رواية تفكّك سنوات السادات

, بقلم Hafid Aitkakl (webmestre)

تبدو رواية “فِيَلة سوداء بأحذية بيضاء” للروائية والناقدة المصرية سلوى بكر (1949)، بياناً سياسياً واجتماعياً شاملاً في إدانة التطرّف بوجوهه السلطويّة كافّة؛ السياسية والدينية، وهي في الوقت عينِه بيانٌ فنّي أيضاً، إذ تكثّف الكاتبة بضربتي ريشة، كلّ منهما تمضي في اتجاه، تكثيفاً أسلوبياً، طرائقَ السرد في روايةٍ تقول كلّ شيء بأقلّ عددٍ من الكلمات. وهذا فنّ صعب، تُطوّعه بكر، صاحبةُ التجربة الطويلة في الكتابة، في روايتها الصادرة مؤخّراً عن دار “دوِّن”.

سلوى بكر من الكاتبات اللواتي يكتبن عن الآخَرِين مجتمعين، لا عن ذاتها، مادّتها هي الحياة نفسها، ذلك أنّها لا تنظرُ إلى الشخصية بمعزلٍ عمّا صنعها، وإنّما تنظر إليها وتضعها في سياقٍ أوسع؛ اقتصاديّ وعقائديّ غالباً. كما أنّها مثالٌ للكتابة النسويّة التي لا تنظر إلى الرجل بصفتهِ خصماً من طبيعة مغايرة، وإنّما تنظرُ إلى القيم التي تحكم العلاقة بين الرجل والمرأة بصورة نقديّة. لذا، قدّمت إسهاماتها في الرواية التاريخية من خلال الإضاءة على هوامش ضمن المتن التاريخي.

ولربّما أشهر رواياتها في هذا الصدد “البشموري” (1998) التي تتحدّث عن العقائد المصريّة مع بداية انتشار الإسلام، و"كوكو سودان كباشي" (2004) التي تتحدّث عن فصيلة مصرية قاتلت في المكسيك. في مجموعتها القصصيّة “زينات في جنازة الرئيس” (1986) كتبت عن المرأة التي تعنيها في أدبها، وهي المرأة المكافحة، لا المرأة المُلتحِقة بفضاء الرجل. وكانت مجموعتها القصصيّة الأولى “حكاية بسيطة” قد صدرت عام (1979)، وبمرور السنوات تعدّدت أعمالُها بين الرواية والقصة والمسرح والنقد لتزيد على ثلاثين مؤلّفاً.

https://www.alaraby.co.uk

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)