مشاهدة بعض أعمال محفوظ عبد الرحمن : فيلم ناصر 56 ومسلسلات بوابة الحلواني وأم كلثوم وحليم

, بقلم محمد بكري


جريدة القدس العربي


جريدة القدس العربي
السنة التاسعة والعشرون العدد 8931 الأربعاء 30 آب (أغسطس) 2017 - 8 ذو الحجة 1438هــ
كمال القاضي - كاتب مصري


محفوظ عبد الرحمن… شاهد على الخديوي وناصر وأم كلثوم وحليم


حين كتب مسلسل «بوابة الحلواني» قبل ربع قرن تقريباً وآثار جدلاً واسعاً حول شخصية الخديوي إسماعيل، بدأ ميلاده الحقيقي كشخصية جماهيرية يعرفها العامة من الناس، فقد غاير محفوظ كل ما كتبة المؤرخون عن الشخصية التاريخية بصفاتها وسماتها، فلم يره الكاتب الراحل سفيهاً ومبذراً ومفتوناً بالغرب، بل رأى فيه التطلع والنزوع إلى التقدم والتطور ونيته الحسنة تجاه مصر، التي أراد أن يحولها إلى دولة عظمى ويجعل من عاصمتها القاهرة نظيراً للعاصمة الفرنسية باريس.

هكذا جاءت صورة الخديوي المثالية في الرؤية الدرامية التاريخية الجديدة، فخلقت لكتابات الراحل محفوظ عبد الرحمن خصوصية، ولكنها لم تنه الجدل حوله كمؤرخ يرى الأحداث والأشخاص من زوايا متعددة. ولأن بوابة الحلواني شملت عدة أجزاء، استمر حولها النقاش ما بين خلاف واتفاق، لذا ساهمت في نجاح ونجومية الكثير ممن شاركوا فيها، خالد النبوي الذي كان وجهاً جديداً آن ذاك، ومحمد وفيق الذي برع في أداء شخصية الخديوي، وآخرين استفادوا كثيراً من الضجة التي أثيرت، وفي الإطار نفسه كتب محفوظ «ليلة سقوط غرناطة» و»سليمان الحلبي» و»القادسية»، ولكن ظلت «بوابة الحلواني» العلامة الدرامية الدالة عليه ككاتب ومؤرخ وصاحب وجهة نظر، وبامتداد العطاء والمسيرة والغواية التاريخية ظهرت إبداعاته الأخرى فأنجز فيلم «ناصر 56» مع المخرج محمد فاضل ليضع أهم تسعين يوماً في حياة الزعيم جمال عبد الناصر بين قوسين محدداً إياها بفترة تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر، كرد فعل لإعلان التحدي والإصرار على التأميم، ولمع الفنان والممثل الأهم أحمد زكي في تجسيد الشخصية، بفضل الكتابة الواعية المدعومة بالتفاصيل والمواقف الدرامية، وعليه كانت المحطة الأخرى للكاتب مع أم كلثوم، حيث دفعه النجاح إلى تعقب الشخصيات المؤثرة وتوثيقها في سياق إنساني فني تاريخي فريد، رابطاً بين السيرة الذاتية للشخصية والخلفيات التي أحاطت بها وأدت إلى بروزها على نحو إيجابي، باعتبارها كانت واجهة لعصر امتلأ بالأحداث المهمة وترك آثاراً واضحة على مستويات اجتماعية وثقافية وسياسية وإنسانية.

وقد تميز مسلسل «أم كلثوم» تميزاً ملحوظاً في رصد الحالة الفنية والثقافية للزمن الذي ظهرت فيه كوكب الشرق، برموزه وزخمه وكنوزه الموسيقية والغنائية، وكذا كان مسلسل «حليم»، بانوراما متكاملة عن حياة الفنان الاستثنائي بظروفه الصحية والاجتماعية وتألقه الفني منقطع النظير، وسط أجواء تنافسية صعبة لم يأبه بها الفتى اليتيم النحيل صاحب الحنجرة الذهبية والإحساس المرهف الغارق في الشجن والحزن.

لقد تميزت كتابات الراحل محفوظ عبد الرحمن بالعمق والتأثير، وابتعدت عن المبالغة لالتزامها التاريخي وانحيازها للحقيقة وفق ما توفر منها، وهي السمة الأساسية للكتابة الجادة المرتبطة بالمكان والزمان والشخصيات، ولعل إسهامات الرجل في المسرح المصري والعربي كانت مثالاً على حرصه وأمانته وتحريه الدقة في المعلومة والطرح، فقد كتب الكثير من المسرحيات التاريخية المهمة منها، «عريس لبنت السلطان ـ محاكمة السيد ميم ـ كوكب الفئران ـ حفلة على الخازوق ـ الفخ ـ الدفاع ـ احذروا ـ ما أجملنا»، وإزاء هذا التميز تم تكريمه ونال بعض الجوائز كان من أهمها جائزتا الدولة التشجيعية والتقديرية، وجائزة أحسن مؤلف من الهيئة العامة لقصور الثقافة، والجائزة الذهبية من مهرجان الإذاعة والتلفزيون وكلها تقديرات تليق به وبإبداعه وتميزه ومشواره.

عن موقع جريدة القدس العربي

 عدد المقال في جريدة القدس العربي بالـ pdf


صحيفة القدس العربي هي صحيفة لندنية تأسست عام 1989.



مقال عبدالله السناوي في مجلة الكلمة الإلكترونية عدد سبتمير 2017 الـ 125 بعنوان : بوابة محفوظ عبدالرحمن




مشاهدة فيلم ناصر 56


مشاهدة الحلقة الأولى من مسلسل أم كلثوم

خطأ في التنفيذ plugins/oembed/modeles/oembed.html

مشاهدة جميع حلقات المسلسل
رابط آخر
مشاهدة جميع حلقات المسلسل




مشاهدة الحلقة الأولى من مسلسل حليم

مشاهدة بقية حلقات المسلسل



عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)