في يوم البيئة العالمي : الإدارة المسؤولة لموارد كوكب الأرض

, بقلم محمد بكري


جريدة الحياة


الجمعة، ٥ يونيو/ حزيران ٢٠١٥
جريدة الحياة
مي الشافعي


«يوم البيئة العالمي» :كارثة نضوب موارد الكوكب


«7 بلايين حلم. كوكب واحد. استهلك بعناية».Seven Billion Dreams. One Planet. Consume with Care.. (هناك «هاشتاغ» على موقع «تويتر» يحمل تلك الكلمات عينها أيضاً).

وتحت ذلك الشعار، ينطلق «يوم البيئة العالمي- 2015» في الخامس من حزيران (يونيو) ليؤكّد أن رفاهية الإنسان والبيئة والاقتصاد تعتمد على الإدارة المسؤولة لموارد كوكب الأرض. ومنذ العام 1972، كرّست الأمم المتحدة تاريخ الخامس من حزيران بوصفه يوماً مخصّصاً للبيئة باعتبارها معطىً شاملاً للكرة الأرضيّة. وكذلك خصّصت الأمم المتحدة مؤسّسة لمتابعة شؤون البيئة تتمثّل في «برنامج الأمم المتحدة للبيئة»United Nations Environment Project (اختصاراً «يونِب» unep).

وفي «يوم البيئة العالمي- 2015»، يبرز تشديد من قِبَل المهتمّين بشؤون البيئة على دور الأفراد في تحقيق مفهوم الاستدامة في الإنتاج والاستهلاك، استناداً إلى مؤشّرات علميّة أكّدت أن استهلاك الموارد الطبيعية أصبح يفوق كثيراً قدرة الأرض على تجدّد الإنتاج واستمراريته.

إذ يلاحظ أن كثيراً من نظُمُ البيئة صارت قاب قوسين أو أدنى من النفاد، ويزداد الوضع سوءاً مع استمرار النمو السكاني المتّصل بتنمية اقتصاديّة استهلاكيّة متسارعة.

ثلاثيّة الهواء والماء والغذاء

في مجموعة من تقارير «برنامج الأمم المتحدة للبيئة»، يرد أنه مع استمرار معدلات الاستهلاك والإنتاج القائمة الآن، وارتفاع عدد السكان المتوقع أن يبلغ 9.6 بليون نسمة في العام 2050، صار البشر بحاجة إلى ثلاثة كواكب بحجم الأرض، كي تلبي حاجاتهم واستهلاكهم.

ويقدّم «يونِب» بيانات تفصيليّة عن الطاقة والمياه والغذاء، تؤكد استمرار الإنسان في الهدر والإسراف واستنزاف موارد الكوكب الأزرق. وفي مجال الطاقة، ثمة تزايد مستمر في الاستهلاك، خصوصاً في المواصلات والخدمات والطيران، لكن خُمْس تلك الطاقة تأتي من مصادر متجدّدة، فيما تغرق البقية في استنزاف موارد قابلة للنضوب.

وعلى غرار ذلك، تتعرض مياه الكوكب إلى ضغوط كبيرة جداً، وتنهال عليها شتى أنواع الملوثات بطريقة لا تقدر معها على تنقية نفسها بذاتها. ويأتي ذلك في ضوء ندرة المياه العذبة التي لا تزيد كمياتها على قرابة 3 في المئة من حجم المياه على الكوكب!

في السياق عينه، يبدو وضع الغذاء صادماً تماماً. إذ تورد التقارير العلميّة أن العالم يهدر قرابة 1.3 بليون طن من المواد الغذائية سنويّاً، فيما يعاني قرابة بليون شخص من نقص التغذية. ومن المتوقع إضافة ثلاثة بليونات مستهلك من الطبقة المتوسطة إلى عدد سكان العالم بحلول العام 2030، يأتي معظمهم من بلدان ناشئة. واستطراداً، يلاحظ أن 1.5 بليون شخص يعانون السمنة.

وكذلك يتعرض الإنتاج الغذائي إلى ضغوط كبيرة من جراء تدهور الأراضي، وضعف خصوبة التربة، وعدم الاستخدام الرشيد للمياه، وتدهور نُظُم البيئة، والصيد الجائر للأسماك وغيرها. ومن ناحية أخرى، يساهم ذلك الاستهلاك العشوائي غير الرشيد للغذاء إلى زيادة أسعاره بالترافق مع مشكلات اقتصاديّة متنوّعة، وضغط على موارد الطبيعة، إضافة إلى الأبعاد الاجتماعيّة الخطيرة لظاهرة سوء التغذية. تتخذ الأمم المتحدة وبرنامج «يونِب» من إيطاليا منصّة لاحتفالات رسميّة بـ»يوم البيئة العالمي- 2015»، عبر مشاركة واسعة وغير مسبوقة في «معرض التجارة العالمي» («إكسبو» EXPO) الذي ينظّم في مدينة «ميلانو» الإيطاليّة هذه السنة. ويعتبر «إكسبو» أكبر المعارض الدوليّة في صناعات الغذاء أيضاً. وتعود دورته الأولى إلى العام 1851 في لندن التي أطلقته عالميّاً.

ويستمر «إكسبو- ميلانو» الذي افتتح في الأول من أيار (مايو)، حتى الحادي والثلاثين من تشرين الأول (أكتوبر)، رافعاً شعار «إشباع الكوكب– الطاقة للحياة» Feeding the Planet. Energy for Life، في إشارة واضحة إلى اهتمامه بقضيتي الغذاء والطاقة واستدامتهما. وتحتل الأمم المتحدة بمنظماتها المختلفة مساحات كبيرة داخل معرض «إكسبو»، رافعة شعار «تحدي القضاء على الجوع: اتحدوا من أجل عالم مستدام». وفي ذلك الصدد، وجّه بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة رسالة عن تلك المناسبة شدّد فيها على خطورة وضع الأمن الغذائي عالمياً، والتفاوت الدراماتيكي بين وفرة الغذاء عالميّاً وانتشار ظاهرة الجوع وشراستها. وأطلق بان نداءً عالميّاً لصنع عالم خالٍ من الجوع. وأضاف: «كل فرد لديه دور ليؤدّيه. ونحن نشارك في معرض «إكسبو» كي يعرف الجميع أننا نحتاج لإنهاء الجوع في أسرع وقت، وكل سلوك إيجابي حتى لو كان صغيراً، بإمكانه تغيير أشياء كثيرة».

حضور المرأة

في المعرض عينه، تهتم الأمم المتحدة أيضاً بإبراز دور المرأة في قضية الغذاء. يجذب معرض «إكسبو» ما يزيد على عشرين مليون زائرٍ سنوياً. وتشارك فيه ما يزيد على مئة وأربعين دولة، إضافة إلى عدد كبير من المنظّمات الدوليّة. ويتمدّد على مساحة تقارب مليون متراً مربّعاً، يتخلّلها 12 ألف شجرة، وممرات للمشاة، وقنوات مائيّة تعبّر عن طراز التخطيط العمراني الروماني القديم، إضافة إلى عرض نماذج للعمران الحديث المستند إلى كفاءة استخدام الطاقة. ومن الموضوعات الرئيسيّة التي يناقشها «إكسبو 2015» تاريخ الإنسان وعلاقته بالغذاء، وطريقة عمل التكنولوجيا الحديثة في تغيير طرق تخزين الغذاء وتوزيعه واستهلاكه وتغليفه. وهناك أيضاً معرض للفنون والأغذية، ونشاطات مخصّصة للأطفال تجري ضمن حديقة ومتحف. كما ينظّم المعرض جلسات حوار تضم الدول المشاركة والمنظمات الدوليّة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، تتناول مستقبل الزراعة والتنمية المستدامة وحماية الموارد الطبيعية وزيادة كفاءة استخدام الطاقة والقضاء على الجوع.

وعلّق جيان لوكا وزير البيئة الإيطالي على تلك الأمور، فقال: «أؤمن بشدّة بالمنافع التي توفرها نماذج الاستهلاك والإنتاج المستدامين، لجهة الشمولية والعمالة والمرونة والفرص الاقتصادية وجودة الحياة. لدينا فرصة فريدة للاستفادة من النطاق الدولي والمتعدّد الأبعاد الذي يوفره معرض «إكسبو ميلانو 2015» لتحفيز التفكير، والعمل بصورة أكبر في شأن تلك الموضوعات في ضوء القرارات الحاسمة التي سيجري اتخاذها في وقت لاحق كـ»وثيقة التنمية المستدامة بعد 2015» والاتفاق الجديد المتوقّع في شأن المناخ في كانون الأول (ديسمبر) المقبل». وفي الإطار نفسه، دعا آشم شتاينر، المدير التنفيذي لـ»برنامج الأمم المتحدة للبيئة» إلى إعادة هندسة الثقافة الاستهلاكيّة عالميّاً من أجل إنشاء مجتمع مستدام يكون لديه ما يكفيه للعيش في شكل جيد مع ضمان قدرة الكوكب على التجدد.

عن موقع جريدة الحياة


“الحياة” صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.

منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)