مسيرة الفنانة المصرية مديحة يسري مع بعض أفلامها مديحة يسري (1921-2018)

, بقلم محمد بكري


 الحلقة الأولى


إيلاف


2018 السبت 9 يونيو
إيلاف - أول يومية إليكترونية صدرت من لندن عام 2001
أحمد طه من بيروت


"إيلاف تُضيء على سيرة حياتها (1)

مديحة يسري تقتحم الفن بفضل عينيها


مديحة يسري


البداية

ولدت في3 ديسمبر عام 1921 ورغم أن تعليم الفتيات لم يكن منتشراً في تلك الفترة، إلا أن والدها أصر على تلتحق بالمدرسة حيث تنقلت عائلتها بين حي الحلمية في مولودها وحي شبرا لاحقاً. كما التحقت بمدرسة التطريز وكانت صاحبة حس فني عالي.

ولقد كان حديثها عن عائلتها محدوداً للغاية في لقاءاتها الإعلامية. لكن ما ذكرته دوما، هو أنها كانت شديدة التعلق بوالدتها التي كانت تروي لها تفاصيل حياتها بالكامل. كما أنها تعلمت منها النوم والاستيقاظ مبكراً. وهي العادة التي حافظت عليها حتى رحيلها فكانت ترد على هاتفها في التاسعة صباحاً بصوت يملؤه الحب والحيوية.

ولقد ذكرت أن ابن عمها كان يتفاءل بها ويذهب إليهم في المنزل كلما وضع بالبورصة مبلغاً كبيراً حتى ترتفع اسهمه، فكان يراها وجهاً للخير. وهو أمر لم يكن غريباً، لكونها الفتاة التي كانت ترى في الاحلام ما سيتحقق في المستقبل. ومنها حلمها بوفاة شقيقتها الكبرى منيرة التي سافرت مع زوجها وشاهدت مديحة وفاتها في الحلم قبل أن يصل خبر الوفاة للأسرة بأيامٍ قليلة. ولقد سردت هذه الحكايات عن حياتها في مقابلاتٍ قديمة ببدايتها الفنية عندما كانت تعرّف عليها الجمهور، فعمرها على سبيل المثال في واقعة وفاة شقيقتها لم يكن يتجاوز 14 عاماً.



ورغم جمالها الأخاذ وطولها الذي يوحي دائما لمن يشاهدها بأنها أكبر من عمرها الحقيقي، إلا أن والدها لم يكن يضايقها في الحركة. فكان يسمح لها بالذهاب كل أسبوع مع صديقاتها إلى حديقة جروبي بوسط القاهرة لتناول الشاي وهو المكان الذي كانت تقصده بنات الطبقة المتوسطة في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي. فكانت تغادر منزلها مستقلة التروماي لتصل مع صديقتها ويجلسن للسمر وتناول الشاي والكيك.

إهتمت “يسري” بأناقتها منذ طفولتها وحتى رحيلها. فكانت تتجول في شوارع وسط القاهرة التي تصلها الموضة مع العواصم الأوروبية وتشاهد أحدث ما وصلت إليه خلال تلك الفترة. صحيح أنها لم تكن تشتري ملابس باهظة الثمن، لكنها كانت تجيد الإختيار وفق الإمكانيات المادية لها ولعائلتها حتى لا تشكل عبئاً على أسرتها. وكانت مستشاراً فنياً لصديقاتها ومستشاراً ثقافياً أيضا تنصحهم بالكتب والصحف التي يمكن أن يقرأوها، لكونها كانت حريصة على القراءة باستمرار لتنمية خلفيتها الثقافية وهو ما تُرجِمَ لاحقاً باهتمامها بمجالس الثقافة والأدب بعد شهرتها.



وذات مرة كانت على قاب قوسين أو أدنى من ارتباطٍ يغيّر مسار حياتها ويجعلها تبتعد عن الفن قبل أن تبدأ رحلتها. فأول من أحبته وبادلها نفس الشعور كان زميل شقيقتها الطالب بكلية الهندسة، الذي تقدم للإرتباط بها رسمياً من خلال أسرته، وكانت دراسته آنذاك مهمة للغاية وقلة هم الذين نجحوا في الإستمرار للوصول لمدرسة الهندسة. لكن الشاب الذي تعلقت به واتفقت معه على الزفاف بموافقة عائلتيهما قرر التخلي عنها فور تخرجه، واتخذ قراره بالسفر إلى الصعيد وفق مقتضيات عمله الجديد رافضاً الإرتباط بها. فترك أثراً نفسياً سلبياً في حياتها لكونه الرجل الأول الذي أحبهت وتعلقت به. الأمر الذي دفعها للتعلق بالسينما خلال دراستها. فحديقة جروبي لم تكن المكان الوحيد الذي كانت تذهب إليه برفقة صديقاتها، بل كانت سينما دوللي وجهتها أيضا مساء الخميس أو في الحفلات الصباحية يوم الجمعة. وكانت الأفلام التي تشاهدها في غالبيتها من الأعمال الأجنبية. حيث كانت تتخيّل نفسها في بعض الاعمال مكان البطلة، خاصةً الممثلة الأميركية الشهيرة غريتا غاربو التي شاهدت الكثير من أعمالها.



السينما من حديقة جروبي

لم تسع “يسري” للتمثيل، بل حدث العكس في مسار حياتها. فالمخرج محمد كريم عندما شاهدها في “جروبي” مع صديقاتها توجه لها، وبدأ في مخاطبتها دون صديقاتها واخبرها باسمه وطبيعة عمله، وطلب منها أن تكون معه بفيلمه الجديد “ممنوع الحب” الذي يقوم ببطولته محمد عبد الوهاب. فصمتت لدقائق قبل أن تجيبه بالموافقة ليخبرها بأن الدور بالرغم من أنه في ثواني قليلة إلا أنه مناسب لها بسبب جمال عينيها.

وكان المشهد لمحمد عبد الوهاب وهو ينظر لفتاةٍ جميلة ويغنّي لها “بلاش تبوسني في عينيا”. فلم يجد “كريم” أفضل منها للقيام بهذا الدور. فطلبت منه أن تكون بمفردها دون أي فرد من عائلتها. فرفض بسبب صغر عمرها. فلجأت إلى خالتها لترافقها لمكتبه للاتفاق على الفيلم ومرافقتها في التصوير دون أن تخبر والديها خاصة وأن التصوير كان ليومٍ واحد فقط.

والتقت في المكتب للمرةِ الأولى مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وحصلت على أول أجرٍ لها في نفس اليوم. فقد كان 10 جنيهات وهو رقم كبير بمعايير تلك الفترة. لكنه لم يكن كافياً لها لشراء فستان سهرة مناسب لطبيعة الحفل الذي ستظهر به في الفيلم، خاصةً وأن السينما في تلك الفترة لم تكن قد عرفت مهنة مصمم الملابس، وكان على الممثلين مسؤولية توفير ملابسهم، وهو ما اضطرها إلى رهن ساعتها الذهبية حتى تشتري فستاناً قيمته 15 جنيه.

والمفارقة أن والد مديحة وهو صديق الصائغ الذي رهنت عنده ساعتها قد أخبره بما حدث، فقام الأب بفك الرهن. وعندما سأل ابنته عن السبب أخبرته بأنها كانت ترغب في شراء فستان جديد، وطلب منها أن لا ترهنها مجدداً، وأعادها إليها في نفس اليوم. فيما توجهت هي في صباح اليوم التالي للتصوير برفقة خالتها وهناك تعرفت على أول أزواجها الفنان محمد أمين، الذي تصادف وجوده في الاستوديو وبدأ يرمقها بنظرات الإعجاب.



اللقاء مع عبد الوهاب

والجدير ذكره أنها كانت تُدعى في شهادة الميلاد “غنيمة” لكنهم ينادون عليها باسم هنومة. فيما دارت مناقشات حول الإسم الذي سيُطلَق عليها فنياً بحضور “أمين” فاختار لها اسم مديحة، وأضاف لها عبد الوهاب إسم" يسري" وهو الاسم الذي ظلت معروفة به حتى وفاتها.

وقبل أن تغادر الاستوديو بعد الزيارة الأولى، كانت قد وقعت على فيلم قصير بأجر جنيه تقوم فيه بدور ممرضة توعي الفلاحين من الأمراض والأوبئة، وهو الفيلم الذي صورته في اليوم التالي مباشرةً، ودون علم أهلها اأضا باستثناء خالتها التي كانت توقع مكانها نظراً لحداثة عمرها.

ومع عرض الفيلم في الصالات، شاهده المنتج اللبناني جبرائيل خوري الذي طلب في اليوم التالي طريقة للتواصل معها. والحقيقة ان مديحة استفادت في تلك الفترة من بحث السينما عن وجوه نسائية. فلم يكن على الساحة الفنية سوى اسمهان وليلي مراد. وهذه المرة كانت أسمهان مشغولة بسفرها إلى بيروت. وهو ما دفع المنتج اللبناني للبحث عن فنانة شابة تُشارك فريد الأطرش بفيلمه الجديد “أحلام الشباب”. ووافقت على الفيلم لكن ظلت مشكلة العائلة هي العائق الأكبر أمامها. لكنها لم تتردد في الإستعانة بخالتها التي وقعت التعاقد معهم بينما كانت الأزمة التي بدأت في التفكير بها هي كثرة مواعيد التصوير هذه المرة، فهي لن تذهب يوم أو يومين.

لكن، قبل أن تبدأ مديحة بالتصوير كان والدها قد عرف بأنها ستقوم بالبطولة أمام فريد الأطرش من خلال صورتها الموجودة في إحدى المجلات التي كان يطالعها بالصدفة، وعندما علم، انفعل عليها، لكنه اكتشف بأن التعاقد يحمل شرطاً جزائياً كبير يجعله غير قادر على منع ابنته من التمثيل في الفيلم.
فوافق والدها على مضض، واشترط على ابنته أن تكون هذه التجربة هي الأولى والأخيرة لها في السينما مع ضرورة التزام الحشمة والوقار في عملها وملابسها. وهو ما التزمت به في جميع الفساتين التي اشترتها، فكانت مهتمة بالتفاصيل للدرجة التي جعلتها تنفق أجرها بالكامل وكان 120 جنيهاً على الفساتين التي قامت بالظهور بها في الفيلم.

عن موقع ايلاف على الإنترنت

حقوق النشر

ايلاف المحدودة للنشر جميع الحقوق محفوظة ايلاف المحدودة للنشر ترخص باستخدام هذه المقالة. لا يمكن إعادة نشر هذه المقالة دون التوافق مع شروط وبنود شركة ايلاف المحدودة للنشر.

تم نقل هذا المقال بناء على ما جاء في الفقرتين 4-2 و4-3 من حقوق الملكية الفكرية المذكورة في شروط الأستخدام على موقع إيلاف :

  • مسموح لك بنسخ أو تنزيل المقالات المنشورة على الموقع من أجل إعادة عرضها على مواقع أخرى بشرط أن تعرض تلك المقالات بنفس تنسيقها وشكلها.
  • يجب وضع رابط للموقع بين عنوان المقالة والفقرة الأولى منها.
  • كما يضاف البيان التالي في نهاية المقالة : ايلاف المحدودة للنشر جميع الحقوق محفوظة ايلاف المحدودة للنشر ترخص باستخدام هذه المقالة. لا يمكن إعادة نشر هذه المقالة دون التوافق مع شروط وبنود شركة ايلاف المحدودة للنشر.


 الحلقة الثانية


إيلاف


2018 الأحد 10 يونيو
إيلاف - أول يومية إليكترونية صدرت من لندن عام 2001
أحمد طه من الكويت


"إيلاف تُضيء على سيرة حياتها (2)

زواجٌ وانفصال وحزن في شباب مديحة يسري


مديحة يسري


ورغم جمالها الأخاذ وطولها الذي يوحي دائما لمن يشاهدها بأنها أكبر من عمرها الحقيقي، إلا أن والدها لم يكن يضايقها في الحركة. فكان يسمح لها بالذهاب كل أسبوع مع صديقاتها إلى حديقة جروبي بوسط القاهرة لتناول الشاي وهو المكان الذي كانت تقصده بنات الطبقة المتوسطة في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي. فكانت تغادر منزلها مستقلة التروماي لتصل مع صديقتها ويجلسن للسمر وتناول الشاي والكيك.

إهتمت “يسري” بأناقتها منذ طفولتها وحتى رحيلها. فكانت تتجول في شوارع وسط القاهرة التي تصلها الموضة مع العواصم الأوروبية وتشاهد أحدث ما وصلت إليه خلال تلك الفترة. صحيح أنها لم تكن تشتري ملابس باهظة الثمن، لكنها كانت تجيد الإختيار وفق الإمكانيات المادية لها ولعائلتها حتى لا تشكل عبئاً على أسرتها. وكانت مستشاراً فنياً لصديقاتها ومستشاراً ثقافياً أيضا تنصحهم بالكتب والصحف التي يمكن أن يقرأوها، لكونها كانت حريصة على القراءة باستمرار لتنمية خلفيتها الثقافية وهو ما تُرجِمَ لاحقاً باهتمامها بمجالس الثقافة والأدب بعد شهرتها.



وذات مرة كانت على قاب قوسين أو أدنى من ارتباطٍ يغيّر مسار حياتها ويجعلها تبتعد عن الفن قبل أن تبدأ رحلتها. فأول من أحبته وبادلها نفس الشعور كان زميل شقيقتها الطالب بكلية الهندسة، الذي تقدم للإرتباط بها رسمياً من خلال أسرته، وكانت دراسته آنذاك مهمة للغاية وقلة هم الذين نجحوا في الإستمرار للوصول لمدرسة الهندسة. لكن الشاب الذي تعلقت به واتفقت معه على الزفاف بموافقة عائلتيهما قرر التخلي عنها فور تخرجه، واتخذ قراره بالسفر إلى الصعيد وفق مقتضيات عمله الجديد رافضاً الإرتباط بها. فترك أثراً نفسياً سلبياً في حياتها لكونه الرجل الأول الذي أحبهت وتعلقت به. الأمر الذي دفعها للتعلق بالسينما خلال دراستها. فحديقة جروبي لم تكن المكان الوحيد الذي كانت تذهب إليه برفقة صديقاتها، بل كانت سينما دوللي وجهتها أيضا مساء الخميس أو في الحفلات الصباحية يوم الجمعة. وكانت الأفلام التي تشاهدها في غالبيتها من الأعمال الأجنبية. حيث كانت تتخيّل نفسها في بعض الاعمال مكان البطلة، خاصةً الممثلة الأميركية الشهيرة غريتا غاربو التي شاهدت الكثير من أعمالها.



حب كبير مع أحمد سالم

وكان فيلمهما “غرام بدوية” آخر فيلم يجمعهما سوياً خاصةً بعدما فشلت بإقناعه بالتوقف عن المراهنات. فانفصلت عنه بهدوء، وقامت باستئجار شقة لتقيم فيها بمفردها، لكن هذه الاقامة لم تدم طويلاً بعدما نشأت قصة حب بينها وبين دنجوان السينما آنذاك الراحل أحمد سالم الذي تعرّفت عليه للمرةِ الأولى خلال مرافقتها لزوجها في إحدى سهراته. وكان سالم آنذاك متزوجاً من الفنانة تحية كاريوكا التي انفصل عنها أيضاً في نفس توقيت انفصال مديحة وأمين ليكون بطل ثاني زيجاتها.

وتوطدت علاقة مديحة وسالم قبل الزواج خلال الفترة التي سافرت فيها إلى الاسكندرية لقضاء إجازة تحاول فيها التخلص من أحزانها. وهي إجازة دامت أكثر من 3 أسابيع وعادت فيها ببطل قصة حبها الجديد أحمد سالم الذي عملت معه أيضا وكان أول أفلامهما سوياً من إخراجه وإنتاجه.

ولقد تغيرت وتطبعت بطباع “سالم”. فهي أصبحت ضيفة على حفلات السمر الفنية المختلفة، كما كانت دائمة السفر برفقته ما بين الإسكندرية والفيوم وأوروبا وغيرها من المدن فكان السفر والسمر هما الهوايتان التي جمعتهما حتى رحل سالم بعد صراعٍ مع المرض. فكانت صدمة إنسانية صعبة عليها لم تستطع الخروج منها إلا بالعمل المكثف والتنقل بين الاستوديوهات في محاولة للتغلب على أحزانها.

وفي جميع أحاديثها اللاحقة عن علاقاتها بأحمد سالم اختارت مديحة يسري أن تتحدث عنه بحب. فهو الوحيد من بين أزواجها الذي أكدت أنه لم يقم بخيانتها، وهو الوحيد الذي ربما أحبته بإخلاص فبقيت إلى جواره في أصعب أيام حياته قبل وفاته حيث عاني من مشكلات صحية لم يستطع الأطباء التعامل معها.



وعاشت"يسري" حالة حزن استمرت شهور، كأرملة لم تكمل عامها الثلاثين خسرت الرجل الذي أحبته بصدق، ولم يخنها ولمس بأسلوبه وطريقته قلبها، حتى في تعامله مع طليقته الفنانة تحية كاريوكا التي احتفظ بصداقة معها حتى رحيلها. علما أنها بقيت بعد رحيله في منزلها نحو عام هجرت خلاله الشهرة والأضواء وعاشت بحزنٍ كبير قبل أن تخرج منه بمساعدة زميلها محمد فوزي الذي تعرفت عليه لتبدأ معه قصة حب جديدة كانت أشهر قصة حب بين نجمين في خمسينات القرن الماضي.

عن موقع ايلاف على الإنترنت

حقوق النشر

ايلاف المحدودة للنشر جميع الحقوق محفوظة ايلاف المحدودة للنشر ترخص باستخدام هذه المقالة. لا يمكن إعادة نشر هذه المقالة دون التوافق مع شروط وبنود شركة ايلاف المحدودة للنشر.

تم نقل هذا المقال بناء على ما جاء في الفقرتين 4-2 و4-3 من حقوق الملكية الفكرية المذكورة في شروط الأستخدام على موقع إيلاف :

  • مسموح لك بنسخ أو تنزيل المقالات المنشورة على الموقع من أجل إعادة عرضها على مواقع أخرى بشرط أن تعرض تلك المقالات بنفس تنسيقها وشكلها.
  • يجب وضع رابط للموقع بين عنوان المقالة والفقرة الأولى منها.
  • كما يضاف البيان التالي في نهاية المقالة : ايلاف المحدودة للنشر جميع الحقوق محفوظة ايلاف المحدودة للنشر ترخص باستخدام هذه المقالة. لا يمكن إعادة نشر هذه المقالة دون التوافق مع شروط وبنود شركة ايلاف المحدودة للنشر.


 الحلقة الثالثة


إيلاف


2018 الإثنين 11 يونيو
إيلاف - أول يومية إليكترونية صدرت من لندن عام 2001
أحمد طه من القاهرة


الخيانة سبب انفصالها عن محمد فوزي

مديحة يسري ترفض اعتزال الفن رغم إنجابها


مديحة يسري


فقد الفن المصري والعربي واحدة من أهم نجماته وأكثرهن إنتاجاً. وهي الفنانة القديرة مديحة يسري التي رحلت عن عمرٍ يناهز97 عاماً بعد صراعٍ طويل مع آلام المفاصل والعظام. “إيلاف” تلقي الضوء على سيرتها الفنية والشخصية عبر حلقات.



في محنة وفاة الزوج والحبيب أحمد سالم، لم يقف إلى جوار مديحة يسري في عزلتها سوى عدد محدود من الأصدقاء من بينهم الفنان الشاب محمد فوزي الذي كان لا يزال في بداية مشواره الفني. وكان قد تعرّف عليها خلال تصوير فيلمهما “قبلة في لبنان” مع المخرج أحمد بدرخان، فكان فوزي الأكثر زيارة إليها مع ليلى مراد وتحية كاريوكا.

وكأنها كانت تبحث عن الحب لتنسى الحب القديم بآخر جديد يغيّر حياتها. وهكذا عادت إلى الحياة بعد فترةٍ من الانعزال بدعم من الصديق محمد فوزي الذي طلب منها استكمال دورها بفيلم “دموع الفرح”. وهو آخر أعمال أحمد سالم الذي رحل قبل أن انتهائه بشكلٍ كامل. كما أنها كان لديها فيلماً آخر تقوم بتصويره مع الفنان يوسف وهبي. وهو “رجل لا ينام” للمخرج فطين عبد الوهاب، وتعطل أيضا بسبب حالة الحزن التي عاشتها.

بدأت تخرج من أحزانها بمساعدة فوزي، فكان يحرص على الاطمئنان عليها وزياراتها باستمرار بالإضافة إلى دعوتها للخروج لإنهاء حالة الحزن التي بدأت في التخلص منها بالاندماج في العمل. فعرض عليها محمد فوزي مشاركته في إنتاجه الأول “فاطمة وماريكا وراشيل” ووافقت تحت ضغط منه ليقربهما الفيلم من بعضهما بشكلٍ أكبر ويتحول فوزي من صديق إلى حبيب، لكن حبيب لم يكشف عن حبه وسيدة تتابع تصرفاته باهتمام.

وقدمت “يسري” في تلك الفترة فيلمها “الأفوكاتو مديحة” مع يوسف بك وهبي وهو فيلم مأخوذ عن مسرحية قام بتقديمها، وكان باكورة إنتاجها بمفردها، وبسبب علاقاتها الجيدة مع يوسف وهبي لم يتقاضى منها أجراً. بل انتظر حتى يعرض الفيلم وحصل على 20% من الإيرادات ورفض الحصول على الأجر دعماً لها وكان موقفاً نبيلاً منه لم تنسه.



حب كبير مع أحمد سالم

بعدها، عادت للتعاون مع “فوزي” في “اه من الرجالة”. وزاد تقربهما من بعضهما. لكن الصدمة كانت في محاولات محمد فوزي بإبعادها عن التمثيل. فحاول أن يدفعها لاتخاذ القرار بالاعتزال وهي الخطوة التي رفضتها بشكلٍ قاطع، لترسم طبيعة علاقتهما سوياً بعد الإرتباط. وبالفعل وافق فوزي على تمسكها بعملها ليتزوجا في مطلع عام 1951 في زيجة استمرت اكثر من 8 سنوات قدما خلال سوياً مجموعةً من الأعمال السينمائية الناجحة، وأنجبت خلالها نجلها الوحيد عمرو.

أثناء تصوير فيلمها “اني راحلة عام 1955” تعرضت مديحة لموقفٍ صعب خلال تصوير مشهد احتراق المنزل. فلم تسمع المخرج وهو يطلب منها الخروج قبل امتداد النيران، ففقدت الوعي داخل الحريق ولم يتم إخراجها إلا عبر أحد رجال المطافيء الذي نقلها إلى المستشفى وهي فاقدة الوعي ليخبرها الطبيب أنها حامل ويطلب منها الراحة.

وكان الفيلم بمثابة إعادة اكتشاف لنجومية مديحة يسري، في الوقت الذي كان يرغب فيه زوجها محمد فوزي بأن يكون المولود سبباً لأن تعتزل وتبقى في المنزل كرغبته الأولى، لكنها لم تمنحه هذه الفرصة. ورفضت أن يكون إنجابها لنجلها عمرو سبباً في اعتزالها. فكانت ترعاه بجانب توفير مربية خاصة له تبقى إلى جواره في فترة عملها، بينما كانت تعتذر عن السفر والسهرات لتبقى بجوار نجلها.



بعد الإنجاب

وتوترت العلاقة بعد انجابها بسبب استمرار رغبته في تفرغها لرعاية طفلها لتبقى إلى جواره. وهو ما جاء متزامناً مع أخبار نُشِرَت في الصحافة عن قيامها بالإنفاق على المنزل باعتبارها الأكثر عملاً من فوزي. الأمر الذي كان يغضبه بشدة، لتتصاعد الأمور بينهما.

وفي تلك الفترة كانت مديحة تقوم بإنتاج فيلم “أرض الاحلام” وكان يفترض تنفيذ التحميض الخاص به مع شركة إنجليزية. لكن ظروف العدوان الثلاثي أوقفت المعاملات بين مصر وبريطانيا، وكذلك التحويلات المالية. فسافرت إلى بيروت على متن باخرة وبموافقة أمنية لتفي بالتزاماتها في رحلة بحرية شهدت فيها مخاطر عديدة بسبب الحرب. لكنها حرصها على الفيلم جعلها تتمسك بالوفاء بالتزاماتها وكان السفر والإنشغال بالعمل أحد أسباب تصاعد خلافاتها مع محمد فوزي.

وكان فيلم “معجزة السماء” وتعاونهما سوياً فيه بمثابة الفرصة التي أعادت لهما الحياة لطبيعتها خاصةً وأنه جمعهما سوياً أمام الكاميرا بعد غياب. لكن بمجرد الإنتهاء من تصويره عادت الخلافات مجدداً. وحاولت مديحة التغلب عليها حتى رفض فوزي سفرها إلى روسيا مصاحبةً لفيلمها الجديد “خالد بن الوليد”. لكنها تمسكت بالسفر وبدأ الخلاف بينهما يتسع حتى علمت بخيانته لها مع فنانة شابة. وبعد أن تأكدت من فعلته بصور وصلتها ورسائل قرأتها. الأمر الذي جعل فوزي يغادر المنزل هرباً من مواجهتها. فطلبت منه الطلاق عبر المخرج الكبير حلمي رفلة صديقهما المشترك.



رغم ذلك، احتفظت مديحة بعلاقة صداقة قوية مع والدها ابنها، فخلال فترة زواجهما كانت تعامل أبنائه مثل أبنائها، وكانوا ينادونها بـ"ماما مديحة". بينما بعد الإنفصال ظلت علاقة الود، وظلت على تواصل دائم معهم بالإضافة إلى تواصل نجلها عمرو مع والده وتوجهه لزيارته في أي وقت. فقد كانت حريصة على أن تبقى العلاقة بينهما جيدة، ووقفت إلى جواره في آخر أيامه بعدما داهمه المرض وخسر أمواله في إجراءات التأميم.

وبطلاقها من محمد فوزي في أواخر الخمسينات، بدأت “يسري” فترة جديدة من حياتها. لقد أرادت آنذاك أن تتفرغ لنجلها عمرو وعملها. فاشترت شقتها الجديدة وهي كانت نفس الشقة التي تملكها الفنانة صباح ولم تدخل عليها تعديلات كبيرة. وحرصت على أن تُبقي نجلها عمرو على تواصل مع أصدقائه. ومثلما تفوق في دراسته تفوق في رياضته. فقد كانت حريصة على ان تجعله رياضياً فبرع في الملاكمة (الكاراتيه) ونال مراكز متقدمة فيه بالإضافة إلى إجادته السباحة وركوب الخيل.

وارتبطت بعلاقة وثيقة بابنها، ولم تكن تستطع تركه في مصر وتسافر بدونه. لذا كانت حريصة على اصطحابه معها عندما جاءتها دعوة من التليفزيون اللبناني للمشاركة في إحدى حلقات برنامجه. وكانت هذه الرحلة بالباخرة، وفي هذه الرحلة تعرفت على حبيبها الجديد الكابتن مصطفى والي قائد المركب الذي حرص على تحيتها عندما رأى اسمها ضمن كشوف الركاب.

وكأن المصادفة كانت تمهد لتوطيد العلاقة وقصة الحب بين مديحة ومصطفى، فكابتن رحلة الذهاب إلى بيروت بالمركب هو نفسه كابتن رحلة العودة الذي دعاها لتناول العشاء على متن الرحلة وفتح كل منهما قلبه للآخر. لكن مديحة التي كانت تردد أنها اغلقت قلبها عن الزواج لم تكن تتحدث بصراحة. وهو ما أدركه الكابتن مصطفى. فزاد تقربه لعمرو خاصةً خلال زيارته لفترات التدريب بنادي الجزيرة. وحرص على تقديم الهدايا له للجلوس مع والدته التي كانت تصاحبه في غالبية الأوقات.

عن موقع ايلاف على الإنترنت

حقوق النشر

ايلاف المحدودة للنشر جميع الحقوق محفوظة ايلاف المحدودة للنشر ترخص باستخدام هذه المقالة. لا يمكن إعادة نشر هذه المقالة دون التوافق مع شروط وبنود شركة ايلاف المحدودة للنشر.

تم نقل هذا المقال بناء على ما جاء في الفقرتين 4-2 و4-3 من حقوق الملكية الفكرية المذكورة في شروط الأستخدام على موقع إيلاف :

  • مسموح لك بنسخ أو تنزيل المقالات المنشورة على الموقع من أجل إعادة عرضها على مواقع أخرى بشرط أن تعرض تلك المقالات بنفس تنسيقها وشكلها.
  • يجب وضع رابط للموقع بين عنوان المقالة والفقرة الأولى منها.
  • كما يضاف البيان التالي في نهاية المقالة : ايلاف المحدودة للنشر جميع الحقوق محفوظة ايلاف المحدودة للنشر ترخص باستخدام هذه المقالة. لا يمكن إعادة نشر هذه المقالة دون التوافق مع شروط وبنود شركة ايلاف المحدودة للنشر.


 الحلقة الرابعة


إيلاف


2018 الأربعاء 13 يونيو
إيلاف - أول يومية إليكترونية صدرت من لندن عام 2001
أحمد طه من القاهرة


"إيلاف تُضيء على سيرة حياتها (4)

مديحة يسري تُخلّ بوعدها للقبطان لتعلقها بالفن


مديحة يسري


فقد الفن المصري والعربي الأسبوع الماضي واحدة من أهم نجماته وأكثرهن إنتاجاً. وهي الفنانة القديرة مديحة يسري التي رحلت عن عمر يناهز97 عاماً بعد صراعٍ طويل مع آلام المفاصل والعظام. “إيلاف” تُلقي الضوء عبر عدة حلقات على مسيرتها الفنية وحياتها الخاصة.

القبطان يطلب الزواج

كانت علاقتها مع الكابتن مصطفى تتعمق وتزداد يوماً بعد يوم، وذهبت مديحة في ذلك العام خلال إجازة الصيف إلى الاسكندرية برفقة ابنها عمرو الذي كان قد حصل على إجازته من المدرسة ولم يكن لديه ارتباط بالتدريبات. وخلال تلك الفترة، كانت قد عادت من بيروت الى الإسكندرية بناءً علي رغبة عمرو في تمضية بقية إجازته هناك. لكنها فوجِئَت بإتصال من المخرج حسن الإمام الذي أخبرها انه سيكون لديها في اليوم التالي برفقة المصور وحيد فريد للحديث معها عن فيلم جديد، فانتظرت مديحة وصولهما في اليوم التالي وجلسا سويا في بهو الفندق يتحدثون عن الفيلم.

وكانت مديحة في تلك الفترة تحضر لفيلم جديد مع المخرج أحمد ضياء منإانتاجها وهو فيلم “وفاء إلى الابد”، لكن حسن الإمام أخبرها أن هناك دور لا يمكن أن تقدمه ممثلة غيرها، ومنحها سيناريو الفيلم وكان فيلم “الخطايا” الذي شكل نقلةً كبيرة في مسيرتها الفنية.

قرأت السيناريو فور مغادرة حسن الذي طلب منها سرعة حسم موقفها مع تحديد الأسبوع التالي كموعد لانطلاق التصوير، وبالفعل قرأته ووجدت نفسها في الدور، فكانت تتصل به على مقر أقامته بعد أقل من ساعتين لتخبره بأنها قرأته ووافقت على العمل. لكنها ستقوم بترتيب أمورها للعودة في أقرب وقت للقاهرة حتى لا تتسبب في ضيق نجلها عمرو بقطعها الإجازة بشكلٍ مفاجئ.

وقبل أن تغادر الإسكندرية، كانت على موعد مع رسالة تركها لها القبطان مصطفى، رسالة يخبرها فيها بتواجده في القاهرة ورغبته في لقاءها بأقرب وقت، فردت على الرسالة بموعد عودتها للقاهرة وإمكانية لقاءهما على الغذاء في اليوم التالي، حيث كانت مرتبطة في يوم العودة بتوقيع تعاقد الفيلم.

وقعت مديحة تعاقد الفيلم وفي اليوم التالي قابلت القبطان مصطفى والي الذي عرض عليها الزواج مؤكداً على أنه يحبها وسيعامل نجلها عمرو مثل أولاده خاصةً وأنه يحبه وتقرّب منه خلال الأسابيع الماضية بصورةٍ كبيرة، وهو ما توافق مع ما لمسته مديحة من حديث إيجابي لعمر عنه في لقاءاتهما بالمنزل.



طلبت مديحة مهلة قصيرة للرد على طلب مصطفى الذي لم يكن مفاجئاً لها بدرجةٍ كبيرة. خاصة وان كافة التصرفات التي قام بها من قبل كانت تشير إلى أنه سيطلب منها الارتباط، وفي اللقاء الثاني أخبرته بموافقتها على طلبه، لكنه فاجأها بطلبه اعتزالها التمثيل. ولم يكن طلب اعتزال التمثيل الذي طلبه القبطان مصطفى من مديحة لمجرد أن تجلس في المنزل، فالقائد البحري أخبرها بأنها ستكون معه في جولاته ورحلاته باستمرار وهو وضع يتطلب منها الإنتقال من بلدٍ لآخرى وبالتالي ستجد استحالة في التوفيق بين عملها وبيتها الجديد.

المؤكد أن مديحة عاشت في تلك الفترة حالة حب حقيقة مع مصطفى، حالة الحب التي جعلتها ليس فقط تستجيب لطلبه في التوقف عن التمثيل واتخاذ قرار بالاعتزال بعد الانتهاء من الفيلمين المتعاقدة عليهما، ولكن أيضا جعلتها توافق على أن تتم اجراءات الزواج في السر لحين انتهائها من مشاريعها الفنية لرغبة زوجها في أن تعلن سمراء النيل اعتزالها مع اعلان خبر الزواج لتؤكد أنها اعتزلت لتتفرغ إلى زوجها.

وافقت مديحة على طلبات القبطان مصطفى، فتزوجا رسمياً لكنهما لم يعلنا الخبر سوى للمقربين منهما. وباشرت التصوير لمدة 6 أشهر تقريباً، واستمرت زيجاتهما السرية نحو 8 أشهر من مارس 1961 وحتى بداية عام 1962 مع الإعلان الرسمي عن الزواج.

كانت مديحة تستمع بالعمل في الفيلمين وخاصة “الخطايا” بسبب العلاقة الخاصة التي جمعتها مع عبد الحليم حافظ في الكواليس، وأنهت الفيلمين وأعلنت زواجها واعتزالها بالرغم من كونها في قمة عطائها الفني، وسافرت لقضاء شهر العسل في رحلة عربية أوروبية انطلقت من الاسكندرية لكنها توقفت في بيروت بعدما اصيبت هي باللوز، واصيب زوجها بالزائدة وخضع لجراحة عاجلة في بيروت مما اضطرهما إلى عدم استكمال الرحلة بعدما شعرت بالتشاؤم من الرحلة.

وقررت مديحة قطع الرحلة والعودة إلى ابنها عمرو الذي كان يقيم في القاهرة بينما وعدها مصطفى باللحاق بها بعد أيام يكون أنهى فيها أوراق خاصة به في لبنان. وهو ما وافقت عليه، وعادت سريعاً لكنها فوجئت فور نشر خبر عودتها بالصحف بالمخرج حلمي رفله الذي جعلها توقع على تعاقد فيلم “سلاسل من حرير” مع عماد حمدي، وهو الفيلم الذي قام بانتاجه.

صحيح ان مديحة وعدت زوجها بالاعتزال لكن حلمي رفلة كان يرى أن الفن بداخلها أقوى من أي قرار بالإعتزال وأنها إذ وجدت الدور المناسب ستعود فوراً.

شعرت مديحة بأنها وضعت نفسها في مأزق مع زوجها الذي وعدته بالإعتزال وكان لا يزال آنذاك في لبنان، فحرصت على إبلاغه بما حدث في تلغراف مطول بسبب صعوبة الإتصالات الهاتفية. فشرحت فيه باستضافة ما حدث وتعهدت بأن لا يؤثر عملها على بيتها وعلى علاقتهما.

عاد القبطان من لبنان بعدها بأيام. صحيح أنه حاول إخفاء ضيقه مما حدث، إلا أنه لم ينجح في ذلك .خاصة مع مرور الوقت وانشغال مديحة بالتصوير لساعاتٍ طويلة. وبدأ يفكرها بوعودها قبل الزواج ومخالفتها ما تم الإتفاق عليه وتكرر طلبه باعتزالها الفن، وتكرر انشغالها بالتصوير حتى وصلت الأمور بينهما لطريق مسدود انتهى بالاتفاق على الانفصال في هدوء.

خرجت مديحة من تجربة الزواج متأكدة من عدم قدرتها في الابتعاد عن الفن حتى لو كان على حساب الحب. صحيح أنها كانت ترغب في الإستقرار وتكوين أسرة هادئة ،لكن يبدو أن حلم الأسرة السعيدة الذي تمنته في طفولتها وقف القدر أمامه في زيجاتها المختلفة.



وانطلقت في العمل بالسينما وانشغلت بالانتاج السينمائي أيضا من خلال مشاركتها في إدارة المؤسسة العامة للسينما التي كانت تنتج عدداً من الأفلام. فيما بدأت بتقديم أفلام تناسب مرحلتها العمرية بشكلٍ أكبر. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر “العريس يصل غداً”، “الحلوة عزيزة”، و"الساحرة الصغيرة" فكانت أدوار الأم جزءاً من شخصيتها في هذه الفترة.

وفي حوارٍ لها عن عملها بالانتاج والتمثيل تقول: “الانتاج والتمثيل كلاهما ممتع. لكن هناك اختلاف بالطبع في كل منهما. فكمنتجة كنت أشعر بالسعادة عندما أحول كلام علي الورق لنبض ومشاعر وأحاسيس، ديكورات وتصوير كما أخطط لهم. لذا كنت أحرص على متابعة كل صغيرة وكبيرة في الإنتاج حتى يخرج العمل بشكلٍ جيد. أما كممثلة فكنت أقوم بحفظ دوري وأؤديه بشكلٍ جيد أمام الكاميرا”.

عن موقع ايلاف على الإنترنت

حقوق النشر

ايلاف المحدودة للنشر جميع الحقوق محفوظة ايلاف المحدودة للنشر ترخص باستخدام هذه المقالة. لا يمكن إعادة نشر هذه المقالة دون التوافق مع شروط وبنود شركة ايلاف المحدودة للنشر.

تم نقل هذا المقال بناء على ما جاء في الفقرتين 4-2 و4-3 من حقوق الملكية الفكرية المذكورة في شروط الأستخدام على موقع إيلاف :

  • مسموح لك بنسخ أو تنزيل المقالات المنشورة على الموقع من أجل إعادة عرضها على مواقع أخرى بشرط أن تعرض تلك المقالات بنفس تنسيقها وشكلها.
  • يجب وضع رابط للموقع بين عنوان المقالة والفقرة الأولى منها.
  • كما يضاف البيان التالي في نهاية المقالة : ايلاف المحدودة للنشر جميع الحقوق محفوظة ايلاف المحدودة للنشر ترخص باستخدام هذه المقالة. لا يمكن إعادة نشر هذه المقالة دون التوافق مع شروط وبنود شركة ايلاف المحدودة للنشر.


 من أفلام مديحة يسري


فيلم وفاء



فيلم الصعود الى الهاوية



فيلم من غير وداع



فيلم نهاية قصة



فيلم قلب يحترق



فيلم قتلت زوجتي



فيلم اني راحلة



فيلم العريس يصل غداً



فيلم الساحرة الصغيرة



فيلم قبلة في لبنان



عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)