مسيرة الفنانة المصرية الراحلة شادية مع بعض أغانيها وأفلامها شادية (1931-2017)


 شادية «معبودة الجماهير»... دلوعة السينما المصرية وداعاً


جريدة الأخبار اللبنانية


العدد ٣٣٣٦ الاربعاء ٢٩ تشرين الثاني ٢٠١٧
جريدة الأخبار
ادب وفنون
شادية «معبودة الجماهير»... دلوعة السينما المصرية وداعاً


رقيقة وصادقة مع نفسها وحبها لفنها، فتوِّجت «دلوعة الشاشة العربية»، لتكون من الأساطير الخالدة، رغم اعتزالها الحياة الفنية والعامة منذ عام 1986، عندما قدمت آخر أغنياتها «خد بأيدي»، لتغادر المسرح، وتعلن قرارها بالاعتزال. جاء ذلك بعد 39 عاماً من العمل قدمت خلالها 112 فيلماً و170 أغنية و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة.

اسمها الحقيقي، فاطمة أحمد كمال، ولدت في 8 شباط (فبراير) عام 1931، في حيّ الحلمية الجديدة في القاهرة، وترجع أصولها إلى محافظة الشرقية.

عن موقع جريدة الأخبار اللبنانية


حقوق النشر
مقالات «الأخبار» متوفرة تحت رخصة المشاع الإبداعي، ٢٠١٠
(يتوجب نسب المقال الى «الأخبار» ‪-‬ يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية ‪-‬ يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص)
لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا



 تألّقت مع الثورة ورحلت في زمن الهزائم


جريدة الأخبار اللبنانية


العدد ٣٣٣٦ الاربعاء ٢٩ تشرين الثاني ٢٠١٧
جريدة الأخبار
ادب وفنون
شادية «معبودة الجماهير»... دلوعة السينما المصرية وداعاً
محمد شعير


مع رشدي أباظة في فيلم «الطريق»

القاهرة | «لا أحب الأغنيات الوطنية. أراها دائماً أغنيات متهافتة، ضعيفة، يغنيها أصحابها بلا إحساس بغرض الحشد، وفي مناسبات. بالتأكيد هناك استثناءات، على رأسها صلاح جاهين، لأنه فقط صلاح جاهين، والاستثناء الآخر شادية في أغنيتها «يا حبيبتي يا مصر»»! كنا مجموعة من الأصدقاء يوم جمعة الغضب (28 يناير 2011) نحاول دخول ميدان التحرير، قنابل الغاز تتساقط حولنا، ونحاول تجنب تأثيرها بطرق مختلفة.

وسط الزحام تفرقنا، أصبح كل منا بمفرده، لكن الوجوه المحيطة والأجساد تشكل جسداً واحداً صلباً وإن لم يعرف أصحابه بعضهم بعضاً. فجأة، انبعث صوت شادية «يا حبيبتي يا مصر». صوت يشدو «ونقول أحرار... ولازم ننتصر». شخص ما لم يفقد عقله بالقطع، تحرك بسيارته مقترباً من الميدان مصطحباً معه «الكاسيت والسماعات»، أشعل حماسة الجماهير بالأغنية. كثيرون منّا دمعت أعينهم من الكلمات. كنا نستمع إلى الأغنية دائماً بعد انتصارات مباريات الكرة، باعتبارها النصر الوحيد في مصر الحديثة.

صورة نادرة تجمعها بنجيب محفوظ

لكن ها نحن نستعيد الأغنية في سياق آخر، مختلف، سياق ثوري يعبّر عن حب الوطن بالجسد لا بالأغنيات، ولكن هذه الأغنية تحديداً مسّت قلوبنا في تلك اللحظة. وكلما استمعت إلى هذه الأغنية، تقفز الى ذهني مشاهد الميدان، تلك اللحظة التي لم تتكرر بعد ذلك!

فاطمة أحمد شاكر كما تقول شهادة ميلادها (8 فبراير 1931 ــ 28 نوفمبر 2017)، أو «فتوش» كما يناديها المقرّبون منها في الوسط الفني، و«شوشو» كما يناديها أفراد عائلتها، ابنة الثامنة قادها عشق شقيقتها الكبرى عفاف للفن إلى أن تقلدها، وتقلد أيضاً ليلى مراد التي كانت مثلها الأعلى. لكن شقيقتها اعتزلت مبكراً، واستمر تشجيع والدها الذي اتخذ موقفاً نقيضاً من شقيقتها عندما عبّرت له عن رغبتها في دخول عالم الفن. انتقلت «فتوش» من مرحلة الطفولة الى النجومية، لتحمل اسماً جديداً «شادية». تعدّدت الروايات حول صاحب الاسم. قيل إنه يوسف وهبي عندما كان يعمل في فيلم «شادية الوادي»، وقيل إنّه عبد الوارث عسر الذي لقّبها بـ«شادية الكلمات» لطريقتها المتميزة في نطق الجمل الحوارية، وقيل أيضاً إنه المخرج حلمي رفلة الذي اكتشفها كممثلة واختارها لتمثل فيلم «العقل في إجازة». وقد شاركت في فيلمين قبل هذا الفيلم للمخرج محمد عبد الجواد؛ الأول «أزهار وأشواك» حيث ظهرت بشكل عابر من دون أي حوار، ثم قامت بالغناء في فيلم «المتشردة» (1947). أعجب رفلة بصوتها ليدعوها إلى المشاركة في «العقل في إجازة». لم تكن قد تجاوزت السابعة عشرة. وكان والدها يرافقها في كل خطواتها. كان أحد مشاهد الفيلم أن يقوم الفنان محمد فوزي بتقبيلها. وعندما علم والدها، أوقف التصوير، وانصرف بها. لجأ محمد فوزي ــ منتج الفيلم يومها ـ إلى اتحاد النقابات الفنية شاكياً، ليأتي والد شادية ويشرح أسباب انسحاب ابنته من التصوير: «لن أسمح لأحد مهما كان أن يقبّل ابنتي». المفارقة أن أم كلثوم كانت أحد أعضاء اتحاد النقابات الفنية، وأيّدت وجهة نظر والد شادية، فوافق فوزي مجبراً على حذف المشهد.

شهدت الفترة من بداية شادية السينمائية (1947) حتى قيام ثورة يوليو (1952) مشاركتها في حوالى 42 فيلماً من مجموع 115 أدّت بطولتها، وكان آخر أفلامها «لا تسألني من أنا؟» (1984). في مرحلة ما قبل يوليو، أجادت أدوار الفتاة الدلوعة، ابنة الطبقة المتوسطة المغلوبة على أمرها، التي تبحث عن الحب. لكنها مع بداية الثورة تنتقل نقلة أخرى، متمرّدة على أدوار الدلع لتقدم شخصية الفتاة المقهورة. تشهد سنوات الثورة، تحديداً الستينيات، نضجها الفني، لتشارك في عشرات الأفلام التي تعبّر عن سنوات صعود الثورة، وانكساراتها وقضاياها الرئيسية. في «زقاق المدق» (عن رواية نجيب محفوظ) جسّدت دور حميدة التي حاول النقاد ربطها بمصر لحظة الاحتلال الإنكليزي. ثم لعبت دور «نور» في «اللص والكلاب» (محفوظ) حيث جسّدت شخصية المومس، إلا أنها كانت نقطة النور الوحيدة في حياة سعيد مهران، الذي خانه الجميع. كانت هي النور وسط غابة لا مكان فيها إلا للصوص والكلاب. وفي «شيء من الخوف»، أدّت دور فؤادة التي تتحدى الطاغية، وقوانينه وقراراته. يتزوجها غصباً، لكنها تقاوم طغيانه، وتفتح باب الأسئلة حول الأوضاع، ليثور عليه الجميع.

وفي «ميرامار»، جسّدت شخصية «زهرة»، الفتاة الريفية التي تحضر إلى الإسكندرية لتعمل في البانسيون، وتحتك بشخصيات من كافة أطياف اللحظة السياسة. كانت هي أيضاً، أو بدت رمزاً لمصر، التي تتعرض لأزمة لكنها غير قابلة للانكسار، وهو ما نجحت ملامح شادية وصوتها في تجسيده ببراعة.

هكذا كانت ترصد الجانب المظلم من تلك المرحلة السياسية، لكنها أيضاً لم تهمل جوانب أخرى في أفلامها التي بدت ساخرة مثل «مراتي مدير عام»، «نصف ساعة زواج»، «عفريت مراتي»...

كانت «ثورة يوليو» زمن صعود شادية. وعندما انتهت الثورة وبدأت إنجازاتها تتبدّد، اختفت شادية. وقفت للمرة الأخيرة على المسرح، غنّت الأغنية الدينية: «جه حبيبي وخد بإيدي» (1986) وقررت بعدها الاعتزال. قالت تبرّر قرارها: «آن الأوان لتلك المرحلة، وليكتفِ جمهوري ممّا قدمته له، لا أريد أن انتظر حتى تهجرني الأضواء. أريد أن أظل في ذاكرة الجمهور بأجمل صورة لي عنده». لم تخجل شادية من ماضيها الفني، كما فعلت كثيرات ممن اعتزلن الفن. لم تتاجر بقرارها. حافظت على صورتها. ظلّ صوتها صوت الشجن، بقدر ما هو أيضاً صوت الدلع وخفة الروح!


عن موقع جريدة الأخبار اللبنانية


حقوق النشر
مقالات «الأخبار» متوفرة تحت رخصة المشاع الإبداعي، ٢٠١٠
(يتوجب نسب المقال الى «الأخبار» ‪-‬ يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية ‪-‬ يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص)
لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا



 مع بليغ حمدي... تنوّع ومغامرة


جريدة الأخبار اللبنانية


العدد ٣٣٣٦ الاربعاء ٢٩ تشرين الثاني ٢٠١٧
جريدة الأخبار
ادب وفنون
شادية «معبودة الجماهير»... دلوعة السينما المصرية وداعاً
شيرين عبده


كان والدها مهندساً زراعياً، هاوياً للغناء يجيد عزف العود والبيانو. لذا تعلقت الطفلة فاطمة بالغناء، وكان الأب من الوعي والتفتح بحيث أسند إلى الفنان فريد غصن تعليم ابنته الغناء، وإلى الفنان عبد الوارث عسر تلقينها أصول مخارج الألفاظ وتدريبها على الإلقاء والتعبير الصوتي، ولم تخيِّب فاطمة ظنه في حسن التعلم، وأكملت مشوار شقيقتها عفاف إلى احتراف الغناء، بل فاقتها موهبة.

لم يقف الأمر عند هذا الحد. تقدمت فاطمة إلى لجنة الاختبار في «استوديو مصر» عندما كان المخرج أحمد بدرخان يبحث عن وجه جديد. وحازت إعجاب اللجنة بعدما قامت بالغناء والتمثيل، لتصبح هذه الشابة شادية، وتقدم للسينما ما يقرب من ١١٨ فيلماً إلى جانب مشوار غنائي احترافي على التوازي. ولعل شادية المثل الحيّ على عدم صحة عبارة «صاحب بالين كداب»، فقد برعت في كلا المجالين على حد سواء، وإن لم تكن الجودة واحدة في ذات الوقت.

على الرغم من أن خبرتها في التمثيل تراكمت وازدادت طردياً مع عمرها، وبالتالي زادت جودة ما تقدمه في السينما، إلا أن هذا لم يحدث بالمثل لقدراتها الغنائية والأدائية التي فاتها التطور مع الوقت. برغم ذلك، ميَّز شادية ذكاؤها في الاختيار وقدرتها على المغامرة والتجربة بما لم تماثلها فيه زميلاتها في الحقبة الزمنية التي امتهنت فيها الغناء، سواء من حيث موضوعات الغناء أو القوالب الغنائية. شادية اختارت شخصيات عديدة لتغني من خلالها، بحيث أصبح لها وجود في كل مناسبة داخل كل بيت على مستوى مصر وأغلب الوطن العربي. الشابة العروس في «يا دبلة الخطوبة»، الأم في «سيد الحبايب»، الابنة في «ماما يا حلوة»، والحبيبة الجريئة في «بحبك يا اسمراني»، الحبيبة الخجولة في «مكسوفة منك»، السيدة الوطنية في «يا حبيبتي يا مصر»، الغانية في «ايرما لادوس»، العدادة الحزينة في «والله يا زمن».

وإذا تناولنا قطاعاً معيناً مميزاً من أعمالها الموسيقية، فسيكون تعاونها مع بليغ حمدي الذي لحن لها الكثير.

وعلى غير عادته في الأغاني القصيرة، ابتعدت ألحانه عن التأرجح الدرامي بين التراجيدية الحزينة واليوفوريا السعيدة جنباً إلى جنب عبر المقطع الواحد، وتميزت بالوحدة المزاجية والإيقاع السريع على طول الأغنية مثل «العين العسلية»، والتجريب في قوالب موسيقية خفيفة أو غريبة مثل «أحبك قوي». وداخل الجملة اللحنية الواحدة، تميزت بكثرة الحروف الموسيقية وسرعة الانتقال بينها، ما ناسب الطبيعة المرحة لأداء شادية ومساحة وخامة صوتها. بينما ظهرت خصائصه اللحنية المميزة لشخصيته الموسيقية بوضوح في الأغاني الطويلة التي لحنها لها مثل «آخر ليلة»، متجاهلاً قدرات وخصائص ومساحة صوت شادية المقيدة التي تميزت بالأداء التعبيري والخامة التي عوضت المساحة أو الحرفية اللذين ينقصانها في كثير مما قدمت مع بليغ، خصوصاً الأغاني الطويلة التي قدمت بشكل حي. واللافت عجزها عن إصابة النوتات الصحيحة في تأديتها لكثير من ألحانه بشكل حي أو تسجيلاً، وهذا هو الأمر الذي تغاضى عنه الأغلبية من الجمهور في اتفاق ضمني متجاوزاً إياه للتركيز على أدائها وروحه وقدراتها التمثيلية.

خلد بليغ صوتها بروح الفولكلور حينما خلق له «الحنة يا قطر الندى» و«آه يا اسمراني اللون» و«سلامة سلامة» وغيرها مما استقاه من روح التراث المصري الصعيدي، وهو المنطقة المفضلة لديه التي يشتبك معها بشكل متكرر في مختلف ألحانه للمغنين المصريين.

في 1986، قررت شادية الاعتزال والانسحاب من الساحة الفنية. تزامن هذا مع أدائها لأغنية «خد بايدي» في الاحتفال بالليلة المحمدية. وعلى الرغم من اختلاف تفسيرات أسباب الاعتزال وتطرقها المؤذي لتفاصيل شخصية حياتية، إلا أن شادية موجودة بإنتاجها الموسيقي والسينمائي الغزير المثير للخلاف.

* مطربة مصرية


عن موقع جريدة الأخبار اللبنانية


حقوق النشر
مقالات «الأخبار» متوفرة تحت رخصة المشاع الإبداعي، ٢٠١٠
(يتوجب نسب المقال الى «الأخبار» ‪-‬ يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية ‪-‬ يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص)
لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا



 نجمة شباك وأسطورة زمنها !


جريدة الأخبار اللبنانية


العدد ٣٣٣٦ الاربعاء ٢٩ تشرين الثاني ٢٠١٧
جريدة الأخبار
ادب وفنون
شادية «معبودة الجماهير»... دلوعة السينما المصرية وداعاً
محمد خير


مع عبد الحليم حافظ

القاهرة | خلال الأيام الأولى ـــ الأكثر صعوبة ودموية في «ثورة يناير» 2011 ـــ خطر لأحد البرامج التلفزيونية أن يجري اتصالاً بالفنانة شادية المعتزلة منذ عقود. جاء صوتها عبر الهاتف مذعوراً مرتبكاً كأنما من عالم آخر: «ليه كده يا مصريين؟». كانت تتساءل عن السبب الذي جعل المصريين «يعملوا كده ببعض».

ربما لم تكن تعي - في غيابها - آنذاك أنّ الصوت المهيمن على الميادين الآخذة في الانتصار آنذاك، كان صوت أغنيتها «يا حبيبتي يا مصر».

«يا بلادي يا أحلى البلاد يا بلادي». كلمات محمد حمزة التي لحنها بليغ حمدي، كانت تشدو في سماء الميادين يشغلها المصريون من أجهزة كاسيت السيارات، صوتها العميق القوي الشادي في الأغنية، كان أحد الأوجه العديدة لصوتها «الدلوع» في «يا دبلة الخطوبة»، فائق الحزن في «يا عيني ع الولد»، عارم الجاذبية والعاطفة في «وحياة عينيك وفداها عينيا».

مع محمود شكوكو في فيلم «ليلة العيد»

في عبارة مكتوبة بخط اليد، تقول شادية رداً على قراء إحدى المجلات الفنية في الخمسينيات إن «أمنيتها في الحياة» أن «يكون لديها دستة أطفال حين تصل إلى عمر الخمسين». ليس مؤكداً نسبة العبارة إلى شادية، لكن الأكيد أنها لم ترزق الأطفال رغم ثلاث زيجات أشهرها اقترانها بصلاح ذو الفقار. لا تعطي الحياة كل شيء على ما يبدو، لكن شادية أعطتها الكثير. لم يعرف عن فنانة غيرها تساوي الموهبة في الغناء والتمثيل بهذا القدر. كانت نجمات السينما إما مغنيات يمثلن أحياناً، كأم كلثوم وفايزة أحمد ووردة، أو ممثلات يغنين أحياناً كهدى سلطان. وباستثناء الموهبة الفذة لسعاد حسني، لم يكن سوى شادية تجمع بالقدر نفسه بين حنجرة ذهبية وطاقة تمثيلية خلاقة ومتنوعة. عبّرت عن نفسها في فرصة نموذجية في فيلم «عفريت مراتي» (فطين عبد الوهاب ـ 1968)، في دور الزوجة المهووسة بتجسيد شخصيات سينمائية متنوعة.

كانت شادية «إيرما لادوس» المصرية خفيفة الظل قبل شهور من تقديمها دور «فؤادة» أمام عتريس في الملحمة السينمائية الغنائية «شيء من الخوف» (حسين كمال ـ 1969). لم يكن هذا الانتقال المذهل والمقنع بين الأدوار والشخصيات والكوميديا والغناء والتراجيديا غريباً ولا صعباً على «حميدة» المغوية في «زقاق المدق» (حسن الإمام ـ 1963)، التي تحولت إلى المديرة الصارمة المحبة في «مراتي مدير عام» (فطين 1966)، ثم إلى عاملة الفندق البسيطة زهرة في «ميرامار» (كمال الشيخ ـ 1969).

كانت تنقلاتها/ قفزاتها من هذا الدور، واللون، إلى ذاك، قفزات نجاح مطلق، حوّلها إلى نجمة شباك ورمز أسطوري لفتيات الخمسينيات والستينيات اللواتي كنّ يتنافسن في تقليد «قُصة شادية» أي تصفيفة شعرها المميزة. كأن ذلك التنقل من السينما إلى ميكروفون الغناء لم يكفها، فتقرر قبل اعتزالها بسنوات قلائل أن تحقق قفزة كبرى إلى لون فني لم تجربه قبلاً.

كانت مسرحية «ريا وسكينة» (حسين كمال ـ 1980) تجربتها المسرحية الوحيدة، لكنها ــ كالعادة مع شادية ــ حققت نجاحاً ساحقاً، الجمهور الذي لم يتوقف عن التدفق إلى مسرح «ليسيه الحرية» في وسط القاهرة لم يأتِ بالأساس للاستمتاع بعملاقي المسرح عبد المنعم مدبولي وسهير البابلي، بل لمشاهدة شادية على المسرح للمرة الأولى تؤدي دور «ريا» الذي أجادت فيه وتألقت كأنها ولدت على المسرح. العرض الذي يحكي قصة أختين قتلتا عشرات النساء في الإسكندرية قبل أكثر من قرن، تحول إلى كوميديا غنائية استعراضية بفضل وجود شادية أولاً وتألقها. غنت «حبك جننا يا اسمك ايه» لأربع سنوات استمر خلالها العرض الساحق للمسرحية. أغنيات كتبها عبد الوهاب محمد ولحنها بليغ حمدي، وغنتها شادية بمصاحبة النجمين مدبولي والبابلي، جعلت من المسرحية عملاً أيقونياً دائم العرض والمتعة. بعد ختام المسرحية، وعلى طريقة نجمات الماضي القديم، قررت شادية الاعتزال وهي في القمة حيث لا تزال تحتفظ بالوجه الجميل. كانت قد وصلت الخمسين ولم تحصل على «دستة الأطفال» التي أرادتها، لكنها حصلت على ملايين المحبين الذين لم ينسوها رغم الغياب.


عن موقع جريدة الأخبار اللبنانية


حقوق النشر
مقالات «الأخبار» متوفرة تحت رخصة المشاع الإبداعي، ٢٠١٠
(يتوجب نسب المقال الى «الأخبار» ‪-‬ يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية ‪-‬ يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص)
لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا



 هكذا جسّدت خطاب يوليو النسوي


جريدة الأخبار اللبنانية


العدد ٣٣٣٦ الاربعاء ٢٩ تشرين الثاني ٢٠١٧
جريدة الأخبار
ادب وفنون
شادية «معبودة الجماهير»... دلوعة السينما المصرية وداعاً
ناصر كامل


مع شكري سرحان في فيلم «اللص والكلاب»

قد ينطبق هذا على أي إنسان. أما بالنسبة إلى الفنان، فهو ضرورة لازمة: فمكانته تتحدد بالأساس حين يكون تعبيراً دالاً على زمانه وواقعه، وحين يوضع بإزاء أقرانه ومجايليه، ويتضح مدى تأثيره فيهم، ومن ثم تأثيره في محيطه الاجتماعي، وفي دوائر أبعد مدى في ثقافته، وصولاً إلى الدائرة الأوسع التي تشمل المكان والزمان المعيش والمستقبلي.

في ما يتعلق بالتراتبية، تخطت شادية حواجز رمزية ذات وقع سحري، فتجاوز عدد أفلامها بوابة المئة الثانية، وعاشت طويلاً نجمة في مجال الغناء والتمثيل. عمّرت فنياً، وصعدت إلى النجومية بلا تعجل ولا ضغينة، وانصرفت من على خشبة المسرح بأداء لافت للغاية، ثم احتجبت عن الأضواء بقليل من الصخب، واستعاد كثيرون أطيافها وهي ما زالت حاضرة الوعي، قادرة على التلمس والتمييز بين التقدير والحب الصادق والمبالغات المناسباتية.

منحتها الصحافة الفنية لقب «الدلوعة»، وكانت طريقة تصفيفها لشعرها واختياراتها لأزيائها موضةً تقلد بقبول اجتماعي واسع، فلطالما سُمع بين مختلف الطبقات الاجتماعية تعبير «قُصة شادية»، اللقب والنموذج الذي تموضعت فيهما شادية لسنوات تتضح معانيه إذ يوضع بإزاء: سيدة الشاشة، وسمراء السينما العربية، وعذراء الشاشة، وسندريلا، وهي ألقاب: فاتن حمامة، ومديحة يسري، وماجدة، وسعاد حسني على التوالي.

مع فيلم «زقاق المدق» (1963) ثبّتت وجودها المتميز هذا: لون من الغناء خاص، وأداء تمثيلي باهر في بعض المشاهد، ومقدرة على فهم واستيعاب الشخصية ــ حميدة ــ والتعبير عنها. في تلك الأيام، كانت شادية قد نالت بجهد متواصل ــ البداية في عام 1947 ــ مكانتها تلك، وتبلورت شخصيتها الفنية نهائياً.

بريشة التشكيلي المصري عادل السيوي

مرحلة البداية طالت قليلاً، وتميزت بتذبذب لافت بين الصعود والتراجع، ليس فقط في أفيشات الأفلام وحجم الدور وتأثيره، بل في نوعية الأفلام ومستواها، فراوحت الاختيارات بين الميلودراما ــ النوع البارز والسائد؛ وربما في فترات، الطاغي في السينما المصرية ــ وبين الكوميديا والرومانسية والاستعراض والغناء، ثم بدأت تتروى وتدقق، وربما تطلب نوعيات وصياغات محددة.

حين نضع شادية إزاء ممثلات السينما النجمات من جيلها ــ هناك ممثلات رائعات، لكنهن لم يصلن إلى النجومية ــ سناء جميل وسميحة أيوب أبرز الأمثلة ــ ونقيم مكانتها بينهن، سيكون علينا أن ننحي خصوصيتها باعتبارها مغنية، ولأنه يصعب تتبع كل مراحلهن الفنية، فسنكتفي هنا بموضوعة واحدة، وفيلم واحد، وسيكون كافياً لمقاربة يمتزج فيها الفن بالواقع الاجتماعي والسياسي.

سنختار أفلام: «الأفوكاتو مديحة» (1950)، «الأستاذة فاطمة» (1952)، «أنا حرة» (1959)، «للرجال فقط» (1964). أفلام موضوعها الرئيسي عمل المرأة وشروطه الاجتماعية، ولعبت الدور الرئيسي فيها: مديحة يسري، فاتن حمامة، لبنى عبد العزيز، سعاد حسني ونادية لطفي. وسنضع تلك الأفلام والممثلات، إزاء فيلم «مراتي مدير عام» (1966) الذي لعبت بطولته شادية.

«الأفوكاتو مديحة» و«الأستاذة فاطمة» على تقاربهما الزمني، لكنهما تعبيران متعارضان نسبياً. ينزع الأول إلى التلون باللون الفني لصانعه ــ يوسف وهبي ــ ويمتح من الميلودارما والوعظية الذكورية والطبقية الزاعقة، يخلص إلى أن شروط عمل المرأة هي قبولها بأنها «مهيضة الجناح» تحتاج أن يرشدها ويرعاها، وربما أن يؤدبها، الذكر، سواء أكان أخاً أم زوجاً.

مع كمال الشناوي وفردوس محمد في فيلم «ليلة الحنة»

أما «الأستاذة فاطمة»، فهي النسخة الأكثر احترافية ـــ ونكاد لجودتها أن نقول أصالة ـــ من «روميو وجوليت»، ونجرؤ على استخدام «أصالة» لأن صناع الفيلم قلبوا التراجيديا إلى كوميديا أولاً، وجعلوا الحب في الخلفية ثانياً، وأوجدوا موضوعة عمل المرأة ثالثاً، لكن شكسبير كان حاضراً في البناء الدرامي وفي أبعاد وصراعات شخصيات الفيلم وخطوطه الدارمية الرئيسية. هنا تختفي الوعظية، وتتنحى الذكورية عن الصدارة خطوات، لكن التصالحية تظل حاضرة، فلا يتخلى صناع الفيلم عن مقولة «الوظيفة الأهم للمرأة هي البيت وراحة الزوج». في «أنا حرة»، يتقدم الوعظ ليكون مزيجاً من الزعيق السياسي واللامعقولية الدرامية، وفي «للرجال فقط» تبهت المسألة النسوية وتقترب الكوميديا من «الفارص» Farce.

«مراتي مدير عام» هو الصياغة الأكثر تعبيراً عن «خطاب يوليو النسوي» بتوازناته القلقة. فنحن أمام حسم لعمل المرأة ودورها. هي عاملة أولاً، ثم زوجة، لكننا نتابع البحث عن المدى الذي يمكن أن تذهب إليه المرأة في عملها أولاً، وعن كيفية تأقلم الزوج والمجتمع مع اتساع هذا المدى، ثانياً.

الفيلم جاء بعد سنتين من تعيين أول وزيرة في الحكومة المصرية ـــ الدكتورة حكمت أبو زيد ـــ وهي ثاني عربية تتولى الوزارة. يصعب على الكثير من المصريين أن يصدقوا أن العراقية الدكتورة نزيهة الدليمي هي أول امرأة عربية تتولى الوزارة (1959)، كذلك يصعب عليهم أن يصدقوا أن التلفزيون العراقي أسبق من المصري. وربما كانت التساؤلات الاجتماعية المتعلقة ببعد المدى الذي وصلته المرأة في عملها، حاضراً في أذهان صناع الفيلم: كاتب القصة ـــ عبد الحميد جودة السحار ـــ معروف بأنه كاتب إسلامي محافظ، وله في تاريخ السينما فيلمان بارزان: «أم العروسة» و«الحفيد»، خطابهما المُخفى، بصورة جيدة، دعوة لمعارضة سياسات الدولة المعلنة الداعية إلى تحديد النسل، وتمجيد في الأسرة الكبيرة العدد التي تفلح في تحدي الصعاب بتماسكها.

لكنه يقدم في «مراتي مدير عام» محاولة توفيقية بين توجهات الدولة التي عينت وزيرة في الحكومة، وبين قيم ذكورية تعاني من صعوبة التأقلم مع تلك التوجهات، وأحكام فقهية تضع شروطاً صارمة في تفاصيل صغيرة، فلم يكن متصوراً أبداً أن يصرح أحد بأسئلة من نوعية: «هل صوت المرأة عورة؟» في زمن «تحالف قوى الشعب العامل». لكن سؤال «هل ينقض مصافحة المرأة الوضوء أم لا؟» ظل خيطاً درامياً طوال الفيلم حسم في النهاية بموقف يرى أن الدين والفقه فيهما فسحة تتسع لآراء فقيه متمايزة ترى أن المصافحة لا تنقض الوضوء. وهكذا تمت الصياغة: عمل المرأة أصبح واقعاً اجتماعياً، لكن المدى الذي ستصل إليه متوقف على مزيد من الرحابة الذكورية وتوفيق بين خيارات الدولة وتوجهاتها والمجتمع وميراثه الثقافي والديني.

* مخرج وناقد مسرحي مصري


عن موقع جريدة الأخبار اللبنانية


حقوق النشر
مقالات «الأخبار» متوفرة تحت رخصة المشاع الإبداعي، ٢٠١٠
(يتوجب نسب المقال الى «الأخبار» ‪-‬ يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية ‪-‬ يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص)
لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا



 ومضات من حياة «الدلوعة»


جريدة الأخبار اللبنانية


العدد ٣٣٣٦ الاربعاء ٢٩ تشرين الثاني ٢٠١٧
جريدة الأخبار
ادب وفنون
شادية «معبودة الجماهير»... دلوعة السينما المصرية وداعاً
وليد أبو السعود


القاهرة | رقيقة وصادقة مع نفسها وحبها لفنها، فتوِّجت «دلوعة الشاشة العربية»، لتكون من الأساطير الخالدة، رغم اعتزالها الحياة الفنية والعامة منذ عام 1986، عندما قدمت آخر أغنياتها «خد بأيدي»، لتغادر المسرح، وتعلن قرارها بالاعتزال. جاء ذلك بعد 39 عاماً من العمل قدمت خلالها 112 فيلماً و170 أغنية و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة.

اسمها الحقيقي، فاطمة أحمد كمال، ولدت في 8 شباط (فبراير) عام 1931، في حيّ الحلمية الجديدة في القاهرة، وترجع أصولها إلى محافظة الشرقية.

المرحلة الأولى

أول مشاهد شادية التي أحبها من خلالها الجمهور مشهد البنت ثم الشابة الجميلة صاحبة الصوت الملائكي الجميل المندفعة التي تحب بكل ما تملك من قوة، وهي المرحلة التي استمرت فيها شادية منذ بدايتها الفنية عام 1947 بفيلم «أزهار وأشواك»، وظلت تقدم هذه الشخصية على مدار 14 عاماً حتى عام 1961. قدمت خلال هذه المرحلة نحو 86 فيلماً أحبها الجمهور منها «نادية» و«معلهش يا زهر» و«الزوجة السابعة» و«ساعة لقلبك» و«حماتي قنبلة ذرية» و«في الهوا سوا» و«أنا وحبيبي» و«لسانك حصانك»، و«الستات ما يعرفوش يكدبوا»، و«بنات حوا»، و«لحن الوفا» و«دليلة»، و«عيون سهرانة»، و«أنت حبيبي» وهو تعاونها الأول مع يوسف شاهين و«المرأة المجهولة».

امرأة مرغوبة ومرهوبة

كبرت شادية البنت الصغيرة وأصبح عمرها فعلياً 28 عاماً ونضجت خبرتها. قضت 14 عاماً تعمل في الوسط الفني، وظهر هذا على اختياراتها، خصوصاً أنّها الفترة التي تعرفت فيها إلى مصطفى أمين وقادها إلى عالم المثقفين والصحافيين الكبار، ليزداد وعي الفتاة الصغيرة وتبدأ في ترتيب أولوليات ظهورها وطبيعته. بدأت مرحلة شادية الممثلة الحقيقية بفيلمها «اللص والكلاب» ودور نور الفتاة المومس التي أحبت بطل الفيلم. دور غير وجهة نظر نجيب محفوظ لشادية واعتبرها ممثلة حقيقية وقوية.

استمرت هذه المرحلة على مدار ثمانية سنوات انتهت عام 1971 قدمت خلالها 21 فيلماً انتهت بفيلم «نحن لا نزرع الشوك». فترة حققت لها الخلود السينمائي بأهمّ أدوارها ومنها «ميرامار» و«الزوجة رقم 13»، و«الطريق»، و«زقاق المدق» و«مراتي مدير عام»، و«كرامة زوجتي»، و«أغلى من حياتي»، و«معبودة الجماهير»، و«عفريت مراتي»، و«شيء من الخوف» و«نصف ساعة جواز»، و«معبودة الجماهير».

«معبودة الجماهير» كبرت وصارت أماً

كبرت شادية سناً ووعياً وانتقلت لتلعب أدوار الزوجة الكبيرة السنّ. استمرت هذه المرحلة على مدار 14 عاماً أخرى منذ عام 1970 وحتى عام 1984 آخر أعمالها. في هذه المرحلة، قدمت أفلاماً مهمة أيضاً، منها «أضواء المدينة» و«رغبات ممنوعة»، و«الشك يا حبيبي»، ومسرحية «ريا وسكينة» و«لا تسألني من أنا» الذي كان آخر أفلام شادية التي شاهدها الجمهور.

«دلوعة الشاشة» تمرّ بمحنة المرض وتخرج منتصرة

مرت شادية بمحنة سرطان الثدي وخرجت منها أقوى وأكثر التزاماً. في هذه المرحلة، قدمت مجموعة من الأغنيات الدينية آخرها الأغنية الشهيرة «خد بايدي» التي غنتها عام 1986. بكت وهي تقدمها، منهية غناءها بإعلان اعتزالها. يومها قالت إنّها قررت الاعتزال «لأنني في عزّ مجدي أفكر في الاعتزال، ولا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء، ولا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعوّد الناس رؤيتي في دور البطلة الشابة، ولا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي، ويقارنوا بين صورة الشابة، التي عرفوها والعجوز التي سيشاهدونها. أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم».

مرحلة الاعتزال

كرست شادية حياتها بعد الاعتزال لرعاية الأطفال اليتامى، خاصة أنها كانت شغوفة لأن تكون أماً، إلا أنها لم تُرزَق أطفالاً.

الحاجة شادية

أصبح لقب شادية الرسمي الحاجة شادية، وارتدت الحجاب وظلت فخورة بتاريخها الفني، رافضة أي محاولة لتشويهه، مؤكدة دوماً أنها فخورة بكل لحظة فيه.

ثلاث زيجات

«أحمد» و«منى» قصة حب حقيقية خلف الكاميرا بين الفنان صلاح ذو الفقار، والفنانة شادية، تُعَدّ من حكايات الحب الأشهر في الوسط الفني. كان أول لقاء في فيلم «عيون سهرانة» (1957)، وكانت «شادية» آنذاك زوجة للفنان عماد حمدي الذي كان أول أزواجها. وكان شديد الغيرة عليها، خاصة في الأيام الأخيرة من حياتهما الزوجية التي انتهت في أيار (مايو) من العام ذاته.

ووفقاً لما نشره الكاتب المصري محمد سعيد، الذي أرخ لشادية، سينمائياً عبر كتابه «أشهر مئة في الغناء العربى»، فإن علاقة الحب بين شادية وصلاح ذو الفقار، لم تشتهر ولم تعرف للناس إلا عندما قدما معاً فيلم «أغلى من حياتى» عام 1965، وقد صُوِّر في مدينة مرسى مطروح. الفيلم شهد اللقاء الثاني بينهما، وأخذت قصته عن فيلم «الشارع الخلفي» لجون جافن، وسوزان هيوارد، وهو فيلم رومانسي، يروي قصة شاب وفتاة تحول الظروف دون زواجهما، وبعد سنين طويلة يلتقيان ويتزوجها سراً حتى وفاته.

تزوجت شادية صلاح ذو الفقار مرتين: في تشرين الثاني (نوفمبر) 1967، بعد قصة حب دامت شهوراً. تزوجا وعاشا حياة سعيدة جداً، لكن شادية شعرت مرة أخرى بالحنين إلى الإنجاب، وحملت بالفعل للمرة الثالثة، ومكثت في البيت قرابة خمسة أشهر حتى يثبت حملها، لكنها فقدت الجنين، وأثر هذا بنحو سيئ في نفسيتها ووقع الطلاق بينهما في آب (أغسطس) 1969.

وسعى بعض المقربين من شادية وصلاح ذوالفقار إلى إعادة الحياة بينهما، ونجحت محاولات الوساطة في إعادة الزوجين مرة أخرى في أيلول (سبتمبر) من عام 1969، ليقع الطلاق النهائي في منتصف عام 1973.

حلم الإنجاب هو أحد الأسباب التي أرّقت حياة شادية، وحرمتها أن تهنأ بالسعادة. كانت دائماً نقطة خلاف بينها وبين أزواجها، فحين تزوجت عماد حمدي، كان الاتفاق بينهما على تأخير الإنجاب أعواماً عدة. لكن رغبتها الجارفة في تحقيق هذا الحلم دفعتها إلى مخالفة الاتفاق، وحملت بالفعل، ولكن هذا الحمل لم يكتمل، وأكد لها الأطباء خطورة الحمل على صحتها، وأن جسمها الضعيف النحيل لا يقوى على احتمال الإنجاب. لكنها تمسكت بالإنجاب، وكان ذلك سبباً آخر للخلاف مع عماد حمدي، والطلاق في ما بعد.

وفى زيجتها الثانية بالمهندس عزيز فتحي، لم يكتمل حملها، ما دفعهما إلى تكذيب نبأ الحمل الذي كانت الصحف قد نشرته يوم 16 تشرين الأول (أكتوبر) من عام 1958، ثم كان الحمل الثالث من صلاح ذو الفقار، وفقدت الجنين أيضاً في شهره الرابع. بعد الطلاق الثاني بين شادية وصلاح ذو الفقار، قررت ألّا تكرر تجربة الزواج مرة أخرى، وأن تعيش لتربية أبناء أخوتها.


عن موقع جريدة الأخبار اللبنانية


حقوق النشر
مقالات «الأخبار» متوفرة تحت رخصة المشاع الإبداعي، ٢٠١٠
(يتوجب نسب المقال الى «الأخبار» ‪-‬ يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية ‪-‬ يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص)
لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا



 «الدلوعة» بالصوَر


جريدة الأخبار اللبنانية


العدد ٣٣٣٦ الاربعاء ٢٩ تشرين الثاني ٢٠١٧
جريدة الأخبار
ادب وفنون
شادية «معبودة الجماهير»... دلوعة السينما المصرية وداعاً


انقر هنا لتصفح الصوّر
انقر هنا لتصفح الصوّر


01


02


03


04


05


06


07


08


09


10


11


12


13


14


15


عن موقع جريدة الأخبار اللبنانية


حقوق النشر
مقالات «الأخبار» متوفرة تحت رخصة المشاع الإبداعي، ٢٠١٠
(يتوجب نسب المقال الى «الأخبار» ‪-‬ يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية ‪-‬ يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص)
لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا



 شادية بالياباني.. قصة فيلم أوصلها لبلاد الشمس المشرقة


جريدة رأي اليوم الإلكترونية


الأربعاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2017
جريدة رأي اليوم الإلكترونية
متابعات- راي اليوم


إذا كانت الفنانة القديرة شادية قد حققت شهرة في الوطن العربي، فإن الأمر الذي قد لا يعرفه كثيرون هو أنها لم تكن بعيدة عن السينما العالمية، إذا شاركت في بطولة فيلم مصري ياباني، هو “جريمة على ضفاف النيل”.

شارك في بطولة الفيلم الممثل الياباني إيشيهار يجيرو وكمال الشناوى والممثلة ايزومى ايشكاوا ومحمود المليجى وحسن يوسف، من إخراج كوناكاهيرا.

تم تصوير أحداث الفيلم فى مصر، ودارت قصته حول البطل الياباني الذي يذهب إلى بيروت ثم القاهرة ويقع في الكثير من المغامرات ويلتقي بالمطربة شادية، ومن هنا تتوالى أحداث الفيلم.

ولم تكن هذه هي البصمة الوحيدة لشادية في بلاد الشمس المشرقة، إذ عرض فيلمها “شيء من الخوف” مترجما في دور السينما باليابان.


عن موقع جريدة رأي اليوم الإلكترونية

من تقديم مؤسس ورئيس تحرير جريدة رأي اليوم الإلكترونية

سياستنا في هذه الصحيفة“رأي اليوم”، ان نكون مستقلين في زمن الاستقطابات الصحافية والاعلامية الصاخب، واول عناوين هذا الاستقلال هو تقليص المصاريف والنفقات، والتمسك بالمهنية العالية، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع بقدر الامكان، والانحياز الى القارئ فقط واملاءاته، فنحن في منطقة ملتهبة، تخرج من حرب لتقع في اخرى، في ظل خطف لثورات الامل في التغيير الديمقراطي من قبل ثورات مضادة اعادت عقارب الساعة الى الوراء للأسف.

اخترنا اسم الصحيفة الذي يركز على “الرأي” ليس “تقليلا” من اهمية الخبر، وانما تعزيز له، ففي ظل الاحداث المتسارعة، وتصاعد عمليات التضليل والخداع من قبل مؤسسات عربية وعالمية جبارة تجسد قوى وامبراطوريات اعلامية كبرى، تبرخ على ميزانيات بمليارات الدولارات، رأينا ان هذه المرحلة تتطلب تركيزا اكبر على الرأي المستقل والتحليل المتعمق، وتسمية الامور باسمائها دون خوف.

لقراءة المزيد



 شادية... مصر تودع صوتها


جريدة المدن الألكترونيّة


جريدة المدن الألكترونيّة
الأربعاء 29-11-2017
الصفحة : ثقافة
ملف - وداعاً شادية
لبنى الراوي


عاشت الخيبات والحب والدلع

ودعت مصر الفنانة شادية عن 86 عاما. ونعاها وزير الثقافة حلمي النمنم الذي نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط قوله إن الفنانة الراحلة “كانت صوتا لمصر والعالم العربي” من خلال فنها.

ولدت شادية، واسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال شاكر، لأب يهوى العزف على العود ويحب الغناء مما شجعها على الاشتغال بالفن. أطلت على الجمهور لأول مرة في دور ثانوي في فيلم “أزهار وأشواك” عام 1947 قبل أن تشارك في نفس العام في فيلم “العقل في اجازة” أمام المطرب محمد فوزي من إخراج حلمي رفلة. وقدمت شادية أفلاما متنوعة في بداية اشتغالها بالفن حملت الطابع الكوميدي واشتهرت في دور الفتاة المدللة حتى أطلق عليها لقب “دلوعة السينما المصرية” إلا أنها تخلت عن الغناء في عدد من أفلامها لتثبت أنها ممثلة متمكنة وليست مجرد فنانة خفيفة الظل أو نجمة غنائية. تجاوز رصيدها 112 فيلماً من أبرزها “شيء من الخوف” و"المرأة المجهولة" و"معبودة الجماهيرط و"دليلة" و"نحن لا نزرع الشوك" و"أضواء المدينة" و"مراتي مدير عام" و"الزوجة 13".

ومن بين أفلامها عدد مأخوذ عن روايات نجيب محفوظ منها “اللص والكلاب” و"ميرامار" و"زقاق المدق" و"الطريق". قال عنها محفوظ عندما جسدت شخصية “حميد” في فيلم “زقاق المدق” لحسن الأمام عام 1963: “لقد كنت أشعر بكل خلجة من خلجات حميدة متجسدة أمامي، على الرغم من تخوفي الشديد من قدرتها على تجسيد الدور عند ترشيحها له”. وهي في هذا الفيلم دلوعة تتمايل في مشيتها ثائرة متمردة على حياة الفقر التي تعيشها، تريد أن تخرج من زقاق المدق بأي صورة كانت مما جعلها تهرب من الزقاق مع فرج حيث كانت تظن أنه يحبها فتفاجأت بغير ذلك، مما يضطرها للعمل معه في البار وكانت نهايتها أن تعود لزقاق المدق وتنتهي حياتها فيه. ومثلت دور نور في “اللص والكلاب” وهي فتاة ليل نعم، ولكنها تضيء شيئًا من عتمة أيام سعيد مهران، ارتدت شادية الملابس البسيطة وزينّت وجهها بالمكياج الفج، لتبدو امرأة فقيرة. في فيلم “الطريق” أدت دور “كريمة”، حيث تظهر في هذا الفيلم كامرأة مثيرة جميلة ناضجة، تتزوج من صاحب فندق مسن، يرمقها نزيل الفندق، صابر الرحيمي، بأداء رشدي أباظة، وبدورها ترسل له، بعيونها، رسائل مبهمة، وفي العديد من المشاهد تحافظ شادية، بمهارة، على ذلك الغموض الأخلاقي، ما بين رفضها الحاسم لإقامة علاقة مع النزيل، أو الاستجابة له. وفي “ميرامار” تؤدي دور “زهرة”، التي يتصارع عليها نزلاء “البنسيون” الخمسة، كل منهم يريدها لنفسه، على طريقته ولكنها قوية، صعبة المنال، أذكى من أن تحول نفسها إلى مطفئة شهوات، أو ألعوبة فى يد الآخرين.

ولشادية نحو 650 أغنية متنوعة بعضها وطني والكثير منها عاطفي تضمنته معظم أفلامها. نالت في الستينيات لقب “صوت مصر” حين قدمت عدداً من الأغاني الوطنية التي لحن معظمها الراحل بليغ حمدي ومنها “يا حبيبتي يا مصر” و"قولوا لعين الشمس". وبعد الهزيمة في حرب عام 1967، غنت أغنية “الدرس انتهى” التي أبرزت قصف إسرائيل لمدرسة “بحر البقر” في محافظة الشرقية بدلتا مصر، والذي أودى بحياة العديد من الأطفال. وكذلك غنّت “عبرنا الهزيمة” بعد حرب 1973 التي عبر فيها الجيش المصري إلى الضفة الشرقية من قناة السويس. في الخمسين من عمرها، غنّت شادية أغنيتها الأخيرة “خد بإيدي” والتي كانت من الأغنيات الدينية.

قدمت آخر أفلامها “لا تسألني من أنا” عام 1984 بعد مشاركتها في المسرحية الوحيدة التي ظهرت فيها على خشبة المسرح “ريا وسكينة” مع الممثلة سهير البابلي. وأعلنت شادية اعتزالها الفن عام 1986 وقيل انها قررت الاعتزال بعد لقاء جمعها بالشيخ محمد متولي الشعراوي، وذكر نجل شقيقتها السيد خالد شاكر في برنامج تلفزيوني سابق، حيث أكد أن شادية في تلك الفترة دخلت في حالة كانت تقربها من الاعتزال. حتى جاءت أغنية “وآدي حالي وحال جميع المؤمنين” لتكون الأغنية الأخيرة في مشوارها، حيث قررت بعدها الاعتزال بعدما تأثرت بالأغنية بشكل كبير. وأوضح شاكر أن الراحلة كانت تمر بمرحلة ابتلاءات شديدة في تلك الفترة، وصارت تنظر للأمور بمنظور آخر، لتقرر بعد أداء الأغنية أن تبتعد عن الوسط الفني...

وشادية التي اعتزلت، كانت حياتها تضج بالحكايات والقصص، لا سيّما أن الصحافة المصرية التي كشفت في أكثر من مناسبة عن قصص الحب التي عاشتها، توّجت ثلاث منها بالزواج. أحبت الضابط أحمد، ابن الجيران، الذي كان له الفضل في اندفاعها نحو السينما بعدما تلقّت خبر رحيله في العرض الأول لأحد أفلامها خلال مشاركته في حرب فلسطين في في اواخر الاربعينات. وبعد سنوات، تزوجت من تزوجت عماد حمدي أثناء تصوير فيلم “أقوى من الحب” وكان يكبرها بأكثر من 20 عاماً، لتعقد قرانها في العام 1953 رغم رفض عائلتها. هذا الزواج عمّر ثلاث سنوات. أما قصة الحب التي لم تنسها شادية فهي تلك التي عاشتها مع فريد الأطرش، إذ تحولت مشاهد الحب بين الثنائي إلى حقيقة في فيلم “ودّعت حبك” الذي كان الشرارة الأولى بينهما، وفق مذكرات الأطرش التي دوّنها الكاتب المصري فوميل لبيب.

زواج شادية للمرة الثانية من المهندس عزيز فتحي لم يدم طويلاً، بعدما اكتشفت أنه أخفى عنها زواجاً سابقاً، فانفصلت عنه. في العام 1972، تزوّجت للمرة الثالثة من صلاح ذو الفقار بعدما تحولت قصّة فيلم “أحمد ومنى” حقيقة، لتُتوّج بعد أشهر بزواج دام سنتين ووقع بعدها الانفصال.

عن موقع جريدة المدن الألكترونيّة

حقوق النشر

محتويات هذه الجريدة محميّة تحت رخصة المشاع الإبداعي ( يسمح بنقل ايّ مادة منشورة على صفحات الجريدة على أن يتم ّ نسبها إلى “جريدة المدن الألكترونيّة” - يـُحظر القيام بأيّ تعديل ، تغيير أو تحوير عند النقل و يحظـّر استخدام ايّ من المواد لأيّة غايات تجارية - ) لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا.



 شادية دلوعة مصر.. بالسلامة


جريدة المدن الألكترونيّة


جريدة المدن الألكترونيّة
الإثنين 06-11-2017
الصفحة : ثقافة
ملف - وداعاً شادية
محمود الزيباوي


<article4388|cycle|docs=5192,5193,5194,5195,5196,5197>


نُقلت الفنانة الكبيرة شادية إلى إحدى المستشفيات الخاصة بعد تعرضها لجلطة في المخ وقصور في الكلي، وهي تخضع حاليا للعلاج في العناية المركزة. تفاعل الجمهور العريض بسرعة مع هذا الخبر الحزين، متمنيا الشفاء العاجل لـ"بنت مصر"، التي امتلكت القلوب بصوتها العذب وابتسامتها النضرة على مدار عقود من الزمن.



في مطلع شهر أيار-مايو 1947، نشرت مجلة “دنيا الفن” خبراً يقول: “علمنا ان مطربة جديدة على وشك الصعود إلى قمة المجد الفني اسمها شادية، أجمع كل من سمعها على أنها تمتاز بصوت ملائكي جميل ووجه معبر رائع، وستظهر لأول مرة على الشاشة الفضية في فيلم جمع بين الفكاهة الرفيعة والموسيقى والغناء الحديث، هو فيلم”العقل في إجازة" أمام المطرب النابغ محمد فوزي. وقد قال لنا المخرج حلمي رفلة ان محمد فوزي قد صنع خيرا يتشفّع له طول حياته باكتشاف هذا الوجه الجديد، الذي سيرتفع إلى سماء الفن".



شكل فيلم شادية الأول بداية لانطلاقها بشكل سريع في عالم السينما، وباتت في زمن قصير وجها محببا من نجوم “الصف الثاني”. في حزيران-يونيو، عادت “دنيا الفن”، ونشرت بطاقة تعريف بالنجمة الصاعدة، وقالت في هذه البطاقة انها من مواليد 9 شباط-فبراير 1931، اسمها فاطمة كمال شاكر، والدها أحمد كمال الدين شاكر، وهو مهندس في مصلحة الزراعة، ووالدتها تركية. وُلدت في حي الحلمية في القاهرة، ولها خمسة اخوة، اثنان ذكور، وثلاثة إناث. حصلت على الشهادة الابتدائية، تجيد العربية والإنكليزية والتركية، أوّل أفلامها “العقل في إجازة”، وأحدثها “عدل السماء”. تقطن في شارع القاضي، رقم 3، عابدين. اكتشف صوتها الموسيقار التركي المعروف منير بك نور الدين، وهو الذي لفت نظر والدها إلى معدن صوتها. واكتشفها للسينما أحمد بدرخان، ولكن أول مخرج اشتغلت معه حلمي رفلة. تتلمذت على الموسيقار فريد غصن. تقدم لها عريس ووافق والدها على خطوبتها له، ولكنها هدّدت بالانتحار إذا أُرغمت على الزواج، لأنها تحبّ الفن أكثر من أي شيء آخر. خفيفة الروح، تقرأ في ملامحها البراءة والسذاجة، وتنبّأ لها الفنيّون بمستقبل باهر".

سطع نجم شادية، واحتلّت صورتها غلاف “دنيا الفن” بعد خمسة أشهر، وذلك بمناسبة قيامها ببطولة فيلم “حمامة السلام”. تحدّث منتج الفيلم أنور وجدي عن البطلة الجديدة، وقال: “وُفّق حلمي رفلة في اختيار الممثلين، وقد أجاد كعادته، وكذلك كان جميع ممثلي الفيلم، وخاصة شادية التي أعجبت بتمثيلها وغنائها في فيلم”العقل في إجازة"، فتعاقدت معها على تمثيل فيلمين، وقد ظهر لي أني كنت أكثر توفيقا عند مشاهدتها". ضمّت ليلى مراد صوتها إلى صوت زوجها المنتج، وقالت: “ممثّلو الفيلم أجادوا ادوارهم جميعا، وأعتقد أن شادية ستكون في القريب من أحسن مطرباتنا”. واصلت شادية صعودها بثبات في السنوات التالية، وباتت نجمة من نجمات الصف الأول، وعُرفت بأغانيها الخفيفة، وحافظت على مكانتها عند انتقال مصر من عهد فاروق إلى عهد محمد نجيب.



شكلت شادية في بداياتها ثنائيا فنيا ناجحا مع كمال الشناوي، ثم اجتمعت بعماد حمدي على الشاشة، وتطوّرت علاقتهما بسرعة، وتكلّلت بالزواج. في نهاية تموز-يوليو 1953، تحدثت مجلة “الصياد” اللبنانية عن “قصة الحب الذي تبادله النجمان شادية وعماد حمدي وانتهى بزواجهما بنفس الطريق والأسلوب الذين يتمّ بهما زواج الممثلين والممثلات في الأفلام السينمائية”، وأضافت في تعليقها على هذا الحدث: “والجدير بالذكر ان شادية عندما أنشدت اغنيتها المشهورة”حسن يا حسن يا خولي الجنينة يا حسن"، وراحت تذرف الدمع وهي تغنيها، ظّن الكثيرون ان شادية تحب شخصا اسمه حسن، ولكن تبيّن أخيرا ان المطربة الرقيقة لا تقصد واحدا اسمه حسن، وانما تقصد الشكل الحسن الذي كانت تراه متمثّلا في عماد حمدي وحده دون غيره من عباد الله الممثلين". دام هذا الزواج بضع سنوات، وانتهى بالطلاق. بعدها، تزوجت شادية من المهندس الإذاعي عزيز فتحي عام 1958، وواجه هذا الزواج العديد من المصاعب، فطالبت بالطلاق، وأقامت دعوى قضائية استمرت بالمحاكم فترة طويلة قبل أن تحصل عليه.

تابعت شادية مسيرتها خلال هذه الحقبة بنفس الوتيرة، وتوهّجت في عالم السينما كما في عالم الغناء، وختمت مرحلة الخمسينات بفيلم “المرأة المجهولة” الذي حقق نجاحا ساحقا. بعدها، خرجت النجمة من ثوب البنت الشقية الدلوعة الخفيفة الظل، وأبدعت في سلسلة من الأفلام الكبيرة، منها أربعة روايات لنجيب محفوظ: “زقّاق المدق”، “اللص والكلاب”، “الطريق”، و"ميرامار". اقترنت بصلاح ذو الفقار، وعاشت معه حياة هانئة، غير أنها فشلت في الإنجاب، فدخلت في حالة من الإحباط، وانفصلت عن زوجها، ثم عادت إليه في مطلع السبعينات، غير أن هذه العودة لم تصمد، فتم الطلاق الثاني سنة 1972.

في هذه المرحلة الصعبة من حياتها، قدّم بليغ حمدي إلى شادية سلسلة طويلة من الألحان الرفيعة، رفعتها إلى مصاف مطربات الصف الأول، منها من شعر عبد الرحمن الأبنودي “زفة البرتقال” و"يا عنب بلدنا" و"حبيبي الأسمراني"، ومن شعر محمد حمزة “خدني معاك” و"قطر الفراق" و"يا حبيبتي يا مصر"، ومن شعر مجدي نجيب “قولو لعين الشمس”. رافق الجمهور بإعجاب هذا التحوّل الكبير في مسيرة شادية الغنائية، وكتب احسان عبد القدوس في مجلة “الكواكب” في أيار-مايو 1966: “أغنية شادية الأخيرة”حبيبي الأسمراني" رائعة. اللحن رائع في بساطته، ليس فيه تعقيد، ولا تظاهر التجديد، والأداء رائع في رقّته وحلاوته. وقد ذكّرتني الأغنية بالفراغ الكبير الذي تركته شادية عندما قرّرت اعتزال الغناء في الأفلام. ان شادية ممثلة عظيمة. وهي أيضا مغنية لها شخصية قرية من القلب. فلماذا لا تعود إلى الغناء في الأفلام، ولو في بعض الأفلام؟". استجابت شادية لهذا النداء بعد سنوات، وأدّت من كلمات الأبنودي وألحان بليغ حمدي عدة أغنيات بديعة في و"شيء من الخوف"، ثم قدّمت فيلما استعراضيا ضمّ مجموعة كبيرة من الأغنيات كتب كلماتها مرسي جميل عزيز، ولحنها أيضا وأيضا بليغ حمدي، وهو فيلم “أضواء المدينة”.

ظهرت شادية خلال حياتها الفنية في سلسلة طويلة من الأفلام تجاوز عددها المئة بأقلّ تقدير، والقسم الأكبر من هذه الأفلام يعود إلى الفترة الممتدة من سنة 1947 إلى 1969. في السبعينات، لعبت شادية دور البطولة في عشرة أفلام، أوّلها “نحن لا نزرع الشوك”، وآخرها “الشك يا حبيبي”. في الثمانينات، غابت “معبودة الجماهير” عن الشاشة الفضية، واكتفت بفيلم وحيد لعبت فيه دور والدة يسرا، وهو فيلم “لا تسألني من أنا” الذي شكّل نهاية مسيرتها السينمائية عام 1984. قبل عرض هذا الفيلم، شاركت شادية في بطولة مسرحية “ريا وسكينة” التي حصدت نجاحا جماهيريا مدويا، ولم تتكرّر هذه التجربة. بعد هذا العطاء الغزير، اعتزلت شادية في عام 1986، واحتجبت عن الأضواء، لكنها بقيت حاضرة من خلال أفلامها وأغانيها.

في فيلم “شيء من الخوف”، جسّدت شادية باقتدار دور فلاحة من الصعيد تُدعى"فؤادة"، وتحوّلت “فؤادة” من يومها إلى رمز لمصر، وبات لقب “بنت مصر” يسبق اسم شادية أينما حلّت. وخلال انتفاضة 25 يناير، تصدّرت أغنية “يا حبيبتي يا مصر” الموقف والمشهد، فأضحت “أغنية الثورة الجديدة”، وجعلت من شادية صوت هذه الثورة.

عن موقع جريدة المدن الألكترونيّة

حقوق النشر

محتويات هذه الجريدة محميّة تحت رخصة المشاع الإبداعي ( يسمح بنقل ايّ مادة منشورة على صفحات الجريدة على أن يتم ّ نسبها إلى “جريدة المدن الألكترونيّة” - يـُحظر القيام بأيّ تعديل ، تغيير أو تحوير عند النقل و يحظـّر استخدام ايّ من المواد لأيّة غايات تجارية - ) لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا.



 شادية أو حميدة تشرشل.. صاحبة الوجوه الألف


جريدة المدن الألكترونيّة


جريدة المدن الألكترونيّة
الأحد 02-10-2017
الصفحة : ثقافة
ملف - وداعاً شادية
وجدي الكومي


<article4388|cycle|docs=5189,5190,5191>


وخايفة لما تسافر..ع البلد الغريب
تنسي إنك فايت.. في بلدك حبيب

لا يمكن أن تكتب مقالا عن شادية وتكمله حتى النهاية إلا إذا أمعنت التفكير في أنك تكتبه لأنك تحبها فقط، غير ذلك لن تكتبه أبداً، لأن كثيرين قبلك كتبوا عنها، وصاغوا في حبها أجمل المقالات، لهذا يجب أن تستعيد حبك لها، وتكمل هذه السطور، وتتناسي قضية “ما الجديد الذي ستكتبه عنها” لأننا في الحب فقط نأتي بجديد وغير ذلك كله سواء.

ألف وجه عاشت بها شادية. وألف حياة كذلك. هي أشهر زوجة سرية في الحياة الفنية المصرية حينما ظلت زيجتها بصلاح ذو الفقار طي الكتمان قبل أن تكشفها إحدى المجلات الفنية، وهي أول من انفطر قلبها بسبب حرب 1948 بعد مقتل حبيبها في الحرب. تتسم رحلة حياتها بالتقلب الكبير بين الغناء والطرب، وبين التمثيل وتجسيد مختلف الأدوار، الجادة منها، أو الهامشية، وكذلك بين الدراما الحياتية التي عاشتها بقرار اعتزالها وهي متربعة على القمة، لتنفذ وعداً قطعته على نفسها قبل عقد كامل من اعتزالها، أن تهجر الأضواء، قبل أن تهجرها الأضواء.

شادية التي تجري في عروقها دماء تركية من ناحية الأم، نشأت في حدائق ومزارع الملك فاروق في أنشاص الرمل في محافظة الشرقية، ومن بين هذه الحدائق والورود الغنّاء ستنطلق شادية، أو فاطمة محمد شاكر، لتقطع طريقا طويلة، حافلة بالنجاح، والإبهار، وتصبح أول نجمة شاملة، تغني، وتمثل، ونجمة مسرح تقاضت في الثمانينات أعلى أجر من بين أقرانها الذين وقفوا على المسارح “80 ألف جنيه”. وأول من احتلت شباك التذاكر لربع قرن، وأول من حملت أفلامها السينمائية أسماء أدوارها ومنها “الزوجة رقم 13” و"مراتي مدير عام" و"معبودة الجماهير" و"لواحظ" و"المرأة المجهولة" و"التلميذة".



يكفي أن تسمع أغنيتها “أنا يا روحي أنا” التي لحنها بليغ حمدي، وكتب كلماتها عبد الوهاب محمد، لتتبين أي فنانة هي، وكيف تميزت بقوة صوتها، وإمكاناته الهائلة. أو استمع إلى أغنيتها “إن راح منك يا عين” التي لحنها لها منير مراد، لتكتشف أنها أسطورة، ولا تصلح أبداً أن تكون دلوعة. هي الفنانة الهائلة، التي جسدت أدواراً متناقضة ومتجانسة في الوقت ذاته، بما يكشف موهبتها العميقة الفذة. لعبت دور الزوجة اللعوب في فيلمها “إرحم حبي” و"الطريق" والعاهرة الماكرة - حميدة تشرشل حسب تقرير صحفي نشره جليل البنداري في مجلة “آخر ساعة” العام 1963 أثناء تصوير فيلم “زقاق المدق”- هي أيضا العاهرة الوفية “نور” في “اللص والكلاب”، والأم المحطمة في “المرأة المجهولة”، والريفية الساذجة في “ميرامار”، وغيرها الكثير من الأدوار التي تجعلك تتعجب.. من يوزع ألقاب الفنانات في مصر؟ وكيف يمنح أحدهم، شادية، لقب “الدلوعة”، ويمنح أخري لم تقدم فناً هائلاً كذاك، لقب “سيدة الشاشة العربية”؟!!

سارت شادية في الطريق الطويل الذي رسمته لنفسها وسط مصاعب حياتية كثيرة، على رأسها دراما هدمت حياتها الاجتماعية ثلاث مرات، بدأت بانهيار قصة حبها الكبيرة إثر مقتل حبيبها العام 1948، وقبلها بعام كانت بدايتها الفنية في فيلم “المتشردة” الذي لعبت بطولته حكمت فهمي، حيث أدت شادية في الفيلم “غنوة”، وظهرت حكمت كأنها هى من تغنيها، وأعقب ذلك ظهورها في مشهد واحد بفيلم “أزهار وأشواك”، ثم مثلت في “العقل في إجازة”، وكُتب لها أن يكون كمال الشناوي رفيق البدايات وقدّما سوياً بعد ذلك 25 فيلماً.



“كل ما تشوفك عيني أحب من أول وجديد”، تقول شادية في أغنيتها “تعالى يلا في غمضة عين” التي لحنها لها منير مراد، وهكذا استعاد قلبها الحنين للحب، مع فريد الأطرش، بعد فاصل بائس في حياتها تخللته زيجة متسرعة من المهندس عزيز فتحي، هرباً من حب فريد. حياة شادية الخاصة كانت مثل السينما، قصة حب طويلة، كلها آلام. تحولت حياتها إلى مادة خصبة للصحافة والمجلات الفنية نهاية الخمسينات والستينات، والصحافة تحتاج حطباً كي تملأ صفحاتها، وهكذا كانت قصص زواجها وطلاقها من عماد حمدي مطلع الخمسينات ومنتصفها تملأ صفحات مجلات “الكواكب” و"الجيل" و"آخر ساعة". إحدى المجلات الفنية قالت في حكايتها لواقعة انهيار زيجتها من عماد حمدي التي بدأت العام 1953 وانتهت 1956: فيما بعد ستكشف شادية في سلسلة حوارات أجرتها مع مجلة “آخر ساعة” عامي 1976 و1977، أن غيرة عماد حمدي البالغة وفارق السن بينهما عجلّا في انهيار الزواج. وتحكي شادية في حديث لمجلة “آخر ساعة” (ديسمبر 1976) عن عماد حمدي، فتقول: “الغيرة دمرت حياتي، كانت قصة لقائنا قد بدأت بالإعجاب المتبادل، ونظرات العيون في قطار الرحمة العام 1952، تبادلنا الخطابات والارتياح، ونمت قصة الحب، ما دفعنا إلى الزواج، تزوجتُ من عماد حمدي بلا موسيقى ولا ملابس زفاف، اختار شقة جميلة في الجيزة، ودّعت الزمالك حيث عشت عامَين مع أهلي، وذهبت إلى حفلة الزوجية من دون حفلة زفاف، ومن دون طرحة بيضاء، لكن السعادة عمرها قصير”.

"والله يا زمن..لا بإيدينا زرعنا الشوك"..

بعدها، ستلتقي شادية فريد الأطرش، الذي وجدته مثالاً للرجل الجنتلمان الذي يعامل المرأة باحترام، ولا يبخل عليها بحنانه، لكن هذه القصة لم تكتمل. نشرت المجلات الفنية حواراً متخيلاً بين شادية وفريد، وقالت مجلة “الجيل” في تقرير لها العام 1957، إن فريد اتصل من استوكهولم حيث كان يتلقى العلاج، بعدما عرف أن شادية غادرت عمارته، وتخيلت المجلة أن شادية قالت له اقفل الخط، لا تطلبني أبداً، وسلطت المجلة الضوء على الأحداث الأخيرة التي شهدتها علاقتهما، روت قصة سفر فريد إلى أوروبا بعد فترة قضاها مع شادية في الإسكندرية، ونسبت المجلة إلى شادية قولها لصديقاتها إنها غاضبة لأن فريد لم يطمئنها على علاقتهما، فيما نشرت احدى المطبوعات تقريراً بعنوان: “شادية تتكلم: لماذا تزوجت عزيز فتحي”.. وفي هذا الحوار، تبدو شادية كأنها كتبت بنفسها كل ما ترغب أن تقوله عن حياتها: لست أول فتاة تحتمي بصديق بعد فشل زواجها.. ولست أول فتاة تجرب حظها في زواج ثان..

تبدو شادية كأنها ترغب في الوصول إلى الخاتمة، بينما فريد الأطرش يتحدث “للأخبار” في العام نفسه، قائلا: فقدتُ صوتي، وفقدت شادية.. ونقلت “الأخبار” عن فريد قوله: أتمنى لها كل سعادة.. إنها تستحق أن تعيش في الفردوس.



مسيرة طويلة وهائلة، لعبت فيها شادية أدواراً مهمة، ومغايرة لأدوار التلميذة وغيرها. تبدلت شخصية شادية في مرحلة أفلام نجيب محفوظ، وتقول مجلة “المصور” العام 1964: للمرة الثالثة تمثل شادية شخصية من شخصيات نجيب محفوظ، وهي “كريمة” رمز الشر والإغراء، الذي أخرج آدم من الجنة. تقول شادية لمحرر المجلة: قرأتُ أولاد حارتنا، بينما يتم نشرها مسلسلة، كنت أهتدي لرموز نجيب محفوظ بعد القراءة الثالثة، وعندما مثلت له دور “نور” في “اللص والكلاب”، كنت ساخطة، لأنه ترك سعيد مهران يظن أن نور خانته، بينما هي في الرواية كانت محجوزة في أحد أقسام الشرطة، وسعدت حينما تم تعديل السيناريو بحيث تذهب نور إلى سعيد وهو محاصر في نهاية الفيلم.

“حبيت والشوق كاويني يا بوي”.. هكذا تقول شادية في أغنيتها “يا بهية وخبريني”. قدمت شادية فناً عظيماً، ودراما حياتية سارت بمحاذاة فنها الهائل.

لا ينتهي الكلام، ولا تنتهي سيرتها العظيمة، مهما حاولنا اختصارها في مقال.



عن موقع جريدة المدن الألكترونيّة

حقوق النشر

محتويات هذه الجريدة محميّة تحت رخصة المشاع الإبداعي ( يسمح بنقل ايّ مادة منشورة على صفحات الجريدة على أن يتم ّ نسبها إلى “جريدة المدن الألكترونيّة” - يـُحظر القيام بأيّ تعديل ، تغيير أو تحوير عند النقل و يحظـّر استخدام ايّ من المواد لأيّة غايات تجارية - ) لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا.



 ملف - وداعاً شادية


جريدة المدن الألكترونيّة


جريدة المدن الألكترونيّة
الأربعاء 29-11-2017
الصفحة : ثقافة
ملف - وداعاً شادية


1


2

شادية... مصر تودع صوتها

لبنى الراوي

ودعت مصر الفنانة شادية عن 86 عاما. ونعاها وزير الثقافة حلمي النمنم الذي نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط قوله إن الفنانة الراحلة “كانت صوتا لمصر والعالم العربي” من خلال فنها.


3

شادية دلوعة مصر.. بالسلامة

محمود الزيباوي

في مطلع شهر أيار-مايو 1947، نشرت مجلة “دنيا الفن” خبراً يقول: “علمنا ان مطربة جديدة على وشك الصعود إلى قمة المجد الفني اسمها شادية، أجمع كل من سمعها على أنها تمتاز بصوت ملائكي جميل ووجه معبر رائع.


شادية أو حميدة تشرشل.. صاحبة الوجوه الألف

وجدي الكومي

شادية التي تجري في عروقها دماء تركية من ناحية الأم، نشأت في حدائق ومزارع الملك فاروق في أنشاص الرمل في محافظة الشرقية، ومن بين هذه الحدائق والورود الغناء ستنطلق شادية، أو فاطمة محمد شاكر.


عن موقع جريدة المدن الألكترونيّة

حقوق النشر

محتويات هذه الجريدة محميّة تحت رخصة المشاع الإبداعي ( يسمح بنقل ايّ مادة منشورة على صفحات الجريدة على أن يتم ّ نسبها إلى” جريدة المدن الألكترونيّة " - يـُحظر القيام بأيّ تعديل ، تغيير أو تحوير عند النقل و يحظـّر استخدام ايّ من المواد لأيّة غايات تجارية - ) لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا.


 أفلام شادية على يوتيوب

أفلام شادية الكاملة على يوتيوب


 أغاني شادية على يوتيوب

أغاني شادية الكاملة على يوتيوب


 شادية - موقع السينما.كوم

شادية - ﺗﻤﺜﻴﻞ - فيلموجرافيا، صور، فيديو - السينما


 شادية على ويكيبيديا

شادية - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)