الجنون طليقاً، واحة الراهب (سورية)، رواية بوليسية دار هاشيت أنطوان/نوفل - 2019

, بقلم محمد بكري


جريدة المدن الألكترونيّة


جريدة المدن الألكترونيّة
الإثنين 27-05-2019
المدن - ثقافة


"الجنون طليقاً" لواحة الراهب : الكل يبحث عن المجرم.. وخَلاصه



صدرت عن دار هاشيت أنطوان/نوفل رواية “الجنون طليقاً” للكاتبة والممثلة والمخرجة السورية واحة الراهب. وهي رواية بوليسية نفسية اجتماعية، تدور في بلاد مستعرة بالحرب والعنف والفوضى، وتقع في 202 صفحة من الحجم المتوسط.

في مستشفى للأمراض النفسيّة والعقليّة، وفي زمن الحصار بين معركتين، تخوض مجموعة صغيرة حربها الخاصّة. الأبطال هم فريق يُصَوِّر فيلماً سينمائيّاً، ومجموعة فاسدين، ومجرمٌ طليق، ومريضات هنّ أقلّ مرضاً ممّن خارج مشفاهنّ. يختلط الجنون بالعقل، ويذوب الخيط الرفيع الفاصل بين الواقع والدراما. تفاقُم الخوف من وجود قاتلٍ طليق يدفع كلّاً للاشتباه في الآخَر، بينما ينبري كاتبٌ مراوغ لتطويع السيناريو حتى يتطابق مع الواقع الذي باتت أحداثه أقسى من أن تُصدّق. في هذه الدوّامة من الالتباسات، على حدود الاضطراب النفسي، يبحث كلٌّ عن المجرم، وعن خلاصه...

وحول المنحى السيكولوجي العميق في الرواية وتركيب الشخصيات، تقول واحة الراهب: “أنا مهتمّة منذ صغري بعالم النفس وقراءة الوجوه ومعظم مطالعاتي متخصصة بالنفس البشرية والخوض بأعماقها، لذا ركّزت على تركيب خلفية الشخصيات المضطربة وهي من محض خيالي لكن قد تتقاطع مع بعض النماذج التي مرّت في حياتي مع روتوش خاص مني”.

اختارت الراهب لروايتها هذا العنوان “لأن الجنون والعقل باتا في عالمنا المعاصر المتخم بالفوضى والحروب على حافة واحدة وعلى شفير الهاوية”، كما تشير. وتضيف: “الجنون والعقل اختلطا وتداخلا بما ضيّع الفواصل الفارقة بينهما، حين تعم الجرائم لتصبح عامة، فيصبح حينها الجنون حقاً طليقاً”.

واحة الراهب — كاتبة ومخرجة وممثّلة سوريّة تحمل إجازة في الفنون الجميلة من جامعة دمشق، ودبلوم دراسات عليا في السينما من جامعة باريس الثامنة. حازت جوائز عديدة في المجال السينمائي والدرامي، حيث مثّلت وأخرجت وكتبت سيناريوهات أفلام ومسلسلات، من ضمنها: “رؤى حالمة”، و"رباعيّة التهديد الخطير"، وفيلمان قصيران: “جدّاتنا”، و"قتل معلن". شاركت في لجان تحكيم مهرجانات عديدة. لها كتاب بعنوان “صورة المرأة في السينما السوريّة” (2000) صادر عن وزارة الثقافة في دمشق، ورواية بعنوان “مذكّرات روح منحوسة”، (2017). وهذه روايتها الأولى عن دار نوفل.

مقطع من الرواية

بعد خروجها من غرفة المحقق وفي طريقها إلى غرفتها، استعادت دينا إحساساً راودها سابقاً بأنّها مراقبة لكنّها استبعدته، حتى إنّها تشكّكت في كونها تهلوس أو تهذي بما يشبه أعراض عقدة الاضطهاد التي قرأت عنها وعن غيرها من الأمراض النفسية في إطار تحضيرها للشخصيّة التي ستؤدّيها في الفيلم. لاحظت ملامح من تلك الأمراض في بعض سلوكيّاتها، فما تشعر به من حين لآخر، يشبه أعراض اكتئاب وإنهاك عصبي، وأحياناً تنتابها عقدة ذنب أو بعض الوسوسة والشعور بالاضطهاد كالذي يدفعها الآن لتخيّل أنّ هناك من يلاحقها. ازداد ذلك الشعور بشكل ملموس بعد زيارتها لمهجع المريضات، وها هي الآن تستعيده بعدما قُتلت سوسن، صديقتها وملجأ أسرارها. ربّما هو ما دفعها للظنّ باحتمال كونها ملاحقة ومستهدفة من قبل القاتل، أو من قبل إحدى المريضات اللواتي بتن يكرهنها، وربّما تقصَّدن تشويهها في المرّة الأخيرة حين كانت في مهجعهنّ، بحسب ما خُيّل إليها آنذاك وجعل منهنّ متّهمات كمجد بالنسبة لها. لكنّها سرعان ما استبعدت احتمال إصابتها بعقدة الاضطهاد، رغم ما ينتابها من أعراضه الآن، ما دامت قادرة على التشكيك حتى في نفسها وافتراض مرضها، وهو ما لا قدرة للمريض على فعله إلّا حين يقطع نصف الشوط في طريق الشفاء.

عن موقع جريدة المدن الألكترونيّة

حقوق النشر

محتويات هذه الجريدة محميّة تحت رخصة المشاع الإبداعي ( يسمح بنقل ايّ مادة منشورة على صفحات الجريدة على أن يتم ّ نسبها إلى “جريدة المدن الألكترونيّة” - يـُحظر القيام بأيّ تعديل ، تغيير أو تحوير عند النقل و يحظـّر استخدام ايّ من المواد لأيّة غايات تجارية - ) لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر تحت رخص المشاع الإبداعي، انقر هنا.



العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977


جريدة العرب
الثلاثاء 2019/05/28 السنة 41 العدد 1136217
الصفحة : ثقافة
بيروت


مستشفى للأمراض النفسية يتحول إلى ساحة جريمة


"الجنون طليقا" رواية بوليسية نفسية اجتماعية لواحة الراهب، أحداثها تدور في زمن الحصار بين معركتين، حيث تخوض مجموعة صغيرة حربها الخاصّة للنجاة.


الجنون والعقل باتا في عالمنا المعاصر على حافة واحدة


قدمت الكاتبة والممثلة والمخرجة السورية واحة الراهب آخر عمل روائي جديد جاء بعنوان “الجنون طليقا”، والذي يعتبر رواية بوليسية نفسية اجتماعية، تدور في بلاد مستعرة بالحرب والعنف والفوضى.

الرواية، الصادرة عن دار هاشيت أنطوان/نوفل ببيروت، مكتوبة بلغة بسيطة غير متكلّفة، مشبّعة بالمشاهد السينمائية المتسارعة، حيث تتتالى فيها الشخصيات المثيرة والمعقّدة، ويعود ذلك أساسا إلى تخصص الكاتبة في الإخراج، ما أثر على نصها المكتوب بأسلوب سينمائي.

تدور الأحداث في مستشفى للأمراض النفسيّة والعقليّة، وفي زمن الحصار بين معركتين، حيث تخوض مجموعة صغيرة حربها الخاصّة للنجاة. الأبطال هم فريق يُصَوِّر فيلما سينمائيّا، ومجموعة فاسدين، ومجرمٌ طليق، ومريضات هنّ أقلّ مرضا ممّن هم خارج المستشفى.

حبكة الرواية البوليسية محكمة بشكل دقيق، حيث يتعلّق القارئ بأحداثها وشخصياتها وتجعله يترقّب الجريمة تلوى الأخرى، ليدخل هو نفسه في لعبة التحقيق والبحث عن المجرم وبالتالي محاولة البحث في متاهة اندماج الواقع بالخيال.

محاولة البحث في متاهة اندماج الواقع بالخيالمحاولة البحث في متاهة اندماج الواقع بالخيال

وفي ظل الجرائم التي يشهدها المستشفى تسيطر حالة على الجميع وتستفحل بهم. لذا يختلط الجنون بالعقل، ويذوب الخيط الرفيع الفاصل بين الواقع والدراما. وفي ظل تفاقُم الخوف من وجود قاتلٍ طليق يدفع الكلّ للاشتباه في الآخَر، يجد أفراد فريق الفيلم أنفسهم في واقع باتت أحداثه أقسى من أن تُصدّق وأبعد من السيناريو الذي كانوا ينوون تقديمه. في هذه الدوّامة من الالتباسات، على حدود الاضطراب النفسي، يبحث كلٌّ عن المجرم وعن خلاصه.

وحول المنحى السيكولوجي العميق في الرواية وتركيب الشخصيات تقول واحة الراهب “أنا مهتمّة منذ صغري بعالم النفس وقراءة الوجوه ومعظم مطالعاتي متخصصة بالنفس البشرية والخوض في أعماقها، لذا ركّزت على تركيب خلفية الشخصيات المضطربة وهي من محض خيالي لكن قد تتقاطع مع بعض النماذج التي مرّت في حياتي مع روتوش خاص مني”.

اختارت الراهب لروايتها هذا العنوان “لأن الجنون والعقل باتا في عالمنا المعاصر المتخم بالفوضى والحروب على حافة واحدة وعلى شفير الهاوية”، كما تشير.

وتضيف “الجنون والعقل اختلطا وتداخلا بما ضيّع الفواصل الفارقة بينهما، حين تعم الجرائم لتصبح عامة، فيصبح حينها الجنون حقا طليقا”.

ونذكر أن واحة الراهب كاتبة ومخرجة وممثّلة سوريّة تحمل إجازة في الفنون الجميلة من جامعة دمشق، ودبلوم دراسات عليا في السينما من جامعة باريس الثامنة.

حازت الراهب على جوائز عديدة في المجال السينمائي والدرامي، حيث مثّلت وأخرجت وكتبت سيناريوهات أفلام ومسلسلات، من ضمنها “رؤى حالمة” و"رباعيّة التهديد الخطير"، وفيلمين قصيرين “جدّاتنا” و"قتل معلن". وشاركت في لجان تحكيم عدّة مهرجانات.

ولها عدة مؤلفات نذكر منها كتابا بعنوان “صورة المرأة في السينما السوريّة” (2000) الصادر عن وزارة الثقافة في دمشق، ورواية بعنوان “مذكّرات روح منحوسة” (2017).

عن موقع جريدة العرب اللندنية

المقال بالـ PDF

عن جريدة العرب اللندنية

العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977

صحيفة العرب© جميع الحقوق محفوظة

يسمح بالاقتباس شريطة الاشارة الى المصدر

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)