دينيس جونسون ديفيز رائد ترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية

, بقلم محمد بكري


مجلة الجديد


مجلة الجديد
مجلة أدبية شهرية تصدر في لندن
مجلة الجديد الأدبية الشهرية - العدد 73 - فبراير/ شباط 2021


دنيس جونسون ديفز.. شيخ مترجمي الأدب العربي إلى الإنجليزية


يحتفي هذا الملف بدينيس جونسون ديفيز بوصفه رائد ترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية، فمنذ الأربعينات، مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية، وجد هذا الكاتب المغامر نفسه في مصر، بين عمالقة أدبها من كتاب القصة والرواية والشعر والبحث الأدبي. فكان أول من قدم إلى لغة شكسبير ترجمات لنتاجات رواد الأدب المصري في القصة والرواية بدءاً من جيل محمود تيمور إلى جيل يوسف إدريس مروراً بجيل نجيب محفوظ.

الملف الذي أعده الكاتب المغربي إبراهيم أولحيان هو جزء من مادة كتاب دفع به إلى النشر، وهو ثمرة جلسات استجواب مع شيخ المترجمين وقد ارتبط بعلاقة صداقة حميمة به خلال فترة إقامته في المغرب.

ينقسم الملف إلى مقدمة من الكاتب وشهادة من دينيس حول علاقته بالأدباء في مصر، على نحو خاص، إلى جانب ملامح من سيرته، فضلاً عن قصة قصيرة من تأليفه. وقد أضافت “الجديد” على هذا الجهد للكاتب المغربي أولحيان مقالة، هي بمثابة قراءة في الكتاب المزمع صدوره عن دار (…) في القاهرة وضعها الناقد المصري المقيم في تركيا ممدوح فراج النابي.

يشكل هذا الملف مدخلاً إلى سيرة وأعمال مترجم ندر مثيله، فبفعل جهوده المبكرة وكفاحه الشخصي، ومن دون أيّ دعم من مؤسسة ثقافية، عربية كانت أم أجنبية، اجتهد وأوصل بواكير الصوت الأدبي العربي إلى قراء الإنجليزية. وواصل جهوده في الترجمة، فتناول من وقت إلى آخر تجربة أدبية من خارج مصر لتقديمها لمكتبة الأدب المترجم في الإنجليزية.

إشارة لافتة في مذكرات شيخ المترجمين تمس حاضر الترجمة اليوم، وهي تلك التي نطالعها في حديثه عن لقائه بيوسف الخال، ودعوة الأخير له ليشاركه في ترجمة نماذج من الشعر العربي لتقديمها في أنطولوجيا كانت ستكون الأولى بالإنجليزية للشعر العربي الحديث. اعتذر دينيس، وكان من بين أبرز أسبابه معارضته للطريقة التي اقترحها الخال في الترجمة، وهي أن تخضع القصيدة العربية لتشذيب وإعادة كتابة لما في أكثر الشعر العربي من حشو واستطراد لا يمكن معه نقل القصيدة كما هي.

كان جواب دينيس “أؤمن بأنه ليس من شأن المترجم أن (يحسّن) أيّ مقطوعة كتابية، سواء بالإضافة إليها أو بالحذف منها”. تحملنا هذه الملاحظة على استدعاء جانب ملحوظ من أعمال ترجمة الشعر من العربية إلى اللغات الأخرى اليوم، وعماده إعادة كتابة القصائد من قبل المترجم من باب (تحسينها) بحيث يتعذر علينا في حال إعادة ترجمتها إلى العربية نسبتها على الأصل.

هذا الملف هو فاتحة احتفاء بشيخ مترجمي الأدب إلى اللغة الإنجليزية.

قلم التحرير

أعد الملف : ابراهيم أولحيان

تصوير : باولا كروتشياني

تابع مقالات الملف :

الملف على موقع مجلة الجديد

مجلة الجديد

ولدت مجلة الجديد الأدبية الشهرية في خضم زمن عربي عاصف شهد زلزالاً اجتماعياً وثقافياً وسياسياً مهولاً، ضرب أجزاء من الجغرافيا العربية، وبلغت تردداته بقية الأجزاء، وأسمعت أصداؤه العالم. وعلى مدار أعوام منذ أن خرج التونسيون يرددون “الشعب يريد” باتت الوقائع اليومية لما سيُعرَّف لاحقاً بأنه “ربيع عربي” خبراً عالمياً يومياً، وموضوعاً مغرياً للسبق الصحافي نصاً وصوتاً وصورة. في هذا الخضم العارم ولدت ثقافة الشارع، ويا لخطر تلك التسمية والتباسها، ثقافة الشارع، هل هي حقاً ثقافة شارع أم ثقافة شعوب. الهتاف واللوحة والملصق واللافتة والأغنية، والشذرات المكتوبة بلغات عربية شتى تتراوح بين الفصحى والعامية كان مسرحها مواقع التواصل الاجتماعي...

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)