محمد شعير يتقصى طفولة نجيب محفوظ

, بقلم محمد بكري


جريدة المدن الألكترونيّة


جريدة المدن الألكترونيّة
الأربعاء 03-02-2021
المدن - ثقافة


محمد شعير يتقصى طفولة نجيب محفوظ



فى العام 1962، خصصت مجلة “الكاتب” المصرية، عدداً عن نجيب محفوظ، تضمن حواراً مطولاً أجراه معه الناقد المسرحي فؤاد دواره، الذي سأله عن بداياته في عالم الكتابة.. أجاب محفوظ : “حين قرأت”الأيام" لطه حسين ألفت كراسة، كما كنت أسميها وقتذاك، أسميتها الأعوام.. ورويت فيها قصة حياتي على طريقة طه حسين.

سأله دواره: أمازلت محتفظاً بهذه الكراسة إلى اليوم؟

أجاب محفوظ: نعم، موجودة وإن كنت أحتاج إلى نبش كثير حتى أعثر عليها.

فطلب منه دواره أن يحتفظ بها “سنحتاجها بلا ريب حينما ندرس أدبك الدراسة العلمية الواجبة”.

والحال إن الصحافي والكاتب محمد شعير، يخوض رحلة بحث عن أعوام نجيب محفوظ أو سيرته الذاتية المفقودة... حتى يعثر عليها، إنها المرة الأولى التي نجد أنفسنا فيها أمام نص السيرة كما كتبها محفوظ كسيرة، لن تتناثر في أعماله الأدبية... سيرة يتحدث فيها بلسان الصبي حيناً، او الفتى أحياناً أخرى، كما فعل طه حسين في “أيامه”، ونواجه حكايات العفاريت والجن التي شكلت جزءاً من خياله. في سيرة الطفل نجيب محفوظ، لسنا أمام سرد الطفولة فقط، بقدر ما نحن أيضاً أمام سرد يقدمه شاب غادر منذ قليل عوالم الطفولة... سرد يقدم لنا العالم كما يراه طفل، بالنسبة إليه كل كائن وكل مشهد، وكل حدث حتى وإن كان عادياً أو مبتذلاً، مبعث دهشة. مذكرات تنقل لنا نضارة نظرة الطفل، وبراءاته التي تحول الواقع، فيبني، إنطلاقاً من أشياء تافهة، عالماً من الخوارق.

على هامش سيرة محفوظ بقلمه.. يكتب شعير أيضاً سيرة متكاملة للطفل نجيب محفوظ عبر مئات الوثائق والشهادات والنصوص المنشورة وغير المنشورة. يعد الكتاب بمثابة سيرة لنجيب محفوظ، حيث تناول فيها سنواته الأولى، وتأثره بأمه التي كانت الحكاءة الكبيرة تحكى له القصص قبل نومه، كما تحدث عن مشاهدته أحداث ثورة 1919 من شرفة منزله المواجه لقسم شرطة الجمالية، قبل أن ينتقل إلى العباسية، والسنوات الخمس الأولى من حياته التي انعكست في أعماله وتجاربه، كما انعكست نشأته في فنه وإبداعه.

يُذكَر أن محمد شعير، ناقد وصحافي مصري، ولد في قنا العام 1974، درس الأدب الإنجليزي، ويعمل مديراً لتحرير جريدة “أخبار الأدب”. صدر له: “كتابات نوبة الحراسة: رسائل عبد الحكيم قاسم”، “مذكرات الآنسة أم كلثوم”. وحصل كتابه “أولاد حارتنا : سيرة الرواية المحرمة” على جائزة ساويرس للنقد الأدبي (2019).

عن موقع جريدة المدن الألكترونيّة

حقوق النشر

محتويات هذه الجريدة محميّة تحت رخصة المشاع الإبداعي ( يسمح بنقل ايّ مادة منشورة على صفحات الجريدة على أن يتم ّ نسبها إلى “جريدة المدن الألكترونيّة” - يـُحظر القيام بأيّ تعديل ، تغيير أو تحوير عند النقل و يحظـّر استخدام ايّ من المواد لأيّة غايات تجارية - ) لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا.


مقالات ذات صلة :

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)