الذكاء الاصطناعي واللغة العربية شعار اليونسكو للاحتفال باليوم العالمي للعربية

, بقلم محمد بكري


إيلاف


الأربعاء 18 ديسمبر (كانون الأول) 2019
إيلاف - أول يومية إليكترونية صدرت من لندن عام 2001
إيلاف من دبي


الذكاء الاصطناعي واللغة العربية شعار اليونسكو للاحتفال باليوم العالمي للعربية


“تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة”يونسكو" في 18 من ديسمبر الجاري “اليوم العالمي للغة العربية 2019”، وذلك تحت شعار “الذكاء الاصطناعي واللغة العربية”.

يحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من ديسمبر في كل عام. وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد للاحتفاء باللغة العربية، لأنه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة.

وفي عام 2010، قررت الأمم المتحدة الاحتفال بلغات أعضائها الرسمية، وحددت يوم 18 ديسمبر يومًا عالميا للغة العربية، وكان أول احتفال باليوم العالمي للغة العربية في عام 2012.

في هذا العام، تنطلق الاحتفالات تحت شعار “الذكاء الاصطناعي واللغة العربية”. في رسالة وجّهتها أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، قالت: “ولئن كان الذكاء الاصطناعي ينطوي على عدد من المخاطر المحدقة بتعدد اللغات، فهو يحمل أيضًا في طياته العديد من الفرص والوعود. فمن شأنه أن ييسّر الحوار بين الشعوب والثقافات من خلال تطوير وسائل الترجمة الآنية. ومن شأنه أيضًا أن ييسّر تعلّم لغات عدة، وأن يشجّع بذلك ازدهار اللغة العربية، من خلال تجويد التعليم وتكييفه”.

ذكاء اصطناعي والعربية

ستنظم في هذا اليوم موائد مستديرة، تناقش دور الذكاء الاصطناعي في صون اللغة العربية وتعزيزها، كما ستتعرض لمسائل متعلقة بحوسبة اللغة العربية. ويتم تنظيم الاحتفال بالتعاون مع الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى يونسكو، ومؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية.

ومن المقرر أن يجتمع خبراء وأكاديميون وفنانون وممثلون عن مؤسسات متخصصة خلال الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لمناقشة الموضوعات الآتية: “تأثير الذكاء الاصطناعي في صون اللغة العربية وتعزيزها” و"حوسبة اللغة العربية ورهان المستقبل المعرفي"، وإطلاق التقرير الإقليمي بعنوان “اللغة العربية بوصفها بوابة لاكتساب المعارف ونقلها”.

في هذه المناسبة، تُحيي الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة حفلًا للموسيقى الشرقية في مقر اليونسكو في باريس، مصحوبة بمجموعة من ستة موسيقيين.

يبعث هذا الحفل برسالة سلام وأمن ووئام بانسجام مع القيم التي تروجها اليونسكو في إطار جهودها من أجل الحوار بين الأديان وبناء حصون السلام.

حوسبة تقرأ العربية

في إطار المواءمة بين العربية والذكاء الاصطناعي، يسعى علماء الكمبيوتر والباحثون في مجال العلوم الإنسانية منذ أكثر من عقد إلى إنتاج برامج حوسبة تقرأ النصوص العربية بدقة وتحوّلها إلى الصيغة الرقمية، في مهمة لم يتمكنوا من تحقيقها حتى وقت قريب.
بدأ الذكاء الاصطناعي بتغيير ذلك، ما يتيح إمكان جعل الحصول على أرشيفات من الصحف والمجلات والكتب متاحًا للجميع على الانترنت.

وشهد مجال معالجة اللغة ظهور بعض التقنيات المتقدمة لتمثيل المعنى الدلالي للنصوص، خصوصًا مع ظهور جيل جديد من أساليب التعلم العميق، بما في ذلك تقنيات “ورد تو فيك” (word2vec)"؛ و"إنفيرسانت" (InferSent)؛ و"يوز" (USE)؛ و"إيلمو" ELMO).

كذلك بُذلت محاولات لتدريب متصفحي الكلمات على تحقيق أداء أفضل للمهام اللغوية العربية. غير أن التمثيل على مستوى الجملة لا يزال مجالًا غير مستغل بشكل كبير، على الرغم من وجود إمكانيات للاستفادة من هذا التمثيل في ما يتعلق بالوحدات النمطية الأخرى لمجال معالجة اللغة الطبيعية، مثل وحدة الكيان المسمى، ووحدة تصنيف أجزاء الكلام، ووحدة التحليل النحوي، ووحدة استبانة الدقة.

الرابعة إنتشارًا

تحتل العربية المرتبة الرابعة بين أكثر اللغات انتشارًا حول العالم، فيما الإنكليزية أكثر اللغات انتشارًا بين جميع اللغات، بينما تتقدم العربية على جميع لغات العالم بعدد المفردات التي تجاوزت الاثني عشر مليون مفردة، الأمر الذي انعكس غنى ومرونة فائقة فيها، وقدرة على التعبير والوصف وقابلية على اكتشاف المعادلات اللغوية الملامئة من اللغات الأخرى، بحسب بحوث ودراسات مختلفة.
وأكدت منظمة يونسكو أن العربية لم تكن حافزًا على إنتاج المعارف فحسب، بل ساعدت على نقل العلوم والمعارف والفلسفات اليونانية والرومانية إلى القارة الأوروبية، في عصر النهضة.

تجدر الإشارة إلى أن اللغة العربية يتكلّم بها أكثر من 400 مليون عربي، إضافة إلى أن 1.5 مليار مسلم حول العالم يحتاجون استعمالها في شؤونهم المتعددة، خصوصًا في ما يتعلق بالقرآن الكريم والعبادات والشعائر والسنّة النبوية ومختلف فروع الفقه الإسلامي، فضلًا عن تاريخ الأدب العربي الذي يضم مئات المجلدات والمصنفات والتراجم والآثار الأدبية والعلمية على مختلف فروعها.

عن موقع ايلاف على الإنترنت

ايلاف المحدودة للنشر جميع الحقوق محفوظة ايلاف المحدودة للنشر ترخص باستخدام هذه المقالة. لا يمكن إعادة نشر هذه المقالة دون التوافق مع شروط وبنود شركة ايلاف المحدودة للنشر.

تم نقل هذا المقال بناء على ما جاء في الفقرتين 4-2 و4-3 من حقوق الملكية الفكرية المذكورة في شروط الأستخدام على موقع إيلاف :

  • مسموح لك بنسخ أو تنزيل المقالات المنشورة على الموقع من أجل إعادة عرضها على مواقع أخرى بشرط أن تعرض تلك المقالات بنفس تنسيقها وشكلها.
  • يجب وضع رابط للموقع بين عنوان المقالة والفقرة الأولى منها.
  • كما يضاف البيان التالي في نهاية المقالة : ايلاف المحدودة للنشر جميع الحقوق محفوظة ايلاف المحدودة للنشر ترخص باستخدام هذه المقالة. لا يمكن إعادة نشر هذه المقالة دون التوافق مع شروط وبنود شركة ايلاف المحدودة للنشر.

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)