رواية مترجمة إلى العربية

القانوني، أوقاي ترياقي أوغلو (تركيا)، رواية ترجمة مصطفى حمزة

, بقلم محمد بكري

جريدة السفير
الثلاثاء 22/01/2013 - العدد 12387
عناية جابر


جريدة السفير اللبنانية


«القانوني» للتركي أوغلو.. قصص كثيرة في صندوق واحد


عن «الدار العربية للعلوم ناشرون»، صدرت النسخة العربية من الرواية التركية «القانوني: السيف لا يقيم العدل» لأوقاي ترياقي أوغلو، والترجمة لمصطفى حمزة.

في هذه الرواية يتناول أوغلو بنية الدولة العثمانية، وعلاقات القوة فيها بين الأتراك والتركمان، والخلفيات السياسية للعلاقات السنية والشيعية، كما يجتهد الراوي في الكشف لقارئه، عن جانب إنساني مهم في قضية الرق، فالرق في الدولة العثمانية كان مقيداً بنظام المكاتبة الذي عرف في تلك الفترة من تاريخ الامبراطورية العثمانية. إلى ذلك، حاول الروائي من خلف الشخصيات والمواقف تقديم تحليل لنفسية الجواسيس في البلاط العثماني، وبذلك تقدم هذه الرواية الدولة العثمانية كدولة أولى في الموقف الدولي، تسعى لزرع عملاء في قلب أوروبا، وتقوم بما تقوم به أميركا وإنكلترا وغيرهما من الدول الفاعلة اليوم في المسرح الدولي. أوقاي ترياقي أوغلو لعب روائياً على هذه المعلومة ونجح في بث الروح في حقبة تاريخية مهمة من عرش السلطنة العثمانية وفي الوقت نفسه أعاد قولبتها ـ تشكيلها ـ لتحمل رسالة ما، تتلاءم أو تشبه ما يجري على أكثر من صعيد اليوم.
هذه التيمات الكبرى، لم تُكتب كتقرير سياسي بل حشد لها الكاتب مجموعة من الأحداث والشخصيات التي سمعنا وقرأنا عنها وأثارت فضولنا، وكلها أثارت أو شغلت اهتمام المؤرخين، ونجدها في هذه الرواية، (القانوني)، التي بدا أسلوبها المتمهل، والخيال الذي خامرها، عاملين مساعدين على إنجاحها.

«وما الدنيا، إلا خيال» هو شعار السلطان المعظّم في الرواية ويُدعى (القانوني)، بينما حرّم هي عشيقته التي روت بدماء عشقها رسائلها وحب السلطة، وإبراهيم البرغالي هو خبير الدسائس، الذي يضع نصب عينيه كل أنواع الغدر في طريقه من العبودية الى تولي منصب الصدر الأعظم، وهيمى هو الجاسوس القوي المحنّك، المشهور بصراعه مع عملاء الفاتيكان في شتى أنحاء العالم، فيما يسرد الكاتب في جزء رحب من الرواية، فتح بلغراد التي وقف «الفاتح» أمام أسوارها وحاصرها، سبعة أشهر كما في حصار رودوس، وفي أشهر ميدان قتال في العالم.. «موهاج».

سرد أوغلو متعلق بالخيال الذي يبدو في مواضع متحرراً من سيطرة العقل ومن الاهتمام بالاحتمالات، وثمة مجازفات (المشهد عند أسوار رودوس) متعذرة على التفكير العقلي. الخيال إذاً، مع أنه الاكتشاف الأكبر للفن الحديث، لكنه هنا غير مسيطر عليه، ويوشك ألا يندمج في الرواية التي من المفترض ان تكون استنطاقاً واضحاً للحياة، من مجموعة عناصر متباينة حاول أوغلو توحيدها في الرواية، لكنها بقيت تفتقر إلى كيمياء حقيقية. ثمة قصص كثيرة إذا صح التعبير معبأة في صندوق الرواية، تفلت منها الوحدة أحياناً، ونراها تتكون من مجموعة «وحدات» تخلق حالاً من البلبلة بالنسبة إلى القارئ. كما يمكن اعتبار «القانوني» روايات عدة في رواية واحدة، إذ نجد فيها الرواية الرومانسية، وتلك الفلسفية، وأخيراً الرواية السياسية حول مجموعة من الجواسيس، والتعدد هنا لا يصب في صالح «القانوني» ولا يجمعها بوحدة غير منفصلة. مشكلة التمزق عند أوغلو ان هذه الوحدات تتطور متزامنة من دون أن تتقابل، مع ان موضوعاً واحداً هو الذي يجمعها لا موضوعات عدة.

عن موقع جريدة السفير اللبنانية


صدر العدد الأول من جريدة السفير في 26 آذار 1974، وكانت ولا تزال تحمل شعاري “صوت الذين لا صوت لهم” و “جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان”.
اليوم، وبفضل تقنيات الاتصال الحديثة والإنترنت، تخطت السفير مصاعب الرقابة والتكاليف الباهظة للطباعة في الخارج وتمكنت من الوصول إلى قرائها في القارات الخمس.
تتضمن صفحات السفير الأخبار والتغطية الميدانية للأحداث في السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع والرياضة والترفيه، بالإضافة إلى التحقيقات الميدانية والعلمية والبيئية.
وتتولى تغطية الأحداث اليومية مجموعة صحفيو السفير ومراسلوها في واشنطن وباريس ولندن والقاهرة وفلسطين ودمشق وعمان وموسكو وروما وبون، مستعينون كذلك بالخدمات الإخبارية التي توفرها وكالات الأنباء العالمية.
لقراءة المزيد


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)