قنطرة، التراث المتوسطي، تقاطع الشرق والغرب

, بقلم محمد بكري

يندرج مشروع قنطرة، التراث المتوسطي، تقاطع الشرق والغرب ضمن برنامج التراث الأوروبي المتوسطي الذي يطمح للإسهام في التفاهم المشترك والحوار بين ثقافات حوض البحر الأبيض المتوسط، ذلك من خلال تقويم وإعلاء تراثه الثقافي. يهدف هذا المشروع إلى ترقية الحوار الثقافي من خلال دعمه لحماية وتنمية التراث التاريخي والثقافي المشترك لمنطقة أوروبا المتوسطية، وذلك عبر التبادل الإنساني والعلمي والتكنولوجي.

يجمع مشروع قنطرة، التراث المتوسطي، تقاطع الشرق والغرب مديريات الآثار والتراث لتسع دول مشاركة – فرنسا وإسبانيا والمغرب والجزائر وتونس والأردن ولبنان ومصر وسوريا – فسمح بوضع قاعدة معلوماتية بمتناول الجمهور على الانترنت، حيث يقدم قاسما مشتركا لنظرة التراث الثقافي المتوسطي. غير أن محتوى القاعدة المعلوماتية لا تقتصر على التراث الثقافي للدول المشاركة فقط، وإنما تمتد لتشمل جميع المنتجات الفنية لدول حوض البحر الأبيض المتوسط، وإن تنمية القاعدة مستمر لتحقيق هذه الشمولية.

هكذا، وبالتأكيد على العناصر الرمزية لهذا التراث، نجد ما يقارب 1500 مدخلا : مواقع أثرية، صروح، قطع فنية تعود إلى فترة تمتد من نهاية العصر القديم المتأخر ولغاية القرن الثامن عشر – تقدم قنطرة مجموعة تنبني على فكرة المحاكاة والانسجام وتضع تحت الضوء الروابط وعبور المواد والأشكال والتقنيات والأفكار بين ضفاف العالم المتوسطي.

يقوم بهذا التحليل العرضي فريق يتكون من 200 مؤرخ وباحث وأمين متحف ومتخصص بالفنون الإسلامية وأيضا بأوروبا العصر الوسيط وبوجه الخصوص الأماكن الإستراتيجية في التبادلات بين الشمال والجنوب، مثل إسبانيا وفرنسا وصقلية وإيطاليا واليونان ودول البلقان.
تشهد قنطرة هكذا، على حيوية وخصوبة التبادل داخل هذا الفضاء الجغرافي والثقافي وترمي، وبالرغم من الصعوبات والأزمات التاريخية، قناطر بين الأشكال الفنية والشعور المشترك وحتى الهوية المتقاسمة.

يقدم المعرض للجمهور قاعدة معلوماتية وكتابا ومعارض متجولة بأربع لغات، ويهيأ له انفتاحا على هذا التاريخ الجانبي، تاريخ التراث المادي والفني الذي يعلو فوق الخصومات الكلاسيكية بين العالمين الإسلامي والمسيحي، ويسمو على الفوارق بين الشرق والغرب.

المصدر : معهد العالم العربي في باريس وموقع قنطرة - التراث المتوسطي.

الروابط الداخلية في المقال هي من اختيار مو قعنا وذلك لتسهيل القراءة للزائر.

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)