الذكرى العاشرة لرحيل الروائي المصري نجيب محفوظ 1911 - 2006

, بقلم محمد بكري


 جريدة رأي اليوم الإلكترونية


جريدة رأي اليوم الإلكترونية


الأربعاء 31 أغسطس/آب 2016
جريدة رأي اليوم الإلكترونية
القاهرة/ يوسف أحمد / الأناضول


“نجيب محفوظ بين الرواية والفيلم”.. رؤية جديدة


كثر من عشرين كتابا بالعربية، وعشرات (ربما مئات) من المقالات والدراسات التي تعرضت لدراسة نجيب محفوظ في وجهه السينمائي، كل من مدخله وزاوية اختياره، ومنها ما قارن بين أعماله المكتوبة والمرئية في جانب أو أكثر من عناصرها الفنية.

ولعل جمهور ومحبي سينما نجيب محفوظ يعلم أن الأفلام، التي تحمل توقيع أديب نوبل، قسمان: أولهما الأفلام التي كتب لها القصة أو السيناريو أو هما معًا بمجموع (25 فيلمًا). ومنها أفلام أصبحت من كلاسيكيات السينما المصرية مثل: «لك يوم يا ظالم»، و«ريا وسكينة»، «شباب امرأة»، و«الفتوة» إخراج صـلاح أبـو سيف، و«درب المهابيل» إخراج توفيق صالح، و«إحنا التلامذة» إخراج عاطف سالم.

أما القسم الثاني، فيتمثل في الأفلام المأخوذة مباشرة عن أعماله الأدبية بمجموع (39 فيلمًا)، ولعل هذا القسم هو الأكثر أهمية رغم المكانة التي تحتلها بعض أفلام القسم الأول.

وقد يرجع ذلك في رأي النقاد إلى أن الفترة الزمنية التي شغلها كانت هي الأطول، وأفلامه هي الأكثر، ومنها تميز العدد الأكبر، بالإضافة إلى أنها أكَّدَت ملامح بصمة نجيب محفوظ في السينما المصرية، كما حققت تزاوجًا كثيفًا بين الأدب والسينما، عاد عليهما وعلى الثقافة العربية بالفائدة.

عن هذه الأفلام المستمَدَّة من أدب نجيب محفوظ، تأتي هذه الدراسة التي يقدمها الناقد السينمائي سامح فتحي، في كتابه الصادر مؤخرًا عن المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة بعنوان «نجيب محفوظ بين الرواية والفيلم»، بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله في الثلاثين من أغسطس/آب 2006.

ينطلق المؤلف في كتابه من الوعي بطبيعة العلاقة أو التداخل بين العمل الروائي والعمل السينمائي؛ فعند النظر إلى كل منهما “نجدهما طبيعتين منفصلتين، لكل منهما أسسه وأجواؤه وحيثياته وبنيته الفنية الخاصة به، لكن في الأخير ثمة علاقة فنية بينهما؛ إذ إن الكلمات تتحول على يد السيناريست والمخرج إلى صور نابضة حية، ويتحول الفن الروائي المقروء إلى فن مرئي ومسموع على شكل لقطات سينمائية موحية ومؤثرة”.

ويرى المؤلف أن الرواية المكتوبة قد يقرأها ألف قارئ أو اثنين أو ثلاثة، بينما الفيلم الذي يتم صنعه عن نفس الرواية من الممكن أن يشاهده عشرات الآلاف من المشاهدين (وفي أحيان ملايين). ولكن الرواية تتغير، بطبيعة الحال، عندما تتحول إلى “فيلم”، وهذا يتوقف على رؤية المخرج وكاتب السيناريو.

معظم روايات نجيب محفوظ تم تحويلها إلى أعمال سينمائية، سعى هذا الكتاب إلى حصرها واستقصائها، وطمح مؤلفه إلى تقديم “رؤية” نجيب محفوظ الروائية، في موازاة الكشف عن “رؤية” المخرج وكاتب السيناريو للعمل من الوجهة السينمائية، مع الحرص على تقديم العملين بصورة تقريبية تامة للقارئ، مستهدفا من ذلك “أنّ من لم يقرأ الرواية أو يشاهد الفيلم يستطيع عقب الانتهاء من قراءة الكتاب أن يتخيلهما جيدا، ويقتربان من ذهنه، وكأنه قرأ الرواية أو شاهد الفيلم”.

وفي سياق الحديث عن الرواية والفيلم لدى نجيب محفوظ لابد من الإشارة إلى مبدأ جوهري كان يعتمده نجيب محفوظ في كل ما تم تحويله من أعمال روائية إلى أفلام، وهو انحصار مسؤوليته الفنية ككاتب في حدود عمله الروائي، بكل جمالياته وتقنياته التي تختلف عن أي فن آخر، فإبداعه في الرواية خالص له، أما الروايات التي تم تحويلها إلى سيناريوهات وأفلام فكان يقف منها موقفا محايدا تماما، ويعتبر أنها أعمال جديدة مسؤوليتها بالكامل تخص أصحابها (صناع الفيلم)، يشير مؤلف الكتاب.

وحينما كان يسأل نجيب محفوظ عن رأيه في تحويل أعماله الروائية والقصصية إلى سيناريوهات أفلام أو مسلسلات، ومدى قبوله أو رفضه لإجراء تغييرات على نصه الأصلي.. كان يجيب بوضوح وحسم بأنه مسؤول فقط عن نصه المكتوب، وليس له أن يتدخل في عمل كاتب السيناريو أو المخرج؛ معتبرًا أن هذا الفيلم أو المسلسل أو أيًّا ما كان الوسيط الذي يستلهم عمله الروائي “عمل فني” مستقل له شروطه وأدواته وهو مسؤولية صانعيه بالكامل، كما كان يرى أن الرواية شيء مستقل تمامًا عن الفيلم والمسلسل؛ فهما عملان فنيان منفصلان لكل منهما رؤيته وشروطه واستقلاليته الكاملة.

كما حرص مؤلف الكتاب على تقديم لمحة عامة من النقد الروائي، عقب التعرض لكل رواية، ثم تقديم العمل السينمائي المأخوذ عنها، وتقديم أبرز الاختلافات بين العمل الروائي والعمل السينمائي، وأسباب تلك الاختلافات ما أمكن ذلك، مع تحليل العمل السينمائي تحليلا يقدم من خلاله وجهة نظره الخاصة، وأيضا طريقة تقديمه وبعض عناصره الفنية.

وبالجملة، فإن الكتاب بهذه المنهجية التحليلية، واعتمادها على آلية المقارنة بين فنين مختلفين كل منهما له جمالياته الخاصة، المنهجية التي فرضها مؤلفه على نفسه، يطمح إلى ما هو أبعد من المقارنة بين صورتين لأعمال محفوظ؛ الصورة المكتوبة (الروايات)، والصورة المرئية (الأفلام)، إنه يريد أن يكون مدخلا للتعرف على إبداع محفوظ بصفة عامة، ومحرضا على قراءته ومشاهدته معا من جديد، هو هنا بهذا المعنى يندرج تحت فئة “الكتب المفاتيح” أو “كتب المداخل”.

ومرت، أمس، الذكرى العاشرة على رحيل الأديب المصري الأشهر نجيب محفوظ في الثلاثين من أغسطس/آب 2006، وهو أول عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب 1988، وتدور أحداث جميع رواياته في مصر، من أشهرها الثلاثية (بين القصرين – قصر الشوق – السكرية) و”أولاد حارتنا” التي مُنعت من النشر في مصر منذ صدورها؛ بدعوى تناولها الذات الإلهية قبل أن تنشر أواخر 2006، وهو أكثر أديب عربي حولت أعماله إلى السينما والتلفزيون.

عن موقع جريدة رأي اليوم الإلكترونية


من تقديم مؤسس ورئيس تحرير جريدة رأي اليوم الإلكترونية :

سياستنا في هذه الصحيفة“رأي اليوم”، ان نكون مستقلين في زمن الاستقطابات الصحافية والاعلامية الصاخب، واول عناوين هذا الاستقلال هو تقليص المصاريف والنفقات، والتمسك بالمهنية العالية، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع بقدر الامكان، والانحياز الى القارئ فقط واملاءاته، فنحن في منطقة ملتهبة، تخرج من حرب لتقع في اخرى، في ظل خطف لثورات الامل في التغيير الديمقراطي من قبل ثورات مضادة اعادت عقارب الساعة الى الوراء للأسف.

اخترنا اسم الصحيفة الذي يركز على “الرأي” ليس “تقليلا” من اهمية الخبر، وانما تعزيز له، ففي ظل الاحداث المتسارعة، وتصاعد عمليات التضليل والخداع من قبل مؤسسات عربية وعالمية جبارة تجسد قوى وامبراطوريات اعلامية كبرى، تبرخ على ميزانيات بمليارات الدولارات، رأينا ان هذه المرحلة تتطلب تركيزا اكبر على الرأي المستقل والتحليل المتعمق، وتسمية الامور باسمائها دون خوف.

لقراءة المزيد



 جريدة العرب اللندنية


العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977


جريدة العرب
نُشر في 30-08-2016، العدد : 10340، ص(15)
الصفحة : ثقافة
العرب - محمد ناصر المولهي


بعد عقد من الغياب محفوظ مازال في الطليعة


تشهد مصر هذه الأيام شأنها شأن بقية الدول العربية احتفاء بذكرى عشر سنوات على رحيل كاتبها الساحر نجيب محفوظ، الكاتب العربي الوحيد الذي نال جائزة نوبل للآداب، احتفاء لا يتوقف عند القراء ومكونات الساحة الأدبية فحسب بل وأيضا في السينما والدراما اللذين مازال محفوظ بالنسبة إليهما المعين الذي لا ينضب.

مرت عشر سنوات على رحيل الكاتب العربي الأشهر والأكثر رسوخا في ذاكرة القراء والساحة الأدبية، عشر سنوات لم يخب فيها اسم الكاتب المصري نجيب محفوظ، ليس ككاتب عربي وحيد نال جائزة نوبل للآداب فقط، بل كتجربة أدبية غزيرة لها ثقلها العالمي وخصوصياتها، كما دخلت أعمال محفوظ عالم السينما والدراما من الباب الواسع، حيث استلهمت الكثير من الأعمال المصورة من رواياته مثل “اللص والكلاب” و”بين القصرين” وغيرهما من المرويات التي بات أغلبها أيقونات يعرفها القاصي والداني. هذه التجربة الأدبية كان ومازال لها من الثراء ما مكن محفوظ من أن يكون الأديب العربي الأبرز لعقود مازالت متواصلة حتى بعد هذه السنوات من رحيله.

راسخ رغم الزمن

مازالت كتب وأعمال نجيب محفوظ حاضرة بقوة، فهو أكثر الكتاب العرب مبيعا ورواجا، ولا أدل على هذا من أن مؤلفاته تعاد طباعتها إلى يومنا هذا في نسخ جديدة كل مرة لا تلبث فيها أن تنفد من السوق، فجميع القراء يسألون عن رواياته ومجموعاته القصصية في المكتبات باستمرار، كما مازالت تُستلهم أعمال درامية وسينمائية من كتاباته حتى بعد رحيله.

قبل شهر أو يزيد قليلا، أعادت “دار الشروق” المصرية (صاحبة حقوق الملكية الفكرية لكل إنتاج محفوظ) طباعة ثلاث طبعات متتالية من رواية نجيب محفوظ «أفراح القبة» التي نشرها في العام 1981، وبعد خمسة وثلاثين عاما، أعاد المسلسل الدرامي المأخوذ عنها مؤخرا الاهتمام بالرواية، وتنامى الإقبال على شراء الرواية وقراءتها بمعدلات غير مسبوقة، كما تعالت النداءات باستمرار استلهام أعمال محفوظ في الإنتاج الدرامي بعد النجاح الكبير الذي لقيه المسلسل، مما حدا بصناع مسلسل “أفراح القبة” إلى التفكير جديا في أن يكون عملهم القادم عن قصة لنجيب محفوظ.

وقد أكدت مصادر مقربة من الشروق للإنتاج الفني، أن المنتجين هم فعليا بصدد الإعداد لمسلسل جديد سيعرض في رمضان القادم عن أحد أعمال محفوظ، وكشفت أن هناك خمس روايات تتم قراءتها بعناية لاختيار واحدة منها، أبرزها حتى الآن «المرايا»، و«ليالي ألف ليلة»، على أن يتم إسناد كتابة السيناريو والحوار والمعالجة الدرامية لواحد من الكتاب الشباب.

ومن جهتها، شرعت دار الشروق في الاحتفال بذكرى نجيب محفوظ على طريقتها، وقامت بتوفير طبعات جديدة من معظم أعماله في كل مكتباتها، ووفرت أيضا طبعات جديدة من أعماله الكبرى التي يكثر الطلب عليها طول الوقت مثل «أولاد حارتنا»، «الحرافيش»، «الثلاثية/ بين القصرين – قصر الشوق – السكرية»، «اللص والكلاب»، «ثرثرة فوق النيل».. وغيرها. كما قامت الدار بتنظيم مسابقة يومية تدور حول سيرة نجيب محفوظ وأشهر شخصياته الروائية طيلة شهر أغسطس، لتعريف القراء الجدد من الناشئة والشباب بأديب نوبل وأعماله.

لم يؤثر الزمن في قيمة أعمال نجيب محفوظ، التي مازالت تحظى برواج كبير سواء عند جمهور القراء أو عند المشتغلين في الدراما والسينما، حيث إلى يومنا هذا تستلهم أعمال الأديب في السينما والدراما المصرية والعربية، ويجعلنا هذا أمام تساؤل ملح: ما الذي جعل من أعمال نجيب محفوظ، على خلاف غيره من الأدباء العرب، تحافظ على بريقها ومكانتها في واجهة الساحة الأدبية؟

مرافقة الواقع

تمكن نجيب محفوظ منذ بداياته في كتابة القصة القصيرة في ثلاثينات القرن الماضي من أن يتلمس له طريقا أدبيا خاصا، تطور خاصة مع ثلاثيته التي تتناول حقبة الفراعنة في نفس تاريخي حافظ على التمشي الواقعي “كفاح طيبة ورادوبيس”. وقد بدأ الكاتب إثر ذلك منذ خمسينات القرن الماضي بإيجاد نمطه الخاص ألا وهو الواقعية وهو المسار الأدبي الذي اختاره لنفسه منذ روايتيه “القاهرة الجديدة” و”خان الخليلي” والذي انتهجه طيلة مسيرته الأدبية الحافلة، لكن محفوظ نوّع في نمط كتاباته ليجرب الواقعية النفسية في رواية “السراب”، ثم عاد إلى الواقعية الاجتماعية مع “ثلاثية القاهرة”، ليكتب في ما بعد روايات رمزية مثل روايته “الشحاذ”.

ترسّخ اسم نجيب محفوظ ككاتب عالمي ليس بسبب نيله نوبل للآداب سنة 1988 فحسب، بل ككاتب عبقري برع في التعبير عن خفايا المجتمع المصري، خفايا الأمكنة والأزقة والحارات والحقول، وخفايا الأنفس من خلال شخصيات عميقة مثل بطل روايته الشحاذ عمر الحمزاوي أو شخصية سي السيد أو شخصية سعيد مهران، وغيرها من الشخصيات التي اختلفت بيئاتها وشرائحها، لكنها مجتمعة تمثل مسحا دقيقا للزوايا المعتمة والمجهولة من المجتمع المصري بدرجة أولى والعربي بدرجة ثانية والإنسان بصفة عامة.

كما برع نجيب محفوظ في أن يجعل من عصره مادة روائية عابرة للزمن فعلاوة على اعتماده للشخصيات والأماكن والأزمان المختلفة في مشروعه الروائي المختلف، شكل الكاتب أحداث رواياته من لحم ودم الواقع، أي أحداث حيّة لا تكاد تدخل عوالمه السردية إلا وتحس بأنك بصدد عالم حقيقي، بشر حقيقيين وصراعات حقيقية، كل ذلك برع فيه محفوظ بعبقرية لافتة، مكنته من أن يكوّن عالما سلسا، يمكن للقارئ تناوله مهما كان مستواه، ولكنه يوفر في نفس الوقت لكل قارئ زاوية ليقرأ من خلالها العمل الذي ينحته محفوط في طبقات بداية بالقصة الواضحة المعالم، تدرجا بين رمزيات ونفسيات مختلفة ترصد الواقع لتشكله من جديد وفق رؤية دقيقة لروائي لا يفلت جزءا إلا ويجعل منه مادة سردية نافذة.

إضافة إلى الحارات والمهمشين، تناول محفوظ طبقات اجتماعية مختلفة كالبرجوازيين والطبقة الوسطى في مصر، مصورا كذلك صراع الثورة والاستعمار البريطاني، والأفكار التي قسمت الشارع المصري بين إخوان وشيوعيين وقوميين ولا منتمين وغيرهم، وهو تقريبا ما نشهده اليوم، حيث رصد الكاتب أشكالا مختلفة للصراع في عمق المجتمع، ناقلا ذلك بكل دقة لكن من زوايا أخرى مختلفة، حيث نسمع الضحية والجلاد اللص والمومس البرجوازي والفلاح، لكل شخصية من شخصياته رأيها وقولها اللذان لم يغفلهما الكاتب.

لذا ونحن نتساءل اليوم عن كيفية بقاء روايات نجيب محفوظ حية بيننا لم تطلها سطوة الزمن ولم تؤثر في جذوتها، لنا أن نعتبر كل ما ذكرنا من خصائص مما ساهم في تخليد الأديب وأعماله، التي مازالت تعبر عن هواجس المجتمع المصري، ومازالت تلقى لها صدى في نفوس القراء من مختلف الشرائح، فمحفوظ قدم واقعا محبوكا بشكل عبقري، واقعا في شكل عالم سردي متين ومختلفان زوايا النظر، انتصر فيه الكاتب للإنسان في قضاياه السياسية والاجتماعية العادلة، فقضية كالحرية ومحاربة الظلم والفساد ستظل أبدا هاجسا إنسانيا يطمح له الجميع.

لا تكمن أهمية أعمال محفوظ في التصاقه بواقعه فقط، بل كذلك في قدرته العجيبة على خلق أيقونات من هذا الواقع المصري بداية والكوني بدرجة ثانية، حيث وأنت تقرأ محفوظ في حكاياته ووصفه تعيش ما يقصّه عليك حقيقة بكل جوارحك؛ تفكر، تتألم، تحس، تفرح تخاف، تنقبض.. وكأنك في عالم حقيقي تعيشه ولست تقرأه.

ميزة نجيب محفوظ لا نجدها عند غيره من الكتاب، الذين حتى وإن تناولوا الواقع وحاولوا ربط جسور مع قراء مختلفين فإنهم لم ينجحوا بالشكل الذي نجح به محفوظ، وربما يعود ذلك إلى افتقادهم للوصفة السحرية للكاتب الراحل، ألا وهي مرافقة الواقع إلى القارئ وليس اقتياده إليه. وهذا ما جعل من رواياته مادة ثرية للسينما والدراما ليكون أكثر كاتب عربي صُورت أعماله.

عن موقع جريدة العرب اللندنية

المقال بالـ PDF


العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977

صحيفة العرب© جميع الحقوق محفوظة

يسمح بالاقتباس شريطة الاشارة الى المصدر



 جريدة رأي اليوم الإلكترونية


جريدة رأي اليوم الإلكترونية


االجمعة 27 أغسطس/آب 2016
جريدة رأي اليوم الإلكترونية
متابعات


بالفيديو.. نجيب محفوظ : مصر اليوم مجاهدة وغدا ظافرة


لم تحظَ حواريات نجيب محفوظ الإذاعية والمرئية باهتمام كثير من الباحثين، قدر الجوانب المختلفة والمتعددة من إبداعه الخالد، ومنها حواريات نادرة (إذاعية وتلفزيونية) أجراها معه إعلاميون كبار في مراحل مختلفة من عمره، وإن كان أقدمها التي وصلت إلينا كانت بعد أن تجاوز الـ70 من عمره.

من هذه الحوارات الممتعة، ذلك الحوار الذي أجراه الإعلامي الراحل طارق حبيب على شاشة التلفزيون المصري، وأذيع في الثمانينيات من القرن الماضي (وهو من أقصرها وقتًا مدته نحو 11 دقيقة)، ليس هذا الحوار هو الوحيد الذي أجراه طارق حبيب مع صاحب نوبل على مدار عقد الثمانينيات، لقد أجرى معه نحو 5 حوارات كاملة في أماكن ومناسبات مختلفة (داخلي وخارجي)، وربما كان هذا الحوار (المرفق رابطه) هو آخرها؛ إذ بدا فيها تأخر نجيب محفوظ في السمع لحد كبير، كما أن إجابته جاءت شديدة التركيز والاقتضاب بعكس حواراته السابقة التي أجراها معه أيضًا.

لم يكن نجيب محفوظ روائيًّا فذًّا فقط، بل كان محاورًا من طراز رفيع، شهد كل من حاوره بأنه كان سريع البديهة حاضر الذهن حلو اللسان، خفيف الظل، تميز بنكاته و”قفشاته”، المعبرة عن عمق انتمائه وإخلاصه لروافد تكوينه الأولى ونشأته في حي الحسين العريق.. وروى فيها كثيرًا من الذكريات والحكايات والطرائف مع أصدقاء عمره من شلة الحرافيش القديمة، ولهذا تبقى لحوارياته المسجلة طزاجتها واكتنازها بثراء لحظتها التاريخية التي لم تخبُ رغم مرور سنوات على تسجيلها، وكذلك لآرائه وتصوراته وبعض أفكاره التي طرحها ودلت على مدى انفتاح آفاق الخيال لدى محفوظ وقدرته الرهيبة على طرح الأسئلة الافتراضية حول المستقبل ومحاولة الإجابة عنها بإبداعية نادرة.

في هذا التسجيل يقول محفوظ مثلًا: “عندما تنجح ثورة التعليم في إخراج أجيال جديدة متعلمة ومحبة للثقافة، سيتغير الوضع إلى الأحسن”، ويقول عنه نفسه: “أنا لا أخلو من عصبية.. لكن لي قدرة على تهذيب النفس″، و”لأن الأدب هو معشوقي الأول والأخير، فأنا لم أحب الوظيفة إلا باعتبارها وسيلة لكي أكون أديبًا فقط”.

وما أعظم المعنى الذي اختتم به محفوظ حواره مع طارق حبيب، يقول: “مصر كانت دائمًا عظيمة، وهي اليوم مجاهدة، وغدًا ظافرة بإذن الله”.



عن موقع جريدة رأي اليوم الإلكترونية


من تقديم مؤسس ورئيس تحرير جريدة رأي اليوم الإلكترونية :

سياستنا في هذه الصحيفة“رأي اليوم”، ان نكون مستقلين في زمن الاستقطابات الصحافية والاعلامية الصاخب، واول عناوين هذا الاستقلال هو تقليص المصاريف والنفقات، والتمسك بالمهنية العالية، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع بقدر الامكان، والانحياز الى القارئ فقط واملاءاته، فنحن في منطقة ملتهبة، تخرج من حرب لتقع في اخرى، في ظل خطف لثورات الامل في التغيير الديمقراطي من قبل ثورات مضادة اعادت عقارب الساعة الى الوراء للأسف.

اخترنا اسم الصحيفة الذي يركز على “الرأي” ليس “تقليلا” من اهمية الخبر، وانما تعزيز له، ففي ظل الاحداث المتسارعة، وتصاعد عمليات التضليل والخداع من قبل مؤسسات عربية وعالمية جبارة تجسد قوى وامبراطوريات اعلامية كبرى، تبرخ على ميزانيات بمليارات الدولارات، رأينا ان هذه المرحلة تتطلب تركيزا اكبر على الرأي المستقل والتحليل المتعمق، وتسمية الامور باسمائها دون خوف.

لقراءة المزيد



 جريدة السفير اللبنانية


جريدة السفير اللبنانية

جريدة السفير
نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2016-08-06 على الصفحة رقم 9 – ثقافة
القاهرة - محمد شعير


الذكرى العاشرة لرحيل نجيب محفوظ.. «آفة حارتنا النسيان»


خلال أيام، تمرّ الذكرى العاشرة لرحيل عميد الرواية العربية نجيب محفوظ (1911-2006)؛ وهي مناسبة ستفاجأ بها المؤسسة الثقافية الرسمية المترهلة بيروقراطيا. وستمرّ كما مرّت غيرها من مناسبات، لنكرر مقولة محفوظ الشهيرة التي صارت أيقونة مملّة من فرط تكرارها «آفة حارتنا النسيان». باستثناء «المجلس الأعلى للثقافة» الذي أعلن عن احتفالية تقام يوم 30 أغسطس (آب) الحالي، يتحدث فيها بعض المثقفين، (لم تتحدد اسماؤهم بعد)، فضلا عن عرض فيلم تسجيلي عن الراحل. بيد أن بقية المؤسسات اتخذت موقفا مغايرا، بل يكاد يكون نقيضا للاحتفال. «هيئة الكتاب» قررت إلغاء السلسلة النقدية التي تحمل اسم محفوظ ويرأس تحريرها الروائي يوسف القعيد، وقد علّل رئيس الهيئة هيثم الحاج علي إلغاء السلسلة بـ «لعدم انتظامها في الصــدور» و«تفتقر إلى موضوع محدد وخطة نشر طويلة المدى» و«كذلك لعدم وجود دراسات جيدة عن نجيب محفوظ».
والمفارقة أن الحاج علي يعاود التأكيد على أن قيمة «الأستاذ نجيب محفوظ ليست في سلسلة نشر»، وأنه كان من الداعين ولايزال لإنشاء «معهد لدراسات نجيب محفوظ». يوسف القعيد، من جانبه، حمّل مطابع هيئة الكتاب مسؤولية عدم انتظام السلسلة، مشيرا إلى أن في المطابع أربعة كتب من السلسلة لم تصدر حتى الآن.

وبرغم تأكيدات رئيس الهيئة أن السلسلة متعثرة لعدم وجود دراسات جادة عن محفوظ إلا أنه أصدر الأيام الماضية كتابا بعنوان «قصص نجيب محفوظ التي لم تنشر».. وهو كتاب رفض يوسف القعيد نشره في سلسلة «نجيب محفوظ» لعدم تمكن كاتب مقدمة الكتاب محمود علي من الحصول على حقوق النشر من ورثة نجيب محفوظ. لكن الهيئة نشرته في خطة النشر العام بدون الحصول على تصريح من الأسرة، إذ يتضمن الكتاب 40 قصة من بدايات محفوظ، وكان يتطلب نشرها موافقة أسرة محفوظ الذي اعترض أثناء حياته على نشر قصص البدايات معتبرا أنه تجاوزها، ويمكن للباحثين فقط دراستها في المجلات التي نشرتها في حينه، إذ كان محفوظ اعترض أثناء حياته على نشر الكثير من هذه القصص في مجموعتين أصدرتهما «مكتبة مصر» بدون الرجوع إليه. لهذا تنوي أسرة محفوظ – وفق تصريح أحد أصدقاء العائلة المقربين منهم - رفع دعوى قضائية ضد هيئة الكتاب مطالبة بتعويض مالي كبير، ووقف توزيع الكتاب الذي يُعدّ نشره جريمة من وجهة نظرهم!

وعود متكررة

وإلى جانب آخر، كانت «وزارة الثقافة»، قد أعلنت بعد رحيل محفوظ عن إقامة متحف له، ولكن حتى الآن لم يتمّ أي شيء، فقط وعود متكررة من وزراء ليسوا دائمين. هذه المرّة وعد حلمي النمنم بالانتهاء من المتحف وافتتاحه في «ديسمبر» (كانون الأول) المقبل، في ذكرى مولد محفوظ. لكن كل المؤشرات تؤكد صعوبة الانتهاء من المتحف خلال الشهور الثلاثة المقبلة، إذ لم يبدأ أي عمل حقيقي فيه.. ولا يزال صاحب نوبل يبحث عن متحف، إذ لم يحدث شيءٌ مما أُعلن عنه إثر رحيله: لا المتحف الذي اقترحت وزارة الثقافة المصرية إقامته، ولا مشروع «المزارات المحفوظية» الذي أعلنت عنه محافظة القاهرة وطرحه الروائي جمال الغيطاني.

تبدأ حكاية المتحف بتخصيص «وكالة محمد بك أبو الدهب» المجاورة لجامع الأزهر كمتحف لمحفوظ، وبدأت «وزارة الثقافة» في إعداد المكان ورسوماته الهندسية، لكن وزارة الآثار اعترضت على تخصيص كل المبنى كمتحف، وطلبت تخصيص الدور الثاني فقط على أن يصبح الدور الأول للمكان مخصصا للحفلات الموسيقية. لهذا بحثت وزارة الثقافة عن مكان آخر للمتحف، واختارت قصر «الأمير بشتاك»، وأرسلت إلى وزارة الآثار التي طبت عرض الأمر على اللجنة الدائمة ولم ترد حتى الآن على طلب وزارة الثقافة، التي لا تعرف أيضا أن قصر «الأمير بشتاك» ـ (المخصص الآن كبيت للموسيقى والغناء) ـ لا يصلح متحفا لمحفوظ لأسباب هندسية. وكانت أسرة محفوظ قد سلمت «صندوق التنمية الثقافية» وكلّ مقتنياته وأوسمته ومكتبته وجوائزه التي حصل عليها، كما تبرع عدد من أصدقائه ببعض مقتنياتهم الخاصة: محمد سلماوي تبرّع بالعصا الخاصة بمحفوظ التي كان قد أهداها له، ويحيى الرخاوي تبرع بصورة من «خمس» كراسات كان محفوظ يتدرب فيها على الكتابة كنوع من العلاج بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها عام 1994. وقد وُضع تصوّرٌ لشكل المتحف، على أن يتضمن مكتبةً ضخمةً تحوي كل مؤلفات عميد الرواية العربية والدراسات والأبحاث التي صدرت عنه بكلّ اللغات لتصبح المكتبة بمثابة مرجع لمن يريد دراسته، فضلاً عن «سينماتيك» خاص بكل أفلامه.

مزارات

المشروع الآخر هو «مزارات محفوظ» السياحية. وهو مشروع تتبناه محافظة القاهرة بعد اقتراح تقدم به الروائي جمال الغيطاني. هكذا، أُلِّفَت لجنة ضمت محمد سلماوي، ويوسف القعيد، وسعيد الكفراوي. واتُّفق على أن يبدأ المشروع بتسجيل الأماكن المرتبطة بمحفوظ مثل المقاهي والمنازل والأماكن الأثيرة لديه، وخصوصاً في القاهرة القديمة، على أن يُعرَّف بهذه الأماكن ويُرَمّم بعضها. أما المستوى الثاني فهو المتعلق بعالم محفوظ الروائي، وخاصة في المرحلة الواقعية. ولحظ المشروع تحديث وترميم الأماكن التي دارت فيها أحداث رواياته وعاشت فيها الشخصيات التي دخلت الأدب الإنساني في العديد من اللغات مثل أحمد عبد الجواد في «الثلاثية» وحميدة في «زقاق المدق». على أن يُحَدَّد خط مسار للمزارات جميعها من خلال وضع أسهم ولافتات للأماكن وطبع كتيبات صغيرة بسعر زهيد يوضح خريطة المزارات بلغات متعددة ليقوم السياح بجولات تستعرض أماكن محفوظ. لكن لماذا توقف المشروع؟ يجيب سعيد الكفراوي: «لا أعرف. اجتمعنا وتمّ اتخاذ خطوات إيجابية. لكن كالعادة لم يحدث شيء». ويضيف: «هذا وطن بلا ذاكرة، نجيب محفوظ مثل يحيى حقي ويوسف إدريس، يذهب إلى النسيان. ويبدو أنّ النسيان من خواصّ مصر المعاصرة».

عن موقع جريدة السفير اللبنانية


صدر العدد الأول من جريدة السفير في 26 آذار 1974، وكانت ولا تزال تحمل شعاري “صوت الذين لا صوت لهم” و “جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان”.
اليوم، وبفضل تقنيات الاتصال الحديثة والإنترنت، تخطت السفير مصاعب الرقابة والتكاليف الباهظة للطباعة في الخارج وتمكنت من الوصول إلى قرائها في القارات الخمس.
تتضمن صفحات السفير الأخبار والتغطية الميدانية للأحداث في السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع والرياضة والترفيه، بالإضافة إلى التحقيقات الميدانية والعلمية والبيئية.
وتتولى تغطية الأحداث اليومية مجموعة صحفيو السفير ومراسلوها في واشنطن وباريس ولندن والقاهرة وفلسطين ودمشق وعمان وموسكو وروما وبون، مستعينون كذلك بالخدمات الإخبارية التي توفرها وكالات الأنباء العالمية.
لقراءة المزيد



 قنطرة للحوار مع العالم الإسلامي


موقع قنطرة للحوار مع العالم الإسلامي


موقع قنطرة للحوار مع العالم الإسلامي
30-08-2016


الذكرى العاشرة لرحيل عميد الرواية العربية نجيب محفوظ (1911-2006)


تمر اليوم الذكرى العاشرة لرحيل عميد الرواية نجيب محفوظ الذى رحل عن عالمنا 30 أغسطس 2006، تاركا خلفه إرثاً عظيماً من الإبداع بعد أن وضع الرواية العربية على خريطة العالمية بحصوله على جائزة نوبل 1988.

من أندر التسجيلات المصورة لأديب نوبل الكبير نجيب محفوظ (1911 - 2006) تسجيل نادر مجهول، قام فيه نجيب محفوظ بزيارة قسمه القديم الذي تخرج فيه (قسم الفلسفة) بجامعة القاهرة بدعوة من الجمعية المصرية الفلسفية وبحضور نخبة من كبار مثقفينا وأعلام الأدب والفلسفة في مصر، وهذا الفيديو النادر لم يتم تداوله ولا مشاهدته على نطاق واسع، إلا قبل أشهر قليلة، حينما رفعته الأستاذة رشا ماهر البدري على الشبكة العنكبوتية.



عن موقع قنطرة للحوار مع العالم الإسلامي


قنطرة للحوار مع العالم الإسلامي موقع فضاء إعلامي إلكتروني رصين ينشر مقالاته منذ عام 2003 باللغات العربية والألمانية والإنجليزية ويدعم الحوار البناء والانفتاح على الآخر والتواصل المثمر بين الثقافات والحضارات من أجل التأسيس لثقافة إنسانوية كونية. لقراءة المزيد عن قنطرة.


عن صورة المقال

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)