ذاكرة الجسد، أحلام مستغانمي (الجزائر)، رواية Mémoires de la Chair, Ahalam Mastaghanmi (Algérie), Roman

, بقلم محمد بكري

ذاكرة الجسد، رواية من تأليف الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي الحائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1997. صدرت الرواية سنة 1993 في بيروت

ما زلت أذكر قولك ذات يوم : “الحب هو ما حدث بيننا. والأدب هو كل ما لم يحدث”.

يمكنني اليوم بعدما انتهى كل شيء ، أن أقول : هنيئاً للأدب على فجيعتنا إذن، فما أكبر مساحة ما لم يحدث، إنها تصلح اليوم لأكثر من كتاب.

وهنيئاً للحب أيضاً ..

فما أجمل الذي حدث بيننا .. ما أجمل الذي لم يحدث .. ما أجمل الذي لن يحدث !

بهذه الكلمات عرفت أحلام مستغانمي موضوع روايتها ذاكرة الجسد التي لاقت ولا زالت منذ نشرها تحظى بنجاح منقطع النظير في كل أنحاء العلم العربي، كما أنها تحولت إلى مسلسل تلفزيوني من من ثلاثين حلقة انتجه تلفزيون أبو ظبي.

وخلاصة الرواية التي تدور معظم أحداثها بين فرنسا والجزائر هي أن رسام يدعى “خالد بن طوبال” فقد ذراعه أثناء الحرب ويقع في غرام فتاة جميلة، هي ابنة مناضل جزائرى كان صديقاً لخالد أثناء ثورة التحرير، لكنه قُتل أثناء الحرب التحريرية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر.اما هي فتغرم بصديق له وهو مناضل في الثورة الفلسطينية لكنها تواجه تقاليد مجتمعها خاصة بعد زواجها من ضابط كبير ذو نفوذ ضخم في الحكومة الجزائرية.

أما عن أسلوب وبناء الرواية فإننا سنترك الكلام للشاعر نزار قباني الذي كتب هذه الكلمات عنها في 20/8/1995 :

روايتها دوّختني. وأنا نادراً ما أدوخ أمام رواية من الروايات. وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق فهو مجنون، ومتوتر، واقتحامي، ومتوحش، وإنساني، وشهواني .. وخارج على القانون مثلي.

ولو أن أحداً طلب مني أن أوقع إسمي تحت هذه الرواية الإستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر لما ترددت لحظة واحدة ...

هل كانت أحلام مستغانمي في روايتها (تكتبني) دون أن تدري .. لقد كانت مثلي تهجم على الورقة البيضاء، بجمالية لا حد لها .. وشراسة لا حد لها .. وجنون لا حد له ...

الرواية قصيدة مكتوبة على كل البحور .. بحر الحب، وبحر الجنس، وبحر الإيديولوجية، وبحر الثورة الجزائرية بمناضليها ومرتزقيها، وأبطالها وقاتليها، وملائكتها وشياطينها، وأنبيائها وسارقيها ..

هذه الرواية لا تختصر ذاكرة الجسد فحسب، ولكنها تختصر تاريخ الوجع الجزائري، والحزن الجزائري، والجاهلية الجزائرية التي آن لها أن تنتهي...

نستطيع أخيراً قراءة مقال عبده وزان المنشور في جريد الحياة بعنوان :
أحلام مستغانمي على مشرحة النقد الأكاديمي

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)