المرأة العربية وإشكالية وجودها في روايات اللبنانية حنان الشيخ

, بقلم محمد بكري


جريدة القدس العربي


جريدة القدس العربي
السنة التاسعة والعشرون العدد 8833 الثلاثاء 23 أيار (مايو) 2017 - 27 شعبان 1438هــ
عبد المجيد الحسيب - ناقد مغربي


المرأة العربية وإشكالية وجودها : سؤال الذات والهوية في روايات اللبنانية حنان الشيخ


عملت الرواية العربية الحديثة على تجديد طرائق السرد وتوظيف موضوعات وثيمات جديدة، واجتراح أشكال مغايرة في الكتابة والتعبير. ويعتبر سؤال الذات واحدا من أهم المكونات والعناصر التي احتفت بها هذه الرواية.

تكمن أهمية هذا المكون، من الناحية الإبداعية في قدرته على إنتاج نصوص تنضح بالحميمية، وتعبر عن مسارات شخصية، تقاوم من أجل إثبات ذاتها في مواجهة كل أشكال التدجين والتنميط. صحيح أن الرواية العربية منذ نشأتها جعلت من الذات مكونا مهماً من مكوناتها السردية، غير أن هذه الذات مع الرواية الحديثة، ستعرف طفرة نوعية، إلى درجة أنها أضحت مكونا حداثيا عند النقاد والمبدعين، على حد سواء. فقد جعل منها الراحل إدوار الخراط مظهرا من مظاهر (الحساسية الجديدة) في الإبداع، وهو صاحب التعبير البديع «ما بين الذاتيات» أي أن الذات عنده ليست فردية، بل هي جماعية تحاول التعبير عما يجيش في أعماق كل الذوات. كما أصبح النقد يحتفي بهذه الظاهرة، من خلال عدة مفاهيم نقدية جديدة مثل، «تذويت السرد» «التخييل الذاتي» (تيار الوعي) وغيرها من المفاهيم. وتكمن خصوصية هذه الذات في كونها تحاول أن تعبر عن صوت جديد للذوات الجريحة والمحبطة والمهزومة، بلغة تقوم على الاستبطان والاعتراف والتذكر وسبر الأعماق، قصد الجهر بكل ما يعتمل في الدواخل من مسرات ومواجع.

وتعتبر حنان الشيخ واحدة من أهم الكتاب العرب الذين جعلوا من سؤال الذات مكونا أساسيا لأسئلتهم الإبداعية. يبدو ذلك من خلال مجموعة نصوصها التي بوأتها مكانة مركزية ضمن منجز السرد العربي، وجعلت منها واحدة من رموزه الأكثر حضورا في المشهد الأدبي العربي الحديث.

سيرة الحب والحرمان

تحكي رواية «حكايتي شرح يطول» سيرة «كاملة» أم الكاتبة حنان الشيخ، وهي سيرة تنضح بالكثير من المعاناة والمرارة والألم. وقد اختارت الكاتبة أن ترويها بضمير المتكلم، كأنها تعير لسانها لأمها التي حرمت من الدراسة، بسبب ظروف الفقر القاهرة التي عاشتها. ويبدو النص أنه لا ينتمي إلى جنس أدبي محدد، سيرة غيرية، أم سيرة ذاتية، أم رواية، ففيه جزء كبير من سيرة أم حنان الشيخ، وجزء من سيرة حنان الشيخ، وجزء من سيرة المجتمع اللبناني وما عاشه من تحولات سياسية، كصراعه ضد الأتراك، أو ضد الاحتلال الأجنبي، ثم نشوة الاستقلال وصولا إلى الحرب الأهلية المدمرة، التي دفعت بأغلب أبناء «كاملة» للهجرة إلى الخارج. ويمكن اعتبار هذا الالتباس ــ تباين الأجناس ــ في النص عنصرا مخصبا له، وعلامة دالة على انفتاحه وتعدد مستوياته اللغوية والخطابية.

القسوة

عاشت «كاملة» طفولة قاسية في جنوب لبنان، بعد هجر الوالد لهم وزواجه من امرأة أخرى. فقد كانت تقتات هي ووالدتها وأخوها مما يفضل عن الحصادين من سنابل القمح في حقول الفلاحين. أما الأب المستهتر، فلم يكن يأبه لحالهم بتاتا. وأمام اشتداد وطأة العيش وثقل المسؤولية على الأم اضطرت إلى الهجرة إلى بيروت عند أبنائها من زوجها الأول المتوفى. في بيروت ستكتشف «كاملة» حياة أخرى كانت تجهلها، حياة الأضواء والملابس الجميلة والسينما، التي ستفتح عينيها على عالم فاتن ومدهش لم تكن تتخيله. لكن حياة «كاملة» لم تتغير كثيرا في بيروت، إذ أنها ظلت تعاني من الفقر والعوز والحاجة والإهانات المتكررة، من طرف زوج شقيقتها البخيل، وشقيقها العابس باستمرار. رغم صغر سنها، ستسخر لبيع «القباب» والطواف على البيوت، بحيث كانت حالتها تستدر شفقة وعطف الناس، تقول: «أمضي من بيت إلى آخر وفي حلقي غصة، ولم أفهم سبب هذه الغصة، إلا عندما تفتح لي امرأة باب بيتها وتبتسم لي، وما أن أطلب منها أن تشتري مني «قبة» حتى يصيبها الذعر».

وما يميز السرد في هذه المرحلة من حياة «كاملة» هو أنه سرد بلغة الطفولة، بكل ما يطبعها من عفوية وسذاجة وبراءة وصدق في الآن نفسه. وهذا يبين أن حنان الشيخ توفقت في التمييز بين لغة «كاملة» الطفلة، ولغة «كاملة» الشابة الناضجة والواعية بما حولها. وتتميز لغة الطفولة كذلك بمعايير جمالية مغايرة للمعايير الجمالية المعتادة. فهي تقوم على المفارقة والمفاجأة والإرباك. فـ»كاملة» تعترف بأنها عندما لاحظت أن الكبار يضعون الملح للتخلص من الحشرات والزواحف كانت بدورها، تضع الملح في فناجين الشاي لشقيقها العابس ولزوج شقيقتها للتخلص منهما. غير أن الحدث الذي سيغير حياتها رأسا على عقب هو، لحظة استدعائها بعد وفاة شقيقتها بمدة، لترديد جملة أمام بعض الوجوه، لم تكن تعرف منهم سوى زوج شقيقتها المتوفاة وشقيقها العابس. كما أنها لم تكن تدرك خطورة ما يريدون منها ترديده، لأنها كانت لا تزال طفلة، تقول: «كنت ألعب على السطح عندما نادتني أمي وزوجة شقيقي العابس لتطلبا إليّ الدخول إلى غرفة نوم الصبيان حيث أقول كلمتين «أنت وكيلي»، ثم أخرج وأكمل لعبي» فبسبب هذه العبارة ستصير زوجة لزوج شقيقتها المتوفاة بتواطؤ من جميع أفراد الأسرة، بمن فيهم الأب الذي أخذ ثمن صمته نقدا.

الحرمان

عاشت «كاملة» في بيروت شتى أصناف الحرمان، كالحرمان من الدراسة، من الأمان، من ملابس العيد كباقي الأطفال، والحرمان من أبسط ما يستمتع به الأطفال، كالحلوى التي تتذكرها بالكثير من المرارة، تقول: «أهرع إلى البائع، أقف أمامه بعينين متوسلتين جائعتين، ولعابي يسيل وكأنني كلب، ورجلاي في القبقاب الخشبي، أراقب الأولاد بأحذيتهم يشترون الحلوى، ويلحسونها، فيسألني البائع: «بدك شيء، ليش ما تشتري» أجيبه: «بس عم بتفرج». يقدم لنا هذا المقطع تلخيصا مكثفا ودالا عن حجم الحرمان الذي كانت تعانيه «كاملة»، ولم تكن تجد من وسيلة لمواجهة هذه القسوة الحارقة سوى السخرية والدعابة والضحك والسرقة والكذب، نكاية في صلف الكبار وغلظتهم وفظاظتهم. لقد أضحت السرقة والكذب عندها وسائل لإثبات الذات، في عالم تخلى عنها وتركها في مواجهة قدرها العاثر. فحتى الأم التي كانت تحس بدفئها في النبطية ستفتقدها في بيروت، لأنها صارت أما للآخرين.

الحلم

ورغم كل ما عانته «كاملة» إلاّ أنها عاشت تجربتين كانت تستمد منهما القوة والصبر والعزيمة على مواجهة قسوة الحياة. التجربة الأولى هي لقاؤها بالشاب محمد، الذي سترتبط به في علاقة حب حقيقية واستثنائية. والتجربة الثانية هي افتتانها بعالم السينما. لقد أضحى المحكي السينمائي في هذه الرواية مكونا أساسيا من مكوناتها، سواء من خلال عدد الأفلام المذكورة أو من خلال تأثير هذه الأفلام على حياة «كاملة». فقد صارت تقارن كل ما تعيشه وتراه في عالم السينما الفاتن والمدهش. تقول: «الأفلام تحاورني من جديد. إنها تعكس حياتي. أنا مثل نوال تزوجت كما فرضت عليّ الظروف، وها أنا مثلها أجد الحب، لكنّ يدي مكبلتان خلف ظهري، بزواجي، وبطفلتي، وبالجنين الذي في بطني». لقد ظلت كاملة تردد على طول الرواية، أنها ما كانت تستطيع تحمّل قساوة الحياة وصفاقتها، لولا السينما التي كانت تلجأ لجميع الحيل للذهاب إليها والاستمتاع بقصصها وعالمها، إلى درجة أن القارئ سيجد نفسه أمام أهم الأفلام المصرية التي ظهرت في البدايات الأولى من القرن العشرين. هذه الأفلام التي امتزجت حكاياتها بحكاية «كاملة» في مزيج سردي آسر.

أما التجربة الثانية التي غيرت مسار حياة «كاملة» فهي تجربة الحب التي عاشتها مع الشاب محمد. فرغم أنها تزوجت ومضت على فراقهما مدة ليست بالقصيرة، إلاّ أنها ستعود إليه متحدية ميثاق الزوجية، الذي يربطها بزوج شقيقتها المتوفاة. مع الشاب محمد ستعوض بعض ما افتقدته مع زوجها ومع محيطها. ستستعيد الأمان والحب ولذة المغامرة. وعندما بلغ إلى علم زوجها بعض تفاصيل هذه العلاقة، لم تتردد في القسم على القرآن بأن لا علاقة لها به. تقول: «أمسك المصحف بين يدي، وأغمض عيني، وأهمس في داخلي: «يا الله راح كذب عليك يا حبيبي يا الله…دخيلك أوعى تسمعني بس بدي ذكرك أنو جوزوني الحاج غصبا عني» أقسم بصوت عال بأنه لا علاقة لي بمحمد…». فـ»كاملة» عاشت حياتين، واحدة مع زوجها وأبنائه وشقيقها العابس، وأخرى مع حبيبها متحملة كل شيء في سبيل هذه العلاقة. بعد انكشاف سر هذه العلاقة وحصولها على الطلاق من زوجها، الذي تدهورت أوضاعه المادية بشكل صاعق. ستتزوج كاملة من حبيبها وستعيش معه سنوات في حب وأمان أحيانا، وغيرة وشجار أحيانا أخرى، إلى أن فجعها الموت في رحيله في حادثة سير مروعة.

«حكايتي شرح يطول» هي رحم احتضن خطابات كثيرة ومتعددة، أغاني، أشعارا، رسائل محكيات فيلمية، سيرة كاملة، سيرة حنان، سيرة لبنان في بدايات القرن العشرين، الشيء الذي يضعنا أمام سجلات لغوية متعددة ومتباينة، تتجاور وتتعايش، لتنتج نصا متعددا وأبيا على الضبط والتصنيف. أما العامية فكان لها حضور طاغ في النص، وكأن الساردة كانت تحاول أن تكون وفية لصوت ونبرة «كاملة» عن طريق نقل ما كانت ترويه وتحكيه بطريقتها المتميزة ولغتها الخاصة.

«حكاية زهرة» هي سيرة فتاة تعرضت منذ صغرها لاستغلال بشع من طرف أمها التي كانت تأخذها معها متذرعة أنها ذاهبة لزيارة الطبيب، أو الجدة أو أحد الأقارب، بينما كانت تذهب عند عشيقها. فكانت زهرة شاهدة على علاقة الأم الغرامية، ترى وتسمع كل شيء، ولا تستطيع البوح بذلك، رغم أنها كانت تتعرض لشتى أصناف التعذيب على يد الأب الفظ والقاسي. تقول: «حاولت أن أفكر والصفعات تنهال على وجهي. وصوت رب الترام ببذلته الكاكية ينهال على وجهي. ونظرات أمي وصوتها وعصبيتها تنهال على وجهي، خوفا من أن أقول الحقيقة «قولي الصحيح، وين كنتو تروحوا وين كان ياخذكم». ويتضح أن من بين خصوصيات الذات في هذه الرواية، هو كونها ذات معنّفة كسيرة وجريحة بسبب ما تعرضت له من شتى أشكال العنف النفسي والجسدي. الشيء الذي أحالها إلى ذات سلبية متوارية وعاجزة عن المواجهة أو الإقدام عن أي رد فعل، إلى درجة أنها أصبحت تحس بالغربة بين أفراد أسرتها وكأنها ليست واحدة منهم.

الاغتراب

في أجواء العنف هذه إذن، نشأت زهرة وترعرعت، فأدمنت الصمت والخوف من الجميع. وعندما بلغت سن المراهقة غرر بها مالك، صديق أخيها أحمد، الذي كان يحدثها عن الحب العذري وجبران خليل جبران، ويضاجعها بطريقة فظة هي أقرب إلى الاغتصاب منها إلى ممارسة الحب، إلى أن أجهضت مرتين. فعلاقة زهرة بمالك، كما وردت على لسانها، تبدو عصيّة على الفهم. فهي لا تكنّ له أي شعور بالحب، كما تؤكد أن لحظات الجنس معه أشبه بلحظات الاغتصاب، لكنها تمتثل لرغباته وتسايره ولا تقدر على صده أو رفض طلباته. وهذا يبين أن الظروف التي عاشتها أدخلتها في حالة قصوى من اللامبالاة والسلبية. تغتصب وتجهض وكأن الجسد الذي يتعرض لكل هذا العنف ليس جسدها ولا علاقة لها به.

وهم التحقق

في البيت لم يكن والدها يخفي كراهيته لها، ولم تكن الأم تتورع في معاملة الابن معاملة تفضيلية، فازدادت انزواء، وبدأت صحتها النفسية تهتز لتجد ضالتها في الرسائل التي كانت تكتبها إلى خالها هاشم المنفي في إفريقيا بسبب نشاطاته السياسية. وعندما سافرت إلى إفريقيا بطلب من خالها اعتقدت أنها تحررت أخيرا من كوابيسها، إلاّ أن سلوكات خالها، الذي بدأ يلتصق بجسدها ويتحرش بها، سيعمّق من مخاوفها وينكأ جراحات ماضيها. وعندما اقترح عليها ماجد صديق هاشم فكرة الزواج، لم تتردد في ذلك عساها تبدأ صفحة جديدة في حياتها. غير أن مشكلة البكارة واضطراباتها النفسية وفظاظة ماجد ستحكم على هذه الزواج بالفشل.

العودة

بعد عودة زهرة إلى لبنان واندلاع الحرب الأهلية ستصير بيروت في قبضة الميليشيات. وسيصير أخوها الفاشل في حياته، هو الآخر، من جنود الميليشيات. فكان يعود كل مساء منتشيا بمسروقاته التي يأخذها من ضحاياه، كما أنه لم يكن يكف عن تناول المخدرات كي يستطيع النوم. كان يتناول المخدرات كما كان يقول، لأن الحرب التي كانت في البداية بمثابة لعبة مسلية، أضحت مملة وبلا معنى، ولأن الأنباء المتداولة عن قرب نهاية الحرب تشعره بالخوف، لأنه سيصير مجرد شبح لا قيمة له. لقد استطاعت حنان الشيخ أن تقدم لنا صورة صادقة ومؤثرة عن سنوات الحرب الأهلية في لبنان. كما استطاعت أن تنفذ إلى حقيقة صادمة مفادها، أن الحرب لم تدمّر العمران وحسب، بل دمرت الإنسان كذلك. وهذا العمق في تشخيص واقع الحرب الأهلية لا يضاهيها فيه سوى إلياس خوري، خاصة في رواياته الأولى. في أتون الحرب المدمرة ستحاول زهرة الخروج من سلبيتها، سواء عن طريق إقناع أخيها بالكف عما يقوم به، أو عن طريق مساعدة بعض الجيران، إلى أن ساقتها الصدف إلى لقاء أحد القناصة الذي اتخذها خليلة له. وعندما أخبرته بأنها حامل طمأنها ووعدها بالتقدم لخطبتها، وعندما كانت عائدة إلى حال سبيلها، جعلها هدفا لرصاصه وأرداها قتيلة بصورة بشعة.

الرواية تشريح جريء وعميق للبنية الأبوية الذكورية المهترئة، التي تقوم على احتقار المرأة وامتهان آدميتها. فقد عانت زهرة من فظاظة الأب وخسة العشيق الكاذب، وشذوذ الخال ورياء الزوج وويلات الحرب.

التواتر والمقاومة

وتجدر الإشارة إلى وجود وشائج نصية بين رواية «حكايتي شرح يطول» و«حكاية زهرة»، فمجموعة من المحكيات التي وردت في رواية «حكايتي شرح يطول» تم استثمارها بطريقة مغايرة في رواية «حكاية زهرة». فزهرة التي كانت تأخذها معها أمها عند عشيقها، مدعية أنها ذاهبة عند الطبيب، هي نفسها «كاملة» التي كانت تأخذ معها ابنتها «حنان» عندما كانت تذهب عند عشيقها محمد. فهل كانت حنان الشيخ تكتب سيرتها بشكل مقنع كي تتصالح مع ماضيها؟ وكذا حكاية الخال الذي حاول اغتيال القاضي الذي حكم على زعيمه السياسي بالإعدام، وفر إلى إفريقيا. فهذه الحكاية هي الأخرى موجودة في رواية «حكايتي شرح يطول» حيث أن كاملة تحدثت أكثر من مرة عن ابن الشقيق الذي كانت تنعته بالعقائدي المتعصب، الذي اختفى بعد فشل محاولة اغتياله لأحد القضاة. كما أن هناك محكيات أخرى كثيرة تم تحويرها واستثمارها بطريقة مغايرة. ولعل هذا التواشج والتشابه بين بعض محكيات النصين، يجعلنا نطرح السؤال المأثور: هل الكاتب لا يكتب إلاّ نصا واحدا بصيغ مختلفة؟ وهذا السؤال لا ينطوي على أي تبخيس أو تنقيص من موهبة حنان الشيخ، لأن إعادة الكتابة أحيانا تكون أشق وأمتع من الكتابة ذاتها.

الخلاص

أما الأصوات المهيمنة في كتابات حنان الشيخ فأغلبها أصوات نسائية، فسحت لها الكاتبة المجال كي تجهر بلغة المقاومة ضد إرادة المحو التي يسعى النظام الأبوي إلى فرضها على المرأة، في ظل مجتمعات ما زالت تمتهن كرامة المرأة وتحتقرها. غير أن «تذويت السرد» عند حنان الشيخ لم يسقطها في لغة رومانسية بكائية، لأن شخصياتها، وبقدر ما كانت تعبر عن همومها الذاتية، فقد كانت تعبر عن هموم ذوات أخرى تتقاسم معها الجرح والوجع.

عن موقع جريدة القدس العربي

عدد المقال بالـ pdf في جريدة القدس العربي


صحيفة القدس العربي هي صحيفة لندنية تأسست عام 1989.


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)