رواية أولاد حارتنا تمثل منعطفاً مهماً في تاريخ الرواية العربية

, بقلم محمد بكري


ميدل أيست أونلاين


ميدل أيست أونلاين
الأربعاء 2020/04/15
الصفحة : ثقافة
سفيان البرّاق - كاتب مغربي


"أولاد حارتنا" منعطف مهم في تاريخ الرواية العربية


رواية نجيب محفوظ تبيّن مستوى النّضج الذي وصل إليه الأدب العربي في جنس الرّواية.


محفوظ عالج قضايا محيطه


عرفت الرّواية العربية في منتصف القرن العشرين تطوّراً ملحوظاً، سيّما مع رائدها نجيب محفوظ الّذي ارتفع بها إلى القمّة. نجيب محفوظ يعتبرُ مرجعاً حيّاً للدّارسين في الوقت الرّاهن، إذ شكّلت رواياته العمود الفقري لجلّ الأعمال الروائية، سيّما تلك التي كُتبت بعد نيله جائزة نوبل للآداب سنة 1988.
أبدع نجيب محفوظ في الرواية تاركاً وراءه إرثاً يُحتذى به كلّما سنحت الفرصة لذلك، كما أمتع القرّاء فيما يزيد عن عشر مجاميع قصصية بتنقُّلاته السريعة، وحبكته المُحكمة التي تستهوي القارئ. رغم أنّ بعض أعماله قد تُغريك بصغر حجمها إلّا أنّها تحتاجُ لانتباهٍ وتركيزٍ شديدين نظراً لتشابك الأحداث والحضور الكثيف للشّخصيات، واستعمالهُ سرداً حديثاً نهله من التجارب الكبرى. لطالما وُصِف نجيب محفوظ كروائي، فيما يتغاضون عن وصفه قاصّاً قل نظيره.

هناك من يقرُّ أنّ نجيب محفوظ عالج قضايا محيطه وبقيّت رواياته حبيسة المجتمع المصري لا غير، بغضّ النّظر عن إبداعه المُبهر الّذي لا يختلفُ حوله جديّان. إلّا أنني سأحاول تفنيد هذا الرّأي. قرأتُ لمحفوظ مجموعة قصصية نحت لها عنوان “همسُ الجنون”، هي أوّل مجموعة قصصية افتتحتُ بها إرثه الخالد، أدرج قصّة ضمن القصص التي يضمّها العمل موسومة بـ فُلفل. نالت هذه القصّة استحساني، لأنّها عالجت دواخل الإنسان والهواجس التي أَسَرَتهُ بالدرجة الأولى. فلفل هو نادل في إحدى المقاهي الشّعبية، يشتغل فيها، وتخامرهُ أحلامٌ مغدورة، وكانت نفسه مكدودة، ويتطلّع دوماً إلى مستقبل مُزهر، ويحملُ خطايا ذويه، ويُقارع مطبّات الحياة بشجاعة.

هناك من يقرُّ أنّ نجيب محفوظ عالج قضايا محيطه وبقيّت رواياته حبيسة المجتمع المصري لا غير، بغضّ النّظر عن إبداعه المُبهر الّذي لا يختلفُ حوله جديّان. إلّا أنني سأحاول تفنيد هذا الرّأي. قرأتُ لمحفوظ مجموعة قصصية نحت لها عنوان “همسُ الجنون”، هي أوّل مجموعة قصصية افتتحتُ بها إرثه الخالد، أدرج قصّة ضمن القصص التي يضمّها العمل موسومة بـ فُلفل. نالت هذه القصّة استحساني، لأنّها عالجت دواخل الإنسان والهواجس التي أَسَرَتهُ بالدرجة الأولى. فلفل هو نادل في إحدى المقاهي الشّعبية، يشتغل فيها، وتخامرهُ أحلامٌ مغدورة، وكانت نفسه مكدودة، ويتطلّع دوماً إلى مستقبل مُزهر، ويحملُ خطايا ذويه، ويُقارع مطبّات الحياة بشجاعة.

حكى محفوظ تفاصيل أيامه في المقهى، إذ صوّرها بأفراحها وأتراحها، وهي تفاصيلٌ قد لا تختلفُ عن شبابٍ آخرين ينتمون للبيئة العربية والمُنحدرين من الطبقة المسحوقة. كلّ ندل المقاهي، في أيّ بلدٍ عربي، في تلك الفترة أو الآن، مع بعض الاستثناءات، فإنّهم يحلمون بغدٍ يجتاحهم فيه فرحٌ ضاجّ وأن ينعموا براحةٍ وطمأنينة، بيد أنّ الأحلام، خصوصاً الأحلام الكبيرة، لا تتحقّق بسهولة، إذ تحتاجُ لصبرٍ كبير، ولجهدٍ جهيد...

المقال على موقع ميدل أيست أونلاين MEO

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)