كتاب جديد يجمع رسوما لبعض رموز فن الكاريكاتير بالعالم العربي

, بقلم محمد بكري


رويترز


رويترز
الأربعاء 1 مايو/أيار 2013


القاهرة (رويترز) - تلقي مختارات لثمانية من فناني الكاريكاتير في العالم العربي أضواء على تناقضات سياسية واجتماعية بعضها ما زال قائما رغم قدم بعض هذه الأعمال الساخرة التي يضمها مع رسوم جديدة كتاب “طش فش.. البحث عن الصديق مستمر”.

ففي رسم عمره نحو 20 عاما للفنان المصري أحمد حجازي (1936-2011) يلتف مجموعة من المسؤولين حول مائدة اجتماع ويقدم رئيسهم هذا الاقتراح قائلا.. “ملايين من المصريين الغلابة عايشين على الستر. ايه رأيكم في ضريبة جديدة اسمها ضريبة الستر؟”.

وفي رسم آخر لحجازي يقوم لصان بسحب نهر النيل من الجنوب تمهيدا لسرقته ويجذبان النهر الذي يتشبث فرعاه في دلتا البلاد بالبحر المتوسط. ويقف مواطنان في حالة دهشة ويسأل أحدهما صاحبه.. “واخدين مصر على فين؟”

ويعلق الكتاب قائلا إن هذا الكاريكاتير عن “اللصوص الذين يسرقون خيرات مصر ومقدرات الشعب المصري.. إلى أي مصير يأخذون البلاد”.

وينشر الكتاب رسوما للفلسطيني ناجي العلي تحت عنوان (حنظلة الشاهد والشهيد) في إشارة إلى شخصية (حنظلة) الشهيرة التي ابتكرها العلي.

وفي أحد هذه الرسوم يجلس رجل فلسطيني مهموما ويكلم نفسه قائلا.. “إن قلت أنا من جماعة عرفات بدهم يقتلوني. وإن قلت أنا مش من جماعة عرفات برضه بدهم يقتلوني.. ممكن أنفد بجلدي إن أنكرت إني فلسطيني.. فشروا” بمعنى كذبوا ولن ينالوا إنكاره لهويته.

ويسجل الكتاب أن هذا الكاريكاتير “كان يحمله ناجي العلي لحظة اغتياله في 22 (يوليو) تموز عام 1987 وهو متوجه إلى مكتبه في جريدة القبس الدولي في لندن” حيث أصابت الرصاصة وجهه وظل في غيبوبة حتى توفي 29 أغسطس اب 1987.

والكتاب الذي يقع في 70 صفحة كبيرة القطع أصدره اللبناني المعتز الصواف بالتعاون مع (دار الآداب) و(هزار جرافيكس) في بيروت. والنصوص المصاحبة للرسوم كتبتها خيرية حنون والغلاف للصواف الذي يقول في المقدمة إن الكاريكاتير هو “الفن التاسع” الذي يؤثر في أوجه النشاط الاجتماعي في العالم العربي.

ويقول أيضا في الغلاف الأخير إن هذا الكتاب الذي يصدر مرتين في السنة محاولة لتوثيق “هذا الفن الذي عانى من إهمال كبير على السنين.”

وينشر الكتاب رسوما للبناني حبيب حداد يتناول الكثير منها نتائج الربيع العربي الذي اجتاح عدة بلدان عربية قبل أكثر من عامين وأنهى حكم رؤساء كل من تونس ومصر وليبيا واليمن.

ومن هذه الرسوم مطرقة القاضي إلا أنها لا تهبط على منصة قاعة المحكمة بل على لوحة تشبه لوحة تسبق مباشرة تصوير مشاهد الأفلام السينمائية وتحمل رقم المشهد. وكتب حداد معلقا “محكمة.. مش ح نصور” تعليقا على قرار منع تصوير جلسات محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

وكان رئيس محكمة مبارك منع البث التلفزيوني للمحاكمة اعتبارا من يوليو 2011 حتى النطق بالسجن المؤبد لمبارك في يونيو حزيران 2012.

ويحتفي الكتاب بمن يعتبرها خليفة لناجي العلي وهي أمية جحا “أصغر رسامة كاريكاتير فلسطينية وأول رسامة كاريكاتير في صحافة العالم العربي” ومن أعمالها رسم بدون كلمات لفلسطينيين في الشتات حيث يعلق على الحائط مفتاح كبير وهو رمز يحمله الفلسطينيون الذين أجبروا على ترك بلادهم عام 1948 ولم يتمكنوا من حمل شيء إلا مفاتيح بيوتهم.

ومن أعمال أمية جحا (41 عاما) رسم يرتفع فيه علم تونس في يد محمد البوعزيزي وهو يبتسم والنيران تشتعل في جسده حيث كان إشعاله النار في نفسه في نهاية ديسمبر كانون الأول 2010 بداية اندلاع الثورة على التي أنهت حكم الرئيس زين العابدين بن علي.

ويخصص الكتاب أيضا فصولا لأعمال أربعة فنانين آخرين هم الكويتي محمد ثلاب والأردني فلسطيني المولد جلال الرفاعي واللبناني بيار صادق والعراقي عبد الرحيم ياسر.

(إعداد سعد علي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)

عن موقع رويترز العربي

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)