سامية جمال الفراشة للناقدة المصرية ناهد صلاح دار مصر العربية - 2017

, بقلم محمد بكري


جريدة المدن الألكترونيّة


جريدة المدن الألكترونيّة
الأحد 21-05-2017
الصفحة : ثقافة
وجدي الكومي


سامية جمال.. أثر الفراشة لا يزول


<article4052|cycle|docs=4758,4759,4760,4761>


الحب لحن جميل.. يتغنى بين قلبين “سامية جمال وفريد الأطرش”

تحتفظ ذاكرتي بحكاية قديمة كانت سائدة عن اعتزال سامية جمال الرقص مرة أخرى، بعدما أقنعها سمير صبري بالعودة إليه عام 1984، تقول القصة، أن أحد سائقي سيارات الأجرة كان يقلها من المسرح إلى بيتها، وحينما تعرف عليها سامية جمال، هتف في وجهها: ياه.. مالك كبرتي كدا ليه.

القصة ربما لا تكون حقيقية، لكنها تجسد مروية شعبية من حكايات عديدة عن أفول نجمة كبيرة، وضعت بصمتها في صفحة من صفحات الرقص الشرقي المصري، وربما تكون كتبت أهم صفحات هذا الفن، الى جانب نجمات كبيرات، شكلن شجرة هذا الفن. اللافت أن سامية جمال من بينهن اشتهرت بدراما حياتية سارت بالتوازي مع ما قدمته من أعمال سينمائية، وعروض راقصة، سامية جمال التي حملت لقب “الفراشة” من بين بنات جيلها الراقصات تحية كاريوكا أو نعيمة عاكف أو فريدة فهمي، صدر عن حياتها مؤخرا في القاهرة كتاب يتناول سيرتها الفنية والشخصية، بعنوان “سامية جمال الفراشة” للناقدة المصرية ناهد صلاح.

تكشف الكاتبة في صفحاته الأولى البيئة السياسية التي ولدت فيها سامية جمال، مصر تتهيأ في العشرينات للحصول على استقلالها السياسي غير المكتمل، يصبح مشروع مصر آنذاك هو القضاء على الحفاء، يقترن هذا الهدف بمولد راقصة ستشتهر بعد ذلك بـ"الراقصة الحافية"، يأتي والد سامية جمال من بلدته ونا القس في بني سويف، مهاجرا إلى حي الجمالية، ويستقر بطفلته السمراء الصغيرة زينب خليل محفوظ في الحي المتشبع بتراث مصر، تنمو الطفلة بين أب يحاول تدبير نفقات أسرته، وزوجة قاسية، تحرمها من فانوس رمضان، فتدخر ثمنه، وتلهو به في الخفاء، ثم تستبقيه عند صاحب المحل المجاور لبيتها، قبل أن تكتشف زوجة الأب القاسية حيلتها، فتمنحها علقة ساخنة.

تشير الكاتبة إلى طرافة تضارب التواريخ العديدة لميلاد سامية جمال، بعض النقاد الفنيين أرجعوا ميلادها للعام 1921، فيما يخمنه البعض الأخر أنه عام 1924، لترجح سامية نفسها كفة الفريق الثاني، كأن من الطبيعي أن يحيط الغموض بكل ما يتعلق بهذه الفنانة التي نبتت من الظروف القاسية، حتى تاريخ مولدها، تلتحق سامية جمال مع بلوغها الرابعة عشرة من عمرها، بمصنع للطباعة، ثم تعمل ممرضة فى مستشفى، وأخيرا تحط في مشغل خياطة، حيث يولد داخلها شغف بغرام صاحبة المشغل بالسينما، والتي كانت تحكي لها عن الأفلام الجديدة، فتسحبها من يدها، وتدخلها إلى صندوق الدنيا، حيث الاستوديوهات السينمائية، ومواقع التصوير، وأخيرا تصحبها لمشاهدة فيلم لبديعة مصابني، فتهفو روح الفراشة إلى أن تكون ضمن أركان هذا العالم.

تلفت ناهد صلاح إلى تزامن توقيت ميلاد سامية جمال، مع تمرد المرأة المصرية وخروجها إلى الشارع في ثورة 1919، ثم خلعها النقاب من بعد ذلك، وانضمام النساء إلى طابور الملتحقات بالجامعة، التي لم تذهب إليها سامية جمال، بل خطت بجرأة إلى عالم الارتيست بديعة مصابني...

تحكي ناهد صلاح في الكتاب عن الفرصتين اللتين منحتهما بديعة لسامية، وكيف تجمدت في الفرصة الأولى، ولم تستطع أن ترقص قيد أنملة، ثم في الفرصة الثانية زفرت بالنصر، بعدما تدربت طويلا على يد مدرب الرقص إيزاك ديكسون، قبلها لم ترض سامية بكونها كومبارس منسياً، وسط حشد من الراقصات في الأفلام التي ظهرت فيها “المعلم بحبح” عام 1935، و"العزيمة" 1939، لم تكن هذه الجنة التي تنتظرها سامية جمال، سلطت عينيها على مكانة تحية كاريوكا، تقول سامية: تمنيت أن أصبح راقصة مشهورة مثل تحية، كنت أتقاضى 3 جنيهات في الشهر، قررت الست بديعة أن يكون هذا أجري، صعدت لأول مرة على المسرح ككومبارس، وأنا لا أعرف شيئا عن اليمين وعن الشمال عند الرقص، كان رقصي أشبه بعجين الفلاحة.

بعد التدريب على يد إيزاك ديكسون تنطلق سامية جمال لترقص وتنجح، التحقت بمدرسة تعلمت فيها السامبا والرومبا والروك آند رول، والتانغو، وحتى الباليه بمساعدة مدربة الرقص سونيا إيفانوفا، ترفرف الفراشة، وتصبح مطلبا للملاهي والصالات، فتتعاقد مع ملهى في السويس بأجر 20 جنيها، وملهى “الدولز” في شارع عماد الدين بأربعين جنيها، حيث نالت لقبها الذي سيلازمها طيلة مشوارها “الراقصة الحافية” قبل أن تنتقل إلى الأريزونا، وينتقل طموحها معها إلى درجة أخرى.



في صالة بديعة يبدأ تعلق سامية جمال بفريد الأطرش، تحكي ناهد صلاح، أن الأخير كان يستعد لتصوير فيلمه “انتصار الشباب” مع شقيقته أسمهان، في الوقت الذي يبزغ فيه نجم سامية، تذهب إلى موقع التصوير، وتهديه باقة ورد ادخرت ثمنها من آجر يومين، امتنعت خلالهما عن الطعام، تبدأ بينهما قصة حب، وسيرة فنية، تنقل سامية جمال نقلة نوعية، بعد سلسلة أفلام، ظهرت فيها كممثلة هامشية “على مسرح الحياة” و"خفايا الدنيا" 1942، و"ممنوع الحب" ثم دورها الرئيس في فيلم “من فات قديمه” 1943، الذي لم يكتب له النجاح، و"رصاصة في القلب" مع عبد الوهاب عام 1944، و"أحمر شفايف" أمام نجيب الريحاني عام 1946.

تشير المؤلفة إلى أن النقلة النوعية التي حققتها سامية جمال كانت على يد فريد الأطرش، الذي لم يكن مجرد مطرب تشاركه الظهور في عمل سينمائي استعراضي، بل شكلا معا ثنائيا سينمائيا ألهب خيال الناس بالحب والدراما الساخنة، في أفلام “حبيب العمر” و"عفريتة هانم" و"أحبك أنت" و"آخر كدبة" و"تعالى سلم" و"ما تقولش لحد" والتهبت حياتهما بقصة لم تتوج بالزواج لأصرار فريد الأطرش على العزوبية وتمسكه بحياته الفنية.

أقاويل عديدة تناثرت عن استهجان فريد الأطرش - سليل الأمراء من أسرة الأطرش - لفكرة الزواج من راقصة، وهي الأقاويل التي رددتها السردية الشعبية عن علاقته بسامية جمال، إلا أن المؤلفة تمر عليها على استحياء، مشيرة إلى سردية أخرى سطرت صفحة نهاية الحب، وهي غيرة فريد الأطرش من علاقة الملك فاروق بسامية جمال، تستعين مؤلفة الكتاب بحوار أجرته الصحافية المصرية إيريس نظمي مع فريد الأطرش كمسوغ على هذه الغيرة، يعترف فريد في الحوار بغيرته من الملك فاروق، كما تستعين ناهد صلاح بحوار آخر دار بين فريد وسامية، أعرب فيه عن رفضه الزواج بها لأنه فنان، وهي فنانة، تتطرق ناهد أيضا إلى معارضة فؤاد الأطرش، الشقيق الأكبر لفريد، للزيجة، بدعوى أن الأمير لا يتزوج راقصة دخلت القصور من أبوابها الخلفية. تستهجن المؤلفة سردية مصطفى أمين، الصحافي المصري الذي نشر كتابا بعنوان “ليالي فاروق” عام 1954، يقول فيه إن فاروق قرر أن يصادق سامية جمال بعدما شاهدها في جلسة رومانسية مع فريد، وتقول: ما كتبه مصطفى أمين بدا مستفزا وجائرا، خاصة أنه سرد أكثر من معلومة، كما تستعين ناهد صلاح بمقال للشاعر المصري شعبان يوسف يدحض فيه قصة مصطفى أمين بدون دليل كبير، اللافت هنا أن أكثر من سيرة ذاتية عن حيوات الفنانين، أجمعت على أن مسلك فاروق، كان يميل إلى سرقة الحبيبات، فعلها من قبل مع رشدي أباظة وكاميليا، فلماذا لا يفعلها مع فريد الأطرش وسامية؟

تحلف سامية جمال “على المصحف” في حوار لأنيس منصور أنها لم يكن لها علاقة بالملك، لكن الصفحات التالية من الكتاب تحمل قصة أزمة سياسية بين حكومة الوفد، والقصر، بسبب إصرار فاروق على سفر سامية إلى دوفيل، لكن حكومة الوفد رفضت، ونصح البعض سامية أن تلجأ إلى مجلس الدولة تطالب فيه بإلغاء قرار وزير الداخلية محمد فؤاد سراج الدين الدين بمنع الراقصات من السفر، سامية نفسها كانت تفتخر بأن اسمها يأتي في ألقاب الملك فاروق، وأنه كان ملك مصر والسودان، وسامية جمال.



أنا كنت فاكرك ملاك.. أتاري حبك هلاك.. ظلمت قلبي بهواك

قصة سامية وفريد من أروع قصص الكتاب، وعلى الرغم أن مؤلفته غطت سيرة سامية وزواجها من الأميركي شبرد (عبدالله) كينغ الذي فتح لها الملاهي الأميركية للعمل، ثم اكتشافها تعرضها للنصب والابتزاز منها، وعودتها إلى مصر بعد ذلك مخذولة، ترغب في الاختباء من أعين الناس، وكذلك قصة زواجها من رشدي أباظة، واعتزالها الأضواء من أجل أن ترتب له حياته، وترعى ابنته قسمت، على الرغم أن المؤلفة مرت على كل هذه الجوانب من حياتها، إلا أن سيرة حبها واقترانها الفني بفريد الأطرش، تظل أثقل ما في الكتاب، وأجمل ما يشد القارئ. تقول سامية جمال للمذيع طارق حبيب في حوار أجرته بعد رحيل فريد الأطرش منتصف السبعينات، إنها كانت تشعر أن أغنيته “أنا كنت فاكرك ملاك” موجهة لها.

وإن كنت فاكرني ظلمتك يا حبيبي..تبقى ظالمني..انسي الخصام..انساه أوام



رابط آخر لمشاهدة الفيديو


(*) صدر الكتاب عن دار مصر العربية


عن موقع جريدة المدن الألكترونيّة


حقوق النشر

محتويات هذه الجريدة محميّة تحت رخصة المشاع الإبداعي ( يسمح بنقل ايّ مادة منشورة على صفحات الجريدة على أن يتم ّ نسبها إلى “جريدة المدن الألكترونيّة” - يـُحظر القيام بأيّ تعديل ، تغيير أو تحوير عند النقل و يحظـّر استخدام ايّ من المواد لأيّة غايات تجارية - ) لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا.



جريدة الحياة


السبت، ٨ يوليو/ تموز ٢٠١٧
جريدة الحياة
القاهرة – سيد محمود


سامية جمال ... فراشة من دون أساطير


تقارب الصحافية المصرية ناهد صلاح في كتابها «سامية جمال... الفراشة» (دار مصر العربية) السيرة الذاتية للراقصة الشهيرة من دون أن تضفي على تجربتها لمسات أسطورية أو تبالغ في دورها، مفضلة الانحياز إلى مسارها الإنساني كنجمة انعكست صورتها في مرايا الفن والحياة وتركت أثراً كأنما هو «أثر لفراشة». ناهد صلاح صحافية وناقدة سينمائية، قدمت مؤلفات عدة عن سير ممثلين ومغنين منهم محمد منير، حسين صدقي، سمير صبري، عمر الشريف وشويكار، إضافة إلى مجموعة قصصية بعنوان «دومينو» صدرت قبل نحو عامين.

لم تتورط المؤلفة الشغوفة بكتابة السير الذاتية في إجراء مقارنات بين سامية جمال وأي من الراقصات اللواتي عملن في السينما أو الصالات التي كانت تعج بها مصر في أربعينات القرن الماضي، معتبرة أن صورة سامية جمال مثبتة على محور واحد مسرف في غموضه ورمادية لونه. وتدلل على ذلك بالسنوات الأخيرة التي أعقبت اعتزالها الرقص ومرت في هدوء وغموض لم يكونا خاليين من نزعات صوفية وأعمال خيرية بلا صخب.

وعبر لغة تختلط فيها النزعة الرومانسية بالتركيب الشعري والنقد الانطباعي ومحاولات التأريخ، تتابع المؤلفة سيرة جمال قبل احترافها الفن، وهي بطابعها الميلودرامي لا تختلف كثيراً عن السير التي قدمتها السينما المصرية في معالجتها لعمل الراقصات. وتستعرض صلاح المواد الأرشيفية المتاحة حول وقائع ميلاد سامية جمال وظروف نشأتها، لافتة إلى تناقض معظمها والتي قدمتها كفتاة فقيرة ولدت في ريف مصر (1924) لأب مصري وأم من أصول مغربية، ثم عانت من قسوة زوجة والدها الذي جاءت معه لتستقر العائلة في حواري القاهرة بحثاً عن حياة أفضل، قبل أن تعمل في مهن عدة منها التمريض وحياكة ملابس الممثلات. والمهنة الأخيرة قرّبتها من مغامرة الهرب لتلتحق بالعمل في «كازينو بديعة مصابني» حيث بدَّلت اسمها من زينب خليل إلى سامية جمال.

واللافت أنها فشلت في تعلم الرقص حين جرَّبت حظها للمرة الأولى على المسرح وفقدت السيطرة على إيقاع جسدها، لكنها ثابرت وتمكنت من أن تعطي تدريباتها وقتاً أطول وتكرس لنفسها مدرباً خاصاً من دخلها الضئيل الذي جاءها من العمل ضمن فتيات الكومبارس في السينما. وجاءتها فرصة العمل مع فريد الأطرش وظهرت بين كومبارس أغنية «ليالي الأنس» في فيلم «انتصار الشباب». وتوالت بعده أفلامهما معاً (6 أفلام)، وعبرها قدمت نفسها إلى جمهور أوسع كـ «راقصة من طراز مختلف». غير أن العلاقة مع فريد مرت بالتباسات كثيرة وظلت «علاقة حب معطلة»، وأشيع أن زواجهما تعطل بسبب شكوك عن علاقة جمعتها مع الملك فاروق، إذ اعتبرتها صحف تلك الفترة «الراقصة الرسمية للقصر».

وفي المقابل كانت هناك إشاعات عن علاقة جمعت فريد الأطرش والملكة ناريمان التي كانت زوجة الملك فاروق، ورأى البعض في تلك العلاقة عملية «ثأر» أرادها الأطرش. لكن سامية جمال التي غادرت مصر وتزوجت من رجل أميركي نفت عقب سقوط النظام الملكي في مصر وجود علاقة خاصة مع الملك رغم تواترها في روايات عدة. وتوثق المؤلفة كذلك لعلاقة أخرى في حياة سامية جمال كادت أن تؤدي إلى زواجها من الملحن بليغ حمدي الذي كان يصغرها بثماني سنوات، لولا أنهما انفصلا مبكراً لتتزوج من رشدي أباظة (1962) الذي أقنعها باعتزال الفن والاكتفاء بدور الزوجة قبل أن تعود إلى العمل معه في فيلم «الشيطان والخريف» عام 1972 حين أصيبت بشلل موقت ثم انفصلا بعد 17 عاماً من الزواج.

وتعطي المؤلفة تفسيراً لشغف جمال بفن الرقص الذي كان «أداة لتحدي ماضيها والتحرر من خوفها، والفرار من عالم جارح أراد معاقبة جسد فضَّل الخروج على النص الذي كتبه المجتمع التقليدي». وساعدها على هذا التحرر كونها تحمل سمات امرأة غير نمطية انسجمت تطلعاتها مع قدراتها النفسية.

فعقب عودتها من أميركا وخلال السنوات التي أعقبت ثورة 1952 غيَّرت جلدها في الأفلام التي شاركت فيها كراقصة وممثلة، «من فتاة الميلودراما إلى فتاة الأحلام الصعبة»، وهو تحول رافَق تحولات مجتمعية شاملة عاشتها مصر دفعتها إلى المشاركة ولو رمزياً في عمليات التعبئة السياسية خلال مقاومة العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956 أو حفلات «المجهود الحربي» خلف أم كلثوم عقب هزيمة 1967. وهي حافظت على هذا الدور خلال حملات مواجهة حصار بيروت في العام 1982.

وتشرح المؤلفة الأسلوب الذي اتبعته جمال لتختلف عن معلمة كبيرة مثل تحية كاريوكا التي دعمت مسيرتها الأولى وشجعتها، فقد راهنت على الشغف بالموسيقى الغربية وفنون السامبا والروك آند رول والتانغو والفالس والباليه وصبت خصوصيتها على الأداء الحركي كعلامة فارقة، «فلا هي خاضت في رقص العوالم، ولا ابتكرت طريقة غربية خالصة تحسب فيها عدد الخطوات كراقصات التانغو لكنها كانت ماهرة في المزج كأنما هي طائر على ارتفاع منخفض». وبفضل تلك الوصفة خلقت ما سماه الكاتب الراحل خيري شلبي «أدب الرقص»، ما أضفى عليه سحراً خاصاً دفع شاعراً بحجم إبراهيم ناجي ليتغزل فيها شعراً. كما نالت منذ بداياتها لقباً رافَقها طيلة حياتها وهو «الراقصة الحافية»، خلعه عليها الصحافي اللبناني بديع سربيه صاحب مجلة «الموعد».

وتشير المؤلفة إلى أن بطلة كتابها دارت حول صورتها في مرايا الرقص والسينما حتى رحلت في العام 1994 رغم أنها أحياناً كانت تضيق المسافة وتسقط الحدود بين الأصل والصورة المعكوسة ليصبح الخيال شرطاً للمواصلة، لكن الفراشة لا تكف عن الدوران.

عن موقع جريدة الحياة


“الحياة” صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.

منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)