تاريخ - Histoire

الحضارة الإسلامية في أهم تواريخها Civilisation musulmane

, بقلم محمد بكري

الجمعة ٢٨ سبتمبر/أيلول ٢٠١٢
جريدة الحياة
بيروت - «الحياة»


جريدة الحياة


يصعب حصر الحضارة الإسلامية التي امتدت من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ في كتاب واحد يوثّق أبرز الأحداث التي شهدتها، إلاّ أنّ المؤرّخ الفرنسي روبير مانتران (Robert Mantran) خاض هذه المغامرة من خلال قاموس أصدره باللغة الفرنسية عام 1990 عن دار «لاروس» بعنوان «أهم التواريخ في الحضارة الإسلامية».

واعتُبر الكتاب وقت إصداره بمثابة مرجع مهم يرصد الحضارة الإسلامية في كثير من مجالاتها كالطب والفلك والملاحة البحرية أو الشعر والفكر والتصوف أو حتى العلوم العسكرية والعمارة والريّ وغيرها. ومع أنّ النظرة الغربية تختلف في بعض تفاصيلها عن النظرة الشرقية إلى الحضارة الإسلامية، إلاّ أنّ مانتران الذي عُرف كواحد من أهمّ المؤرخين الروّاد في القرن المنصرم نجح في تقديم كتاب موثّق يربط الخبر التاريخي (من خلال تحديد دقيق للزمن) بظروفه التاريخية لجعله موفور الشرح وواضح المعالم. وهذا ما ساعد الكتاب في الانتشار السريع واعتباره كتاباً عالمياً شاملاً يدرس واحدة من أعرق الحضارات في دقائق تواريخها. وقد صدر أخيراً هذا الكتاب باللغة العربية عن دار «نوفل» بالتعاون مع «هاشيت- أنطوان» وبدعم من برنامج «أضواء على حقوق النشر»، وقدّم التحقيق والملحق التحديثي محمد ريحان.

ويعرض الكتاب مقدّمة روبير مانتران (1918- 1999) التي يقول فيها إنه بعد تأكد النصر لأوروبا على الصعيدين السياسي والاقتصادي، لم يعد يؤخذ العالم الإسلامي بالحسبان ولم يعد يتم تناوله إلاّ في شكل مجتزأ أو منحاز لأنه يرزح تحت سيطرة الاستعمار. أمّا بالنسبة إلى فترة حياته وانتشاره وحضارته، فيعتبر مانتران أنّ قليلين هم الذين يستطيعون ذكر بضعة أحداث طبَعَته، باستثناء المستشرقين، إلاّ أنّ العالم المسلم عاد أخيراً ليحتلّ مكانة مهمة بعدما حازت بلدانه استقلالها بعد الحرب العالمية وأصبحت بعض دوله من أغنى دول العالم لامتلاكها النفط.

ويُضيف: «وما لا شكّ فيه أنّ هذا الإسلام لم يظهر في الأرض فجأة. فتاريخه يمتدّ على مدى قرون، وهو على غرار أي تاريخ قد شهد فترات من العظمة وأخرى من الركود والتدهور. كما أنّه ينتشر على مساحة شاسعة إذ يمتدّ من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي، من المغرب إلى أندونيسيا. وعليه، لا يُمكن التغاضي عنه في أيّ دراسة أو تحليل يتناول العالم الماضي أو الحاضر».

يحتوي «أهم التواريخ في الحضارة الإسلامية» على فصول عدة تنضوي تحتها تواريخ مختلفة ومتسلسلة هي: «العالم العربي ما قبل الإسلام وظهور الإسلام»، «الأمويون: التوسع العربي- الإسلامي»، «العباسيون: الامبراطورية الإسلامية والهيمنة»، «العباسيون: زمن الانشقاقات- الشرق الأدنى والشرق الأوسط»، «الفاطميون»، «السلالات غير العربية: المرابطون والموحدون، سلاجقة الروم، الأتراك والمغول، إفريقية جنوبي الصحراء...»، «التشرذم في الغرب وإعادة التجمع في الشرق»، «الهيمنة العثمانية»، «تفكك الدولة العثمانية- الاستعمار الأوروبي»، «الهيمنة الفرنسية والبريطانية»، «الاستقلالات السياسية»، «التجذّر الإسلامي»، «العالم الإسلامي: 1990-2012».

يُعرّف كتاب مانتران القارئ على أهم الأحداث والمحطات والمراحل في تاريخ الإسلام كحضارة وتاريخ الدول التي استقرّ فيها والشعوب التي اعتنقته، من خلال ترتيب زمني واضح يُسهّل على قارئ هذا الكتاب مهمة فهم التاريخ المعقد لحضارة كبيرة لعبت دوراً مهماً في تاريخ العالم.

عن موقع جريدة الحياة


صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة"الحياة" جريدة عربية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988 .

منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)