مشاهدة فيلم غزل البنات بطولة نجيب الريحاني وليلى مراد ﺇﺧﺮاﺝ أنور وجدي - 1949

, بقلم محمد بكري


فيلم غزل البنات


ليلى بنت الباشا هي فتاة لاهية تغنى وترقص وتركب الخيل وتحب في التليفون، وتهمل دروسها حتى رسبت ولها ملحق في اللغة العربية، ويحتار مرزوق أفندي سكرتير الباشا كيف يخبره برسوبها، ويحاول مع الدادة ماشالله واللبيس ياسين فيرفضان، ويضطر لإبلاغ الباشا بنفسه بالخبر المشئوم فيثور عليه ثورة عارمة لا يطفئها سوى تعهد مرزوق أفندي بإحضار جهبز اللغة العربية حمام أفندى ليدرس لليلى اللغة العربية، كان حمام أفندى يعمل مدرسًا في مدرسة خاصة للبنات الصغار الضعاف في اللغة العربية ، لكن تم فصله من الوظيفة، فأنقذه صديقه مرزوق بالوظيفة الجديدة، ويذهب حمام للقصر ويكتشف أنه لم يكن يحيا بهذه الدنيا من فرط البذخ الذي يعيش فيه الباشا وإبنته، حتى إنه قد عين موظف لرعاية كلبها المدلل چيمى، وحدث سوء تفاهم وإختلط الأمر على حمام فظن ياسين الذى يقدم القهوة هو الباشا وظن الباشا هو الجنايني وأساء الأدب معه فطرده، ومما زاد الطين بلة أن ليلى فقدت إسورتها الذهبية وظنوا أن حمام هو السارق، وأمسكوا به وفتشوه وأهانوه، حتى تذكرت ليلى أين تركت الإسورة ووجدتها، وحاولت ليلى إصلاح الأمر، فإقترحت على الباشا ان يلحقه بالعمل بعد إستبداله بآخر مناسب وذلك بإدخاله الحمام وحلاقة ذقنه وتغيير ملابسه حتى أصبح إنسانًا آخر، ومنح حجرة خاصة وثلاث وجبات، وقام بالتدريس لليلى والتي سقته من دلالها وشقاوتها حتى وقع في حبها إليه فبادلها الإعجاب والحب الحقيقى والذى شعر به على كبر، وظن أنها تبادله نفس المشاعر، كانت ليلى على صلة بالشاب المخادع أنور (محمود المليجي) والذي إستغل سذاجتهما من أجل مآربه الدنيئة، وأرادت ان تهرب لتلقاه، فإستغلت هروب حمام وهربت معه، وإصطحبته إلى الكباريه حيث قابلت أنور، وإكتشف حمام أنها تحب غيره، وسمع من يتحدث عن حقيقة أنور، فحاول إنقاذها منه بالقوة، فألقوه خارجًا، وتقابل مع الطيار وحيد صفوت (أنور وجدي) وإستنجد به، والذي إستطاع أن يخلصها على أنه اِبْن عَمّها وحاول حمام التخلص من وحيد فإقتحم منزلًا على أنه منزل الباشا وتصادف أنه منزل الفنان يوسف وهبي والذي كان في ضيافته الفنان محمد عبد الوهاب يُجري إحدى بروفاته، ليدرك حمام أن ليلى ليست له، ولابد أن تحب شاب في مثل عمرها، وينسحب من حياتها.

البلد : مصر

المدة : 120 دقيقة

تاريخ العرض : 22 سبتمبر 1949

تصنيف العمل : اﺳﺘﻌﺮاﺿﻲ

ﺇخراﺝ : أنور وجدي

ﺗﺄﻟﻴﻒ : أنور وجدي ونجيب الريحاني

بطولة : نجيب الريحاني - ليلى مراد - يوسف وهبي - أنور وجدي - محمد عبدالوهاب - فردوس محمد.

لقراءة المزيد على موقع السينما.كوم




مشاهدة فيلم غزل البنات





على موقع روتانا :

10 معلومات لا تعرفها عن “غزل البنات”.. أول ظهور لهند رستم



حقائق لا يعرفها الكثيرون عن فيلم فيلم غزل البنات

خطأ في التنفيذ plugins/oembed/modeles/oembed.html


الفيلم على ويكيبيديا




العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977


جريدة العرب
السبت 2018/10/06 - السنة 41 العدد 11130
الصفحة : ثقافة
أمير العمري - كاتب وناقد سينمائي مصري


"غزل البنات" فيلم من زمن “الترسو” الجميل


قصة بسيطة تحولت إلى أسطورة سينمائية من الزمن الجميل، والعمل نجح في جمع عدد كبير من عمالقة السينما والموسيقى.


اجتماع العمالقة


ينتمي فيلم “غزل البنات” (إنتاج 1949) إلى سينما الزمن الجميل، ليس فقط على سبيل النوستالجيا والحنين إلى نزعة “القدامة” التي تطبع الذهنية العربية، وإنما وفق الاستقراء الواقعي لما آلت إليه الأمور في البلدان العربية التي كانت مصر تمثل مركزها من حيث تشكّل البواكير الأولى لنهضة عربية ترقى بإنسان المنطقة وتلحقه بركب الحضارة الغربية. المتأمل لفريق عمل هذا الفيلم، وكلهم من نجوم الصف الأول، يلاحظ تعدد وتنوع الخلفيات والانتماءات الدينية والقومية التي قدمَ منها هؤلاء، فالمخرج وبطل الفيلم، أنور وجدي، ينتمي لأصول حلبية شامية مسلمة، وليلى مراد المغنية الشهيرة التي تشاركه البطولة، تنتمي إلى أسرة يهودية من أصل مغربي، أما النجم الكوميدي الشهير، والذي قام بدور الأستاذ حمام في الفيلم، نجيب الريحاني، فهو في الأصل من عائلة عراقية مسيحية. هذا ناهيك عن أولئك “الخواجات”، أي من ذوي الأصول الإيطالية واليونانية والأرمنية وغيرها من الذين شاركوا في صناعة الفيلم لما يمتلكون من مهارات فنية وتقنية عالية تمثلت في فنون التصوير والمونتاج وتصميم اللوحات الراقصة وغيرها في الزمن الذهبي للسينما المصرية التي كان للمصرفي طلعت حرب الفضل في تأسيسها والرهان عليها عبر نجوم صنعتهم السينما وشاركت هي بدورها في صناعة السينما على الطريقة الهوليوودية. “غزل البنات”، ورغم بعض الهنات على مستوى السيناريو، يبقى علامة فارقة وشاهدا أمينا على الزمن الجميل.

قصة فيلم “غزل البنات”، الذي أخرجه أنور وجدي عام 1949، قصة بسيطة تتلخص في وقوع مدرّس طيّب القلب، رجل تجاوز منتصف العمر، هو الأستاذ حمام، الذي يقوم بدوره نجيب الريحاني، في غرام تلميذته ليلى، ابنة الباشا، التي تقوم بدورها ليلى مراد، والتي تحب رجلا آخر، مما يدمي قلب الأستاذ حمام، فهو أولا، ليس على المستوى الاجتماعي اللائق، بحيث يمكنه أن يتطلع إلى حب ابنة الطبقة العليا في المجتمع، طبقة الباشوات. وهو من ناحية أخرى، يكبرها كثيرا في العمر. ولكنه لا يستطيع أن يخفي مشاعره طويلا.

تشعر ليلى تجاهه بعاطفة احترام وتقدير، لكنها توحي له بطريقتها الخاصة في المعابثة، وبتصرفاتها المراهقة، بأنه يتمتع بجاذبية خاصة، وأنها ترتاح إليه، وأنه لا يجب أن يقلل من قيمة نفسه، وأنها بدأت “تستظرفه” وترى أنه “حبّوب”، وغير ذلك من الكلمات التي تجعله يتجه نحو المرآة، يتطلع إلى وجهه المتغضن قليلا، إلا أن نظرات عيني نجيب الريحاني توحي لنا بأنه استردّ ثقته في نفسه، ونراه يتناول وردة بيضاء يضعها في عروة سترة البذلة، ثم بنوع من الإعجاب بالذات ودلالة على استعادته ثقته في جاذبيته، يغمز بعينه لنفسه في المرآة، وهي لمسة من اللمسات الإضافية التي يضيفها الريحاني إلى اللقطة بعبقريته الخاصة.

لكن الانتقال إلى لقطة أخرى، يأتي مباشرة لكي يوصل للمتفرج معلومة تقضي على أي أمل لديه في إمكانية تحقّق مثل هذه العلاقة بين ليلى وحمام، ففي اللقطة التالية مباشرة نرى ليلى وهي تتحدث بلهفة في التليفون مع الحبيب المفترض (أنور- محمود المليجي)، الذي لا نراه، ويتعيّن علينا الانتظار إلى ما قبل النهاية حتى نراه في “الكباريه” عندما يكتشف الأستاذ حمام أنه مجرد محتال، يطمع في الحصول على ثروتها والهرب بها مع امرأة أخرى من نفس نوعه، فتكون صدمة كبيرة لليلى، لكنها سرعان ما تقع في حب طيار مدني وسيم، هو أنور وجدي، الذي ينقذها من المحتال، ولا يجد الأستاذ حمام بُدا من الاستسلام للأمر الواقع، والتضحية بحبه من أجل أن تنال ليلى ما تستحق مع خطيبها المهذّب الوسيم.

أسطورة سينمائية

في هذه القصة البسيطة عوامل عديدة ساهمت في تحويلها إلى أسطورة سينمائية لا تزال تعيش حتى يومنا هذا، رغم ما يمتلئ به الفيلم من مواقف ساذجة، مصنوعة صنعا، ومبالغات عديدة، سواء في الحوار (ليس من المعقول مثلا أن تقول فتاة أرستقراطية وابنة باشا لحبيبها عبر التليفون: بحبك يا مضروب!)، أو في عدم واقعية الحدث (أن يتكلم الشرير، أنور، ببساطة مع صديقته في الكباريه عن خطته للاستيلاء على أموال ليلى والفرار، في حين يسمعه الأستاذ حمام والمحيطون به بوضوح. وليس من الطبيعي أن يوافق طيار على دخول كباريه لتمثيل دور ابن عم ليلى حتى ينقذها من الشرير، بناء على طلب الأستاذ حمام هكذا بكل بساطة).

كان نجيب الريحاني في المسرح والسينما، يصارع من أجل إثبات وجود ابن الطبقة الوسطى، دائم السخرية من القيم السائدة والمظاهر البراقة، مفلسا لكنه يتمسك بالمبادئ

ولكن مثل هذه التساؤلات عن “الواقعية” و”منطقية الحدث” والقدرة على الإقناع أو “الإيهام بالواقع” لم تكن قد رسّخت بعد لدى مشاهدي السينما عموما، فالفيلم الواقعي، أو الذي يحاول الإقناع بواقعية ما يصوره، لم يكن قد أصبح راسخا بعد في السينما المصرية كما هو الآن، خاصة بعد الدور الكبير الذي لعبته، ولا تزال تلعبه، المسلسلات التلفزيونية الاجتماعية العديدة التي تعرض يوميا على شاشة التلفزيون، والتي جعلت من الحياة اليومية مادة دائمة لها، مهما اختلفنا حول إخلاصها للواقعية المذهبية.

كان هناك اتفاق عام بين مشاهدي السينما على قبول ما لا يمكن قبوله في الواقع، وكان الأهم بالنسبة للجمهور، هو متابعة الجانب الإنساني من القصة، وهو الجانب الذي أجاد الريحاني تحديدا (صاحب النزعة الإنسانية بلا جدال) ترجمته على الشاشة من خلال الشخصيات التي كان يقوم بها، خاصة وأنه كان يشترك في كتابة السيناريو أو الحوار.

ممثل الطبقة الوسطى

كان نجيب الريحاني في المسرح والسينما، بطلا يصارع من أجل إثبات وجود ابن الطبقة الوسطى الصغيرة، دائم السخرية من القيم السائدة الجوفاء والمظاهر البراقة، مفلسا لكنه يتمسك بالمبادئ، أكثر إخلاصا في مشاعره من أبناء الطبقة العليا. لقد كان الريحاني ببساطة، يعبّر عن فكر يمتزج فيه الذكاء بالثقافة بخفة الظل بالقدرة على الإيقاع بأعدائه والانتقام للبسطاء (ولو على الشاشة).

الطابع الكوميدي هو الطابع الغالب على هذا الفيلم، رغم ملامح التراجيديا التي تتكثف قبيل نهايته، خاصة مع الاستخدام المؤثر لأغنية محمد عبدالوهاب “عاشق الروح”، والريحاني يستمع إليها بكل جوارحه، بينما تتمزق مشاعره، ويعرف الجمهور، المتوحّد معه، استحالة أن تنتهي القصة تلك النهاية السعيدة التقليدية، أي بحصوله على قلب الفتاة، ورغم ذلك لا يخلو الفيلم من غمزات واضحة في اتجاه النقد الاجتماعي.

صحيح أن شخصية الأستاذ حمام هي شخصية تتسق تماما مع تلك الشخصيات التي كان يقوم بها الريحاني في المسرح (والسينما أيضا)، فهو يقوم بدور رجل ينتمي إلى الشريحة السفلى من الطبقة الوسطى، لديه قسط من التعليم، يؤهله للعمل كمدرس، غير أنه يفقد عمله بسبب جديته وطيبة قلبه وسوء طالعه، لكنه سرعان ما يعثر على وظيفة مدرس خصوصي لابنة الباشا. ويصوّر الفيلم الباشا كرجل متحرر، جاد ولكن غريب الأطوار، مهتم كثيرا بتعليم ابنته اللغة العربية.

وداخل القصر، عندما يذهب المدرس لاستلام وظيفته الجديدة، يندهش كثيرا عندما يجد أن الخادم المخصص لتقديم القهوة للضيوف يتمتع بدرجة عالية من الأناقة فيحسبه الباشا نفسه ويقف له احتراما إلى أن يكتشف الحقيقة، ثم يتكرر الأمر مع الموظف المكلّف برعاية كلب الباشا، الذي يخاطبه بلهجة متعالية ويقول له خلال حوارهما الطريف إنه يحصل على راتب يبلغ 30 جنيها، وهو مبلغ كبير بمقاييس تلك الأيام. ولا نستبعد هنا أن يكون استخدام هذه الشخصية نوعا من “الغمز” إلى “أنطوان بوللي” مربي الكلاب الإيطالي في قصر الملك فاروق والذي لعب دورا مشهودا في الفساد السياسي في المراحل الأخيرة من العهد الملكي.

هذه الشخصية تُستخدم هنا في سياق رصد التناقضات الطبقية الهائلة. ولا ننسى أن الأستاذ حمام، يرد عندما يسأله مربّي الكلب عن عمله بقوله ساخرا من نفسه ومن الوضع بأكمله “أنا بتاع كتب.. أنا (ثم يصدر صوتا بفمه دلالة على الاستهجان والسخرية ويكمل).. بتاع علم”. فلا يملك مربي الكلب سوى التساؤل بدهشة: بس؟ فيجيب الريحاني بمرارة: بس. فيأتي التعليق الأخير من الرجل: أنعم وأكرم.. نهارك سعيد.. اتفضل اقعد!

يلخّص هذا المشهد ببراعة ومن خلال الحوار البسيط الذكي (اشترك الريحاني مع بديع خيري في كتابة الحوار)، وأيضا من خلال أداء الريحاني وتعبيرات وجهه ونغمة صوته، ذلك التناقض الاجتماعي الصارخ، والتحسّر على قيمة العلم والتعليم.. أليس هذا هو الحال نفسه الآن، بل وأسوأ كثيرا بالطبع، بعد مرور أكثر من ستين عاما على ظهور الفيلم!

رغم الطيبة الواضحة في شخصية الباشا (يقوم بالدور ببراعة كبيرة سليمان نجيب) إلا أن طريقة تقديم الشخصية كما رُسمت في السيناريو، تجعلها أيضا هدفا للسخرية أحيانا، كما نرى عندما يؤكد للأستاذ حمام إلمامه الكبير منذ طفولته، باللغة العربية، ومعرفته بأخوات كان، ويأخذ في استعراض معرفته بها، غير أن “الريحاني- الأستاذ حمام”، يتوقف عند “ما انحل” لينفي نفيا قاطعا أن تكون “ما انحل” من أخوات كان، فيصرّ الباشا بحدة على أنها منها، أي يصر على أن يفرض الباطل على الحق.

ولأن الأستاذ حمام مرّ لتوه بتجربة فقدان عمله لسبب تافه، سرعان ما يستدرك ويوافق الباشا على رأيه في حين نعرف نحن المشاهدين أنه يتظاهر بالموافقة لكي يتجنّب الطرد، إلا أنه كرجل من “أبناء البلد” عن حق، يستدرك أيضا بطريقته الخاصة: “هي من أخوات كان صحيح، ولكن من أب تاني يا سعادة الباشا”!

الباشا ربما تعجبه هذه المزحة فيقرر رفع راتب الأستاذ حمام، من سبعة جنيهات إلى 15 جنيها مرة واحدة، وربما يكون، كما يمكننا أن نرى من تحت جلد المشهد العبقري نفسه، قد أراد أن يشتري تستّر المدرس على خطئه في ما يتعلق بـ”ما انحل” أمام ابنته ووكيل أعماله، فكيف يمكن أن يخطئ الباشا في معرفته بأخوات كان وهو الذي بدأ لتوه بالقول إنه يحفظها عن ظهر قلب منذ طفولته.

وبعد أن يأمر الباشا مدير أعماله (مرزوق أفندي- عبدالوارث عسر) بزيادة راتب المدرس، وفي لفتة عبقرية من السيناريو (والأداء التلقائي الجاد ولكن بصورة لا تملك إلا أن تجعلنا نضحك) لا ينسى الباشا قبل أن يترك الأستاذ حمام يواصل عمله أن يؤكد له وهو يشير بإصبعه في وجهه “ما انحل.. إنت فاهم.. ما انحل” (أي لا يجب أن تجادل في أن “ما انحل” هي من أخوات كان)، فالباشا دائما يجب أن يكون على حق.. أليس هو الباشا!

عوامل النجاح

لا شك أن من عوامل النجاح الكبير الذي حققه الفيلم أيضا وجود كل هذا العدد من النجوم الأسطوريين معا في فيلم واحد، وإسناد أدوار مناسبة تماما لشخصياتهم الحقيقية إليهم.

فهناك أولا نجيب الريحاني، نجم النجوم في عصره، وأنور وجدي وليلى مراد وسليمان نجيب وفردوس محمد وعبدالوارث عسر وزينات صدقي ومحمود المليجي واستيفان روستي ونبيلة السيد، بل إن هناك أيضا عملاق التمثيل يوسف وهبي، الذي يقوم بدوره الحقيقي، ولا ننسى أيضا ظهور الموسيقار محمد عبدالوهاب الذي يؤدي ملحمته الغنائية الأوبرالية “عاشق الروح” قبل نهاية الفيلم.

ومن كان يحلم أصلا باجتماع كل هذا العدد من العمالقة في فيلم واحد، بل وهناك أيضا ممثل سيصبح له شأن كبير بعد ذلك، هو فريد شوقي الذي يقوم بدور ثانوي عندما يظهر في مشهد واحد داخل الكباريه في دور أحد حراس المكان، بينما يقوم استيفان روستي بدور صاحب الكباريه.

ولعل من أهم العوامل التي ساعدت على رواج الفيلم ونجاحه الكبير الأغاني الجديدة البديعة لليلى مراد، التي كُتبت خصيصا للفيلم، وقام بتلحينها محمد عبدالوهاب، الذي كان طرفا مشاركا مع أنور وجدي، في إنتاج الفيلم.

يبدأ الفيلم بأغنية “اتمختري واتميلي يا خيل” وهي أغنية رومانسية شاعرية يقدم الفيلم بها شخصية ليلى، المحاطة بصديقاتها، وكلهن على ظهور الخيل، ثم طبعا أغنية “أبجد هوز” وهي أغنية خفيفة أقرب إلى “المونولوج”، لم يكن من المتصور أصلا أن يلحنها محمد عبدالوهاب بل ويبرع في تلحينها على هذا النحو، فقد أدخل فيها للمرة الأولى، إيقاعات الرقص الذي يعتمد على الطرق بالأقدام على الأرضية، وهو نوع من الرقص كان قد انتشر في الولايات المتحدة في الثلاثينات، وبرع فيه بوجه خاص، الراقصون السود.

من أهم العوامل التي ساعدت على رواج الفيلم ونجاحه الكبير الأغاني الجديدة البديعة لليلى مراد، التي كُتبت خصيصا للفيلم وقام بتلحينها محمد عبدالوهاب، الذي كان طرفا مشاركا مع أنور وجدي في إنتاج الفيلم

وقد أخرج فرنسيس فورد كوبولا فيلما كاملا هو فيلم “نادي القطن” (1985) وكان أساسه هذا النوع من الرقص.

وقد جعل محمد عبدالوهاب الطرَقات الإيقاعية السريعة على الأرضية تنفرد بشريط الصوت في الأغنية في دقات منفردة، كما استخدم أيضا آلة كانت جديدة تماما على الموسيقى العربية في ذلك الوقت هي آلة خشبية يصفق بها العازفون فتصدر صوتا مميزا له رونق خاص، ناهيك بالطبع عن كلمات “أبجد هوز” الطريفة جدا التي كتبها حسين السيد.

وهناك أغنيات أخرى أصبحت بعد الفيلم من أشهر أغاني ليلى مراد مثل “عيني بترف” و”الحب جميل” و”الدنيا حلوة” و”مليش أمل”.

لا شك أن ليلى مراد تألقت في هذا الفيلم، وبدت شديدة الفتنة والجمال والجاذبية الناعمة، وكانت تتمتع بخفة الظل، والرقة والصوت العذب الهامس الجميل، بل والمدهش أيضا أنها تمكنت من التمثيل بصورة طبيعية وأضفت على الدور ملامح رومانسية جميلة لا تزال عالقة في الذاكرة حتى يومنا هذا.

كانت ميزة فيلم “غزل البنات”، أن كلا من جمهور “الترسو” وجمهور الطبقة الوسطى معا، تعرّف على نفسه في شخصية الأستاذ حمام، وتعاطف مع ذلك المدرس البائس، تعيس الحظ، الذي تسوقه الظروف إلى حيث يدق قلبه بالحب، ولكنه ذلك الحب المستحيل، فيستسلم لمصيره، ويُضحّي بحبه من أجل إسعاد حبيبته. ولعل بساطة العرض وتبسيطه، وتغليفه بتلك المسؤولية “الأبوية” التي تدفع الأستاذ حمام إلى التخلي عن أنانيته ورغبته في التحقق من خلال الحب، نزولا عند واجبه تجاه فتاة هي في عمر ابنته، من أسباب وصول الفيلم إلى الجمهور العريض.

جمهور الترسو استمتع بـ”الشجيع”، أو نموذج “البطل” الذي جسده أنور وجدي، بطل تلك المرحلة، عندما أخذ يسدد اللكمات إلى الشرير “أنور” (محمود المليجي) داخل الكباريه، وتمكن من إنقاذ ليلى.. تلك الزهرة البريئة من بين أنياب الوحوش.. في ذلك الزمن.. زمن الترسو!

عن موقع جريدة العرب اللندنية

المقال بالـ PDF

عن جريدة العرب اللندنية

العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977

صحيفة العرب© جميع الحقوق محفوظة

يسمح بالاقتباس شريطة الاشارة الى المصدر

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)