ثقافة - سياحة - تراث - Culture - Tourisme - Patrimoine

تونس: في معرض العروسة.. كل ما تحتاجه الفتاة لزفافها Tunisie - Foire - Trousse de mariage

, بقلم محمد بكري

جريدة الشرق الأوسط
الخميـس 24 ربيـع الاول 1433 هـ 16 فبراير 2012 العدد 12133
الصفحة : عين الشرق
تونس : عبد الباقي خليفة


جريدة الشرق الأوسط


يقام 4 مرات في العام ويشهد إقبال المقبلين على الزواج


المعرض يقام في كل من تونس العاصمة، وبنزرت، وصفاقس، وسوسة، وهو من المعارض الناجحة التي ينتظرها المنتجون والمستهلكون («الشرق الأوسط»)

يتميز معرض العروسة الجوال بين عدد من المدن التونسية الكبرى، تونس، وبنزرت، وسوسة، وصفاقس، بأنه الوحيد المتخصص والمخصص لأفراح الزفاف في تونس. ففي مكان واحد تجد العروسة كل ما تحتاج إليه من ملابس، وأفرشة وأغطية.

وقد يبدو الأمر غريبا لدى بعض العرب إذا علموا أن العروسة، في تونس، تساهم بقسط وافر في اقتناء مستلزمات المنزل الذي ستسكنه مع زوجها، وأحيانا (حسب الحالات والمناطق) تتكبد كل ذلك وحدها. وفي أفضل الأحوال، عليها شراء الغسالة، والثلاجة، والفرن، وطاولة الطعام والأفرشة والأغطية، وغير ذلك.

بل هناك من التونسيات من تحضر حتى المنزل (بنته) وبالتالي أصبح التونسيون أشبه ما يكونون بتقاليد الزواج في الهند منه لبقية الدول العربية الأخرى. وهي عادات لم تكن سائدة قبل عقدين أو ثلاثة عقود.

يقام معرض العروسة في سوسة، نهاية شهر يناير (كانون الثاني) من كل عام ويستمر حتى الخامس من فبراير (شباط)، وهو كما يقول القائمون عليه، من المعارض الناجحة في البلاد، وهو يعيش عامه السادس عشر على التوالي.

وقال مدير المعرض محمود العبيدي لـ«الشرق الأوسط»: «لم يعد الزواج موسميا في تونس بل يشهد مختلف الفصول الكثير من الزيجات» وتابع: «نوفر في المعرض كل مستلزمات العرائس في فضاء واحد لتيسير شراء الحاجيات الضرورية للزواج بما في ذلك مستلزمات غرف النوم، والحمامات، وغرف الاستحمام والأفرشة والستائر وكل مستلزمات البيت من مكان واحد» وبخصوص الأسعار أفاد بأنه لا يحبذ مصطلح «أسعار في متناول الجميع» ولكنها «أسعار مدروسة»، ويمكننا الحديث عن الجودة أكثر منها أسعار رخيصة، فالجودة موجودة وعالية أيضا، والأسعار هنا أفضل لأنه لا يوجد وسطاء، فالسلع المعروضة هي من المنتج المباشر إلى المستهلك، وأردف: «من السلع الجيدة نجد مثلا صناعة الأثاث القادمة من مصانع قليبية، وصفاقس، وتونس، وهناك بيع بالتقسيط ويشمل أثاث غرف النوم وغرفة الجلوس وغرفة الطعام وغير ذلك» وأوضح العبيدي أن جميع جهات البلاد ممثلة في المعرض حسب تعبيره، لكن الواقع هو سيطرة مطلقة على المعرض من قبل ثلاثي، قليبية، وصفاقس، وتونس، ومناطق الوسط الواقعة على البحر.

وعن تخصصات الجهات في تونس، أو ما غلب على كل جهة من أعمال حرفية، أفاد بأن «صناعة الأثاث من قليبية، والنقش على القماش والمفروشات من بنزرت والأغطية الصوفية من الجنوب، وتطريز ملابس العرائس من صفاقس، والصناعات الحرفية اليدوية التقليدية من تونس، وهناك ابتكارات وإبداعات في هذا المجال ساهمت في بقاء هذه الصناعات واستمرار إقبال الناس عليها».

وعاب العبيدي على وسائل الإعلام المحلية من مرئية ومسموعة ومقروءة تغطية المعرض «أعيب على وسائل الإعلام عدم حضورها لتغطية المعرض، فنحن نتعامل مع التلفزة والصحف والإذاعات وكل شيء بالفلوس، وعوض إرسال صحافيين يغطون المعرض طيلة أيام العرض، يكتفون بالإشهارات مدفوعة الأجر، ولا ندري لماذا لا تساهم وسائل الإعلام في إنجاح الاقتصاد بالبلاد».

وقالت رئيسة غرفة التطريز بصفاقس، والحرفية المرجع درصاف دريرة التي تعرض لباس العرائس ليلة الزفاف «دائما هناك إقبال على معرض العروسة فالأسعار متفاوتة وهي من 750 دينارا وحتى 3 آلاف دينار (نحو 1500 يورو) وجميعها صناعة يدوية تقليدية».

وعن الفترة التي تستغرقها عملية إعداد كسوة قالت: «تطريز الكسوة يأخذ 3 أشهر، وبعدها تأتي الخياطة والتطريز الإضافي بما يعني 4 أشهر في الكسوة الواحدة». واشتكت من تراجع الأرباح «لم يعد هناك أرباح كبيرة، وذلك بسبب تراجع استيراد المواد الأولية، ومنعنا من استيرادها لأنها تصنف كالذهب، وقد شجع ذلك التجارة الموازية عبر التهريب، وزاد الطين بلة، وجود سلع رخيصة مستوردة من الصين وهو ما يهدد الصناعات التقليدية جميعا، وعلى مستوى الجودة لم يعد الناس يميزون بين الجيد والسيئ، لذلك لا بد من تنظيف القطاع بما في ذلك الدخلاء عليه».

ومن خلال حديثنا مع الحرفيين من تخصصات مختلفة وجدنا شكوى عامة من إجراء إداري سابق وهو تحويل شهادات الكفاءة من أرباب المهنة إلى مراكز التكوين. حيث لم تغب هذه الملاحظة عن السيدة درصاف «لا يعرف الصناعة إلا الحرفي، وأنا كحرفية في الصناعة التقليدية يمكنني القول لم تعد هناك صناعة تقليدية» وطالبت المسؤولين بمراجعة الأخطاء التي تمت في السابق في هذا الميدان «لا بد من تضافر الجهود وأن ينزل المسؤولون للميدان ليسمعونا ويسهلوا في الإجراءات، وتحديد الضرائب، وحماية الصناعة التقليدية التونسية بتوفير المواد الأولية للحرفي، وتسهيل الترويج والتصدير، ومنع الدخلاء، وتوفير الحماية للمنتوج المحلي، ووضع ماركات مسجلة للمنتوجات التونسية».

في أحد أركان المعرض كانت إشراف غراد، من تونس، تقوم بالرسم على الحرير، وتعمل في المجال منذ 24 سنة، «هناك إقبال فالجودة تجلب الزبائن، بالنسبة لي كان هذا العمل هواية في البداية، وعندما وجدت أنها تدر دخلا لا بأس به واصلت الإنتاج والبيع». ومن بين الأشياء التي تقوم إشراف بتطريزها أغطية الرأس التي يطلق عليها في تونس (المحرمة) والرقبية (شال يوضع حول الرقبة) إضافة لأقمشة حريرية تلبس في الأعراس وغرف النوم لا سيما في فصل الصيف. وهي خلاف آخرين لا تبيع سوى في المعارض.

رانيا (20 سنة) من قصر هلال، تبيع أشياء للزينة، عبارة عن تحف توضع على الطاولات والخزائن والمكاتب، وأخرى خاصة بإكسسوارات غرفة الاستحمام وغيرها، مصنوعة من اليونوكس والكريستال. وذكرت رانيا التي تدرس بالجامعة (سنة ثانية لغة إنجليزية) أن أسرتها تملك محلا لبيع إكسسوارات المنازل في مسقط رأسها بقصر هلال. وحول ما إذا كانت أرباح المحل أفضل أم المعارض، فضلت الأخيرة من حيث المردود المالي «المعارض أفضل حيث يأتي الناس من كل مكان، وبالأخص الراغبون في تجهيز أنفسهم للزفاف».

هندة العبيدي من العاصمة، تبيع كل ما يحتاجه العروسان للاستحمام، من منشفة وبرنس استحمام، ومناشف بيوت الخلاء، وغيرها «كل هذه المناشف والبرانس وغيرها خاصة بالرجل والمرأة على حد سواء، وهي سلعة تتمتع بالجودة وبأسعار مناسبة» وتابعت «وضعنا أسعارا منخفضة لمساعدة العروسين على إتمام زفافهما بأقل التكاليف» وتحتوي بعض المغلفات على برنسين، ومنشفتين كبيرتين، إضافة لمنشفتين صغيرتين. وهناك اختلاف وفي نفس الوقت تناسق واضح بين برنس العريس والعروسة كأن يكون برنس الرجل بنيا فاقعا، وبرنس المرأة بنيا فاتحا. وجميع المناشف والأغطية مطرزة. وتؤكد العبيدي أن جميع خيوط التطريز والأزرار الموجودة على منتوجاتها تظل كما هي حتى بعد غسلها.

عن موقع جريدة الشرق الأوسط


جريدة الشرق الأوسط، صحيفة عربية دولية رائدة. ورقية وإلكترونية، ويتنوع محتوى الصحيفة، حيث يغطي الأخبار السياسية الإقليمية، والقضايا الاجتماعية، والأخبار الاقتصادية، والتجارية، إضافة إلى الأخبار الرياضية والترفيهية إضافة إلى الملاحق المتخصصة العديدة. أسسها الأخوان هشام ومحمد علي حافظ، وصدر العدد الأول منها في 4 يوليو 1978م.
تصدر جريدة الشرق الأوسط في لندن باللغة العربية، عن الشركة السعودية البريطانية للأبحاث والتسويق، وهي صحيفة يومية شاملة، ذات طابع إخباري عام، موجه إلى القراء العرب في كل مكان.

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)