مشاهدة فيلم العوامة رقم ٧٠ بطولة أحمد زكي وماجدة الخطيب ﺇﺧﺮاﺝ خيري بشارة - 1982

, بقلم محمد بكري


فيلم العوامة رقم ٧٠


هو الفيلم المؤسس لما يطلق عليه الواقعية الجديدة في السينما المصرية، من روّاده خيري بشارة. يتناول الفيلم قصة مخرج أفلام وثائقية أحمد الشاذلي (أحمد زكي) يعمل على فيلم جديد عن إحدى محالج القطن، ويكشف له أحد العمال (أحمد بدير) عن حقيقة ما يحدث في هذا المحلج من فساد، فيُقتل بعد المقابلة، مما يدفع أحمد وخطيبته (تيسير فهمي) للبحث في حقيقة الفساد وتبديد المال العام في محلج القطن. رحلة يكتشف فيها أحمد الشاذلي نفسه، ويتعرف على أزمة جيل السبعينات الذي ينتمي إليه، وعلى مجتمعه الذي يعيشه. يعتمد الفيلم الأسلوب الواقعي في السرد والتصوير والأداء التمثيلي، مع الاهتمام بما يمس المشاهد في حياته خارج قاعة السينما، ويدشن خيري بشارة من خلاله سينما جديدة في مصر والعالم العربي، وهي سينما الواقعية الجديدة. تم ترميم هذا الفيلم بدعم من مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي.

البلد : مصر

المدة : 130 دقيقة

تاريخ العرض : 22 ابريل 1982

تصنيف العمل : ﺟﺮﻳﻤﺔ

ﺇﺧﺮاﺝ : خيري بشارة (مخرج) - فوزي علي (مخرج مساعد) .

ﺗﺄﻟﻴﻒ : خيري بشارة (مؤلف) - فايز غالي (سيناريو وحوار).

بطولة : أحمد زكي - تيسير فهمي - كمال الشناوي - ماجدة الخطيب - أحمد بدير - شفيع شلبي.

لقراءة المزيد على موقع السينما.كوم




مشاهدة فيلم فيلم العوامة رقم ٧٠





الفيلم على ويكيبيديا




جريدة الشرق الأوسط


جريدة الشرق الأوسط
الجمعة - 29 رجب 1442 هـ - 12 مارس 2021
الملاحق / سينما


سنوات السينما


ماجدة الخطيب وأحمد زكي في «العوّامة 70»


 العوّامة 70

 (1982)

 ★★★★

 جريمة على ضفاف النيل

يحمل الفيلم الثاني لخيري بشارة من بعد «الأقدار الدامية» سمات العمل الجديد كمعالجة وكأسلوب. ذلك النوع من السعي لتجديد العمل على النص السينمائي وتحقيق آفاق أخرى عادة ما تلتهمهما الحكايات المبسّطة حول الفرد في مواجهة الفساد الاجتماعي والإداري.

السيناريو من الراحل فايز غالي الذي كثيراً ما كتب بوجدانياته وطموحاته لكشف الجانب المزيّف من الوضع الاجتماعي في حكاياته. هو ابن فترة انتقلت فيها السينما المصرية من نقد اجتماعي محدود الأثر وتقليدي الطرح إلى إطار رغبة حثيثة لتوفير هذا النقد على نحو جديد متحرر عن تبعيات الأفلام السابقة التي كانت تلك الأفلام فيها تكتفي بأن تكون ساعي بريد يوصل الرسالة وينصرف. غالي والمخرج بشارة والسيناريست بشير الديك والمخرجون عاطف الطيب ورضوان الكاشف ومحمد خان من الذين جددوا في هذا الاتجاه وأجادوه.

يتيح السيناريو هنا المجال واسعاً للإحساس بالحياة خارج نطاق ما يدور في الفيلم من أحداث، ومن أهم ميزاته هو سعي الكاتب للتوازي ما بين اهتماماته بسرد واقعة ينسج منها تعليقاً اجتماعياً هادفاً، وبين تقديم شخصيات حيّة وشابة مشدودة إلى الواقع الذي تنتمي إليه بقدر ما هي مشدودة إلى مثالياتها وآمالها.

إنه من الصعب، إلى حد ما، معرفة أين ينتهي دور الكاتب وأين يبدأ دور المخرج في عملية بلورة هذا الإحساس. الأغلب أن الكاتب قدم أسساً سليمة استخلص منها بشارة عالماً واسعاً من التجريب وأعطاه نبضاً حياتياً قد يبدو رتيباً في إيقاعه، لكنه سليم لناحية الإلمام بتفاصيل ذلك النبض ولحظاته.

الحكاية معهودة في خطوطها العريضة: أحمد (أحمد زكي) شاب أمام تجربة تحقيق فيلم تسجيلي التقط خيوطه من معلومات تسرّبت إليه حول فساد في معمل قطن. العامل الذي قصد البوح بمعلوماته للمخرج يُقتل بعد حين وجيز من لقائه بأحمد والشرطة لا تمسك بأي خيوط تريد متابعتها غالباً من باب إسدال الستار على ما يحدث في ذلك المعمل من تجاوزات وتلاعب أصحابه باحتياجات الناس وأموال الدعم الحكومي.

في هذا الحين يزور أحمد والده في الريف. الزيارة تطرح أمامه السؤال حول انتماءاته. هل هو ابن الريف المهاجر أو ابن المدينة الذي يحن للبيئة التي وُلد فيها. يضع المخرج هذا السؤال عبر مشاهد ملتقطة بحنين للأرض وللناس الذين يعيشون فوقها وينجح في تصوير تداعيات السؤال في ذات شخصيته الرئيسية. حين عودة أحمد يُفتح التحقيق مجدداً لكنه هذه المرّة هو المتهم بالجريمة وذلك لإسكات رغبته في صنع فيلم عن الحادثة.

بذلك يطرح الفيلم بعض الأسئلة الأخرى: هل من الواجب الإذعان وكتم الحقيقة أو البوح بها مهما كانت العواقب؟ هل سينجح أحمد في إيصال الحقيقة إلى الناس أم إبقاء الصراع في ذاته؟ هل سيخرج الفيلم الذي يريد أو الفيلم الذي سيكتفي بتوقيع اسمه عليه؟

هناك خط بوليسي - سياسي في هذه الحكاية من دون أن تُلهي المُشاهد عن ذلك الصراع بين الواجب والمصلحة وبين رغبة أحمد الفنية والذاتية في تحقيق أعمال ذات أصالة تعمل بمقتضى النيّة في كشف المستور وبين مجرد العمل في المهنة لذاتها.

تمثيل جيد من أحمد زكي كما من كمال الشناوي وتيسير فهمي وماجدة الخطيب إلى جانب نجاح المخرج خيري بشارة في تقديم عمل جيد في إيقاعه واهتماماته ما جعل من العمل علامة مميزة وواعدة في مستقبله

عن موقع جريدة الشرق الأوسط

عن جريدة الشرق الأوسط

جريدة الشرق الأوسط، صحيفة عربية دولية رائدة. ورقية وإلكترونية، ويتنوع محتوى الصحيفة، حيث يغطي الأخبار السياسية الإقليمية، والقضايا الاجتماعية، والأخبار الاقتصادية، والتجارية، إضافة إلى الأخبار الرياضية والترفيهية إضافة إلى الملاحق المتخصصة العديدة. أسسها الأخوان هشام ومحمد علي حافظ، وصدر العدد الأول منها في 4 يوليو 1978م.
تصدر جريدة الشرق الأوسط في لندن باللغة العربية، عن الشركة السعودية البريطانية للأبحاث والتسويق، وهي صحيفة يومية شاملة، ذات طابع إخباري عام، موجه إلى القراء العرب في كل مكان.
لقراءة المزيد

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)