الممثل بشارة واكيم صاحب الأداء الاستثنائي والموهبته الفطرية

, بقلم محمد بكري


موقع رصيف 22


موقع رصيف 22
السبت 14 مارس 2020ـ
مصطفى طاهر


لن أتزوّج ولو شنقوني، قبطي وأحفظ القرآن، مصريّ يظنونني لبنانياً... تناقضات بشارة واكيم


قبل 130 عاماً بالتمام والكمال، كانت القاهرة على موعد مع ميلاد عبقرية استثنائية؛ سيكون حظّ الطّفل الوليد حسناً وسيتصدر اسمه الأفيشات، ومع أيام طفولته الأولى سيدخل المسرح إلى مصر سريعاً، وبعدها بسنوات قليلة سيكون الطفل الذي أصبح شاباً قد بات جاهزاً ليصبح أحد أركان اللعبة، ولأن عشق التمثيل كان راسخاً في قلبه، فإن “بشارة واكيم” سيقدّم كلّ التضحيات الممكنة التي ستكفل لمشواره الفني رسوخاً مركزياً في تاريخ المسرح المصري والعربي.

أداؤه الاستثنائي وموهبته الفطرية، جعلت أغلب جمهور السينما والمسرح في مصر يظنه لبنانياً، بسبب إجادته الكبيرة في أداء دور الرجل القادم من بلاد الشام، لكن الحقيقة أن ابن تاجر الأقمشة ذائع الصيت في حيّ الفجالة القاهري، كان يحمل كلّ التناقضات في ثنايا موهبته التمثيلية، ولذلك كان طريقه مفروشاً بالورود لحجز أدوار البطولة.

بين التراجيدي والكوميدي

في الخامس من شهر أذار/مارس، عام 1890، خرج للنور بشارة إلياس يواقيم، ابن حيّ الفجالة الشعبي في وسط العاصمة المصرية. الوالد هو تاجر الأقمشة الشهير، إلياس واقيم، الذي ذاع صيته في تلك الفترة من نهايات القرن التاسع عشر. وأولى صدامات بشارة واكيم بسبب حبّ الفن كانت بالطبع مع أهله ووالده تاجر الأقمشة الذي انتشرت تجارته بين مصر وبلاد الشام. كانت مصر في ذلك الوقت مجتمعاً محافظاً، ينظر إلى العمل في الفن، على أنه انخراط في مهنة سيئة السمعة.

بدأ بشارة رحلته التعليمية من مدارس “الفرير” الفرنسية في باب اللّوق، حيث تعلم هناك اللغة الفرنسية، وهو ما فتح الطريق له للالتحاق بكلية الحقوق حتى حاز على درجة الليسانس عام 1917، وهو ما أهّله للحصول على منحة لمواصلة دراسته في باريس. لكن القدر لعب لعبته، ومنعتْه من السفر الحربُ العالمية الأولى التي كانت في أوج اشتعالها، ليعود واكيم لمواصله صدامه المؤجل مع أهله، بسبب رغبته في العمل بالفن، ورفضِ أسرته بشكل قاطع لعمله في المهنة سيئة السمعة في ذلك الوقت، لكن بشارة كان قد حسم أمره، فتقدّم للالتحاق بفرقة عبد الرحمن رشدي المسرحية، حيث بدأ مشواره الفني منها، قبل الالتحاق بفرقة “جورج أبيض” حيث بدأ مشواره بتألق.

أولى صدامات بشارة واكيم بسبب حبّ الفن كانت بالطبع مع أهله ووالده تاجر الأقمشة. كانت مصر في ذلك الوقت مجتمعاً محافظاً، ينظر إلى العمل في الفن، على أنه انخراط في مهنة سيئة السمعة

ثمّ أتت بعدها المحطة الفارقة في حياته بلقائه مع الفنان يوسف وهبي، الذي كان يشبهه في حالة الصدام مع الأسرة والهروب من ضغوط العائلة، فقرّر يوسف وهبي ضمَّه لفرقة “رمسيس” المسرحية، وكان ذلك اللقاء إعلاناً لفتح الطريق لحدوث نهضة مسرحية وفنية شاملة في شوارع ومسارح مصر، خاضها مجموعة من الموهوبين على مسرح رمسيس تحت قيادة يوسف وهبي.

كانت تجربة واكيم المسرحية من أكثر التجارب تنوعاً في تاريخ المسرح العربي؛ فمن البداية في الأدوار التراجيدية مع فرقة “جورج أبيض”، حتى الانتقال للأدوار الكوميدية التي تألق فيها على مسرح يوسف وهبي، ثمّ مع فرقة “منيرة المهدية”.

عن موقع رصيف 22

حقوق النشر

تم نقل هذا المقال بهدف تربوي وبصفة غير تجارية بناء على ما جاء في الفقرة الثانية من الفقرة 5 من شروط استخدام موقع رصيف 22 الإلكتروني على الموقع الإلكتروني “رصيف 22” :

... علماً أن الموقع يحترم، بالقدر الذي نقتبس فيه المواد من حين لآخر من مصادر أخرى بغية دعم مختلف التفسيرات والمؤلفات الواردة في هذا السياق، حق الآخرين في “الاستخدام العادل” للمواد التي يتضمنها الموقع؛ وبناءً على ذلك، فإنه يجوز للمستخدم من حين لآخر، اقتباس واستخدام المواد الموجودة على الموقع الإلكتروني بما يتماشى مع مبادئ “الاستخدام العادل”.

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)