تتر رسوم الكرتون.. مطربون خلدتهم ذاكرة الطفولة

, بقلم محمد بكري


جريدة رأي اليوم الإلكترونية


الإثنين 10 نوقمبر/تشرين الثاني 2014
جريدة رأي اليوم الإلكترونية


من منا لم يعش مع أشهر الشخصيات الكرتونية التي رافقت الذاكرة العربية الصغيرة؟ ومن منا لم يحلم أن يكون بطلا مثل أبطال هذه الرسوم، ولم يجلس أمام شاشات التلفاز في ساعة الرسوم المخصصة بلهفة وتعطش ليردد أغاني الرسوم قبل عرضها، ويحفظها عن ظهر قلب.

ذاكرة الطفولة تعد أعمق ذاكرة للإنسان، وأكثرها مثارا للحنين وللعودة، وليس مستغربا اليوم أن تبتسم وتستعيد أحلى أيام طفولتك حين تستعيد الأغاني التي خزنها قلبك طويلا لأفلام الكرتون التي كبرت معها.

ولكن الأبطال الحقيقيون لأغاني خلدت في الوجدان العربي هم الوحيدون الذين لم تر وجوههم أو تميز أسماءهم، هم الذين أعطوك دون أن يطالبوك بتمجيدهم أو التصفيق لهم، لم يأهبوا بشهرة الأضواء بقدر ما آثروا أن يقدموا لك أروع أحلامك الصغيرة التي ترعرعت عليها.

ولعل أشهر من قدموا للطفولة وأعطوها، الفنان طارق العربي طرقان، الفنانة رشا رزق، الفنان سامر كلارك، وسهير عودة التي اشتهرت بتتر فيلم الكرتون “سالي”.

فمن هو طارق العربي؟

هو ملحن ومغني ومؤلف لأغاني الأطفال، من مواليد دمشق 1959، سوري من أصول جزائرية فوالده جزائري الأصل وأمه سورية.

تتسم ألحان طارق بطبيعتها الموسيقية المعقدة، خلافا لما تعودنا عليه في مجال أغاني الأطفال، ولعل أصوله الجزائرية لعبت دورا في التنويع الموسيقي والمزج،

حيث أعاد بعض الأغاني للإخوة ميغري وناس الغيوان من المغرب، وتأثرت ألحانه بشكل كبير بالموسيقي الأمازيغي إيدير من الجزائر وغيرهم .

ويعتبر الفنان طارق العربي مؤسسا لمدرسة موسيقية جديدة في مجال أغنية الطفل بالعالم العربي، مدرسة تعتمد على إعلاء المستوى في الكلمات والألحان لرفع القيمة التحسيسية والموسيقية للأغنية في آن واحد. وهي مدرسة أرساها عبر أغانيه وتلقاها عنه قلة من الفنانين الشباب الصاعدين. ويعد فيلم كرتون “ماوكلي” أول أعماله وهو من تأليفه وألحانه بالاشتراك مع أمل حويجة (التي دبلجت العديد من الرسوم الشهيرة).

كما لدى طارق أناشيد ذات طابع ديني وأغاني أخرى غير موجهة للأطفال وباللغة الإنجليزية.

ومن أشهر أغاني الأطفال التي قدمها طارق، نذكر منها على سبيل المثال:

الكابتن ماجد، المحقق كونان، روبن هود، صقور الأرض، في جعبتي حكاية، دراغون بول، الماسة الزرقاء، الصياد الصغير، مغامرات سوسان، هزيم الرعد، وغيرها الكثير..

رشا رزق

ولدت رشا رزق في دمشق، عام 1976، بدأت الغناء منذ صغرها، وعملت مع شركة “الزهرة” السورية للإنتاج والدبلجة.

هي أستاذة الغناء الأوبرالي في المعهد العالي للموسيقا بدمشق، الذي تخرجت منه عام 2002 ، تتلمذت على يد غالينا خالدييفا ونتاليا كيريتشينكا الحائزة على جائزة ماريا كالاس.

التحقت بعدة ورشات عمل: في دمشق مع ميا بيسلينك وغلوريا سكالكي، وفي باريس مع كارولين دوما في الإيكول نورمال، في مالطا مع المايسترو ريكاردو موتي، وفي أوبرا برلين مع مغني الباريتونرومان تريكيل.

ومن أشهر أغاني الأطفال التي قدمتها:

كابتن ماجد الجزء الثالث، بوكيمون، عهد الأصدقاء، عبقور، ريمي، أبطال الديجيتال، المقاتل النبيل، وغيرها الكثير.

سامر كلارك

ولد سامر كلارك في لبنان، عام 1948، وهو أحد أشهر مغني جيله، اشتهر بصوته الأوبرالي، وغنى بالإنجليزية.

اسمه في الأصل، سامي حبيقة، لكنه لقب نفسه بسامي كلارك تسهيلاً لنطق الاسم باللغات الأجنبية خاصة أنه بدأ الغناء باللغات الأجنبية. نال العديد من الجوائز في مهرجانات موسيقية من بلغاريا وألمانيا وفرنسا واليونان والنمسا، في أواخر الستينات وفي السبعينات من القرن الماضي. سخر خامة صوته الأوبرالية للغناء الغربي الذي أطلقه بقوة إلى سماء النجومية، فأقام لنفسه مكانة بين أقرانه الأجانب تميّز فيها خصوصا بأغنية “موري موري” باللغة الإنكليزية من ألحان إلياس الرحباني.

غنى كلارك أيضاً بالفرنسية والإيطالية والأرمنية واليونانية والألمانية والروسية، ونجح في المزج اللغوي في الغناء بين العربية وغيرها. وشارك في برامج الأطفال في الثمانينات من القرن الماضي في كرتون” غريندايزر” الذي غنى المقدمة والنهاية، وأغنيته الشهيرة في فيلم الرسوم المتحركة “جزيرة الكنز″. بالإضافة إلى الإعلانات وصوته المتميز فيها.

الطفولة، العمر الذي يتمنى الإنسان دوما أن يعود، ندعكم معها، في ذاكرة حاضرة غائبة، لمن خلدوا لنا أجمل أيامها.

عن موقع جريدة رأي اليوم الإلكترونية


من تقديم مؤسس ورئيس تحرير جريدة رأي اليوم الإلكترونية :

سياستنا في هذه الصحيفة“رأي اليوم”، ان نكون مستقلين في زمن الاستقطابات الصحافية والاعلامية الصاخب، واول عناوين هذا الاستقلال هو تقليص المصاريف والنفقات، والتمسك بالمهنية العالية، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع بقدر الامكان، والانحياز الى القارئ فقط واملاءاته، فنحن في منطقة ملتهبة، تخرج من حرب لتقع في اخرى، في ظل خطف لثورات الامل في التغيير الديمقراطي من قبل ثورات مضادة اعادت عقارب الساعة الى الوراء للأسف.

اخترنا اسم الصحيفة الذي يركز على “الرأي” ليس “تقليلا” من اهمية الخبر، وانما تعزيز له، ففي ظل الاحداث المتسارعة، وتصاعد عمليات التضليل والخداع من قبل مؤسسات عربية وعالمية جبارة تجسد قوى وامبراطوريات اعلامية كبرى، تبرخ على ميزانيات بمليارات الدولارات، رأينا ان هذه المرحلة تتطلب تركيزا اكبر على الرأي المستقل والتحليل المتعمق، وتسمية الامور باسمائها دون خوف.

لقراءة المزيد


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)