Article de presse - مقال صحفي

رحلة البحث عن شهرزاد المصريّة Cinéma - Egypte - Yousry Nasrallah

, بقلم محمد بكري

محمد خير

القاهرة : لم يعد مقبولاً وهو يدخل عامه الستين أن نسمّيه تلميذاً، ولو كان أستاذه يوسف شاهين. في 2012، يعود يسري نصر الله إلى التأليف السينمائي، يكتب نص فيلمه «ريم ومحمود وفاطمة» بالاشتراك مع عمر شامة. الأخير كتب سيناريو وحيداً قبلاً هو «شارع 18» للمخرج حسام الجوهري (2007). أما يسري فقد عبر سريعاً العام الماضي من خلال «داخلي/ خارجي» أحد فصول فيلم «18 يوم» الذي اشترك فيه عشرة مخرجين ليصنعوا شريطاً عن الثورة المصرية لم يعرض بعد في مصر.

لكن آخر أفلامه الطويلة «احكي يا شهرزاد» (2009) ابتعد فيه عن التأليف لمصلحة السيناريست البارز وحيد حامد. أنتج ذلك التعاون فيلماً لم يكن يشبه كثيراً أفلام صاحب «مرسيدس» (1993)، اللهم إلا من خلال الموضوع الذي يناقش حياة مجموعة من النساء في مجتمع ضاغط وعنيف. لكنّ الشريط الذي أدت بطولته منى زكي حقّق إيرادات لا تشبه أيضاً الإيرادات التي اعتادها يسري، إذ تخطى حاجز مليوني دولار، وعرض في معظم الصالات. يمكن مقارنة ذلك بفيلمه الأسبق مباشرة «جنينة الأسماك» (2008) من بطولة هند صبري وعمرو واكد. الشريط الذي كتبه يسري بالاشتراك مع ناصر عبد الرحمن عُرض في صالات لم تتعدّ أصابع اليد الواحدة. الفيلم التأملي غير التقليدي والأقرب إلى الفلسفة لم يحقق إيرادات تذكر. ناقش الوحدة والخوف والذاكرة بما هو أقرب إلى الشعر منه إلى السينما، الأمر الذي لم يستهو كثيراً حتى الجمهور «الخاص»، لكن الشريط بقي في نظر آخرين تجربة مهمة في سينما مصر ما بعد
الألفية.
بعد هند صبري ومنى زكي، يكمل يسري عقد النجمات الشابات بمنح بطولة فيلمه الجديد لمنة شلبي. ويبدو أنّ تجربته التي قد تكون الأهم أي «باب الشمس» ( 2005) ستبقى فريدة من نوعها، لجهة خروجها عن الإطار المصري تأليفاً وتمثيلاً وحتى تقسيماً للفيلم إلى جزءين. الفيلم الذي قدمه المخرج المصري عن رواية اللبناني إلياس خوري عكس النكبة الفلسطينية في أحد أفضل تجلياتها السينمائية. وقد اختارته «التايم» أحد أفضل عشرة أفلام في سنة إنتاجه. لا تنقص الجوائز صاحب «المدينة» (1999) لكنها جوائز لم تتخطَّ بعد الإطار العام للسينما المصرية، معظمها جوائز عربية أو تكريمات لم تقترب من الجوائز الرئيسية في «برلين» أو «البندقية»، وإن ظل يعرض بسهولة في تلك المهرجانات. حتى إنّ باكورته «سرقات صيفية» (1988) عرض في «أسبوعي المخرجين» في مهرجان «كان» الشهير. ويبقى هو الفيلم الذي يعد أفضل وسيلة للتعرف إلى بدايات يسري ومفاتيح روحه؛ إذ اقتبسه من حياته ونشأته وسفره الباكر إلى بيروت. أما «صبيان وبنات» (1995) فكان مغامرة عدّت من بين الأبرز في تاريخ السينما التسجيلية المصرية، تلمّس فيها مظاهر أسلمة المجتمع المصري، وهو لذلك يصلح للمشاهدة اليوم أكثر من أي وقت.

عن موقع جريدة الأخبار
العدد ١٦٢٨ الاثنين ٦ شباط ٢٠١٢
ادب وفنون


مقالات «الأخبار» متوفرة تحت رخصة المشاع الإبداعي، ٢٠١٠
(يتوجب نسب المقال الى «الأخبار» ‪-‬ يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية ‪-‬ يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص)
لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)