سينما - Cinéma

50 عاما على ظهور العميل السري جيمس بوند 007 50ème anniversaire de James Bond

, بقلم محمد بكري


جريدة القبس الكويتية

الأحد، 7 اكتوبر 2012 - العدد 14137
جريدة القبس
محمد حنفي

 جيمس بوند.. الفيلم الذي تحول إلى إمبراطورية


أبطال جيمس بوند


منذ 50 عاما ظهرت شخصية العميل السري جيمس بوند 007 ليصبح احد ابرز الشخصيات الأسطورية في السينما العالمية، ومن يومها يجمع عشاق السينما والمغامرات والنساء الجميلات على الإعجاب بهذه الشخصية التي تجمع بين خيال الأدب وسحر السينما وإغراء الموضة وإثارة المرأة، لكن وراء كواليس سلسلة الأفلام الجذابة هذه اسرار وأساطير ربما اكثر إثارة من الفيلم نفسه الذي تحول إلى إمبراطورية، في ما يلي القصة الكاملة للعميل السري الذي أدهش العالم.

لا يمكن الحديث عن اسطورة العميل السري جيمس بوند من دون الحديث عن مخترع الشخصية الأديب والصحفي البريطاني إيان فليمينغ (28 مايو 1908-12 أغسطس 1964).

ولد فليمينغ في عائلة ثرية، كان في طفولته معروفا بكسله الدراسي، وفي شبابه اشتهر بالأناقة والتدخين بشراهة. خدم في مخابرات البحرية البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، وشارك في التخطيط للكثير من عمليات المخابرات، ومنها عملية «اللحم المفروم» وهي عملية التجسس الكبرى التي خططت لها المخابرات البريطانية ضد نظام هتلر ولعبت دورا كبيرا في هزيمته.

كان فليمينغ قد زار جاميكا أثناء عمله بالمخابرات وأعجب بها، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ترك عمله بالمخابرات ورحل إلى جاميكا واستقر بها، حيث بنى بيتا على شاطئ البحر وعاش فيه حتى مماته.

ولادة العميل بوند

في عام 1952 وفي هذا البيت المطل على البحر، بدأ فليمينغ كتابة سلسلة العميل السري جيمس بوند، أراد كتابة قصة عن الجاسوسية كما لم يكتبها أحد من قبل. ومن خلال عمله في المخابرات البريطانية وتجاربه الشخصية والكثير من الاسرار التي يعرفها أكثر من غيره ومعرفته عن قرب بالكثير من الجواسيس الحقيقيين الذين قابلهم أثناء عمله بالمخابرات، شكل فليمينغ خلطته المثيرة.

وعندما ظهرت روايته الأولى «كازينو رويال» حققت نجاحا كبيرا وأعلنت عن ولادة العميل السري «جيمس بوند» الذي تخطت شهرته الآفاق.

وتوالت روايات جيمس بوند حتى وصلت عام 1966 إلى 12 رواية ومجموعتين من القصص القصيرة، وأصبحت من اكثر الكتب الخيالية مبيعا، حيث باعت على مر العصور 100 مليون نسخة. ومات فليمينغ عام 1964 بأزمة قلبية أثناء لعبه الغولف، بعد أن أصبح جيمس بوند أكثر جواسيس العالم شهرة وجاذبية.

بعد رحيله تناوب على كتابة قصة جيمس بوند الكثير من المؤلفين مثل ينغسلي أميس، جون بيرسون، جون غاردنر، ريموند بينسن وتشارلي هيغسون، إلا ان هناك إجماعا بين النقاد على أن شهرة بوند الحقيقية تحققت عن طريق روايات فليمينغ.

بوند على الشاشة

ما كان للسينما ان تترك سحر شخصية جيمس بوند من دون أن تجسدها على شاشتها، ففي عام 1962 ظهر الفيلم الأول في سلسلة أفلام جيمس بوند «دكتور نو» رغم أنها ليست الرواية الأولى لفليمينغ، لعب البطولة الممثل شون كونري وحقق الفيلم نجاحا تجاريا مدويا.

وعلى الرغم من أن ميزانية الفيلم كانت منخفضة فانه جسد الخلطة السرية التي ظلت باقية في أفلام بوند حتى الآن، وأثارت حتى إعجاب الذين لا يحبون أفلام الجاسوسية: قصة مثيرة تخطف الأنفاس منذ المشهد الأول، بطل يتمتع بجاذبية لا حدود لها على الشاشة، ولا تخلو شخصيته من حس الدعابة حتى في احلك الظروف التي يمر بها خلال مطاردته أعداءه، السحر التقني المتمثل في أشهر المعدات التي تظهر في الأفلام كالمسدسات والسيارات والقوارب التي تبدو كأنها قادمة من المستقبل والتي من الصعب مقاومتها، وأخيرا بنات بوند اللواتي يتم اختيارهن بعناية حيث يتمتعن بالجاذبية والإثارة.

هذه الخلطة السحرية جعلت من أفلام جيمس بوند أحد أهم سلاسل الأفلام على مر العصور على الصعيدين الشعبي والتجاري، حيث حققت أرقاما فلكية في شباك التذاكر بما يفوق 5 مليارات دولار، وهو ما يجعلها في المركز الثاني بعد سلسلة أفلام «هاري بوتر»، ويعتبر فيلم «الرعد» الأكثر تحقيقا للإيرادات حيث حقق ما يقرب من مليار دولا في شباك التذاكر.

موضة عابرة للقارات

ليس جيمس بوند مجرد فيلم أسطوري لعميل سري ينتزع إعجاب الجميع، لكنه استطاع عبر سنواته الخمسين تكوين إمبراطورية من البزنس، فمع كل فيلم لبوند تنطلق باقة من البضائع التي تدر الملايين على الشركة المنتجة للفيلم، كما تظهر على الإنترنت الكثير من المواقع التي تساعد في الترويج للماركات التجارية الخاصة بالمنتجات التي تظهر في أفلام جيمس بوند من ساعات وسيارات وأكسسوارت وأحذية وألعاب فيديو، وحتى الأماكن التي تم تصوير مشاهد الأفلام فيها.

كتاب لفليمينغ عن الكويت

خلال بحثي عن مادة هذا الملف عن جيمس بوند وجدت معلومة مدهشة تقول ان إيان فليمينغ مبتكر شخصية جيمس بوند كُلف من شركة نفط الكويت عام 1960 بكتابة كتاب عن البلاد وصناعتها النفطية، فكتب كتابا بعنوان «إنطباعات عن الكويت»، وتم تقديم مخطوطة الكتاب إلى الحكومة الكويتية لأخذ الموافقة على النشر ولم تتم الموافقة على ذلك، ولا أحد يعرف مصير هذا الكتاب حتى الآن.

6 نجوم أدوا شخصية العميل 700
  • الممثل الاسكتلندي شون كونري : أول من قام ببطولة شخصية جيمس بوند على الشاشة في فيلم «دكتور نو» عام 1962 ثم قدم 7 أفلام من السلسلة في أعوام -62 -63 -64 -65 -67- 71، وبعد توقف عاد مرة أخرى في فيلم جديد عام 83. ويعتبر كونري أنجح من قدم ادوار بوند.
  • الممثل الأسترالي جورج لازينبي : جسد شخصية جيمس بوند في فيلم واحد عام 69 ولقي الفيلم فشلا ذريعا، ما جعل الشركة المنتجة تتخلى عنه في النسخة التالية رغم توسله بمنحه فرصة ثانية.
  • الممثل الإنكليزي روجر مور : لعب دور بوند في سبعة أفلام على التوالي في الفترة من 73 إلى 85 وهو أكثر ممثل بقي مع الشركة المنتجة لهذه السنوات المتواصلة.
  • الممثل البريطاني تيموثي دالتون : قدم فيلمين فقط في سلسلة بوند عامي 87 و89.
  • الممثل الإيرلندي بيرس بروسنان : قام بدور بوند في اربعة أفلام بين عامي 1985 و2002.
  • الممثل الإنكليزي دانيال كريج : النجم الحالي لأفلام جيمس بوند، لعب دور البطولة في ثلاثة أفلام منذ 2006 وحتى الآن، ووقع في 2011 عقدا مع الشركة المنتجة لأداء دور بوند في 5 أفلام في المستقبل، وإن تحقق ذلك سيكون رصيده 8 أفلام وهو ما يعني تحطيمه لرقمي شون كونري وروجر مور. ومن المتوقع عرض فيلم بوند الجديد سكاي فول الذي يقوم ببطولته في السادس والعشرين من الشهر الحالي.
سيارات تسير وتطير.. عالم من الخيال

منذ ظهرت سلسلة أفلام جيمس بوند وهي لا تأسر فقط عشاق السينما والإثارة والمغامرات، وإنما أيضا عشاق السيارات، فمنذ العمل الأول عام 1962 تظهر السيارة كأنها من نجوم الفيلم، شهدت أفلام بوند تشكيلة كبيرة من أنواع السيارات التي تم تعديلها وتجهيزها ليخوض بها غمار المعارك مع أعدائه.

سيارات بوند مجهزة بالأسلحة وتسير في الماء وتطير، إنها أشبه بآلات حربية، فالسيارة في أفلام بوند تشكل وحدها عالما من الخيال، وأهم السيارات التي ظهر بها بوند في أفلامه سيارة استون مارتنDB5 التي ظهر بها في 5 أفلام وتعتبر الأكثر شهرة بين سيارات بوند، بالإضافة إلى هذه السيارة الأسطورة ظهرت العديد من السيارات مثل: الفا روميو، ايه ام سي، أودي، بنتلي، BMW، جاكوار، لاند روفرر، فورد، كاديلاك، شيفروليه، مرسيدس، رولزرويس.

بنات بوند الفاتنات

منذ ظهرت روايات جيمس بوند على يد الكاتب إيان فلمينج والعنصر النسائي يمثل جزءا اساسيا من العمل، وهو ما حدث في أفلام السينما أيضا، منذ الفيلم الأول ظهرت الكثيرات من النجمات، لكن عددا قليلا فقط منهن استطعن البقاء في ذاكرة الجمهور على مر العصور، وفيما يلي أشهر بنات بوند:

  • أورسولا أندرس : الممثلة السويسرية أورسولا أندرس البطلة الأولى لسلسلة أفلام بوند ظهرت في فيلم «دكتور نو» عام 62 لتصبح رمزا جنسيا، وظهرت مرة أخرى في فيلم «كازينو رويال» عام 67 ودائما تأتي من بين العشر الأكثر إثارة بين نجمات بوند.
  • شيرلي ايتون : لعبت دور البطولة النسائية في فيلم «الإصبع الذهبي» عام 64 أمام شون كونري وانتزعت إعجاب النقاد والجمهور.
  • جين سمور : الممثلة الانكليزية جين سمور من أجمل نجمات بوند ولعبت دور البطولة في فيلم «عش ودعه يموت» عام 73 أمام روجر مور.
  • صوفي مارسو : الممثلة الفرنسية صوفي مارسو ظهرت في فيلم جيمس بوند «العالم لا يكفي» أمام بيرس بروسنان عام 99.
  • هال بيري : الممثلة الأميركية ذات الأصل الأفريقي والحاصلة على الأوسكار هال بيري تعتبر من أشهر نجمات أفلام جيمس بوند ظهرت أمام بيرس بروسنان عام 2002 في فيلم العالم «مت في يوم آخر».
  • إيفا جرين : من أحدث نجمات بوند حيث ظهرت عام 2006 في فيلم «كازينو رويال» أمام دانيال كريج، وفي العام نفسه اختيرت من بين نجمات العالم الأكثر إثارة.

عن موقع جريدة القبس


دار القبس للصحافة والطباعة والنشر مؤسسة صحفية كويتية يشرف عليها ويديرها مجلس إدارة مكون من المساهمين وعددهم خمسة أعضاء .صدر العدد الأول منها بتاريخ 22 فبراير 1972. وتم إشهارها كمؤسسة صحيفة كويتية مستقلة بتاريخ 12/2/1972. لقراءة المزيد.


 مقدمات أفلام جيمس بوند الموسيقية في فيديو


50 سنة من مقدمات أفلام جيمس بوند الموسيقية في أقل من 5 دقائق من موقع Art of the Title.



James Bond: 50 Years of Main Title
Design from Art of the Title (L’Art du Générique) on Vimeo



مجلة الينما المغربية

يناير/كانون الثاني 2013
مجلة السينما المغربية
مهند النابلسي : كاتب وناقد سينمائي

 فيلم السقوط من السماء : انطلاقة جديدة ابداعية للعميل السري 007


فيلم السقوط من السماء : انطلاقة جديدة ابداعية للعميل السري 007


بدأت القصة بسرقة غامضة لديسك سري يحوي اسماء عملاء المخابرات البريطانية المندسين مع الجماعات الارهابية العالمية ، وقد هدد السارق المجهول المحترف بكشف أسماء خمسة عملاء اسبوعيا ليتم اعدامهم فورا من قبل المجموعات الارهابية الدولية.

أبدع الممثل الاسباني خافير بارديم بدور الشرير الخارق سيلفا بكاريزما لافتة وخفة دم لافتة لا ترتبط عادة بسلوك المجرمين الخطرين ، لقد انقلب على ماضيه شاعرا بالحقد والمرارة ومتحررا من قيوده ، أما الممثلة المخضرمة البارعة جودي دينش فعادت باسمها الحركي ” ام” كرئيسة لجهاز “ام16″ ، واعطت هنا للدور التقليدي نفسا فنتازيا مع مزيج من العاطفة والحزم ، كما أضاف رئيس لجنة الأمن والاستخبارات الممثل رالف فينيس (بدور مالوري) توازنا دراميا ولعب ببراعة دور الوسيط المطلوب ،كما لعبت الكيمياء الخاصة ما بين دانييل كريغ ودينش دورا ديناميكيا كقطبي الكهرباء لتحريك الأحداث بهذا النمط المتصاعد البالغ الجموح والجاذبية ، وربما ساعد اختيار اسم “ام” لدينش كاشارة مجازية “للام” (القائدة الحازمة والعطوفة في آن) لبناء هذه العلاقة الخاصة ما بين رئيسة الجهاز والعميل السري الشهير ، كما لعبت ناؤومي هاريس دور مساعدته السمراء الجذابة ، حيث انها أصابته افتراضيا بالخطأ اثناء العراك فور القطار السريع ، وأنقذت حياته مرة ثانية في ماكاو ، وبالرغم من ذلك الا أن الكيمياء كانت مفتقدة تماما في تلك العلاقة ، ودخل الممثل “بين ويشو” بدور المرجع التقني (كيو) ، وبدا كمراهق متحمس وشغوف وملم بالحاسوب والانترنت وتكنولوجيا المعلومات ، مكتفيا بتزويد بوند بمسدس مشفر وجهاز صغير لتحديد المواقع بدلا من الجهزة الاستخبارية العديدة السابقة ، والأدوات القاتلة المبتكرة التي كانت تعطى له في الأفلام السابقة (كالقلم القاتل ).

لعبت الممثلة الفرنسية “بيرنيس ليم مارلوهي” دورا جديدا كفتاة بوند الجميلة سيفيرين ، التي تقوده قصدا لمواجهة الشرير سيلفا ،وذلك عكس الدور التقليدي (لفتيات جيمس بوند كدمية جنسية جميلة ، وعكست ببراعة التوجس والقلق والخوف . تميز هذا الفيلم عن معظم افلام بوند الاخرى ببعده الانساني العميق ، وتركيزه على مكامن الضعف الكامن في الشخصيات ، كما أن دور الشرير لم يكن هنا سطحيا ونمطيا ، وانما أداه بارديم ببرود وذكاء لافت ( حيث بدا شكله غريبا بماكياج أشقر وحركات مثلية استعراضية )، ومن الواضح ان المخرج مانديس قد تأثر هنا بشريط الفارس الأسود لكريستوفر نولان ، حيث نلاحظ اعادة مشهدية مبتكرة لسلوكيات الأبطال ، وخاصة بطريقة اداء الشرير سيلفا واسلوبه الكاسح بمواجهة خصومه ، آخذين بالاعتبار طريقة تقديم بارديم لدور سيلفا الذي يذكرنا أحيانا باسلوب الراحل هيث ليدجر في دوره الذي لا ينسى كجوكر (في الفارس الأسود) حيث “لا يقف شيء امام اندفاعه الشرير ومخططاته العبقربة” !

واذا ما تأملنا بصمات مينديس الابداعية في الاخراج وتحريك الممثلين ، نجد قدرته الفذة متمثلة بتشكيل فريق متوازن حرفيا مع المام “ابداعي” غير مسبوق بأدق التفاصيل مما يجعله ينطبع في الذاكرة ،أما المصور السينمائي روجر ديكنس فقد صور مشاهد بصرية تفوقت احيانا على مشاهد فيلم نولان الشهير (فارس الظلام) ، وشكل مع مينديس جهدا كبيرا لتجديد انطلاقة هذه السلسلة بعد مرور خمسين عاما على انطلاق اول أفلامها، واثبتا ان دانييل كريغ هو من سيستمر بحمل شعلة بوند في المستقبل المنظور على الأقل ، كما يبدو أنه تم هنا وضع مواصفات جديدة لهذه السلسلة في عصر حافل بالتحديات التقنية المتنوعة والسياسية والاحتقانات الدولية الجديدة ، محافظا على نمطية الأفلام ومدخلا عنصرا انسانيا جديدا يتمثل بالحنين الجارف لمسقط الرأس ، حيث تصور المشاهد الأخيرة في منطقة “سكاي هول” باسكتلندا وفي بيت طفولة بوند الريفي القديم وبوجود حارس البيت العجوز كينكيد (أدى الدور بشغف ألبرت فيني)، حيث استعرض طفولة بوند المريرة وحادث مقتل والده ، وشاهدنا قبره المهجور ، كما أن المشاهد الأخيرة كانت بلا شك حزينة وربما رومانسية بالرغم من قسوتها ، حيث انتهت بمقتل سيلفا و”ام” متاثرة باصابتها الخطرة اثناء هجوم سيلفا وعصابته على الكنيسة القديمة المهجورة ، وان كنت لم استوعب سبب غياب الاغنية الرائعة “سكايهول” هنا كخلفية موسيقية لهذه المشاهد الرائعة (ربما لتجنب تكرارها بعد أن استهل الفيلم بها) ! ومع ذلك بقيت الصورة النمطية البراقة للشخصيات باطارها الاستعراضي الحركي المعهود : كالبدلات الأنيقة والملابس الباذخة ، والسيارات الحديثة الفائقة السرعة ،والديكورات الفخمة والعرض الدعائي السمج المكرر لساعات اوميغا الفاخرة ، ولكنه تجاوز هذه الأدوات الباهرة بمناظر عير مسبوقة لاسطنبول المدينة الساحرة التي تجمع الشرق والغرب معا : كساحة السلطان أحمد ومتحف أيا صوفيا الشهير ومدينة فتحية والسكة الحديدية فوق جسر فاردا قرب اضنة ، ثم انتقل لشنغهاي في الصين فأتحفنا بمشاهد حركية لأعلى ناطحة سحاب ومشاهد في مضمار “أسكوت” الشهير ، ولمطار شنغهاي الدولي ” بودونغ” …وفي منطقة سكاي فول باسكتلندا تم بناء منزل كبير باستخدام الخشب الرقائقي والجص لتصوير الأحداث …وان حاول هنا كريغ ان يسرق شهرة شون كونري (الممثل الأصلي) باداء فريد استثنائي الا انه لم ينجح تماما باعتقادي ، وان كان أدخل على الدور هنا عناصر جديدة كالابهار الزائد والجرأة الغير متوقعة والطرافة والفكاهة وصولا لهزل زائد ، ولكن بارديم تجاوزه بتألق استثنائي واضافات مشهدية غير مسبوقة خلطت الشر الجامح بالطرافة والبرود والحكمة ، وانصهرت كل هذه العناصر البشرية والأدوات والمواقع لتقدم شريطا رائعا لافتا ، أثبت فيه سام منديس انه مخرج مغامرات من الطراز الأول وخاصة اثناء تقديمه لمطاردات وعراك يحبس النفاس فوق قطار سريع ، بتصوير متزامن يدمج الحركة بالموقف محيرا المشاهد ، ثم بتصويره لعراك قاتل في حظيرة عظايات ضخمة مفترسة ( اسفل نادي قمار في ماكاو )، او باخراجه لقطات فريدة لمطاردة قاتلة فوق ناطحة سحاب في شنغهاي ، وانتهاء بمعارك وتفجيرات ماحقة في لندن واسكتلندا ،انتهت بتفجير مبنى “الام16″ وهليوكبتر . أما المجاز الذي التقطته باعجاب فهو يكمن بمشاهد خروج سيلفا الشرير من مصعد وتوجهه لمقابلة بوند ( المقيد اليدين) ، راويا باسلوب استعراضي لافت طريقة مكافحة الجرذان التي تكائرت على الجزيرة ، وتم صيدها وتجميعها وتركها معا بلا طعام لكي تقوم أخيرا بافتراس بعضها البعض ، حتى بقي اثنان فقط قي اشارة مجازية له ولبوند كعميلا استخبارات منشقين وفاشلين ، وتركهما يواجها مصيرهما بافتراس احدهما للآخر ، وكعادتي الدارجة باسقاط مكونات الأفلام على واقعنا العربي البائس : أليس هذا تماما ما يجري في دول ما يسمى ربيعنا العربي ، حيث نترك كجرذان تفترس بعضها البعض بضراوة بالغة ، فيما يقهقه الأعداء بسعادة من غباءنا واجرامنا وتعاسة تفكيرنا !

عن موقع مجلة السينما المغربية



جريدة الحياة

الإثنين ١٩ نوفمبر/تشرين الثاني 2012
جريدة الحياة
واشنطن - ا ف ب

 اشرار افلام جيمس بوند ابطال معرض في واشنطن


اشرار افلام جيمس بوند


هل كان جيمس بوند ليحقق النجاح لولا وجود دكتور نو وجوز واوريك غولدفينغر وماي داي؟

فـ “الاشرار” الذين يطاردهم اشهر جاسوس بريطاني منذ خمسين عاما مع نجاح يتجدد في كل مرة هم الابطال الفعليون لمعرض مكرس لهم في واشنطن.

ويستعيد المعرض نصف قرن من هؤلاء المجرمين السفلة الذين وضعوا العوائق امام العميل السري البريطاني من دكتور نو في العام 1962، الى راوول سيلفا في “سكايفال” الجزء الثالث والعشرين لمغامرات بوند الذي بدأ عرضه في العالم منذ فترة قصيرة مع الاحتفال بمرور خمسين عاما على انطلاق سلسلة الافلام الشهيرة.

وقالت مديرة ارشيف “ايون” الشركة التي تنتج هذه الافلام للصحافيين “ميغ سايموند، جيمس بوند بقي هو هو في حين ان الاشرار تغيروا وتحولهم هذا يعكس تغييرات الحقبة التي نعيشها”.

إلا ان صفات تلازم هؤلاء فهم “اثرياء واذكياء ويتمتعون بسحر ما في بعض الاحيان الا انهم ماكرون وفاسدون ومنحرفون”. والمعرض الذي انطلق الجمعة يستمر سنتين في “سباي ميوزيوم” متحف الجاسوسية الخاص في العاصمة الاميركية.

فالشرير بلوفيلد عكس المخاوف الحقيقية التي خلفتها الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، وكان على رأس منظمة اجرامية عالمية وحاول التسبب بمواجهة بين الكتلتين.

في السبعينات كارل سترومبرغ وهوغو دراكس هددا العالم باسلحتهما النووية في “مونرايكر” و"ذي سباي هو لوفد مي" في حين ان الاتجار بالمخدرات يثير الشهيات في “ليف اند ليت داي” و “لايسانس تو كيل”.

المواد الاولية والمخاطر البيئية ظهرت بعدها في فيلم “ذي وورلد ايز نوت اناف” و"كوانتوم اوف سولاس".

وللتعبير عن كل موضوع تعرض مقتطفات من الافلام، وتربط الواح حبكة الفيلم بالاحداث الراهنة او الشخص الذي استوحيت منه الشخصية.

ومن بين حوالى مئة قطعة معروضة في واجهات، وجبة اسنان جوز الفضية وحذاء السوفياتية روزا كليب العالي الكعب الذي تم التلاعب به ومجسم لسيارة في “سكايفال”.

وتعرض ايضا ملابس عشرات هؤلاء الاشرار “الذين يعملون كثيرا ولا يتوقفون من اجل تمضية عطلة ابدا والبند الوحيد في عقدهم الذي يسمح لهم بالتوقف عن اعمالهم هو”الموت المكبر" على ما يشير المعرض بلهجة مازحة.

وقال المحلل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) مارك: ان شخصيات الاشرار “مبالغ بها الا انها تستند الى قاعدة فعلية” وفي الافلام الاخيرة يتواجه البطل “مجموعات ارهابية، ولا يعرف من في داخلها ومن خارجها، مثل تنظيم القاعدة”. وفي “لايسينس تو كيل” يشبه الشرير فرانز سانشيز مع تمساح على كتفه، موحي الشخصية تاجر المخدرات الكولومبي بابلو اسكوبار الذي كان يربي حيوانات وحيد القرن في دارته على ما يضيف ستاوت.

لكن الشخصية غير الواقعية بتاتا هي جوز القاتل المأجور الذي يعمل لحساب الشرير سترمبورغ، ويقول كريس موران الخبير البريطاني في التجسس “طوله 2,30 مترا وفمه مصنوع من الفولاذ بينما القاتل المأجور يجب ان يعمل في الظل”.

ماذا عن الشريرات ؟

يؤكد الباحث “كان معروفا خلال الحرب الباردة ان اجهزة الاستخبارات السوفياتية كانت ترسل بإنتظام نساء مثيرات الى الولايات المتحدة وبريطانيا في محاولة للايقاع بالمطلعين على الاسرار” الذرية والعسكرية.

ويُضيف توني منديز الذي كانت قصته الحقيقية مصدر وحي لفيلم “ارغو” حول الرهائن الاميركيين في ايران “الاشرار الحقيقيون هم بمستوى اشرار جيمس بوند ان لم يكونوا اسوأ منهم”.

لكن جيمس بوند هل هو جاسوس فعلي ؟

يُقر ستاوت “انه شخص مثير جدا للاهتمام الا انه غير واقعي كليا، فهو لا يعمل بالسر ولا يخضع لاي قانون في بلاده. وهذا الامر سيكون كارثيا لإي وكالة استخبارات”.

ويؤكد منديز “الجاسوس الجيد فعلا يكون متواضعا ويقول في قرارة نفسه، حسنا لقد انقذت العالم اليوم ولا يمكنني ان اسر بالامر لاحد، وتستمر الحياة”.

عن موقع جريدة الحياة


صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة"الحياة" جريدة عربية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988 .

منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)