على أجمل وأبرز الشوارع في مدننا، وهي التي شهد معظمُها، في نفس الوقت، على أهمّ الأحداث الاجتماعية والسياسية والثقافية التي شكّلت وتشكّل حياتَنا اليوم، فأضافت قصصاً وأبعاداً إلى هذه الشوارع. نريد هنا أن نتسير معاً في مدنِنا العربية والشوارع العربية في بعض المدن الغربية، ثمّ الشوارع التي يقصدها العربُ سيّاحاً في مدنٍ قريبة وشقيقة بنوعٍ أو بآخر كإسطنبول وطهران وتبليسي. تقديراً للمشيِ في الشوارع، ومقدّمين تحياتنِا إليها، نستقبل في هذا الملفّ عامَنا الجديد بالتسكّع في الشوارع والأزقّة، وهكذا نسير في ذواتِنا، ونستمتع بلذّة العيشِ في المدن والمشي فيها...
ولدت مجلة الجديد الأدبية الشهرية في خضم زمن عربي عاصف شهد زلزالاً اجتماعياً وثقافياً وسياسياً مهولاً، ضرب أجزاء من الجغرافيا العربية، وبلغت تردداته بقية الأجزاء، وأسمعت أصداؤه العالم. وعلى مدار أعوام منذ أن خرج التونسيون يرددون « الشعب يريد » باتت الوقائع اليومية لما سيُعرَّف لاحقاً بأنه « ربيع عربي » خبراً عالمياً يومياً، وموضوعاً مغرياً للسبق الصحافي نصاً وصوتاً وصورة. في هذا الخضم العارم ولدت ثقافة الشارع، ويا لخطر تلك التسمية والتباسها، ثقافة الشارع، هل هي حقاً ثقافة شارع أم ثقافة شعوب. الهتاف واللوحة والملصق واللافتة والأغنية، والشذرات المكتوبة بلغات عربية شتى تتراوح بين الفصحى والعامية كان مسرحها مواقع التواصل الاجتماعي...