رحيل الكاتب المصري وحيد حامد مخلّفاً وراءه تراثاً فنياً هو جزء أساسي في ذاكرة الوعي الفني المصري


جريدة الأخبار اللبنانية

الإثنين 4 كانون الثاني 2021
جريدة الأخبار
سينما
هدى عمران

وحيد حامد... ابن الشارع ومؤرخ المجتمع المصري

حين كرّمه «مهرجان القاهرة السينمائي» قبل حوالى شهر، لم يكن أحد يعرف أنّه سيكون وداعه الأخير لعالم عشق العيش فيه. قبل أيام، انطفأ الكاتب المصري عن 77 عاماً، مخلّفاً وراءه إرثاً طبع الذاكرة الجمعية المصرية وأسهم في تكوين وعي الأجيال الفني والاجتماعي والسياسي. هو ابن جيل الستينيات، شغل الهمّ الاجتماعي صلب رؤيته الفنية انطلاقاً من بحثه الدائم عن العدالة والدفاع عن الفئات المهمّشة، وإيمانه بدور المثقف في نشر الوعي والتنوير

القاهرة | رحل الكاتب المصري وحيد حامد (1944 ـــ 2021) قبل أيام، مخلّفاً وراءه تراثاً فنياً هو جزء أساسي في الذاكرة الجمعية المصرية وفي تكوين الوعي الفني والاجتماعي لأجيال. رحل تاركاً أكثر من ثمانين عملاً فنياً تنوّعت بين الأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية ومسلسلات الإذاعة، وبعض الكتب التي جمع فيها مقالاته للصحف، إلى جانب مجموعة قصصية وحيدة وأولى هي «القمر يقتل عاشقه». وحيد حامد ـــ الذي نصحه الكاتب يوسف إدريس بالاتجاه من الأدب إلى السينما وفق الحكاية المتداولة ـــ برز كأحد الكتّاب النادرين الذين استطاعوا تكوين شعبية عريضة في الشارع المصري، إلى جانب عمق فني كبير في أعماله. فهو كما «لم يتعال مطلقاً على الجمهور» كما قال مرةً، بل استمدّ كل أعماله من الناس وأعاد صياغتها في شكل ممتع ومحبوب للجماهير وبلغتها الخاصة والبسيطة.

كتب حامد أهم علامات السينما المصرية في الثمانينيات مثل «البريء»، و«ملف في الآداب»، و«كشف المستور» وغيرها، لكنّ اسمه لمع جماهيرياً في التسعينيات عندما قدم مع المخرج شريف عرفة ستة أفلام، من بينها خمسة من بطولة الممثل عادل إمام، وهي: «اللعب مع الكبار»، و«الإرهاب والكباب»، و«المنسي»، و«طيور الظلام»، و«النوم في العسل». أما الفيلم السادس، فكان «اضحك الصورة تطلع حلوة» من بطولة الراحل أحمد زكي.

في مطلع الألفية الثالثة، تعاون مع مخرجين آخرين، فكتب: «محامي خلع»، و«دم الغزال»، و«الوعد»، و«عمارة يعقوبيان» عن قصة تحمل الاسم نفسه للكاتب علاء الأسواني وإخراج نجله مروان حامد. كما كتب «الأولى في الغرام» للمخرج محمد علي، و«قط وفار» للمخرج تامر محسن. تعاون أيضاً مع المخرج يسري نصرالله، في فيلم «احكي يا شهرزاد» عام 2009.

حاز حامد جوائز عديدة ومهمة من مهرجانات «القاهرة» و«مالمو» و«فالينسيا»، ومن «جمعية النقاد السينمائيين»، كما حصل على جائزة الدولة التشجيعية، وعلى جائزة النيل أرفع جائزة مصرية تقدم للمؤثرين من الفنانين والعلماء والمفكرين.

قبل هذه النقطة، كان وحيد حامد صعلوكاً أصيلاً في مقاهي القاهرة، باحثاً عن الشغف والمغامرة. في «مقهى الفيشاوي»، رأى للمرة الأولى نجيب محفوظ، وتردّد في تقديم نفسه لأديب نوبل، لكن عندما واتته الشجاعة، ذهب إلى ندوة محفوظ التي كانت تقام في «كازينو صفية حلمي»...

حقوق النشر

مقالات «الأخبار» متوفرة تحت رخصة المشاع الإبداعي، ٢٠١٠
(يتوجب نسب المقال الى «الأخبار» ‪-‬ يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية ‪-‬ يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص)
لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا

رابط : على موقع جريدة الأخبار اللبنانية

أخبار أخرى

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)