من دمشق إلى شيكاغو : رحلة أبي خليل القباني إلى أميركا 1893 المؤسسة العربية للدراسات والنشر، دار السويدي، 2018 - تيسير خلف

, بقلم محمد بكري


العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977


جريدة العرب
الجمعة 2018/05/04 - السنة 40 العدد 10979، ص(14)
الصفحة : ثقافة
عواد علي - كاتب عراقي


مسرحي عربي تحدى البنية الظلامية وسبق نظريات بريخت


رحلة استثنائية لرائد المسرح العربي أبي خليل القباني إلى شيكاغو، فهو أول مسرحي أبهر الغرب قبل أن يحاربه البعض من السلفيين بسبب مسرحية بعينها.

يتتبع الباحث والروائي تيسير خلف في كتابه “من دمشق إلى شيكاغو : رحلة أبي خليل القباني إلى أميركا 1893”، رحلة فرقة الرائد المسرحي السوري أبي خليل القباني إلى شيكاغو لتقديم 8 مسرحيات قصيرة في “معرض شيكاغو الكولومبي” عام 1893، هي: الدراما الكردية، الدراما القلمونية، المروءة والوفاء، عرس دمشقي، عنتر بن شداد، هارون الرشيد، العروس التركية، والابن الضال.

كانت فرقة القباني تتألف من 58 ممثلا وعازفا وراقصا، أغلبهم شبان وشابات من بيروت، وجبل لبنان، ودمشق، وبيت لحم، والقدس، والناصرة، والسامرية، وحلب، والقسطنطينية، وإزمير، إلى جانب بعض الغجر من بلاد النهرين، وبعض البدو من الصحراء، لم يكونوا يمتلكون خبرة مسرحية سابقة، دربهم القباني شهورا عديدة في بيروت حتى أثمر التدريب نتائج مبهرة، استحقت ثناء كبريات الصحف الأميركية، فكتبت عنهم مقالات مطولة، وصل بعضها إلى مقارنة ممثلات الفرقة وراقصاتها بأشهر الممثلات والراقصات العالميات في ذلك الوقت. وفي المقابل، كان ثمّة تقييم آخر اتسم بسلبية مفرطة، يعود أصلها إلى الأوهام العميقة المترسّخة عن الشرق منذ الحروب الصليبية.

تجربة رائدة

يشير تيسير خلف إلى أن هذه التجربة، على أهميتها الاستثنائية، بقيت مجهولة في الأدبيات العربية، ولولا الصحافة الأميركية لما عرفنا عنها شيئا، وجلّ ما سمعناه أخبار مشوشة ومضطربة وغير دقيقة سطرها البعض من الكتّاب السوريين في منتصف القرن العشرين، مدفوعين بعواطفهم الجيّاشة‍، من دون توثيق أو معرفة بطبيعة هذه المشاركة وحيثياتها وظروفها ومآلاتها.

هذه التجربة المسرحية الاستثنائية بقيت مجهولة في الأدبيات العربية، ولولا الصحافة الأميركية لما عرفنا عنها شيئا

يدوّن تيسير خلف، بناءَ على الكتابات المنشورة في الصحافة الأميركية، مجموعة حقائق، لم نكن نعرفها عن مسرح أبي خليل القباني، تتعلق بالاحترافية العالية، والإبهار البصري، وتقنيات التمثيل والأداء، وعلاقة الخشبة بالصالة، وتوظيف الموسيقى دراميا، منها أن الذين كتبوا عن مسرحيته “عنتر بن شداد” تحدثوا عن مخاطبة الممثل للجمهور مباشرة في بعض المواقف، ولعل هذا يسبق تنظيرات الألماني برتولت بريخت حول كسر الجدار الرابع بين الجمهور والخشبة، بنصف قرن تقريبا.

وهو استنتاج في غاية الأهمية، حسب رأيي، يؤكد ما ذهب إليه باحثون كثيرون من أن أبرز مصادر بريخت في كسر حالة الإيهام، التي تستحوذ على عقل المتفرج في المسرح، ليجعله واعيا ومشاركا في الفعل الدرامي، هو المسرح الشرقي. وتؤكد جميع المقالات التي كتبت حول أعمال الفرقة، حسب خلف، على فكرة الإبهار البصري متعدد المستويات.

هذا ما يتعلّق برحلة القباني، أما عن شخصية القباني نفسه، فيقول خلف، في تقديمه للرحلة، إنه أسس مسرحه في خان الجمرك على قواعد متينة، فأقبل الناس عليه، وملأ صيته الآفاق.

ومن خلال قراءتي لبعض المراجع وجدت أن القباني أفاد كثيرا من مشاهدة العروض المسرحية التي كانت تقدمها فرقة مسرحية فرنسية في مدرسة “اللعازارية” بدمشق، حيث أخذ عنها فكرة عن المسرح والتمثيل وبعض التقنيات الفنية التي ساعدته في البدء بنشاطه المسرحي، في البيوت أولا، ثم في الخانات، ثم في مسرحه (أو مرسحه بلغة ذلك الزمان) الذي أقامه عام 1874 بتشجيع من الوالي العثماني صبحي باشا، لأهداف ثقافية وسياسية، تباينت آراء الكتاب الذين كتبوا سيرة القباني في تحليلها.

هذا المكان كان أول دار للمسرح في دمشق قدم فيها القباني بعض مسرحياته، قبل أن يحاربه البعض من السلفيين بسبب مسرحية بعينها، فقرر الانسحاب.

غير أن فئة منهم اعترضت عليه مجددا بدواع شتى، كما يقول خلف، وحاولت إيقافه عن طريق الوالي فلم تنجح، فانتدبت إلى القسطنطينية وفدا منها سعى لدى رجال السلطان إلى إيقاف القباني عن التمثيل في ولاية سوريا، وعن طريق الحيلة والدهاء نجح الوفد في مهمته، فشد القباني الرحال، مضطرا، إلى مصر عام 1884 طمعا بفسحة من الحرية.
مؤامرات على الفن

لقد حدثت ردّة الفعل الظلامية، التي واجهت تجربة القباني المسرحية، على الرغم من أن إقبال الشعب على مشاهدة مسرحياته كان يفوق الوصف، كما يقول حسني كنعان، ولذلك أحرز شهرة فائقة، متخطية سورية إلى البلدان المجاورة، بل بلغ افتتان الناس بمسرحياته، وخلبها لعقولهم “أن صار الفقير منهم الذي لا يملك ثمن بطاقة الدخول يبيع فراشه وأواني بيته وحلي زوجته ليشاهدها، وكان لشدة الازدحام يؤم الواحد منهم القاعة من الصباح، ويبقى فيها حتى المساء ليشاهد الرواية”.

وقد فضح سعدالله ونوس في مقال له بعنوان “لماذا وقفت الرجعية ضد أبي خليل القباني” ما تعرّض له القباني وتجربته المسرحية الرائدة من مؤامرة رجعية دبرها البعض من السلفيين الدمشقيين ضده، فأدّت إلى منعه من التمثيل وغلق مسرحه بقرار من السلطان العثماني عبدالحميد، وإثارة الدهماء عليه من سواد الشام باسم الدين والحفاظ على الفضيلة.

أعمال أبي خليل القباني بشيكاغو لاقت ثناء كبيرا كما لاقت تقييما آخر سلبيا، يعود إلى الأوهام المترسخة عن الشرق

دفعت هذه المؤامرة القباني إلى مغادرة بلده صوب مصر ليواصل فيها نشاطه المسرحي سنوات عديدة، لكن مؤامرة قذرة بدأتها جريدة الزمان القاهرية ضده عام 1885، أرغمته أواسط عام 1886 على مغادرة مصر، والبحث عن أي حلول ممكنة في ولاية سوريا، وبالتحديد في مدينة بيروت، كما يذكر خلف.

ثم عاد مرة أخرى إلى القاهرة عام 1889 رفقة فريقه المسرحي الضخم، وفي جعبته عروض مسرحية جديدة رفعت سقف المنافسة في أرض الكنانة. إلا أنه واجه هذه المرة مصاعب كبيرة، فقد احترق مسرحه، وتشتتت فرقته في حادثة لم تكشف أي من الوثائق عن أسبابها، ويغلب الظن أنها من تدبير عناصر رجعية أيضا أرّقها انتقال “بدعته” من الشام إلى مصر، ونجاحه المتواصل في نشرها.

ويبدو أن الظروف قد تغيّرت في مصر آنذاك، فلم يجد من يعوّضه عن خسارته، ويدعمه مرة أخرى، ويفتح له أبواب مسرحه كما حدث في المرة الأولى حينما جاء مهاجرا، فعاد إلى سوريا، التي دفن فيها أحلامه، ليجد أن الحال في دمشق قد تبدّلت، ومات من مات من عشاق مسرحه، وهلك من هلك من مناوئيه، فلزم بيته معتزلاَ لا يقوى على العمل.

لقد بذل تيسير خلف جهدا بحثيا كبيرا في الحصول على الوثائق التي اعتمدها في صناعة هذه الرحلة الفريدة من نوعها في أدب الرحلة العربي، وهي وثائق عثمانية وأخبار ومقالات من الصحف الأميركية، إضافة إلى وثائق من أرشيف الخارجية الأميركية، ومعرض “شيكاغو الكولومبي” من معلومات وصور ألحقها بالكتاب، الذي استحق، عن جدارة، نيل جائزة ابن بطوطة لتحقيق المخطوطات 2017 2018-. وصدر الكتاب مؤخرا عن المركز العربي للأدب الجغرافي (ارتياد الآفاق) في دولة الأمارات العربية المتحدة، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.

عن موقع جريدة العرب اللندنية

المقال بالـ PDF

عن جريدة العرب اللندنية

العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977

صحيفة العرب© جميع الحقوق محفوظة

يسمح بالاقتباس شريطة الاشارة الى المصدر



جريدة الأيام الفلسطينية


موقع جريدة الأيام الفلسطينية
2018-03-06
الأيام - أدب وفن
كتبت بديعة زيدان


تيسير خلف يوثق رحلة مسرحية نادرة “من دمشق إلى شيكاغو”


“من دمشق إلى شيكاغو: رحلة أبي خليل القباني إلى أميركا 1893”، هو الكتاب الذي صنعه وقدّم له الكاتب والروائي الفلسطيني تيسير خلف، وحاز جائزة ابن بطوطة لتحقيق المخطوطات في دورة 2017-2018، والصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، والمركز السويدي للنشر والتوزيع في أبو ظبي، في إطار مشروع “ارتياد الآفاق” بإدارة الشاعر السوري نوري الجراح.

ويتميز الكتاب عن غيره من كتب الرحلات، بابتعاده عن كلاسيكية الأسلوب في اللغة والطرح، والمراوحة ما بين الذاتي لصانع سيرة الرحلة، إن جاز التعبير، وما بين تفاصيل الرحلة ذاتها، بحيث يشعر القارئ في العديد من اللوحات السردية، بأنه أمام عمل روائي أو قصص حول رحلة أبي خليل القباني إلى أميركا، وفي ذات الوقت أمام عمل تأريخي لفصل مهم من فصول “المرسح” أي المسرح العربي، في السنوات الأخيرة للعثمانيين في بلادنا، عبر تجربة القباني ما بين سورية ومصر ولبنان وأميركا، والحروب التي رافقتها من رجال دين، وإعلاميين، وساسة.

محمد أحمد السويدي في مقدمة الكتاب أكد أن “الرحلة، كما آلت إليه، سفر في الأرض وسفر في المخيلة، بالتالي فإن نصوصها مغامرة في اللغة والوجود، وأشار إلى أن مشروع ارتياد الآفاق، يسعى للتأكيد أنه”في وسع الثقافة العربية أن تبرهن من خلال هذا اللون الممتع والخطير من الأدب، أنها ثقافة إنسانية فتحت نوافذها على ثقافات العالم وتجارب شعوبه، ودوّن رحالتها مشاهداتهم بوثائق أدبية وتاريخية ترقى إلى ما يربو على ألف من السنين، فأنجزوا مع ريادتهم الآفاق ريادتهم في أدب السفر".

وإنه لأمر مدهش ولافت وريادي، أن يكون مسرحاً عربياً، أو كما كان بحكم السيطرة التركية على الأرض، مسرحاً تركياً، في شيكاغو، قبل العام 1900، فما نشرته صحيفة “شيكاغو تريبيون” في ذلك الوقت، أنه “تم البدء بالمباشرة بإنشاء المسرح التركي في ميدواي بليزانس، وأن تكلفته ستبلغ ما بين 10 آلاف دولار أميركي و25 ألف دولار، على أن يجهز بألف مقعد على أقل تقدير، وبحيث يكون المسرح وتصميمه صورة عن الشرق، فالواجهة الخارجية تحوي قباباً، وأقواساً، وبوابات ونوافذ على النمط الشرقي”.

فرقة القباني في شيكاغو كانت تتكون من 65 رجلاً وامرأة وطفلاً، وأنها وظفت في شيكاغو ممثلين ومغنيين و"مشخصاتية" من القدس وبيت لحم والناصرة ودمشق وبيروت وحلب والقسطنطينية وأزمير، وغيرها، إلى جانب بعض الغجر من بلاد ما بين النهرين (العراق)، وبعض البدو من الصحراء، حيث تدربوا على أداء العروض الكوميدية والتراجيدية في بيروت، ليتم تقديمها في هذا المسرح، علاوة على توظيف المترجمين، والعناصر البصرية المختلفة التي من شأنها ضمان توفر عنصر الإبهار الذي تميزت فيه المدرسة القبانية في المسرح.

وكان الاهتمام الإعلامي بالعرض كبيراً ولافتاً، فصحيفة “نيويورك تايمز” وثقت لحفل التدشين قبل خمسة شهور من الافتتاح الرسمي، وهو ما ذكره كتاب “من دمشق إلى شيكاغو”، الذي تحدث فيه خلف عن تفاصيل الاستعدادات في بيروت، والرحلة البحرية على متن السفينة “إس إس وايرا”، عبر جنوة إلى نيويورك، وهي التي استغرقت 18 يوماً.

وفصّل خلف موثقاً للمشاركين في هذه الرحلة غير المسبوقة وقتها، كالممثل أحمد قبيب من دمشق، والممثلة إسترا حنائيل حكيم من ذات المدينة، والمطربة وعازفة القانون ملكة سرور من بيروت، وعازفة الإيقاع ماري لزمة من دمشق، وإلياس قطان من بيت لحم وزوجته ماري دحدوح من لبنان، والممثلة جنفياف ضومط السورية المقيمة في الإسكندرية، وغيرهم ممن شاركوا في العرض، الذي ترافق مع افتتاح “القرية التركية”، أو “القرية العثمانية” في شيكاغو، والذي تم وصفه كما القرية في الإعلام الأميركي وبعض كتب التاريخ بشيء من التفصيل كما حاله في كتاب خلف.

واللافت أن العرض الذي قدمته فرقة “مرسح العادات الشرقية” تحدث عما وصف بـ"الدراما الكردية"، مع أن خلف يشير إلى أن لا مبرر منطقياً لإقحام القضية الكردية في تفاصيل العرض الذي يحاكي واقع شعوب المنطقة كلها، إلا ربما “لإرضاء إدارة قسم الأنثروبولوجيا لا أكثر”، وهو العرض الذي اعتبره مراسل صحيفة “نيويورك تريبيون” واحداً من أفضل العروض التي قدمها المسرح التركي.

وتتحدث المسرحية الثانية “العرس الدمشقي” التي لاحظ النقاد الأميركيون تشابهاً في حبكتها الدرامية مع مسرحية “قصة حب البروفيسور” للكاتب المسرحي البريطاني الشهير “جي.آر.إم.باري”، عن شاب “مريض بالحب يدعى سليم، يحاول والده علاجه، فيحضر مشعوذاً يقرر أنه مسحور، فتقام حضرات السحرة والمشعوذين، ويتفق الجميع على أنه عاشق ولا بد له من الزواج من محبوبته، وبعد التأكد من ذلك، يخطبون له الفتاة التي يحب، وتقام حفلة زفاف كبيرة تسبقها تحضيرات للعرس وفق تقاليد جبل القلمون وجبل الدروز”.

وتعددت المسرحيات التي قدمها “العادات الشرقية” بقيادة القباني الذي وصفته الصحافة الأميركية بـ"الرجل الرصين ذو المعطف الطويل"، وبينها “عنترة بن شداد”، و"هارون الرشيد"، و"الابن الضال"، وغيرها، قبل العودة المفاجئة للقباني بعد شهرين في شيكاغو من أصل ست كان مخططاً لها، عقب نشر أنباء عن أن جهاز “الخفية” (المخابرات) في ولاية بيروت وإسطنبول العاصمة، آنذاك، اكتشف ما وصف لاحقاً بـ"افتراء بعض المفسدين"، تورط “مرسح العادات الشرقية” بمؤامرة “تستهدف مكانة السلطنة”، في كتاب يعرض وثائق وصوراً نادرة تعكس المجهود الكبير الذي بذله خلف للخروج بـ"من دمشق إلى شيكاغو".

وولد أحمد بن محمد بن حسين آقبيق، الشهير بالشيخ أحمد أبي خليل القباني في مدينة دمشق العام 1942، واختلفت الآراء في سيرته، لكنها أجمعت على أنه بدأ التفكير في المسرح بعد أن شاهد مسرحية في مدرسة “العازارية”، فبدأ نشاطه المسرحي على نطاق ضيق بعد أن ألتقى الوالي عبد اللطيف صبحي باشا العام 1872، حيث كلفه بـ"تشكيل فريق مسرحي يرقى بالأفكار المستقيمة"، فأسس خلال العامين 1874 و1875 أول دار للمسرح في دمشق، مع الإشارة إلى أن توثيق رحلته ومسرحه إلى شيكاغو، تشكل توثيقاً مهماً لتجربة من أندر تجارب التفاعل الثقافي المباشر بين منطقتي شرق المتوسط والولايات المتحدة الأميركية.

عن موقع جريدة الأيام الفلسطينية

شروط الاستخدام

يشير البند السادس من شروط الاستخدام بأنه لا يحق للمستخدم نسخ المادة الموجودة على الموقع أو إعادة إنتاجها أو نشرها أو إذاعتها أو استغلالها بأي طريقة مهما كانت من دون ذكر الموقع والاشارة الى الموقع كمصدر لهذه المواد بوضوح، وفي حال تم التعديل بالحذف والإضافة والتحليل يجب الإشارة إلى موقع “الأيام” كمرجع للمادة التحليلية، ويستثنى من ذلك أغراض الاستعمال الشخصي غير التجاري. لقراءة المزيد عن شروط الاستخدام.

جريدة الأيام يومية سياسية تصدر عن شركة مؤسسة الأيام للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع.


طالع أيضاً :

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)