ناصر وأم كلثوم أبطال أفلام وثائقية للمخرجة الأميركية ميشيل جولدمان

, بقلم محمد بكري


جريدة رأي اليوم الإلكترونية


الأربعاء 13 ابريل / نيسان 2016
جريدة رأي اليوم الإلكترونية
القاهرة- راي اليوم


ناصر وأم كلثوم أبطال أفلام وثائقية لمخرجة أمريكية (حوار)


جمع بين كوكب الشرق ام كلثوم والزعيم الراحل جمال عبدالناصر علاقة قوية، واشتركا في الكثير من الأشياء، من بينها أن كل منهما تحول إلى رمز، يمثل مصر، ويشكل شيء ما داخل المصريين، فهناك من قال عن ام كلثوم إنها هرم مصر الرابع، وهناك من وصف صوتها بصوت مصر، أما عبدالناصر، فكان زعيم أمة، وممثل للأمل الذي فقده المصريين خلال سنوات من الاستعمار والاستعباد.

ومن امريكا بوسطن بالتحديد جاءت المخرجة المستقلة، ميشيل جولدمان ميشيل جولدمان، إلى مصر، وأعدت أفلاما وثائقية، واحد عن ام كلثوم عام 1996 بعنوان “ام كلثوم .. صوت يشبه مصر”، وصفه بعض النقاد بأفضل الأفلام الوثائقية عن كوكب الشرق، وفيلما أخر عن جمال عبدالناصر بعنوان “جمهورية ناصر”، تشارك به في الدورة الحالية من مهرجان واشنطن للسينما، وفي هذا الحوار بعض التفاصيل عن أفلامها، وعن سبب صنعها لأفلام تناولت تلك الشخصيتين بالتحديد.

 أعددتِ فيلما جديدا عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تشاركين به في مهرجان واشنطن السينمائي.. فما الذي جذبك إلى هذه الشخصية بالتحديد؟

أثناء عملي على فيلم ام كلثومكنت منجذبة جدا لشخصية عبدالناصر، بسبب القيم التي عبر عنها، من التحرر، والتطور، ومحاربة الاستعمار، والعدالة الاجتماعية، لذلك قررت العودة إلى هذه الفكرة مرة أخرى، وتقديم فيلم عنه، لإدراكي أنه ترك ميراث كبير ليس لمصر فقط، ولكن للمنطقة بأكملها، بالإضافة لرغبتي في أن يتعرف عليه الأمريكان أكثر.

 ومتى بدأت العمل على هذا الفيلم ؟

قرأت كتبا وروايات عن جمال عبدالناصر، وبدأت في التحضير له عام 2010، قبل ثورة 25 يناير.

 ذكرتِ جمال عبدالناصر كثيرا في فيلم ” ام كلثوم” وأشرتِ إلى وجود العديد من الأشياء المتشابهة بينهما.. فمن وجهة نظرك ماذا يجمع بينهما؟

اعتقد إن ما يجمع بينهما فعلا هو حبهما لوطنهما مصر، وأن كل منهما جاء من بيئة وأصول متواضعة جدا، وأصبحا من أهم الشخصيات في العالم.

 حقق فيلمك “ام كلثوم. صوت يشبه مصر” نجاحا ملحوظا.. فمتى قررتِ صنع فيلم عن ام كلثوم ؟

في إحدى الفترات التي كنت أعيش فيها في القاهرة، عام 1992، أدركت أن جزء من حياة ام كلثوم سيكون موضوع رائع لفيلم تسجيلي، فبدأت دراساتي وأبحاثي عن ام كلثوم ذلك العام، وانتهيت من صنع الفيلم عام 1996.

 قبل إعدادك للفيلم عن كوكب الشرق ام كلثوم.. هل كنتِ أحد معجبيها ؟

نعم، أنا واحدة من جمهور ام كلثوم، ولكن هذا الأمر استغرق مني وقت طويل، في البداية استمعت لأغانيها في بوسطن، في منزل أحد أصدقائي، واثناء استماعنا لها قال لي “يجب أن تصنعي فيلما عنها”، وفي البداية لم أفهم ولم أشعر بأي شيء، حتى استمعت لأصوات وصرخات الجمهور في الحفل، وعندما ذهبت للقاهرة عام 1992، سمعت أغانيها في الشوارع، وفي سيارات الأجرة، وفي المباني، فبدأت الشعور بها، وبمرور شهر واحد أصحبت من محبي كلثوم.

 خلال رحلتك لصنع الفيلم.. هل قرأتِ أو شاهدتِ أفلام تناولت حياتها ؟

عندما قررت إعداد الفيلم عن حياتها، ذهبت إلى مكتبة الجامعة الأمريكية، لقراءة ما كُتب عن حياتها، وكان هناك بعض الكتب باللغة العربية، والتي لم استطع قراءتها، وكان هناك كتب بالفرنسية، وكتب تشبه السير الذاتية في طريقة تناولها لحياتها، بالإضافة إلى الروايات الفرنسية، فقرأتهم جميعا، ولكن ما ساعدني في صنع الفيلم وخروجه بهذه الطريقة، هو التقائي بالصدفة بالباحثة الأمريكية فيرجينيا دانيالسون، الحاصلة على دكتوراة عن ام كلثوم .

 كيف فهمتِ كلمات الأغاني.. وكيف وقع اختيارك على الأغاني الموجودة بالفيلم ؟

خلال الفترة التي عشت بها في القاهرة، درست اللغة العربية في المعهد البريطاني، وعندما قررت عمل الفيلم، اخترت 6 أغاني من أهم الأغاني في حياتها، وساعدني مدرس خاص في فهم معاني الكلمات.

 شاركت ام كلثوم في عدد من الأفلام.. فمن وجهة نظرك كانت أفضل ممثلة أم مغنية ؟

شاهدت كل الأفلام التي مثلت فيهم ام كلثوم ، ومن وجهة نظري فهي ليست ممثلة بالمعني المعروف، ولكنها تمكنت من الحفاظ دائما على هويتها، وعلى شخصيتها أمام الكاميرا، واعتقد أن مشاهدو أفلامها كانوا ينتظرون أغانيها في الأفلام، أكثر من مشاهدتها تمثل.

- لدى ام كلثوم جمهور في جميع أنحاء العالم.. ماذا عن جمهورها في بلدك امريكا ؟

في امريكا لديها جمهور كبير داخل المجتمعات المهتمة بالموسيقى، وعلى سبيل المثال سمعت من أحد أصدقائي إن المغني والملحن الأمريكي بوب ديلن يعتبرام كلثوم أحد أعظم المطربين في العصر الحديث، بالإضافة إلى أن الأشخاص المهتمين بالعرب والعالم العربي يحبونها جدا.

 خلال إعدادك للفيلم أجريتِ أكثر من حوار ولقاءات مع عدد من الشخصيات اللذين كانوا على علاقة مع ام كلثوم.. فكيف عثرتِ عليهم؟
عثرت عليهم بدراسة حياة ام كلثوم عن قرب، ومحاولة اكتشاف من منهم ما يزال على قيد الحياة ومن منهم يستطيع التحدث عنها بطلاقة، بالإضافة إلى الجهود التي بذلتها مساعدتي، وترتبيها للقاءات، وكان هناك بعض اللقاءات التي لم أضعها في الفيلم، بل استخدمتها في معرفة المزيد من المعلومات عن ام كلثوم وفهمها أكثر.

 روى عمر الشريف أحداث فيلم ام كلثوم .. فكيف اقنعتيه بالمشاركة في الفيلم ؟

خجلت من التحدث إليه وطلب ذلك، فوجدت مساعدتي، والتي كانت أكثر جرأة، طريقة لإقناعه بالمشاركة في الفيلم، ليكون راوي للأحداث، وحالفنا الحظ في هذا الوقت، بأنه كان موجود في القاهرة، حيث كان يستعد للعودة إلى مصر.

 قمت بتصوير الفيلم كله في مصر.. فهل واجهتك أي مشاكل أو صعوبات ؟

عملت مع شركة يوسف شاهين”مصر العربية”، الذين ساعدوني في التعرف على مدير التصوير كمال عبدالعزيز، وعملت معه في هذا الفيلم، ثم عملنا معا على فيلم جمال عبدالناصر، وبمساعدة الشركة استطعت الحصول على التصريحات، ولم تواجهني أي صعوبة في مواقع التصوير، وأصبحت العملية كلها ممتعة وسهلة جدا.

 خلال عملك وأبحاثك لتنفيذ الأفلام.. هل حصلتِ على أي مساعدات من منظمات ثقافية؟

كان عليّ جمع المال من مؤسسات لعمل الأفلام، وكان ذلك من أهم الأسباب الرئيسية التي تؤخر إنتاج أفلامي، فعملية جمع المال والتبرعات لصنع الأفلام بطيئة جدا.

 أفلامك تركز دائما على حياة الأشخاص وكيفية تعبيرهم عن أنفسهم و مشاكلهم والواقع الذي يعيشون فيه.. فهل من الممكن أن تقدمي فيلما قريبا عن أزمة اللاجئين ؟

أفكر في أزمة اللاجئين طوال الوقت، فهي كارثة كبيرة، وقصة معقدة جدا، واعتقد أن صنع فيلم عنها، يحتاج لستة أشخاص على الأقل، كل منهم يعمل على جزء مختلف من القصة، ومع ذلك أرى أن هذه الأزمة تعد واحدة من أكبر المشاكل التي تواجهنا في هذا الوقت، وأعتقد إنها انعكاس لمشاكل أكبر، وأعمق.

 هل تعتقدِ أن الأفلام الوثائقية والتسجيلية بإمكانها عرض الواقع أفضل من الأفلام الروائية ؟
لا.. أحيانا الأفلام الروائية تستطيع إيضاح حقيقة ما يحدث أفضل، وفي كل الأحوال الأفلام الوثائقية لا تنقل حقيقة ما يحدث في العالم، لأنها مثل الأفلام الروائية تركز على شيء بعينه، وأحيانا لا تستطيع المساعدة لأنها تملك وجهة نظر، ولكن الأفلام الوثائقية أو التسجيلية يمكن أن تقودنا إلى التفكير إلى تجاربنا، وتاريخنا، لأنها تعرض ما يحدث في الحياة بطريقة واحدة فقط، على عكس الواقع الذي يتسم بالتعقيد الشديد.

عن موقع جريدة رأي اليوم الإلكترونية


من تقديم مؤسس ورئيس تحرير جريدة رأي اليوم الإلكترونية :

سياستنا في هذه الصحيفة“رأي اليوم”، ان نكون مستقلين في زمن الاستقطابات الصحافية والاعلامية الصاخب، واول عناوين هذا الاستقلال هو تقليص المصاريف والنفقات، والتمسك بالمهنية العالية، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع بقدر الامكان، والانحياز الى القارئ فقط واملاءاته، فنحن في منطقة ملتهبة، تخرج من حرب لتقع في اخرى، في ظل خطف لثورات الامل في التغيير الديمقراطي من قبل ثورات مضادة اعادت عقارب الساعة الى الوراء للأسف.

اخترنا اسم الصحيفة الذي يركز على “الرأي” ليس “تقليلا” من اهمية الخبر، وانما تعزيز له، ففي ظل الاحداث المتسارعة، وتصاعد عمليات التضليل والخداع من قبل مؤسسات عربية وعالمية جبارة تجسد قوى وامبراطوريات اعلامية كبرى، تبرخ على ميزانيات بمليارات الدولارات، رأينا ان هذه المرحلة تتطلب تركيزا اكبر على الرأي المستقل والتحليل المتعمق، وتسمية الامور باسمائها دون خوف.

لقراءة المزيد


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)