وداعاً موقع جهة الشعر

, بقلم محمد بكري


جريدة الأخبار اللبنانية


السبت 3 آذار 2018
جريدة الأخبار
ادب وفنون - ويب خاص بالموقع
خليل صويلح


قاسم حدّاد : وداعاً «جهة الشعر»


برّر الشاعر البحريني قراره المفاجئ «بعدم توفّر الدعم المالي»


أعلن قاسم حدّاد (1948) أول من أمس عن إغلاق موقعه «جهة الشعر»، أحد أعرق المواقع الشعرية العربية وأقدمها. وبرّر الشاعر البحريني المعروف قراره المفاجئ «بعدم توافر الدعم المالي».

الموقع الذي انطلق في العام 1996 كان «غرفة كونية» لاستقطاب أهم الأصوات الشعرية العربية والعالمية، في أكبر موسوعة شعرية الكترونية. كأنّ هذا التوقيت الذي أتى مواكباً تقريباً لـ «اليوم العالمي للشعر»(21 آذار/ مارس) مرثية للشعر نفسه واندحاره إلى الصفوف الخلفية بالمقارنة مع الأجناس الإبداعية الأخرى، كما أنّ حشود الشعراء الطارئين الذين خرجوا من ماكينة الميديا أطاحوا الذائقة الشعرية من جذورها، ما جعل «جهة الشعر» البوابة الوحيدة لحراسة أسوار الشعر، بعيداً من جحافل هؤلاء الغزاة. لن نجازف إذا قلنا إنّ من لم تلتقط نصّه بوصلة الجهة، لن ينال شهادة الاعتراف بشعريته، ذلك أن هذا الفضاء انخرط باكراً في تأسيس حداثة شعرية منفتحة على كل الجهات، كما كان مرجعاً للغات الأخرى (7 لغات) في معرفة أحوال الشعر العربي وتياراته المختلفة. هكذا انطفأت أيقونات جهة الشعر في ليلة ظلماء، من «أنطولوجيا عربة النار»، مروراً بـ «منسيات الآلهة»، وانتهاء بـ «الجهة الخامسة». كان قاسم حدّاد قد كتب لحظة انطلاق المشروع: «بدأنا كمن يتعثّر في نوم موحش ولكننا الآن نسبق أحلامنا»، وها هو ينسحب بهدوء وألمٍ، تاركاً أحلامه تغرق في كابوس عدم توفّر الدعم المالي، فيما تتكاثر المواقع الأخرى، كما لو أنها حظيرة أرانب!

عن موقع جريدة الأخبار اللبنانية


حقوق النشر
مقالات «الأخبار» متوفرة تحت رخصة المشاع الإبداعي، ٢٠١٠
(يتوجب نسب المقال الى «الأخبار» ‪-‬ يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية ‪-‬ يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص)
لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا


مقال المدن بتاريخ 5 آذار 2018 : وما عاد للشِّعر جهة


منذ إطلاقها الأول عام 1996 حرصت جهة الشعر بإمكانياتها المحدودة، على مواكبة التطور التقني المتسارع، وكانت تطمح في التحول إلى مرجع أساسي متجدد للشعر الحديث بالعربية واللغات الأخرى. وقد حققت الكثير حتى الآن. ولتطوير هذا الطموح وبلورته رأى المشرفون على الموقع تحويل جهة الشعر من مشروع فردي/شخصي إلى مشروع جماعي، وتكريسها بوصفها جمعية ثقافية غير ربحية، مما سيوسع آفاق عملها وانفتاحها، وخصوصاً لضمان مستقبلها.

من أجل ذلك تم تشكيل هيكل إداري واستشاري وتحريري وفريق عمل فني للقيام بهذه المهمة. ولن يمنعها هذا من أن تتابع اكتساب حيويتها من حضورك، خصوصاُ حين يكون حضورك فعالاً ومساهماً في الكلمة. فالأفق مفتوح لكي تقول كلمتك بالصيغة التي تحلو لك. ليس ثمة منظور نهائي في حقل الأدب والشعر.

وبعد سنوات من العمل، بدأ المشرفون على الموقع في دورة جديدة، بعد دراسة تجربة ورؤية السنوات السابقة، لإعادة صياغة الرؤيا لطبيعة وآلية عمل أعضاء هيئة التحرير الاستشارية وعدد من الأصدقاء ليسهموا مجدداً في تفعيل جديد لعمل جهة الشعر.

كل تلك الأمور والتحولات أسهمت فعلياً في توضيح وتكريس العلاقة الفعالة بين الكتابة العربية « الشعر خصوصاً » ووسائل التقنية الجديدة.

ومن خلال تجربتها استطاعت جهة الشعر عبر سنوات عملها أن تؤسس لرؤية فنية وثقافية واضحة ومعروفة في المشهد العام، يختصرها القائمون على الموقع في النقاط التالية:

  • إمكانية نجاح المشروع الشخصي في حقل العمل الثقافي، وأهمية إثبات ذلك.
  • حيوية المحافظة على استقلالية المشروع واقتراح خصوصيته، في الذائقة والإدارة.
  • الصدور عن الأفق الكوني منذ اللحظة الأولى، وتجاوز أوهام وقيود المحلية والإقليمية التي لم تعد تناسب عصر الانترنت. والذهاب بثقة الإبداع لمشاركة العالم اكتشاف المستقبل.
  • تطوير مفهوم التعددية اللغوية في الموقع، من فكرة النص العربي المترجم إلى اللغات الأخرى، إلى حضور النص الشعري بلغاته المتعددة وترجماته المختلفة.
  • التعامل مع الانترنت بوصفها طريقة للاتصال الإنساني وليست وسيلة للانتشار الإعلامي.
  • اعتماد مبدأ البحث عن المعلومة والذهاب إليها لنشرها في الموقع، وليس انتظارها.
  • المحافظة على مستويات وقيم فنية واضحة وصارمة ورصينة.
  • العمل على تقديم المادة بأكبر قدر ممكن من التدقيق والمراجعة مع جماليات العرض.
  • العناية بالأجيال الجديدة وحفظ التقدير للتجارب المكرسة ودورها التأسيسي.
  • الاهتمام بفكرة تقاطع وتداخل فنون التعبير (التشكيل كمثال) وعدم التوقف عند حدود الأنواع.
  • العناية بالفنون البصرية كمكون أساسي في تجربة اتصال الكتابة وتحولاتها.
  • تشجيع التجارب الشخصية في حقل النشر الالكتروني ومحاولة الاستجابة لاجتهادات التقنية في حقل الكتابة العربية.
  • فتح المجال لأصدقاء جهة الشعر للمشاركة في تحرير بعض الملفات.
  • تطوير مفهوم المعرفة الأدبية من أجل تفادي الفجوة التقليدية بين الشعر والمعلومة.
  • بلورة مفهوم الشعرية بدل الشعر، والانتقال من حدود الشعر كشكل أو نوع تعبيري، إلى الشعرية كرؤية وحساسية ومغامرة تعبيرية تشمل التجارب الأرحب.

ويجد المتصفح للقسم العربي في موقع جهة الشعر أبواباً غنية بالمواد الأدبية والشعرية والفنية والفكرية.

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)