مسبار، منصة عربية للتحقق من الأخبار الكاذبة

, بقلم محمد بكري

مسبار”، هي الخدمة الإخبارية الجديدة الخاصة بالتحقق من الأخبار الكاذبة باللغتين العربية والانجليزية، التي استطاعت في أشهر قليلة انتزاع اعتراف عالمي من قبل المنظمات الرائدة في مجال التحقق من الأخبار الكاذبة.

وتولي المنصة اهتماماً كبيراً للمزاعم التي يدلي بها السياسيون وقادة الأحزاب ووسائل الإعلام والشخصيات العامة في وسائل التواصل الاجتماعي مثل المؤثرين. وتعالج المنشورات الشائعة المثيرة للشبهات والمنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، كما تحقق في صحة الادعاءات المضللة أو المدهشة للغاية. وتركز على تبين المعلومات التي يمكن التحقق منها وتجنب الخوض في الآراء الشخصية.

والحال أن العام 2017 شهد اختيار قاموس كولينز عبارة “الأخبار المزيفة” (Fake News) ككلمة العام، بعد انتشارها الواسع بفضل كثافة استخدام الرئيس الأميركي دونالد ترامب لها، عند استهدافه لوسائل الإعلام المستقلة، رغم أن المصطلح نفسه يعني الأخبار التي تنقل أو تتضمن معلومات كاذبة أو ملفقة أو مضللة عن عمد، وليس المعارضة للسلطة، وتحديداً تلك النوعية التي كانت تنشرها جيوش إلكترونية روسية للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية العام 2016.

ومع تطور المصطلح بشكل دراماتيكي، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، تحولت فيها المعلومات إلى ساحة حرب حقيقية، برزت عشرات الخدمات الإعلامية الرصينة التي تهتم بالبحث عن الأخبار الكاذبة وتفنيدها بالمعلومات الصحيحة. ومنها على سبيل المثال، خدمات تابعة لوكالة “أسوشييتد برس” وصحيفة “واشنطن بوست” وشبكة “سي إن إن” ووكالة “فرانس برس”، وفي العالم العربي، توجد منصات مثل “تأكد” وموقع “فالصو”.

وهنا، تستمد المنصة مواضيعها من مواقع التواصل الاجتماعي، ومن وسائل الإعلام لتتبع البيانات والتحديثات الإخبارية من مصادر مختلفة. كما مكن للجمهور إرسال اقتراحات التحقق من صحة الأخبار، عبر الموقع الإلكتروني أو البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي. وبمجرد السؤال، يقوم موظفون متخصصون بإجراء بحث سريع ثم عرض الموضوع على محرر، والذي يوافق بعد ذلك أو يطلب المزيد من المعلومات أو يرفض العرض. وبحسب الموقع الإلكتروني للمنصة، فإنه طالما تمت صياغة طلبات التحقق بشكل واضح، من موضوع يمكن إثباته أو دحضه بشكل واضح، وكان الموضوع يهم القراء، فستتم الموافقة على الطلب بالتأكيد.

وأوضح مدير تحرير المنصة محمد الشيخ يوسف، أن “الدافع وراء إطلاق الموقع هو الحاجة المتزايدة لإعادة ثقة المستخدمين بمنصات الإعلام والأخبار، من دون التلاعب بالحقائق أو التحيز لمعسكرات إيديولوجية محددة. أيضاً، الاحتياج الناتج عن كثافة ضخ الأخبار المفبركة والكاذبة، والمكافحة الجادة لها، في مختلف المجالات سواء السياسية أو الاجتماعية والفنية والرياضية وغيرها”، حسبما نقلت “شبكة الصحافيين الدولية”.

والحال أن سياسة المنصة في تقصي الأخبار تقوم على ثلاثة نقاط، أولها الشفافية، بما في ذلك نشر المواد متضمنة كل عناصر التحقق والمصادر، ومن نشر عنها ومن عمل عليها وفريق العمل. والثانية عدم الانحياز، حيث تعمل المنصة على تغطية كل المواضيع بمعزل عن أي أيديولوجيا أو انحياز إعلامي أو سياسي. وأخيراً تدعيم المواد بالأدلة، ويعني ذلك أن كل ما ينشر عبر المنصة يكون مدعوماً بالدليل والمصدر.

ومن اللافت أن المنصة بدأت العام 2019 كوحدة للتحقق من الأخبار الكاذبة في منصة “باز” العربية للتواصل الاجتماعي، وفي نهاية العام 2019 ، أصبحت “مسبار” منصة قائمة بحد ذاتها، يديرها فريق من الصحافيين المستقلين، وتمتلك مكاتب في الأردن والولايات المتحدة، بالإضافة إلى محررين ومطورين من فرنسا وإسرائيل وتركيا، يعملون عن بعد.

وبحسب التعريف بالمنظمة في موقعها الإلكتروني، لا يجوز لأي شخص يعمل في “مسبار” الانخراط في نشاط سياسي حزبي أو تقديم مساهمات للمرشحين أو منظمات الضغط. وذلك لأن “مسبار” منصة غير ربحية تعود ملكيتها إلى منصة “باز” للتواصل الاجتماعي، وتسمح هذه الرابطة بين الجهتين باستقلالية “مسبار” التي تشرف عليها لجنة من الخبراء المستقلين يعملون كمجلس استشاري، يراقبون عملها ومنهجيتها واستقلاليتها.

"مسبار" : منصة عربية للتحقق من الأخبار الكاذبة

عن موقع جريدة المدن الألكترونيّة

حقوق النشر

محتويات هذه الجريدة محميّة تحت رخصة المشاع الإبداعي ( يسمح بنقل ايّ مادة منشورة على صفحات الجريدة على أن يتم ّ نسبها إلى “جريدة المدن الألكترونيّة” - يـُحظر القيام بأيّ تعديل ، تغيير أو تحوير عند النقل و يحظـّر استخدام ايّ من المواد لأيّة غايات تجارية - ) لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا.

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)