مجلة كيكا للأدب العالمي - العدد 12 صيف 2017 منشورات المتوسط - ميلانو

, بقلم محمد بكري


جريدة الحياة


الإثنين، ٢ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٧
جريدة الحياة
بيروت - «الحياة»


«كيكا» تحتفي بالأدب الروسي


يقدّم العدد الجديد (12) من مجلّة «كيكا» الثقافية (صيف 2017) التي يرأس تحريرها الكاتب صمئيل شمعون ملفاً خاصاً عن «الأدب الروسي» كمحاولة أولى للاقتراب من الأدب الروسي الحديث، والمعنى المقصود من وراء كلمة «الحديث»، وفق ما جاء في مقدمة العدد، يتمثّل في الفترة الممتدة من النصف الثاني من القرن العشرين وحتى يومنا هذا. «لقد تعرف القارئ العربي الى الكثير من أعمال الأدباء الروس من القرن التاسع عشر (تولستوي، دوستويڤسكي، غوغول، غورغي، تشيخوف وغيرهم، بترجمات ممتازة من سامي الدروبي وغائب طعمة فرمان). والقليل جداً من القرن التالي (باسترناك، سولجنتسين، جوزيف رودسكي، ويفغيني يفتشينكو الذي توفي أخيراً في أميركا). وباستثناء أنطون تشيخوف (ترجمة جديدة وممتازة قامت بها إرينا كراسنيوك لقصته الشهيرة «الحجرة رقم 6»، وراجعها مكسيم صبح)، فإن من تبقى من الأدباء المساهمين في ملف كيكا ينتمون الى المشهد الأدبي الروسي الراهن.

ڤكتور اروفييف صاحب رواية «ستالين الطيب» التي ترجمت الى العديد من اللغات في العالم، وكان آخرها الى الفارسية. عُرف ككاتب مشاكس ومفصول من اتحاد الكتّاب السوڤييت. في روايته هذه يكتب سيرته وسيرة والده الشيوعي الوفي، والمترجم الشخصي لزعيم الاتحاد السوڤييتي، جوزيف ستالين. يروي ڤكتور في كتابه، انه عندما كان طفلاً، كان يقول لأصدقائه وهو يشير الى الكرملين «هناك يعمل أبي، مع ستالين». ترجمة ممتازة عن الإنكليزية قام بها خالد الجبيلي. ويقدم المترجم ضيف الله مراد مسرحية «رقصة دلهي» التي تحولت الى فيلم معروف للمؤلفذاته والمخرج ايڤان ڤيريپاييڤ. ثمة سبع مسرحيات قصيرة، تتحدث شخصياتها الخمس عن الحياة والسعادة، عن الألم والموت، تناقش الأسئلة عينها: ما هو الموت وما هي الحياة؟ كل قصة لها حبكة مختلفة، تدفع شخصيات المسرحية لمناقشة مشاعرهم في ما يتعلق بموت الناس الذين يعرفون. مسرحية فريدة في نوعها وبنيانها وفكرتها الإنسانية العظيمة.

ومن الشعر الروسي الجديد، يضم الملف أربعة أصوات بارزة: أولغا سيداكوڤا، الشاعرة المعروفة التي «تميل إلى التأمل والتصوف ذي المرجعيتين في اللاهوتية المسيحية» كما يقول مترجمها الشاعر العراقي هاتف جنابي. بينما يقدم الشاعر والمترجم الليبي عاشور الطويبي قصائد للشعراء ڤكتور ايڤانييڤ، ڤيرا پاڤلوڤا وأندريه سين – سينكوڤ، ثلاثة شعراء لهم حضورهم القوي في المشهد الشعري في البلاد.

واختار الكاتب التونسي حسونة المصباحي أن يكتب عن عذابات الكاتب الأوكراني المولد اسحاق بابل، الذي اتهم بالتجسس وخضع لتعذيب من البوليس السوڤييتي، ثم تم إعدامه بداية العام 1940. ويلقي الكاتب الجزائري سعيد خطيبي، الضوء على مسيرة ادوارد ليمونوڤ، من «البوهيمي» و «البلطجي» الى الأديب والسياسي الحالم بزعامة روسيا. ويحوي العدد أيضاً رسوماً وصوراً للكتّاب والشعراء الروس، إضافة الى لقطات من المدن الروسية وتماثيلها وآثارها مثل «تمثال أنا أخماتوفا» في ساننت بطرسبورغ أو «جرس القيصر الثالث» في الكرملين ومشاهد من مسرحية «رقصة دلهي» وغيرها...

يتضمن العدد الجديد مواد أخرى منها: قصيدتان للشاعر الأميركي جيم هاريسون، ترجمهما ميلاد فايزة، ونصان للشاعر العُماني سيف الرحبي، وشذرات من «مخطوطات نجع حمادي، ترجمها عاشور الطويبي.

عن موقع جريدة الحياة


“الحياة” صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.

منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.


مجلة كيكا للأدب العالمي

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)