الإبيجرام من طه حسين إلى عزالدين المناصرة

, بقلم محمد بكري


جريدة رأي اليوم الإلكترونية


الأربعاء 9 مايو 2018
جريدة رأي اليوم الإلكترونية
ثقافة - راي اليوم
إعداد : مازن عبدالله


شعريَّة التوقيعة (الإبيجرام) : من طه حسين إلى عزالدين المناصرة


ظهر في (القرن الخامس، ق.م) في اليونان نوعٌ من النصوص القصيرة، أطلق عليها كلمة (إبيجراما – Epigramma)، التي اشتق منها مصطلح (Epigram)، وتعني النقش (Inscription)، كما يقول (محمد عناني). أما عند العرب، فقد ازدهر نوعٌ من الكتابة في العصر العباسي تنتمي لفن (الرسائل القصيرة)، أطلقوا عليها اسم (توقيعات). أما في القرن العشرين، فقد نشر (طه حسين) كتابه (جنَّة الشوك)، في (العام 1945)، كتب له مقدمة في الصفحات (7 – 21) عن (فن الإبيجرام) اليوناني، والكتاب عبارة عن نصوص (ص23 – 148)، وصفها طه حسين بأنها (إبيجرامات). كذلك، ظهرت اعتباراً من (العام 1964)، قصائد أطلق عليها صاحبها (الشاعر عزالدين المناصرة)، اسم (توقيعات)، وهي منثورة في معظم دواوينه (الأعمال الشعرية، دار مجدلاوي، عمَّان، ط6، 2006)، وأولها ديوانه (يا عنب الخليل، 1968). ولاحقاً، قدَّم (المناصرة) في حواراته الصحافية، تعريفاً لقصيدة (التوقيعة)، تناقله الباحثون. وقد انتشرت بعد ذلك (قصيدة التوقيعة) في الشعر العربي الحديث، كما هو الحال في قصيدة (هوامش على دفتر النكسة، 1967) لنزار قباني، تحت أسماء متعددة مثل: (التوقيعة، الشذرة، الومضة، اللقطة، القصيدة القصيرة، القصيدة القصيرة جداً، قصيدة البيت الواحد، المقطعَّة، الأنقوشة، اللافتة، قصيدة الفلاش، قصيدة الإيقونة، قصيدة الخبر، البرقية، التلكس، اللاصقة، القصيدة الخاطرة، السونيتة، الهايكو…الخ)، ولعل أقرب الأسماء لحقيقة هذا (النوع الشعري) هو (التوقيعة).

– يلخص الدكتور (إبراهيم عوض)، تعريفات (الإبيجرام) من المراجع الفرنسية، ويقدّم انطلاقاً منها، التعريف التالي: (الإبيجرام) هو: (قصيدة قصيرة (من بيتين إلى ستة) تّنظم للسخرية من أحد الخصوم، وتنتهي نهاية لاذعة، إنْ لم تكن فاحشة، وأنها كانت في بداءة أمرها عند الإغريق (مجرد نقوش) تُسجَّل على القبور والتماثيل، وما أشبه، ثمَّ حوَّلها الرومان فيما بعد إلى فن أدبي يقوم بالدرجة الأولى على التركيز والانتهاء بلسعة هجائية بارعة) – وقد استشهد أصحاب التعريفات هذه بـ(الإبيجرام)، الذي كتبه (فولتير)، يتهكم فيه على غريمه (جان فريرون)، وهذا نصُّه: (منذ يومين لدغ ثعبان في قلب الوادي، (جان فريرون. ترى ما الذي تظنونه قد حدث. لقد مات الثعبان(1)).

– (التوقيعة العبَّاسية)، هي (عبارةٌ بليغة موجزة مقنعة، يكتبها الخليفة أو الوزير أو الوالي على ما يرد إليه من رسائل تتضمن قضية أو مسألة أو شكوى أو طلب. والتوقيع قد يكون آية قرآنية، أو حديثاً نبوياً، أو بيت شعر أو حكمة، أو مثلاً، أو قولاً سائراً. ويشترط أن يكون ملائماً للحالة أو القضية التي وُقّع من أجلها) –(2). ومن التوقيعات في العصر الأموي(3): (كتب ربيعة بن عسل اليربوعي إلى (معاوية بن أبي سفيان) يسأله أن يعينه على بناء (دار) له بالبصرة ـ بأن يرسل له (اثني عشر ألف جذع من النخل) – فوقَّع معاوية على رسالته بقوله: (أدارُكَ في البصرة، أم البصرة في دارك!!)، ووقَّع (المأمون) العباسي في قصة عامل له كثرت منه الشكوى: (قد كثر شاكوك، وقلَّ شاكروك، فإما اعتدلت، وإما اعتزلت!). ووقَّع (هارون الرشيد) إلى صاحب خراسان، وقد بدأت الرعية تشكو منه: (داوِ جرحك، لا يتَّسع). ويقول الشاعر (المرُقّش الأكبر): (الدارُ قفرٌ والرسومُ كما… رقَّش في ظهر الأديمِ، قَلَمْ)، والمرقش شاعر جاهلي. ويمكن تحديد (مصادر التوقيعات)(4) في المصادر التالية: (العقد الفريد) لابن عبد ربه الأندلسي، و(كتاب الوزراء والكُتّاب) للجهشياري، و(خاص الخاص)، و(لطائف اللطف)، و(تحفة الوزراء) وهي لأبي منصور الثعالبي وكتاب (الدر المنثور) للآبي. أما في العصر الحديث، فنجد التوقيعات في كتاب أحمد زكي صفوت (جمهرة رسائل العرب). أما (شوقي ضيف)، فيعّرف (التوقيعات) بأنها: (عبارات موجزة بليغة، تعوَّد ملوك الفُرس ووزراؤهم أن يوقعّوا بها على ما يقدم إليهم من تظلمات الأفراد في الرعية وشكاواهم، وحاكاهم خلفاء بني العباس ووزراؤهم في هذا الصنيع)(5).

1. د. طه حسين: خواطر تأملية:

– (الإبيجراما) أي النقش، اسم أطلقه اليونانيون واللاتينيون على فن شعري (نشأ منقوشاً على الأحجار)، فقد كان القدماء ينقشون على قبور الموتى، وفي معابد الآلهة، وعلى التماثيل والآنية، بيتاً أو أبياتاً من الشعر، وقد تطور (هذا الشعر القصير)، الذي كانت تصور فيه عاطفة من عواطف الحب، والمدح، ثم غلب الهجاء على هذا الفن – (طه حسين: ص12). ثم يواصل (طه حسين)، شرح (خصائص هذا الفن) بقوله: (أول ما يمتاز به هذا الفن أنه (شعر قصير)، فإذا طال فهو قصيدة في الغزل أو المدح أو الهجاء. فالقصر خصلة مُقوّمةٌ لهذا الفن. ثم يمتاز هذا الفن بالخصلة الثانية: (التأنق الشديد في اختيار ألفاظه)، بحيث ترتفع عن الألفاظ المبتذلة دون أن تبلغ رصانة اللفظ يُقصد إليه الشعراء الفحول في القصائد الكبرى. وإنما هو شيء بين ذلك لا يُبتذل حتى يفهمه الناس جميعاً فتزهد فيه الخاصة، ولا يرتفع حتى لا يفهمه إلاَّ المثقفون الممتازون، والذين يألفون لغة الفحول من الشعراء). ومعنى ذلك أن الشاعر – يقول (طه حسين) – يجب ألا يلجأ إلى الألفاظ المبتذلة المسرفة في الابتذال أو الرصينة المغرفة في الرصانة، إلاّ حين يدعوه الفن إلى ذلك ويضطره إليه اضطراراً. أما (الخصلة الثالثة)، فهي أن يكوّن هذا المعنى أثراً من آثار العقل والإرادة والقلب جميعاً. فليس هو شعراً عاطفياً يصدر عن القلب أو يفيض به الطبع، وليس هو شعراً يصنعه العقل وحده. فالمعنى في هذا الشعر يجب أن يكون قوياً حتى حين يظهر فيه الابتذال (طه حسين – ص 14 + 15). أما (الخصلة الرابعة)، فهي: (أن تكون المقطوعة منه أشبه شيء بالنصل المرهف الرقيق ذي الطرف الضئيل الحاد قد رُكّبَ في سهم رشيق خفيف لا يكاد ينـزع عن القوس حتى يبلغ الرمية، ثمَّ ينفذ منها في خفة وسرعة ورشاقة لا تحس. لهذا امتاز هذا بـِ (البيت الأخير أو البيتين الأخيرين من المقطوعة). أما (الخصلة الخامسة)، فهي: (الحرية المطلقة التي يتجاوز بها أصحابها حدود المألوف من السنن والعادات والتقاليد، والتي تدفع أصحابها إلى (الإفحاش في اللفظ) وإلى (الإفحاش في المعنى)(6).

وننقل هنا (الإبيجراما الأولى) في كتاب طه حسين: (قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: علمِّني كلمات أتجه بهنَّ إلى الله في أعقاب الصلوات الخمس، فإني أجد في نفسي حاجةً إلى الدعاء في هذه الأيام الشّداد. قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: سَل اللهَ يا بُنيّ أن يعصمك من صغر النفس، الذي تضخم له الأجسامَ، ومن ضيق العقل الذي تتسع له البطون، ومن قصر الأمل الذي تمتدُّ له أسباب الغرور. وكنتُ حاضر هذا الحديث بين الأستاذ الشيخ والطالب الفتى، فقلت في نفسي: ما أجدَرَ الشباب المصريين أن يتخذوا من هذا الدعاء لأنفسهم برنامجاً وشعاراً!).

– وتعليقاً على هذه (الخواطر التأملية) في كتاب (جنَّة الشوك) لطه حسين، يعلق (الدكتور إبراهيم عوض) بما يلي: (قد تكون حكمة، قد تكون تحليلاً لفكرة ما، قد تكون ملاحظة على أمر من أمور الحياة، لكنها تخلو تماماً من العنصر الإبيجرامي الأصيل، أي (المفارقة). بل ليس في كثير من أقاويل طه حسين، بل ليس في معظمها – بناء إبيجرامي. وإنما هو كلامٌ يملأ به الصفحات، ويُسوّدَ به وجهها. وكل ما يريده (طه حسين) أن يقول الناس عنه (إنه يكتب الإبيجرام، وإنه أول من أدخلها ميدان النثر العربي!!!).

2. عز الدين المناصرة: توقيعات شعرية (إبيجرامات):

في (العام 1964)، كتب (عزالدين المناصرة) قصيدته (توقيعات)، ثم قرأها (عام 1965) في مقر (الجمعية الأدبية المصرية) بعابدين، بحضور الشاعر صلاح عبد الصبور، والدكتور (عزالدين إسماعيل) وآخرين في ندوة عامة. ثمَّ تابعْ نشر قصائد التوقيعات في معظم أعماله الشعرية تحت نفس العنوان أي (توقيعات)، بل نجد قصيدة له تنطبق عليها اسم (الإبيجرام) الأجنبي بعنوان (نقوش كنعانية) في ديوانه الأول (يا عنب الخليل، 1968)، لأنَّ الإبيجرام، يُترجم تحت اسم (الأُنقوشة). وفيما يلي ننقل حرفياً ما كتبه (عدد من الأكاديميين والمثقفين العرب) حول الموضوع:

الأكاديمي المصري (الدكتور عادل ضرغام): هناك عددٌ من المصطلحات قُدمت للتعبير عن ظاهرة (القصيدة القصيرة جداً)، منها مصطلح (التوقيعة) عام (1964) لعز الدين المناصرة، فلقد كان (المناصرة) هو أول من أطلق على القصيدة القصيرة جداً، اسماً عربياً، هو (التوقيعة، التوقيعات)، وأعلن في حواراته الصحافية أنه استفاد من عدة مصادر عربية وأوروبية: (التوقيعات العباسية النثرية)، و(المُقطَّعات الشعرية)، والشعر الياباني (الهايكو)، ونمط الإبيجرام (النقوش) اليونانية. وذهب (عزالدين إسماعيل) في كتابه (الشعر العربي المعاصر، 1966) إلى مقابلة القصيدة القصيرة، أي التوقيعات بالقصيدة الطويلة، وسار على نهجه (علي الشرع، 1987). واستخدم إحسان عباس مصطلح (القصيدة القصيرة) عام (1993). واستخدم عدد من الشعراء مصطلح (الومضة)، وتعتبر القصيدة إذا بلغت (سبعة أبيات)، قصيدة أو هي مقطوعة، وهي في تحديد (عزالدين إسماعيل) تصوير لموقف عاطفي في اتجاه واحد. أما (الومضة أو التوقيعة) في تحديد (عزالدين المناصرة)، قصيدة قصيرة جدّاً، مكثفة جداً. أما النماذج الشعرية التي قدَّمها (عزالدين إسماعيل، وإحسان عباس) للقصيدة القصيرة، فلا علاقة لها بقصيدة التوقيعة أو الومضة التي ابتدعها (عزالدين المناصرة) عام 1964، وهناك اختلاف واضح بين المفهومين: (التوقيعة)، و(القصيدة القصيرة)، فقد قال (المناصرة) في حوار معه: (كل توقيعة هي قصيدة قصيرة جدّاً، ولكن ليست كل قصيدة قصيرة، توقيعة)(7).

أمّا، الأكاديمية المصرية (الدكتورة مها مراد)، فتقول:

أولاً: مهما تعددت التسميات (التوقيعة، الومضة، اللافتة، البرقية)، فهي جميعها، (قصيدة توقيعة)، وهي تختلف عن مفهوم القصيدة القصيرة.

ثانياً: يُعرّف (عزالدين المناصرة) – (قصيدة التوقيعة) بأنها: (قصيدة قصيرة جداً، من نوع (جنس الحافة)، موجزة، مكثفة، تتضمن (مفارقة مدهشة)، ولها ختام مفتوح أو قاطع حاسم، وقد تثير ابتسامة أو مفاجأة، لكنها تلتزم الكثافة المتوترة، والومضة، والنَقْفَة المفاجأة، لكنها تلتزم الكثافة المتوترة، والومضة، والقفلة المتقنة بشكل عفوي أو مقصود) – وكأن هناك توالداً للأنواع، (حسب عزالدين المناصرة)، حيث اعتبر (التوقيعة) نوعاً من أنواع القصيدة القصيرة (جدّاً)، مؤكداً على أنَّ: (كل توقيعة هي قصيدة قصيرة جداً، ولكن ليست كل قصيدة قصيرة جدّاً، توقيعة!!)(8).

أما الأكاديمي الأردني، (الدكتور عيسى قويدر العبَّادي) فيقول: هذا الكنعاني (الشاعر عزالدين المناصرة) الذي عاقر الشعر منذ أربعين عاماً، شرَق فيه وغرّب، ضرب في متاهات الحجم والشكل والهدف، طوّل وقصرّ، وارتاح من عناء النفس الطويل في محطات مركزه حد الضغط، دالة حدّ الفضيحة، قصيدة صغيرة كعصفور مارد ينفجر قنبلة في وجه الواقع وإسرائيل والتيه العربي وتشرد المثقّف، فهذه قصيدة بحجم عصفور ضئيل تنوء عجوزاً بما حملت من اختزال العمر كله، يقول (المناصرة) في قصيدة “تركة”:

أطلعني أبي على وصيته لنا

كان نصيبي منها.. أيها السيّد

رسالة.. تتنبأ لي بمنفى جديد

منفى جديد، أيُّها السيّد!!!.

إن هذا الألم الكبير الذي يغطه النصّ هو ترجمة لحياة جيل من أجيال الأمة العربية، إنه الجيل الفلسطيني الذي عاش المنفى في الخارج والداخل، فأصبح قدره واضحاً من خلال فقدان الوطن، وهل أصعب على الإنسان من فقدان وطنه؟، وفي قصيدة الومضة الثانية للمناصرة “دعايات” نقرأ، مرة أخرى هذا الإحساس الفظيع بالظلم. والفقد، إن هذا النص الصغير يختصر عذابات للإنسان الكنعاني العربيّ الفلسطيني، الذي ينهي قدره الأول/ النفي بقدر هو أشد مرارة وبؤساً وخسارة، فالنتيجة المرصودة لهذا المنفي المشرد إذن هي الموت، ولم يعد الموت الجميل منتظراً هذا الإنسان، بل إنه موت قسري ظالم ينهي أمله ونضاله بكل مرارة وإذلال، يقول المناصرة في (قصيدة دعايات):

قال الذي سيعدم غداً للجلاد

هل تمنحني قلماً وورقة؟

صرخ الجلاد: ممنوع طبعاً ممنوع

القانون يحرّم ذلك

– لكنهم في سجون العالم

يعطون ورقة وقلماً.. وجرعة ماء

– تلك دعايات.. لا تصدق ذلك

لا تصدق أيُّها السيد.

فأي سيّد هذا الذي يعدم دون تحقيق أدنى رغبة كفلتها له نواميس الحياة وحقوق الإنسان في أن يكتب وصيته، أو أي شيء أخير في نفسه قبل أن يرحل؟، إن هذا الجنوح إلى الاستفادة من هذا اللون الشعري الجديد/ قصيدة (الومضة) القصيرة لا يمكن أن يكون سببه الميل إلى الراحة أو الإفلاس، (فالشاعر المناصرة امتطى صهوة الشعر منذ أربعين عاماً، وما يزال فحلاً من فحول الشعر العربي المعاصر)، ولا أظنه تعب فمال إلى قصيدة الومضة، ولكنه الضغط النفسي الرهيب الذي يعيشه الفنان والمثقف والإنسان العربي الضائع، فربما كانت هذه الدبابيس والقنابل الصغيرة المتفجرة وسيلة جديدة توصل إليه الرسالة، وتهز فيه مناطق الاستنقاع وأصقاع البرودة والترهل والتيه)(9).

يقول الباحث السعودي (إبراهيم الشتوي): تعتبر (قصيدة التوقيعة) أو (الومضة) من الأساليب الشعرية الجديدة في العصر الحديث، التي تأتي مكتملة ببنيتها العضوية، وبمعناها الذي لا يقبل إضافة، لكثافتها وتركيزها الشديد لغة ودلالة وشعوراً، مع غرابة المفارقة وأسلوب السخرية اللاذعة. يقول (كوليردج) بأنها: (كيان مكتمل وصغير، جسده الإيجاز، والمفارقة روحه). أما الشاعر الفلسطيني (عزالدين المناصرة) فيقول بأنها: (قصيدة قصيرة جداً، موجزة، مكثفة، تتضمن (مفارقة) مدهشة تثير ابتسامة مفاجئة. ولها ختام مثل نقفة يكون مفتوحاً أو حاسماً قاطفاً، وتكون القفلة حارقة خارقة)(10).

أما الأكاديمية السورية (الدكتورة سمر الدَّيوب) فتكتب مقالاً بعنوان جماليات شعرية التوقيعة:

سافر عكاويٌّ من غرفة نومهْ

فوق ظهور الخيل إلى الشرفةْ

حلف بغربته السوداء

وبكى: يا غرفةَ نومي

ما أطول أيام الغربة

ما أبعد قلبَ الغرفة!! – (عزالدين المناصرة)

– يعني الحديث عن التوقيعة، أو الومضة حديثاً عن النـزعة البلاغية الشعرية، وعن تقنية الانزياح، والإيحاء، والتكثيف اللوني، واستنطاق رموز الطبيعة وصورها. وقد جنح الشعر العربي الحديث نحو القصيدة القصيرة، ونحو التكثيف والتركيز. فقد غدت القصيدة تعبيراً عن لحظة انفعالية محددة، وأضحت هذه القصيدة شديدة الشبه بفن التوقيع؛ لتكثيفها، ويمكن أن نعيد في شعر الحداثة إلى فن التوقيعات النثرية في العصر العباسي، فثمة تشاكل بين الشعر التوقيعة وأدب التوقيعات من جهة الغنى المعنوي، والدفق العاطفي، والتكثيف. صفاء الصورة. وهذه القصيدة مقطعة شعرية قصيرة يهتم ناظمها بغنائية الموضوع أكثر من اهتمامه بمعيارية الشكل، في حين أن إيقاعية الشعر العربي ذاتية قائمة على المقطعية. ويمكن أن نرى أن شعرية التوقعية ناجمة عن التراثين العربي والعالمي.

يعّرف الشاعر عز الدين المناصرة (التوقيعة) بقوله: ((قصيدة قصيرة جداً) مكثفة تتضمن حالة مفارقة شعرية إدهاشية، ولها ختام مدهش مفتوح، أو قاطع، أو حاسم، وقد تكون مجتزأةً من قصيدة طويلة إلى حد معين، وقد تكون قصيدة توقيعة إذا التزمت الكثافة، والمفارقة، والومضة، والقفلة النقفة المتقنة المدهشة). ويُجمع (بعض النقاد) على أنَّ (الشاعر عزالدين المناصرة)، هو واضع مصطلح (قصيدة التوقيعة) منذ (منتصف الستينات)، عندما كتب قصيدة بعنوان (توقيعات)، وتلتها عشرات القصائد المبثوثة في مجلدي أعماله الشعرية. أما (الإبيجرام النثري)، التي تشبه (الخاطرة التأملية)، فقد أصدر (طه حسين) كتابه (جنة الشوك، 1945)، لكن بعض النقاد يرى أن ما كتبه طه حسين ليس (إبيجرامات) كما يقول الدكتور إبراهيم عوض. وفي (العام 2000)، أصدر الدكتور (عزالدين إسماعيل)، مجموعة شعرية بعنوان (دمعةٌ للأسى، دمعة للفرح)، احتفى فيه بـِ التوقيعة (الإبيجراما).

لكن (الشاعر المناصرة) من الشعراء الذين جربوا مشابهة الأنماط الشعرية في الحداثة الغربية، وإعادة تمثلها عربياً، وإعادة إنتاجها شعرياً. فقصيدة هايكو مبنية على نظام قصيدة هايكو اليابانية التي تعتمد على الأبيات الثلاثة:

(يا باب ديرنا السّميك/ الهاربون خلف صخركَ السميكْ/ افتح لنا نافذةً في الروحْ). وقد سمى قصائده، توقيعات، لاعتقاده أن هذا الشكل الشعري يشبه التوقيع في توخي الإيجاز، وعمق المعنى، وكثافة الإيحاء. فيحوّل عبر التوقيعة شعريته إلى خطاب اتصالي يثير انفعالات المتلقي، ويجعله يشاركه مشاعر الشعب الفلسطيني (تحت الاحتلال)، وتحت قساوة، وعذابات المنفى.

وإضافة إلى (عزالدين المناصرة)، شاعر التوقيعة الأول، هناك آخرون من (شعراء التوقيعة): نزار قباني (سوريا)، ومحمود درويش (فلسطين) ومظفر النوَّاب، وأحمد مطر (العراق)، ومئات من كُتَّاب قصيدة النثر الذين كتبوا (التوقيعة) منذ أول التسعينات وحتى اليوم.

– في المصطلحات يمكن أن (تتشاكل قصيدة التوقيعة مع القصة القصيرة جداً) من جهة كونها تحمل زخماً تكثيفياً إيحائياً ومعنوياً. فيمكن أن ننظر إلى التوقيعة إلى أنها نموذج يماثل البناء السردي للقصة القصيرة جداً، يثبت تجاوز الأجناس الأدبية في شعر الحداثة. أما (التوقيعة) التي تأتي في نهاية القصيدة أو المقطع فهي جزء من قصيدة تسير في تسلسل وهدوء إلى أن تأتي التوقيعة، فتحدث فجوة توتر هي شرط الشعرية، أو ما يسمى بالسمة الانفجارية في التأمل والدلالة والإيحاء. ويمكن أن نقول إن (التوقيعة) هي التي تحدث التوتر الشعري، فالتباين فيها يولّد حال إدهاش، ومتعة قراءةٍ تجعل هذه القراءة كاشفة. وقد تكون القصيدة قصيرة لكنها لا تكون قصيدة توقيعة. فقد لا تكون مكثفة، ولا موحية، فتخرج في هذه الحال من دائرة شعرية التوقيعة. أما قصيدة التوقيعة التي لا تكون نهاية مقطع، أو قصيدة فهي قصيدةُ ومضة مكثفة، خاتمتها مفتوحة على تأويلات، تمثل مفارقة شعرية. فكل توقيعة قصيدة قصيرة لكن ليست كل قصيدة قصيرة توقيعة؛ لأن هذه القصيدة أشبه بالبرقية، تقدم صورة واحدة، أو انطباعاً واحداً باقتضاب شديد يهدف الشاعر من خلاله إلى إحداث تأثير جمالي لدى المتلقي، وتقدم لقطة سينمائية درامية تهتم بالإيقاع الموسيقي في التشكيل الفني(11).

(6) يقول الباحث السعودي (محمد العبَّاس): فلاشات المحو:

العبارات المرسلة في النصوص الشبيهة بالفلاشات، المحمّلة بالدلالات الفنية والشعورية، لا تعني الاكتفاء بتقصيف الشريط اللغوي للنص وحسب، بل تصفيته من أي تعبير لا يتطلبه الإحساس، أو الميل إلى نص يقوم على آلية “المحو” وهو طراز كتابي شائع بين شعراء الموجة الجديدة، وينهض على الصورة الشعرية الخاطفة، وابتناء نص شديد التقشف والاقتصاد اللغوي، والتواطؤ مع مخزون القارئ المعرفي وخبراته العاطفية، فيما يعرف بشعرية “اللقطة” أو قصيدة “الومضة” المتناغمة بنيوياً مع القصة القصيرة جداً، من حيث اشتراكهما في استبطان السردية إذا، الشعر لا يتطور كحالة معرفية صرفة، ولا يمكن أن تعتريه أزمة جمالية محضة، بل هو مزيج من الجمالي والمعرفي، ولذلك يدخل في التغيير، (وعلى امتداد خمسين سنة من قصيدة النثر العربية، حسب عزالدين المناصرة، لم تحصل على حقها في الوجود من التنظير النقدي لأن التنظير كان شعاراتياً متناقضاً وكذلك بسبب وجود فجوة بين التنظير والنصوص، لكنها اكتسبت شرعيتها من كمية المنجز النصّي المتنوع ومن النوعي في النصوص أحياناً) أو هكذا تبدو سحنة هذا الطوطم المتعاظم. كمياً لدرجة مرعبة، الذي يعيش ويفرض على الجميع أزمة معنى. كل هذا “اليتم” الحاد أدى إلى تحشّدهم في وحدة نصية متطرفة، وهو ما يفسر انحياز بلاغتهم إلى بيانية العبارة المتشظية الخاطفة، أو هو العنف اللغوي المصحوب بشراسة فنية وغموض مقصود يحمل في طياته سادية موغلة في تدمير سيل التواصل مع المتلقي والتلذذ بتفكيك رتابة النسيج الشعري، وهو ضرب من ضروب التمرد على الالتزام بالقضايا التي كان يدافع عنها الشعراء الذين سبقوهم، لهذا حملوا حملة شعواء على الخطاب الأيدلوجي المضجر، وتبنوا أيدلوجية اللامبالاة ولغة التشرد واللا انتماء”. فهذا هو يتم النص، بتعبير أحمد يوسف، في اتجاهه الشعري ” نحو المجهول، وتدمير للغة المعلوم، وتخريب لبنية المألوف، وفيه تعلق “بجنالية التشظي التي قوامها اللانظام واللاشكل، وانحياز معلن للغياب واللا معنى – (12).

(7) يقول الباحث السوري (توفيق الشيخ حسين):

يطلق على القصيدة القصيرة ” التوقيعة” هذا الاسم أطلقه الشاعر الفلسطيني عزالدين المناصرة منذ الستينات… التوقيعة هي” القصيدة القصيرة المكثفة جداً…” وتتكون قصيدة التوقيعة إذا التزمت التكثيف والمفارقة والومضة والقفلة المتقنة المدهشة… البعض يسميها الومضة الشعرية.. ويرى بعض الباحثين أن قصيدة الومضة متأثرة بنمط من الشعر الياباني المعروف بـ”الهايكو” وتتناول كل المواضيع بطريقة بسيطة الكلمات وتحكي عن تفاصيل وحالات يومية لكن من زاوية جديدة… وهو شكل دال على فلسفة رؤيا معينة – (13).

(8) (محمد محمود البشتاوي): (شعرية الفيسبوك):

على قائمة الأصدقاء ثمة تباينٌ في إنتاج “التوقيعات” أو “الومضات”، بين من أحسنَ إخراجها وإقفالها فكانت كاملة في مبناها ومعناها، محبوكة ومسبوكة، بحيث أن انتزاع أي كلمة منها يفقدها رونقها؟، وبين من وقعَ في فخ الاقتطاع، فتبدو “الومضة” مجتزأة من قصيدةٍ، أخذت كفقرةٍ وألصقت على الحائط، ما يجعل المعنى مبتوراً. وثمة من جانبهُ الصواب، فرمى الكلام في غير موضعهْ في هذا الصدد؛ يعرّف (الشاعر عز الدين المناصرة) “الومضة” بأنها “قصيدة قصيرة مكثفة؛ تتضمن حالة مفارقة شعرية إدهاشية، ولها ختام مدهش مفتوح، أو قاطع حاسم، وقد تكون قصيدة طويلة إلى حدٍّ معين، وتكون قصيدة توقيعة إذا التزمت “الكثافة والمفارقة والومشة، والقفلة المتقنة المدهشة”، ما يعزز “شعرية الومضات” وجود أدوات مساعدة؛ كالصورة التي كثيراً ما تلازم النص، للإيحاءِ حيناً، وللتعبير عما يدورُ في خُلدِ الشاعر حيناً آخر، بيدَ أن الملاحظ أن كتاب بعض قصيدة النثر خرجَ من عباءة الذاتي والخاص وانتقلَ إلى العالم، خصوصاً في تناوله آخرَ المستجدات العربية، وربما يكون هذا بدافع أن “الجمهور عايز كده”، فيطغى في “المادة الشعرية” الجانب التقريري والإخباري، ويكونُ ذلك! “على حساب “وجود النص”. تعقيباً على ما سبق؛ فإن غياب الرقيب الفني، الجاد عن الصفحات، وتوفر “مساحيق العلاقات العامة”، أوجد حالة عامة من الاستسهال في “إنتاج” النص- (14).

(9) الدكتورعز الدين إسماعيل: الإبيجراما، 2000:

– يُعرّف (الدكتور عز الدين إسماعيل) (فن الإبيجرام) على النحو التالي: (وحين تذكر البيجرام في النقد الأدبي يكون المقصود بها بصفة عامة القصيدة القصيرة التي تتميز على وجه الخصوص بتركيز العبارة وإيجازها، وكثافة المعنى فيها، فضلاً على اشتمالها على مفارقة، وتكون مدحاً أو هجاءً أو حكمة،ى وقد عرفها الشاعر الرومانسي الإنجليزي (كوليردج) بقوله: إنها كيان مكتمل وصغير؛ جسده الإيجاز والمفارقة روحه).

– أما الأكاديمي المصري (الدكتور يوسف نوفل)، فيقول: (فن الإبيجراما) هو: (نص قصيرة مركّز العبارة، مكثّف المعنى، يستعير من القصة القصيرة جداً: الومضة الخاطفة، واختصار لحظة التنوير، بالاعتماد، غالباً، على الرمز والمفارقة واختيار اللفظ الدال، والعبارة الرقيقة التي تكون كالنصل المرهف ذي الحدّ الباتر، وهو عند البعض “فن التوقيعة” أو “التوقيعات”، ولا أميل إلى إطلاق ذلك المصطلح الذي ولد في تراثنا العربي، وعاش نثرياً، يحمل توجيه المعاملات الإدارية، والتحذيرية، والتهديدية في الدولة الإسلامية، أما الإبيجراما فهي، كما قدمنا، فيها من الحوار والقص والرمز والنقد والتهكم والهجاء)(15).
(10) ميرقادري سيد فضل الله، وكياني حسين (إيران): (الومضة الشعرية وسماتها):

الومضة الشعريّة لحظة أو مشهدٌ أو موقفٌ أو إحساس شعريّ خاطف يمّر في المخيلة او الذهن يصوغه الشاعرُ بألفاظٍ قليلةٍ. وهي وسيلة من وسائل التجديد الشعري، أو شكل من أشكال الحداثة التي تحاول مجاراة العصر الحديث، معبرة عن هموم الشاعر وآلامه، مناسبة في شكلها مع مبدأ الاقتصاد الذي يحكم حياة العصر المعاصر, راجت الومضة في السبعينات من القرن العشرين وباتت تستقلّ بنفسها حتّى أصبحت شكلاً شعريّاً خاصّاً. من أهم العوامل التي لعبت دوراً هاماً في نشأتها هي التحول الفكريّ والفنيّ ومتطلبات الحياة الجديدة والمؤثرات الأجنبية. (كان لعز الدين المناصرة قصب السبق في تأسيس هذا النمط الشعريّ). وهذا مثال على (قصيدة الومضة) أو (التوقيعة)، وهو لعز الدين المناصرة (1964):

وصلتُ إلى المنفى

في كفّي، خُفُّ حُنَيْنْ

حين وصلت إلى المنفى الثاني

سرقوا منّي الخُفَيْنْ!!.

وهذه توقيعة من عام (1999):

لا تَقُلْ لامرأةٍ في الأربعينْ

وَخَطَ الشيب جناحَ القُبَّرة

قل لها: إنَّ سماءَ الأربعين

فتنةٌ للناظرين

عنبٌ، دُرَّاقةٌ مُخضوضرةْ – (16)

يا دولة الخازوق يا قَتَّالةَ الشعراء، يا سَرَّاقة الحِنّاء والأضواء والأزياء والأجداد والآباء والأشياء والموَّال والرايات والخَرْجات… والمالوفْ.

يا دولة الخازوق، يا سَّراقة الإبريز والإفريز والتطريز والليمون والتفَّاح والحنَّون والنارنج، والأحجار والتاريخ والأنهار، والآهات… حتى الأوفْ.

(11) أحمد الصغير المراغي – وعبدالله رمضان خلف: (الإبيجراما في الأدب العربي المعاصر):

(أ) (المراغي): (بناء قصيدة الإبيجراما في العشر العربي الحديث:

عندما نقارن هذا العنوان الفخم مع مضمونه التطبيقي، نجد أن الباحث ركَّز تطبيقاته على إبيجرامات الدكتور عزالدين إسماعيل، والدكتور كمال نشأت، والشاعر العراقي أحمد مطر، بشكل خاص، وبعض النماذج المتناثرة لشعراء آخرين دون خطة إستراتيجية تحكم (الاختيار).
ويتكون الكتاب من (272 صفحة)، لكن (ال
مفاجأة) هي أن رائد قصيدة التوقيعة (الإبيجرام) الفلسطيني (عزالدين المناصرة) منذ (1964)، تمَّ تجاهله بشكل يثير الاستغراب، فلم يقدم الباحث أي نموذج من توقيعاته الكثيرة المبثوثة في أعماله الشعرية، كذلك، لم يناقش الباحث دور هذا الشاعر (الريادي)، لأن الهدف من هذه الرسالة الجامعية كما هو واضح، هو (إظهار ريادة طه حسين في الإبيجرام الشعري، والدكتور عزالدين إسماعيل ولكن في عام (2000)!!!

كل ما ورد عن (عزالدين المناصرة)، هو حرفياً الفقرة التالية: (من الملاحظ أن أستاذنا الدكتور يوسف نوفل، أول من تكلم في هذا الموضوع (الإبيجرام) بطريقة منهجية أكاديمية، لكن (الباحث) يستدرك قائلاً: (أما في النقد الأدبي الفلسطيني، فهم يقولون بأن الشاعر والناقد (الدكتور عزالدين المناصرة) كان أول من تكلم في موضوع الإبيجرام (التوقيعة)، الأمر الذي دعا بعض الباحثين (الفلسطينيين!!) يعدونه رائداً لقصيدة التوقيعة (الإبيجرام) في الشعر العربي الحديث، نظراً لكثرة ما كتب فيها منذ منتصف الستينات وحتى اليوم). لكن الباحث لم يورد توقيعة واحدة من توقيعات الشاعر المناصرة، وتجاهل أن (المناصرة) أنشد توقيعاته في منتديات القاهرة الثقافية منذ (1964)، حتى (فبرلير 1970)، حيث كان عضواً في (الجمعية الأدبية المصرية)، التي كان الدكتور عزالدين إسماعيل رئيساً لها. وبعيداً عن كل ذلك، كان على الباحث أن يعود إلى مجلدي الأعمال الشعرية لعزالدين المناصرة في طبعاتها السبع.

– (ب) عبدالله رمضان خلف: (فن الإبيجرام في الأدب العربي المعاصر):

أطروحة دكتوراه نوقشت في (جامعة عين شمس)، عام (2010)، وقد تطرق فيها الباحث إلى (توقيعات عزالدين المناصرة) في الصفحات التالية (51، 52، 113، 114، 133، 134، 150، 151).

ورغم أن الباحث قفز من (طه حسين) إلى (الدكتور عزالدين إسماعيل)، إلاَّ أنه اعترف بما يلي (ص541+52): (والجدير بالذكر أن كثيرين من المبدعين العرب، يمارسون هذا الفن إبداعاً غير أنَّ قليلاً منهم يطلقون عليه اسمه الأوروبي (الإبيجرام)، فنجدهم يختارون أسماء أخرى مثل مسمى: (توقيعة، لافتة، ومضة)، أو نحو ذلك. ومن أبرز الأسماء التي كتبت هذا الفن، الشاعر الفلسطيني (عزالدين المناصرة)، الذي كان له أثر في أجيال تلته من الشعراء).
– وفي الخلاصة، الذي يحسم دور (المناصرة) في صياغة قصيدة التوقيعة، هو النصوص التوقيعية في مجلدي أعماله الشعرية.

مراجع

1 - إبراهيم عوض: كلام مثل عدمه عن طه حسين، موقع _ (ديوان العرب) الإلكتروني، 10/2/2006.
2 - حمد بن ناصر الدخيل: فن التوقيعات الأدبية في العصر الإسلامي والأموي، والعباسي، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 20/7/1427هـ.
3 - يسري عبد الغني عبدالله: التوقيعات، فن أدبي نسيناه، مجلة الموقف الأدبي، العدد (413)، دمشق، أيلول 2005.
4 - الدخيل، المرجع نفسه.
5 -شوقي ضيف: العصر العباسي الأول، ط12، دار المعارف بمصر، 1966، ص (489).
6 - طه حسين: جنَة الشوك، دار المعارف بمصر، (صدرت الطبعة الأولى عام 1945 – أنظر (طبعة 1965)، القاهرة.
7 -عادل ضرغام: شعرية القصيدة القصيرة، موقع سين الإلكتروني),
8 -مها مراد: القصيدة القصيرة جداً، موقع (لها، أون لاين)، 16/1/2011.
9 -عيسى قويدر العبادي: قصيدة الومضة، موقع (ستارتايمز)، (3/7/2012) – (توقيعة المناصرة الأولى)، استخدمها المخرج الأمريكي العالمي (أوليفرستون) كقفلة (خاتمة) لفيلمه الشهير (شخص غير مرغوب فيه) مترجمةً إلى اللغة الفرنسية.
10 -إبراهيم الشتوي: جريدة (الجزيرة) السعودية، 17/12/2012.
11 -سَمَر الدَّيوب: جماليات التوقيعة في شعر الحداثة، موقع (طنجة الأدبية) الإلكتروني/ (17/5/2012)، وانظر أيضاً مقالتها: القصيدة الومضة، ديوان العرب.
12 -محمد العبَّاس: الإيقونات، مقطع من كتابه: (شعرية الحدث النثيري)، مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، 2007.
13 -توفيق الشيخ حسين: خلاصات النسَّاج في الجمال، موقع الحوار المتمدن، (9/1/2011).
14 -محمد محمود البشتاوي: (شعرية الفيسبوك)، جريدة الرأي الأردنية، (10/8/2012).
15 -منتدى السيد إبراهيم، (16/3/2013).
16 -سيد فضل الله ميرقادري، وحسين كياني: الومضة الشعرية وسماتها، مجلة اللغة العربية وآدابها، العدد (9)، (جامعة الكوفة، العراق)، 2010.
17 -عبدالله رمضان خلف: فن الإبيجرام في الأدب العربي المعاصر، جامعة عين شمس، 2010.
18 -أحمد الصغير المراغي: بناء قصيدة الإبيجراما في الشعر العربي الحديث، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، 2012.

عن موقع جريدة رأي اليوم الإلكترونية

من تقديم مؤسس ورئيس تحرير جريدة رأي اليوم الإلكترونية

سياستنا في هذه الصحيفة“رأي اليوم”، ان نكون مستقلين في زمن الاستقطابات الصحافية والاعلامية الصاخب، واول عناوين هذا الاستقلال هو تقليص المصاريف والنفقات، والتمسك بالمهنية العالية، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع بقدر الامكان، والانحياز الى القارئ فقط واملاءاته، فنحن في منطقة ملتهبة، تخرج من حرب لتقع في اخرى، في ظل خطف لثورات الامل في التغيير الديمقراطي من قبل ثورات مضادة اعادت عقارب الساعة الى الوراء للأسف.

اخترنا اسم الصحيفة الذي يركز على “الرأي” ليس “تقليلا” من اهمية الخبر، وانما تعزيز له، ففي ظل الاحداث المتسارعة، وتصاعد عمليات التضليل والخداع من قبل مؤسسات عربية وعالمية جبارة تجسد قوى وامبراطوريات اعلامية كبرى، تبرخ على ميزانيات بمليارات الدولارات، رأينا ان هذه المرحلة تتطلب تركيزا اكبر على الرأي المستقل والتحليل المتعمق، وتسمية الامور باسمائها دون خوف.

لقراءة المزيد

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)